إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
الموت في الصحراء |
شددتُ على الجرح كفّيَّ من أجلكمْ |
يا صغاري |
وجمّعتُ كلَّ قوايَ وسرتُ |
لأنكمُ بانتظاري... |
لأن عيونَكمُ السودَ تستطلع القادمينْ |
وتسأل عني الدروبَ بصمتٍ حزينْ... |
ومن أجلكم، يا صغاري، |
رميتُ سلاحي، |
كبحتُ نوازعَ حقدي وثأري |
وصارعتُ موتي صراعَ الغريقْ |
ولكنني أشعر الآنَ أن الطريقْ |
طويلٌ عليَّ |
فجرحي عميقٌ.. عميقْ |
وليس حواليَّ إلا الوحوشُ |
وصمتُ البراري!.. |
لقد نزح البدوُ عن هذه الأرضِ |
منذ زمانٍ بعيدْ... |
ولم يبقَ من خيمةٍ في العراءِ |
يلوذ بها متعبٌ أو طريدْ... |
وهأنذا في الفيافي وحيدْ |
تمرّ القوافلُ بي غيرَ عابئةٍ باحتضاري |
فلا تُفْجَعوا، يا صغاري |
إذا جاءكم من يُخبّر أني طوتْني الرمالْ |
أو افترستني الضواري.... |
ولا تحسبوني ضعيفَ الشكيمةِ عند القتالْ |
فقد كنتُ أعزلَ حين توالتْ عليَّ النصالْ |
وفاجأني الغدرُ في عُقر داري!... |
ومعذرةً، يا صغاري، |
لما قد تحسّون من لوعتي وانكساري |
فبعضُ الشدائدِ أكبرُ من كبرياء الرجالْ!. |