|
أجِدَّكَ مَا يَنْفَكُّ يَسرِي لزَيْنَبَا | |
|
| خَيَالٌ، إذا آبَ الظّلامُ تأوّبَا |
|
سرَى من أعالي الشّامِ يَجْلُبُه الكَرَى، | |
|
| هُبُوبَ نَسيمِ الرّوْضِ تَجلُبُه الصَّبَا |
|
وَمَا زَارَني، إلاّ وَلِهْتُ صَبَابَةً | |
|
| إلَيْهِ، وإلاّ قُلْتُ: أهْلاً وَمَرْحَبَا |
|
وَلَيْلَتَنَا بالجِزْعِ بَاتَ مُساعفاً، | |
|
| يُرِيني أنَاةَ الخَطْوِ، ناعمَةَ الصِّبَا |
|
أضَرّتْ بضَوْءِ البَدرِ، والبَدْرُ طالعٌ، | |
|
| وَقَامَتْ مَقَامَ البَدْرِ لَمّا تَغَيّبَا |
|
وَلَوْ كَانَ حَقّاً ما أتَتهُ لأطْفَأتْ | |
|
| غَليلاً، ولافتَكّتْ أسيراً مُعَذَّبا |
|
عَلمْتُكِ إنْ مَنّيتِ مَنّيتِ مَوْعداً | |
|
| جَهَاماً، وإنْ أبْرَقْتِ أبْرَقْتِ خُلَّبَا |
|
وَكنتُ أرَى أنّ الصّدُودَ الذي مضَى | |
|
| دَلالٌ، فَما إنْ كَانَ إلاّ تَجَنُّبا |
|
فَوَا أسَفي حَتّامَ أسْألُ مَانِعاً، | |
|
| وآمَنُ خَوّاناً، وأُعْتِبُ مُذْنبَا |
|
سأتني فُؤَادي عَنكِ، أو أتبَعُ الهَوَى | |
|
| إلَيكِ، إنِ استَعصَى فُؤاديَ أوْ أبَى |
|
أقُولُ لرَكْبٍ مُعْتَفينَ: تَدَرّعُوا | |
|
| على عَجَلٍ قَطْعاً منَ اللّيلِ غَيْهَبَا |
|
رِدُوا نائلَ الفَتحِ بنِ خَاقَانَ إنّهُ | |
|
| أعَمُّ نَدًى فيكُمْ، وأقْرَبُ مَطلَبَا |
|
هُوَ العَارِضُ الثَّجّاجُ، أخضَلَ جُودهُ، | |
|
| وَطَارَتْ حَوَاشِي بَرْقهِ فَتَلَهّبا |
|
إذا ما تَلَظّى في وَغًى أصْعَقَ العِدَى، | |
|
| وإنْ فَاضَ في أُكرُومَةٍ غمرَ الرُّبَا |
|
رَزِينٌ، إذا ما القَوْمُ خَفّتْ حُلُومُهمْ، | |
|
| وَقُورٌ، إذا ما حادثُ الدّهرِ أجْلَبَا |
|
حَياتُكَ أنْ يَلقاكَ بالجُودِ رَاضِياً، | |
|
| وَمَوْتُكَ أنْ يَلقَاكَ بالبأسِ مُغضَبَا |
|
حَرُونٌ، إذا عازَرْتَهُ في مُلمّةٍ، | |
|
| فإْن جئْتَهُ من جانبِ الذّلّ أصْحَبَا |
|
فَتًى لمْ يُضَيِّعْ وَجْهَ حَزْمٍ، وَلم يبتْ | |
|
| يُلاحظُ أعجازَ الأمُورِ تَعَقُّبَا |
|
إذا هَمّ لمْ يَقْعُدْ بهِ العَجْزُ مَقعَداً، | |
|
| وإنْ كَفّ لم يَذهَبْ بهِ الخَرْقُ مذهَبا |
|
أُعيرَ مَوَدّاتِ الصّدُورِ، وأُعطيَتْ | |
|
| يَداهُ على الأعداءِ نَصْراً مُرَهَّبَا |
|
وَقَيْنَاكَ صَرْفَ الدّهرِ بالأنفُسِ التي | |
|
| تُبَجَّلُ، لا نَالُوكَ أُمّاً وَلاَ أَبَا |
|
فَلَمْ تَخلُ من فَضْلٍ يُبَلّغُكَ التي | |
|
| تروم، وَمنْ رأيٍ يُرِيكَ المُغَيَّبَا |
|
وَمَا نَقِمَ الحُسّادُ إلاّ أصَالَةً | |
|
| لَدَيْكَ، وفعْلاً أرْيحيّاً مُهَذَّبا |
|
وَقَدْ جَرّبُوا بالأمسِ منكَ عَزِيمَةً | |
|
| فَضَلْتَ بها السّيفَ الحُسَامَ، المُجَرَّبَا |
|
غَداةَ لَقيتَ اللّيثَ، واللّيثُ مُخدِرٌ | |
|
| يُحَدّدُ نَاباً للّقَاءِ وَمُخْلَبَا |
|
يُحَصّنُهُ منْ نَهْرِ نَيْزِكَ مَعْقِلٌ | |
|
| مَنيعٌ، تَسَامَى غابة وَتَأشّبَا |
|
يَرُودُ مَغاراً بالظّواهِرِ مُكثَباً، | |
|
| وَيَحْتَلُّ رَوْضاً بالأباطِحِ مُعْشِبَا |
|
يُلاعِبُ فيهِ أُقْحُواناً مُفَضَّضاً، | |
|
| يَبِصُّ، وَحَوْذاناً على المَاءِ مُذْهَبَا |
|
إذا شاءَ غَادَى عَانَةً، أو غَدا عَلى | |
|
| عَقَائِلِ سِرْبٍ، إنْ تقنّصَ رَبرَبا |
|
يَجُرُّ إلى أشبالِهِ كُلَّ شَارِقٍ، | |
|
| عَبيطاً مُدَمًّى، أوْ رَمِيلاً مُخَضَّبَا |
|
وَمَنْ يَبْغِ ظُلماً في حرِيمِكَ يَنصرِفْ | |
|
| إلى تَلَفٍ، أو يتنَ خَزْيانَ، أخْيَبَا |
|
شَهدْتُ لقَدْ أنْصَفْتَهُ يَوْمَ تَنبَرِي | |
|
| لهُ مُصْلِتاً عَضْباً من البِيضِ، مِقضَبَا |
|
فلَمْ أرَ ضِرْغَامَينِ أصْدَقَ منكُمَا | |
|
| عرَاكاً إذا الهَيّابَةُ النّكسُ كَذّبَا |
|
هِزَبْرٌ مَشَى يَبغي هِزَبْراً، وأغلَبٌ | |
|
| منَ القَوْمِ يَغشَى بَاسلَ الوَجهِ أغلَبَا |
|
أدِلَّ بِشَغْبٍ ثُمّ هَالَتْهُ صَوْلَةٌ، | |
|
| رَآكَ لها أمضَى جَناناً، وأشغَبَا |
|
فأحجَمَ لَمّا لَمْ يَجدْ فيكَ مَطمَعاً، | |
|
| وأقدَمَ لَمّا لمْ يجدْ عَنكَ مَهرَبَا |
|
فَلَمْ يُغْنِهِ أنْ كَرّ نَحوَكَ مُقبلاً، | |
|
| وَلمْ يُنجِهِ أنْ حَادَ عَنكَ مُنَكِّبَا |
|
حمَلتَ عَليهِ السّيفَ لا عَزْمُكَ انثنى، | |
|
| وَلاَ يَدُكَ ارتَدّتْ، ولا حَدُّهُ نَبَا |
|
وكنتَ متى تَجمَعْ يَمِينَكَ تَهتِكِ ال | |
|
| ضّرِيبَةَ، أوْ لا تُبقِ للسّيفِ مَضرِبا |
|
ألَنْتَ ليَ الأيّامَ من بَعدِ قَسوَةٍ، | |
|
| وَعَاتَبتَ لي دَهرِي المُسِيءَ فأعْتَبَا |
|
وألْبَستَني النُّعمَى التي غَيّرَتْ أخي | |
|
| عَليّ، فأضحى نازِحَ الودِ، أجنَبَا |
|
فَلا فُزْتُ منْ مَرّ اللّيَالي بَرَاحَةٍ، | |
|
| إذا أنَا لم أُصْبحْ بشُكرِكَ مُتْعَبَا |
|
عَلَى أنّ أفْوَافَ القَوَافي ضَوَامِنٌ | |
|
| لشكرِكَ ما أبدَى دُجَى اللّيلِ كَوْكَبا |
|
ثَنَاءٌ تَقَصّى الأرْضَ نَجداً وغائراً، | |
|
| وَسَارَتْ بهِ الرُّكبانُ شَرْقاً وَمَغرِبا |
|