إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
سيدتِي لَنْ تَعُودِي إِلَى الجَنَّة |
جَاْءتْ تَسْأَلُنِي بَعدَ سِنِينٍ عَدِيدَةٍ إِنْ كُنتُ أَذْكُرُهَا أَمْ نَسِيتُ الذِّكْرَياتِ البَعيدةِ .التَفَتُّ إلَيْهَا بِنَظرِةٍ شريدةٍ، قُلْتُ:مَنْ أَنْتِ؟ |
منْ أنْتِ أَيّتُهَا السَّيدةُ الوَدِيعَةُ؟قَالَتْ بِصَوتٍ كَاد أَنْ يَغْرَقَ فِيهَا: أَنَسِيتَ رَسْمي وَ اسْمِي؟وَاسْتَدَارَتْ بخُطْوَاتٍ وَئِيدَةْ، تُخْفِي بِكفَّيْهَا دُمُوعًا، قُلتُ:مَهْلاً، مَهْلاً اسْتَرجِعُ بَعْضًا مِنْ ذِكْرَياتٍ عنِيدةٍ. |
صَمْتٌ يَصِيحُ فَزَعًا، طُيُوفٌ عَنِيدَةْ تَتدَاعَى، تَحْبُو، تَتَرنَّحُ |
بَينَ آهَاتٍ وَزَفْرَاتٍ، تُبَعثِرُ وَتَنْكَأُ، غَاضِبَةً أَشْرِعَةَ المَاضِي الكَسِيِرةِ، التَّلِيدةِ، وَجِرَاحًا عَمْيقَةً. |
عَلَى شُطْآنِ الذِّكْرَى، تَسَاوتْ لَدَيَ حِيِنَهَا السَّاعَةُ وَاللَّحْظةُ وَالدَّقِيقَةْ . |
أَرَىْ رُوحًا شَرِيدَةً تَبْحَثُ عَنْ ذَاتٍ، عَن غُفْرَانٍ وَتَلْتَمِسُ السَّكِينَةَ، تَصْحُو أَحْزَانِي، تَنْتَفِضُ، تُهَلّلُ، تَصَيحُ:أَنْتِ، أَنتِ مَنْ هَدَمَتْ قُصُورَ الَأَمَانِي، حَطَّمْتِ مُهْجَتِي، فِي أوجِ بَهْجَتِي، كُنتِ ذاتَ يومٍ ليَ الْعِشقَ الْأَبَدِيْ، قَصِيدةً تَجْري بِفَمِي، مَشَاعِرَ تَسْري بِدَمِي،َ أمَلاً يَسْكنُ فِكْرِي وَقَلْبِي. |
تَحَالَفتِ مَع الزَّمَانِ، وَ رَاقَ لَكِ جُرْحُ الْمَغِيبِ وَنَزفُ الْوُرُودِ |
آهٍ أَبْكَيْتِ عَلَى شِفَاهي فَرْحِي وَبَسمِي، والآن تَسْتقِينَ مِنْ ذِاتِ الْكَأسِ، تَلعَقينَ الْمُرَّ مِنْ الْيَأسِ تُكَفكِفينَ الدَّمعَ، تَسْتَصْرِخينَ مِنَ الْبَأسِ . |
سَيِّدَتِي: |
قَلْبِي لَمْ يَعدْ قَلبِي، أَمْسَى صَخْرًا كَالصَّلْدِ. |
لا، لا، تُلَمْلِمِي رَمَادَ نَارٍ أَحْرَقَتنِي، عُوْدِي إِلَى ذِكرَاكِ، إِلَى دُنْيَاكِ، إلى يَومٍ احْتَضَرَتْ فِيْهِ شُمُوعِي وَاحْتَضنَتْ أَنْفَاسِي، فَالْقِي بِذِكرَاكِ فِي الْيَمِّ، عَانِقِي رِحْلة َالْأمْسِ، وَموجَ الْغَضَبِ التَحِفِي، تَحَدِّي عَوَاصِفَ اعْتَصَرتنِي، وَاخْتَبِئِي فِي قَوْقَعةٍ، تَحْتَوِي قَلبكِ والْغَدْرَ، إسْتَغيثِي بِرَحْمَةٍ لمْ تَعُدْ بَينَ الْبَشَرِ، وانْثُرِي مِنْ عَيْنَيك ِدُمُوعَ الْوَجَعِ، وَاسْتَلقِي تَحْتَ حَرِّ الْألَمِ تلْثُمِينَ شِفَاهَ الْعَذَابِ، حَتَّى يَحْتَضِرُ فِيْكِ الْأَمَلُ وَيَبكِي عَلَيكِ الْقَمَرُ. |
سَيدتِي: |
تُرِيدِينَ الْعَودَةَ إلَى الْجَنَّةِ؟ جَنَّةِ قَلبِي، عِشقي؟! لا، لا، لَنْ تَعُودِي إِلَى الجنَّةِ، فَأنَا لَنْ أَعُوْدَ إِليكِ. |
أَنْتِ مَنْ أَشْعَلَ الْجَحِيمَ وَأَنْتِ صَاحِبةُ الدَّعْوةِ، فاحْتَضِنِي اللَّهَبَ، تَنَفَسي الشَّرَرَ،أطْلِقِي صَرْخَةَ التِّيهِ مِثْلَمَا أَطْلَقْتُ صَرْخَةَ الْوَجَعِ، وَامْكُثِي فِي نَفَقٍ مِن جَليدٍ بِلا شُموعٍ، بِلا وَمْضةِ أَمَلِ، كُنْتُ يَومًا أَرْجُوها، واشْقَتنِي، كُنْتِ أُكْذُوبةً صَدَّقتُهَا فقَتَلْتنِي. |
قَلبِي يَزهُو بِرَحِيلكِ، كَمَا كَانَ يَزهُو بِحُبِّكِ، رَحَلَ الْحَنِينُ مِنه إلى الأبدِ . |
يَا سُقيَا الزَّمَانِ، زَمَانٌ مَا اعْتَادَ نَدِيمًا أَوْ حَليفًا أَوْ حِينًا مِنْ أَمَانٍ، سَلِيهِ الْأَمانَ، سَلِي الزَّمانَ الْغُفرَانَ، إنْ وَهَبَكِ إيَّاهُ؟! سَأَهِبُ لَكِ قَلْبَا جَدِيدًا، سَلِي الزَّمانَ الْمُسْتَحِيلَ . |
قَلْبي لمْ يَعُدْ قَلبي وَأَبَدًا، أَبَدًا لنْ يَلِينَ، نَسَىَ الْأَملَ وَالشَّوقَ وَالْحَنِينَ . |
سَيِّدَتِي لَنْ تَعُودِي إلَى الْجَنَّةْ إلَى جَنَّةِ حُبِّي وَحَدَائِقِ قَلْبِي |