حَرِيٌّ بالْمَشاعِرِ أَنْ تُهاجِرْ
|
وأنْ تُرْخى على الحُبِّ السّتائرْ
|
فليسَ على احتمالِ الحبِّ ضَعْفٌ
|
كَذَيّاكَ الذي مِنْ قَلْبِ شاعِرْ
|
فذا قلبي أُسايِرُهُ ولكنْ
|
أخافُ عليهِ مِنْ لَهَبِ المشاعِرْ
|
وأوْلى للذي في الليلِ يخشى
|
رُؤى الأمواتِ أنْ يَدَعَ المَقابِرْ
|
فقدْ أيْقَنْتُ منذُ البَدْءِ أنِّي
|
تَدورُ عَلَيَّ في الحُبِّ الدّوائرْ
|
عَرَفْتُ الحُبَّ مَوْتاً في حياتي
|
فَمِلْتُ إلى التّعَلُّقِ بالْمَماتِ
|
وَلَمْ يُبْقِ النَّوى شيئاً لِعَيْني
|
يُشَدُّ إليهِ بالنّظر التِفاتي
|
فرغْم المُغرياتِ بكُلِّ صَوْبٍ
|
أرى نَوْحَ الأحِبّةِ مِنْ صِفاتي
|
وَتَوْقي لِلْمُتاحِ يكادُ يَخْبو
|
أمامَ التّوْقِ للمُسْتَعْصيات ِ
|
فقدْ كُنّا على الرّملِ ارْتَسَمْنا
|
فضاعَتْ وامَّحَتْ في الرّمْلِ ذاتي
|
دعاني طَيْفُها المسْحورُ ليلاً
|
وما بي في الرُّجوعِ إليهِ نِيَّهْ
|
أنا في عِشْقِها مجنونُ لَيلى
|
وليسَتْ في هَوايَ الأخْيَلِيّهْ
|
حباها الليلُ في العَيْنِ احْوِراراً
|
وألْبَسَها نسيمُ الصُّبْحِ زِيَّهْ
|
وَأرْشفُها مُعَتّقَةً بِكأْسي
|
وأَنْشُقُ خَدّها في الْمَزْهَرِيَّهْ
|
وَلي مِنْ كُلِّ ما أهْوى خيالٌ
|
وتلكَ بِما قضى الدّهْرُ القضيّهْ
|
هيَ الأحلامُ يَحْمِلُها اشتِياقي
|
إلى ما ليسَ يبلُغُهُ التّلاقي
|
وَيَدْفَعُني لأَجْعَلَها اشْتِهاءً
|
وفاكِهَةَ التّمَتُّعِ في مذاقي
|
|
تُبيحُ لَها التَّفَنُّنَ في اخْتِراقي
|
وأَبْكيها وَأُلْقيها دُموعاً
|
على الجفنينِ ما تُلْقي السّواقي
|
وذا حالُ الْمَآقي في رُؤاها
|
فكيْفَ تكونُ في الفَقْدِ الْمَآقي؟
|
رَجَعْتُ لِعالَمِ العُشّاقِ حتّى
|
أشُمّ الورْدَ يَعْبِقُ مِنْ خُدودي
|
ويرسُم وجهُها حسَّ القوافي
|
وَيَرْقُص كُلُّ حَرْفٍ مِنْ قَصيدي
|
وَيأْخُذني لأَجْنَحَ في مَداها
|
وراءَ العُمْقِ في عُرْفِ الحُدودِ
|
وَتَأْذَن لي عَوالِمُها اقْتِراباً
|
مِنَ العينينِ أبحثُ عَنْ وُجودي
|
فَأدْخُل مثلَ سَهْمٍ في وريدٍ
|
وأخْرُجُ مثلَ سهمٍ مِنْ وريدِ
|
مَلَكْنا الْكَوْنَ مُذْ كانَ اجْتَبانا
|
ولَوْ لِلْكَوْنِ قُلْنا:كُنْ..لَ كانا
|
وَأَوْصَلَنا الخيالُ إلى مجالٍ
|
خلا مِنْ كُلِّ عَيْنٍ قَدْ تَرانا
|
فَرُحْنا فوقَ سَرْجِ الليلِ نَشْدو
|
وَسَيَّرنا الرِّياحَ على هَوانا
|
كَأنَّ نجومَ ذاكَ الليلِ كانتْ
|
عناقيداً تَدَلَّتْ في مَدانا
|
نُمارِسُ تحتَهُنَّ الشّوْقَ شَوْقاً
|
كَأنّ اللهَ لَمْ يَخْلِقْ سِوانا
|
وعُدْنا فوقَ أجنحَةِ السّعادَهْ
|
نُرَفْرِفُ بينَ أمْواهٍ وَغادَهْ
|
فَأُدْنيها..فَ تُبْد ي لي سُروراً
|
وأحْضنُها..فَتُ فْرِط ُ في الزِّيادَهْ
|
تُضايِقُنا بقايا ما عليْنا
|
وَتُرْبِكُنا على الجَسَدِ الْقِلادَهْ
|
وَما أنْ كادَ يَبْلُغُ باشْتِعالٍ
|
مِنَ الشَّفَتَيْنِ ثَغْري ما أرادَهْ
|
|
وَأَيْقَظَني على ضَمِّ الْوِسادَهْ
|