عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > مراد الساعي ( عصام كمال ) > خَلْف جُدْرَانِ الصَّمت ( نص نثري )

مصر

مشاهدة
2416

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

خَلْف جُدْرَانِ الصَّمت ( نص نثري )

بَينَ جُدْرَانِ الصَّمتِ
شمْسُ الْمَغِيبْ
تَصْحُو شمْسُ الْمَغيِبِ، لِتَنْحَنِيَ بَيْنَ أَكُفِّ الْأَصِيلِ تُلَمْلِمُ الْإِشْرَاقَ إِلَىَ صَدرِهَا
، تحَملُ أَشْلَاءَ النَّهَارِ وَأَكْدَارَ القُلُوبِ وَدَمْعَةَ الْحَبِيبِ، عَلَى وَجْنَتَيْهَا،
خَجَلُ الْأَزْهَارِ، تَلْثُمُ الْفَضَاءَ، بِصَمْتٍ مَهِيبٍ، تُوَدِّعُ مَوَاكِبَ الْأَطْيَارِ،وَتَوَاسِي
خُطَا الْغَرِيبِ تَسبحُ فِي أَعْمَاقِ الْبِحَارِ، تُطْفِيءُ النَّارَ وَاللَّهِيبَ .
صَرِيْخُ الْخَوْفِ
رُوْحٌ تأّنُ هَائِمةً، سَجِينَةً بَاكِيةً، بَينَ قُضْبَانِ الذَّاتِ وَمَظنَّاتِ الْفِكْرِ الشَّارِدةِ،
بَيْنَ جُدْرَانِ الصَّمْتِ تَبْحَثُ عَنْ مَلَاذٍ، مِنْ سُلْطَانِ الْقَهْرِ وَحُرَّيَةِ النَّزَوَاتِ
تَمْتَطِي الْيأَسَ وَالرَّجَوَاتِ كَطِفْلٍ يلتحفُ الْعَرَاءَ، يَنْزِفُ الْوَجَعَ والرَّجواتَ
، يُكَفْكِفُ الدََّمْعَ بِصَرِيخِ الِخَوفِ يُصَارِعُ الرَّيحَ بِنَجْوَى النَّوحِ، وَيُلوِّحُ بِأَوْرَاقِ
الْخَرِيفِ وَ يَسْتَمرُ النَّزِيفْ
الْعَار
نَقْطِفُ الْأَزْهَارَ، نَسْتَهِيمُ بِعَبَقِهَا، نَلعَنُ الْأَشْوَاكَ التِي دُوْنَها مَا عَشقْنَا الزُّهُورَ وَلَونَهَا
،نَقْتلُ الْحُبَّ بِأَيدِينَا ثُمَّ نَبكِي نَنْقِشُ ذِكْرَاهُ عَلَى الْجِدَارِ، ثُمَّ نَهْدمُ الدَّارَ ونَدَّعِي الْأَحْزَانْ
وَا حَسْرَتَاه، هَذَا هُو الْعَارُ .
لَيْلٌ
لَيلٌ يَتَهَادَىْ، يَتَرنَّحُ، تَصْحُو بَسْمَةٌ، تَسقطُ أَلْفُ دَمْعةٍ دَاخِل أَسْوَارِ السِّكُونِ والخوفِ،وَتَبْكِي الشُّمُوعُ بَيْنَ جلالِيبِ الدُّجَى وَكُوؤُوسِ الْمجُونِ وَالدَّمِ الْمَسْفُوحِ
عَلَى بِسَاطِ الْكَوْنِ.
غَرِيقٌ
ذِكْرَيَاتُ الْأَمْسِ تَتَأرْجحُ، عَلَىْ أَمْواجِ الِيَأسِ وَدَوَّامَاتِ الْغدرِ بِيمٍّ بِلا شُطْآنٍ، وَسَفِينَةٍ
بِلا قُبْطَانٍ، تَنْكَسِرُ الْمَجَادِيِفُ والْخَوفُ يَسْتَغِيثُ، يَسْتَنْقذُ الرُّوحَ مِنَ الْأَعْمَاقِ
تَصِيحُ الْحَنَاجرُ، تشرئبُ الأعناقُ، تَسْتَصْرِخُ الْيَمَّ أَنْ يَجفَّ، ينْضبَ، كَيْ تَعُودَ الرُّوحُ .
تَوَابِيتُ الْقَهْرِ
وَيفزعُ النَّهَارُ صوبَ الْمَغِيبِ، طَالَتْ سَاعَاتُ الْانْتِظَارِ يُرُيدُ أَنْ يَغفُوَ، أَنْ يَسْتَرِيحَ، وَالطُرُقَاتُ تَعُجُّ بالمقهورين كبَّلُوهُمْ عَلَى أَرْصِفةِ الظَّلاَمِ، أَحْرَقُوا عُيٌونَ الْفَجْرِ
وَأَضْحَىْ الْخَيَارُ الْفِرَارَ، أَو تَوُابِيتَ الْقهْرِ بِدُمُوعِ النَّهارِ الذي يزوي ليستريحَ، وَالْقُلُوبُ عَطْشَى لِانْكِسَارِ الْبَطْشِ عَلَىْ مِرآةِ الْخَلَاصِ، لِطُيُورِ النَوْرَسِ بِأَحْضَانِ الْبَحْرِ
لدُرُوبِ الْحُبِّ الْمَفْقُودِ، وَصَرِيخِ الْحَقِّ الْمَغْبُونِ بِأَسنَّةِ الْغَدرِ حَتَّىِ قَارَبَ الْقَارِبُ عَلَى الْانْكِسَارِ، وَبَيْنَ الْمَدِّ وَالْانْحِسَارِ، يَسْتَحِمُ الطِّينُ فِي الْمَاءِ
وَالْقَومُ، الْقَومُ نيامٌ .
الْفِرَار
أيُّهَا الْكَوْنُ الغافي بَيْنَ أَكُفِِّ الْأَقْدَارِ، أيُّهَا الْقَمَرُ الْقَابِعُة خَلْفَ حُجُبِ الْأَسْرَارِ، وَالشَّمْسُ الْحَائِرةُ بينَ غُرُوبٍ وَإِشْرَاقٍ، الرُّوْحُ سَجِينَةٌ بَيْنَ قُضْبَانِ الذَّاتِ
بَيْنَ جُدْرَانِ الصَّمْتِ، تَبْحَثُ عَنْ فِرَارٍ، والضَّمِيرُ مُلْقَى بَينِ الثَّلجِ وَالنَّارِ، وَالْأَمَلُ مُسَجَّى
بَيْنَ الْهَاوِيَةِ وَالْاحْتِضَارِ، فالْعَدْلُ قَتِيلٌ فِي عُيِونِ النَّهَارِ، وَالدَّمُ يَسِيلُ مِنْ شِفَاهِ الْأَزْهَارِ، وَيَسْأَلُونَ الْغُفْرَانَ مِنْ سَحَائِبَ الْغَضَبِ، والرُّوحُ لمْ تَزَلْ سَجِينَةً
بَيْنَ قُضْبَانِ الذَّاتِ، تَبْحَثُ عَنْ مَلَاذٍ، عَنْ فِرَارٍ
مِنْ دوَّامَاتِ الْقَهْرِ والْغَدْرِ والدُّمِ الْمُبَاحِ، حتّى صَارَتْ الشَّمْسُ
تستحي منَ النَّهَارِ
مراد الساعي ( عصام كمال )
التعديل بواسطة: مراد الساعي( عصام كمال محمد)
الإضافة: الاثنين 2007/10/08 04:36:26 مساءً
التعديل: الجمعة 2012/09/28 01:36:52 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com