إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
إذا كان أدنى المسالك نحو القمم |
وأيسرها أن نخون الحقيقه |
وأن نستعير القيم |
لنقضيِِِِِِ حاجاتنا ثم نبدلها كالثياب العتيقه |
فدعني هنا، في المهاوي السحيقه |
فإني تخيرت درب الألم! |
أردت أن أكونْ |
ساقيةََََ شفافة تسقي عروق الكرم و الزيتون |
تنعكس السماءْ |
وأوجه الغيد على مرآتها و خضرة الغصون |
لكنني مررت عبر المدن الكالحة الشمطاء |
فحملتني الطحلب الآسن و الأوحال و الدماء |
وأنبتت اشواكها في جسدي الصحراء |
ولم يكن لي حيلة..فهكذا الأنهارْ |
تتبع مجراها و لا تمتلك الخيار! |
أعرف أن يهوذا باع أخاه و معبوده |
بدراهم معدوده |
أعرف أن وراء جمال الأزياء و سحر الكلمات ذئاباً مصفوده |
أعرف أن الإنسانْ |
مازال كما كان |
يتمرغ كالدوده |
في عالمه الطافح بالأرجاسْ |
من أدرىمني بالناس؟ |
أنا من كوفئت على الحب بأقسى الطعنات؟ |
أنا من جوزيت على الطيبة باللعنات؟؟ |
من أدرى مني بالناس؟! |
لكني في الحشد الزاخرْ |
بين الخائن و القاتل والسارق و الماكر |
أبصرت هنا و هنالك بعض الشرفاء |
ورأيت هنا و هنالك نبلاً و وفاء |
فرجعت وفي النفس بقية إيمان |
بزمان تسترجع فيه الأرض براءتها المفقوده |
وعرفت أن طريق خلاص الإنسان |
ليست مسدوده! |
لم أعلن العصيانْ |
لكنني أبيت أن أستمرىء الهوان |
أبيت أن أقتل في أعماقيَ الإنسان |
فلم أقف معدداَ مناقب السلطان |
ولم أجئ بلاطه في جملة العبيد و الغلمانْ |
مرتدياًَ ملابس المهرج الفاقعة الالوان |
ولم يكن ذاك كما ترون إلا أضعف الايمان |
ورغم هذا فأنا الآن هنا، في قبضة السجان! |