|
يا بَاكِيَ الْقَلبِ الْجَرِيحِ جَرَى | |
|
| دَمْعي يُواسِي صَرْخَةَ الأَلَمِ |
|
جُرْحٌ دَمَى أَشْقَى الْهَوَى زَمَنًا | |
|
| تَبكِيهِ أَمْ تَبْكي عَلَى حُلُمِ |
|
قد لَفَّكَ اللَّيلُ الْحزينُ شَجَى | |
|
| فِي وِحْدَةٍ تَجْثُو مَعَ النَّدَمِ |
|
تُمْسِي بَأَحزَانٍ عَلَىْ أَمَلٍ | |
|
| تَغفو بِهِ وَالصُّبحُ فِي سَأَمِ |
|
أضْنَتكَ ذِكْرَى الْجُرْحِ هَادِرَةً | |
|
| حَتَّى رَمَاكَ السُّهدُ بِالسَّقمِ |
|
وَالْأَمسُ يَأْبَى رَجْعَةً وَسَرَى | |
|
| كَالدَّاءِ فِي الْأَحْشَاءِ مِنْ ضُرَمِ |
|
لمَّا زَوَى شَدوَ الْهَوى قَدَرٌ | |
|
| قُلتَ اللَّيَالِي بِئسَ مِنْ حَكَمِ |
|
كَيْفَ الْمُنَى أَضْحَت بِنَائِيَةٍ؟ | |
|
| لَو أَقْبَلتْ؟ بِالْوَجدِ لَمْ تَرَم |
|
قُلتُ الْهَوَى لِلْعَاشِقينَ رَدَى | |
|
| إِنْ حِدَّتَ عَنْ لُقْيَاه لَمْ تَلُمِ |
|
صَفْو اللَّيَالِي لَاَ أَمَانَ لَهُ | |
|
| إِنْ يَدنُ مِنكَ الْيومَ لَمْ يَدُمِ |
|
كَمْ مِنْ قُلُوبٍ تَحْتَوي عِلَلاً | |
|
| تَشْكُو أَمَانِي الْعشقِ بِالصَّمِمِ |
|
وَالنَّفسُ مِنْ حَرِّ الْجَوَى، هَلَكَتْ | |
|
| وَالْفكرُ سُقْيَا الدَّمعِ بِالنَّدَمِ |
|
ينْعيِ الْمُنَى غَابتْ بِلَاَ أَثَرٍ | |
|
| حَتَّى رَمَاها الشَّوقُ بِالتُّهَمِ |
|
يَصْبُو إِلَى يَومٍ مَضَى رَغَدًا | |
|
| كَانَ اللُّقَى فِيهِ بِمُلْتَحَمِ |
|
هَاْ قدْ كَتَمْتَ الجُرْحَ فِي كَمَدٍ | |
|
| حيِنَ ارْتَأَيتَ الْبَينَ كَالْحِمَمِ |
|
كَفْكِفْ دِموعًا تَكْتويِكَ شَجَى | |
|
| فِي يَقْظَةٍ أَطْفِئْ لَظَى الّلِّمَمِ |
|
وَاصْبِرْ عَلىَ دَفعِ الْبَلَاءِ، فَمَا | |
|
| نَيلُ الْمُنَى إِلِّا، مِنَ الْهِمَمِ |
|
طُولُ الرَّجَا، أَرْضٌ بِلِاَ ثَمَرٍ | |
|
| يُؤْتِي النَّوَى وَالْعَيشَ بِالنِّقِمِ |
|
وَالصَّبْرُ أَوْتادٌ عَلىَ أَمَلٍ | |
|
| يُحْيي قُلُوبَ النَّاسِ مِنْ وَخَمِ |
|
دَعْ ذِكرَ أَحْزَانٍ، وَ نَائِبَةٍ | |
|
| تَصْحُو عَلَى بِشْرٍ وَمُغتَنَمِ |
|
تَغْفُو قَرِيرَ الْعَينِ مُؤْتَمِلاً | |
|
| فَالْغَيثُ يَأْتِي بَعدَ مُكْتَتَمِ |
|
لَا تَهْجُ اَقْدَارًا وَلَا زَمَنًا | |
|
| مَا لَومُ أَقْدارٍ بِذِي عَصَمِ |
|
وَالْيومُ إِنْ وَلىَّ بِلَا غَنَمِ | |
|
| أَمْسَى سَرَابًا، صَارَ كَالْعَدَمِ |
|
فَاسْكُن إلى الله الْقَويِّ تَجِدْ | |
|
| عَيْشًا رَغِيدًا غَيرَ مُنْهَدَمِ |
|
وَالْمُصطَفَى فِي نَهْجِ سُنَّتِهِ | |
|
| خَيرُ الْوَرىَ بِالْفعْلِ وَالْقَلَمِ |
|
فَاتْبَعْ دُرُوبًا مِنْ خَلائِقِهِ | |
|
| تَزهوُ شِموُخًا غَيرَ مُنْهزِمِ |
|
خَيرُ النَّبيِّينَ اصْطَفَاهُ لَنَا | |
|
| ربُّ الْوَرَى بالْعَدْل ِ وَالْكَرَمِ |
|
نُورٌ عَلَى نُورٍ مَنَاقِبُهُ | |
|
| أَحْيَا نُهُوجَ الْخَلْقِ مِنْ ظُلَمِ |
|
فَجرٌ سَرَى قَامَ الْوِجُودُ لَهُ | |
|
| شَوقًا وَإِكْرَامًا عَلَى قَدَمِ |
|
فِي لَيلَةٍ كَالنُّورِ فِي كَبَدٍ | |
|
| مِنْ مَكَّةَ اسْتدام في الْأُمَمِ |
|
أَمْسَتْ لَكَ الْأَبْدارُ شَاخِصَةً | |
|
| حتّى إِذا أَصْبَحْتَ لَمْ تَنَمِ |
|
إِسْمٌ عَلَى عَرْشِ النُّبَّوَةِ قَدْ | |
|
| دانَتْ لَهُ الْأَسْمَاءُ مِنْ قِدَمِ |
|
قَدْ أَقْبَلَالرُّوح ُالْأمينُ إِلَى | |
|
| غَارِ الْهُدَى بالْهَدِي وَ النِّعَمِ |
|
حَتَّى غَشَتْكَ الرَّجْفةُ الْكُبَرَى | |
|
| هَذا نِداءُ الْحقِّ فَاسْتلَمِ |
|
بَاتتْ لَكَ الْأَكوانُ خَاضِعة ً | |
|
| حِينَ اسْتَلَمْتَ الْأَمرَ بِالسّلَمِ |
|
خُضَّتَ الْعُلَا عَزمًا وَمُصْطَبرًا | |
|
| وَالنَّاسُ عَنْ حَقٍّ لَفِي صَمَمِ |
|
أَسْرَى بِكَ الْمَولَى بِهَادِيَةٍ | |
|
| فِي لَيْلَةٍ كَانَتْ مَعَ الْحَسَمِ |
|
صَفَّ النَّبيونَ الْخُطَا شَرَفًا | |
|
| فِي رَوْضَةِ الْأَقْصَى لِمُخْتَتَمِ |
|
جَاوزتَ أَقْطَارَ السَّمَاءِ،إِلَى | |
|
| عَرشِ الْوَدُودِ الْنُّورِ وَالْحَكَمِ |
|
عَادَتْ لَكَ الْأَديَانُ قَاطِبَةً | |
|
| فَضْلًا وَحقًا غَيرَ مُنْقَسَمِ |
|
والْهِجرةُ الْعصْماءُ قَدْ نَهَجَتْ دَربَ الْهُدَى بِالْلّينِ وَالحَزَمِ
|
أَمْسَى ْعَلّيٌ دُوْنَمَا جَزَعٍ | |
|
| يَفْديكَ رُوحًا غَيرَ ذِي نَدَمِ |
|
وَالْكَافِرُونَ الرَّبُّ أَسْبَلَهُمْ | |
|
| حَتَّى عَلَوْتَ الْأَرضَ كَالْقِمَمِ |
|
جَاوَزْتَ أَنْواءً وَعَادِيَةً | |
|
| فِي الْحَقِ إِنْ عَادَيتَ لَمْ تَلُمِ |
|
لَمَّا دَنَا السَّيرُ الْمَدِينَةَ قَدْ | |
|
| هَبَّتْ عَلىَ سَاقٍ، عَلَى قَدَمِ |
|
غَنَّتْ لِقاء الْحُبِّ ِ شَادِيةً | |
|
| يَا رَحْمةًّ جَاءتْ بِذِي الْكَرَمِ |
|
وَالْخَيرُ قدْ فَاضتْ مَنَابَعُهُ | |
|
| لَمَّا نَكَأتَ الأَرضَ بِالْقَدَمِ |
|
أَلفّتَ بَينَ الْمُؤمِنينَ عَلَى | |
|
| شَرْعٍ سَمَا وَصْلًا بِذي الرَّحَمِ |
|
فَالْكُلُّ إِخوانٌ سَوَاسِيةٌ | |
|
| لَا فَرقَ بَينَ الْعُربِ وَالْعَجَمِ |
|
عَادتْ بِكَ الْأيَامُ عَاطِرَةً | |
|
| تَغدُو ظَهيرَ الْحقِّ كَالْعَلَمِ |
|
دَانتْ لَكَ الدُنْيَا طَوَاعِيةً | |
|
| تَخطُو فَتَصْحُو غَفْوةُ الأُمَمِ |
|
تَسْري بكَ الْأَحْلاَمُ بَاسمةً | |
|
| تَمْضِي بِنا بِالرِّفقِ وَالسَّلمِ |
|
أَسَّسْتَ صَرْحَ الْمُسْلِمِينَ تُقَى | |
|
| حَتَّى غَدا دَربَاً لِمُغْتَنَمِ |
|
لَمَّا دَخَلتَ الْبَيتَ مُقْتدِرًا | |
|
| حَفّتْكَ رُوْحُ الْحَقَ ِ بِالْعَصَمِ |
|
عَمَّتْ تَبَاشِيرُ الْهُدَى وَجَرَتْ | |
|
| كَالْغَيثِ، يُحْيي الْأَرضَ مِنْ عَدَمِ |
|
تَرنُوْ فَتْجْثو كُّل نَائِبَةٍ | |
|
| تَغدُو فَتَهِدي كُلَّ مُضْطَرِم |
|
أَوْثَانُ شِركٍ قدْ رَمَيْتَ بِهَا | |
|
| فِي هَدْرةٍ كَالسَّيلِ مِنْ عَرِمِ |
|
طُهْرًا غَدا الْبَيتُ الْحَرَامُ لَنَا | |
|
| لمَّا رَنَا مَا فِيْهِ مِنْ صَنَمِ |
|
وَالْحَجُ أَضْحَى عَامِرًا، وَصَفَا | |
|
| طَوفًا، وَسَعْيًا، إِثْرَ مُلْتَئَمِ |
|
فَالْفَتحُ أَمْحَى كُلَّ عَادِيةٍ | |
|
| إِسْلَامُ عَدْلٍ هَلَّ كَالدِّيَمِ |
|
أَتْمَمْتَ دِينًا أَنتَ قَائِدُهُ | |
|
| مِنْ شِرْعَةٍ جَاءَتْ عَلَى رَحَمِ |
|
لمَّا دَنَتْ مِنْكَ الْمَنَون جَرَى | |
|
| دَمْعٌ سَقَى أْنْهَارَ منْ سَدَمِ |
|
نَاحَتْ دُرُوبُ الأَرِضِ، بَاكِيةً | |
|
| وَالنّاسُ فِي شَكٍ، مَعَ النّدَمِ |
|
قَالُوا: أَبَا الزَهْراءِ فَاطِمَةً | |
|
| لَمْ تَبكِ غَيرَ الْيومِ مِنْ أَلَمِ |
|
فَالْقَلبُ يَنعِي حَسرةً وَجَعًا | |
|
| والرُّوحُ تَشْكُو غَيبَةَ اللُّحَمِ |
|
يَا قومُ: إِنْ كَانَ الْحَبيبُ مَضَى | |
|
| مَا كَانَ مِنْ مَوْتٍ بِمُعْتَصَمِ |
|
يَا قَومُ: قدْ عَادَ الْبَشيرُ إِلَى | |
|
| لُقيَا الشَّفيعِ الْحيِّ وَالْحَكَمِ |
|
يَا مَنْ لَهُ الْأَكوَانُ قَدْ خُلِقَتْ | |
|
| أَتْمَمْتَ شَرْعًا جَاءَ بِالنِّعَمِ |
|
يَا خَاتمًا دِين الْورَى فَغَدَا | |
|
| هَديًا وَنَهْجًا، طَافَ بِالْأُمَمِ |
|
نَحْسُو فِرَاقًا عَنْكَ في كَمَدٍ | |
|
| وَالْحقُّ يَبقَى دَائِمَ الْعَصَمِ |
|
دَامَ الْهُدَى فِي عَهدِ أَرْبعةٍ | |
|
| كَانُوا عَلى عِز بَلَا خَدَمٍ |
|
عَاشُوا كَمَا عِشتَ الْحَياةَ رِضَى | |
|
| وَالدِّينُ يعْلُو كُلُّ ذِي أُطُمِ |
|
لَكِنْ سِهَام الحِقدِ مَا خَبُئَتْ | |
|
| أَفْضَتْ إِلَينَا فِتْنةَ الْوَصَمِ |
|
قَدْ أَوْقَدُوا النَّارَ التِي الْتَهَمتْ | |
|
| أَرْحَامَنَا مِنْ وَطْأَةِ النَقَمِ |
|
عُثمَانُ لَمّا أَغْرَقُوه دَمًا | |
|
| لْمْ يَرحَمُوا قَلبًا عَلَى هَرِمِ |
|
ثُمَّ الْعَليُّ الْعَوْنَ قَد طَلَبُوا | |
|
| لَبَّى نِدَّاءَ الْغَوثِ بِالسَّلَمِ |
|
فِي كَرْبَلَاءَ الْأرضُ قدْ كَرُبَتْ | |
|
| حِيْنَ الْتقَاهُ الْغَدرُ بِالدَّهَم |
|
سَيفٌ بَغَى، رَأسُ الْحُسَينِ هَوَى | |
|
| سِبْطُ الرَسُولِ، الطُّهرِ والْحُرُمِ |
|
هَامتْ عِيونُ الْكَونِ غَاضِبَةً | |
|
| مِنْ لَوْعةِ ِ الْأَحْزَانِ وَالْأَلَمِ |
|
رُغْمَ النَّوَى والْعَيشُ فيِ نَدَمٍ | |
|
| سَارَ الْعُلَا بالْجِدِ وَالْحَزَمِ |
|
لَمَّا اجْتَبَينَا الشَّرعَ مَنْهَجنَا | |
|
| عَمَّتْ رَوَابِي الْكَونِ بِالنِّعَمِ |
|
عَادتْ لَنَا أَزْمَانُنا رَغَداً | |
|
| نَصْرًا وَإِيمانًا، بِذِي الْهِمَمِ |
|
سَادتْ عقُولُ الْعُربِ رَائدةً | |
|
| فِكرًا وَعِلمًا صَار كالْعَلَمِ |
|
بَينَ الْعُلَا عَاشتْ عرُوبَتُنَا | |
|
| تَعلُو جِبَاهَ الْأَرضِ كَالْهَرَمِ |
|
فُرْسانُ صِدقٍ طَاوَلُوا قِمَمًا | |
|
| إِسْلَامُ خَيرٍ جِذْوةُ الْكَرَمِ |
|
حَتَّى غَدَا نُوُرًا وَمُلْتَحفًا | |
|
| نَصْبُو لَهُ بِالْعزِّ وَالشَّمَمِ |
|
سَارتْ عُيِوْنِ الْنَّصْرِ فِي نَهَمٍ | |
|
| حَتّى أَتَتْ بِالمَجْدِ وَالْعِظَمِ |
|
ثُمَّ الْقُلوب الْآن فِي مِحَنٍ | |
|
| تَأسُو عَلَى هَوْنٍ وَمُنْقَسَمِ |
|
تمضي دُرُوبُ الْيَومِ حَائِدَةً | |
|
| إِنْ ثَارَ سَيفٌ صَارَ فِي عَقَمِ |
|
عَمَّ الرَّدَى أَيَّامَنَا وَسَرى | |
|
| لَمَّا غَدَا كُلٌ بِمُخْتَصَمِ |
|
حتَّى دَنَتْ مِنَّا بِقَاتِلةٍ | |
|
| أَدْوَاءُ شَاقَتْ كُلَّ مُعْتَزَمِ |
|
قَدْ أَوْغَلتْ جُحْدًا جَرَى، فَدَمَى | |
|
| حَتَّى رَمَانَا الْغَربُ بِالصَّمَمِ |
|
حِينَ انْتَشَينَا فِي الْهَوَى أَمَدًا | |
|
| لَمْ نَجنِ مِنْهُ غَيرَ منْفَحَمِ |
|
ثُمّ غَدَونَا كَالبِنَاءِ هَوَى | |
|
| لَمَّا ارْتَضَينَا الجَورَ كالنِّعَمِ |
|
حَتّى تَداعُوا بِالْوَغَى عَلنًا | |
|
| وَالسَّيفُ فيِ صَمْتٍ كَمَا الصَّنَمِ |
|
مِنْ رَقْدَةٍ أَرضُ الْعُرُوبةِ قَدْ | |
|
| أَضْحَتْ بِأَيِدِ الْبَهْمِ، فِي العَتَمِ |
|
يَا دَمعَ عُرْبٍ بَعد أَنْدَلُسِ | |
|
| لَمْلَمْ دِيَارَ الْعِزِّ مِنْ هَدَمِ |
|
يَاربِّ كَيفَ الْعَيشُ فِي تَبَعٍ؟! | |
|
| صِرْنَا إِلَى قَيدٍ وَمُنْهَزِمِ |
|
واقْبَلْ صَلاةً الْغَوثِ نَاصِرَةً | |
|
| مِنْ أُمَّةِ الْقُرآنِ وَالرَّحَمِ |
|