إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
دموعُ الخريف |
طِفلٌ |
يُسدِلُ اللَّيلُ، سَتَائرَهُ عَلَي يتَهَادَى، يُلقِي بِغَسَقهِ، يَدنُو |
بَينَ أَحْضَانهِ، قَهرًا ارْتَمَيتْ، أََسْتَقِي مِنْ صَمْتِهِ الدَّوي جُنُونَ الْفِكرِِ |
وَألْفُ طَيفٍ بِعَينَي كَطِفلٍ يُعَانِقُ جِرَاحَهْ، يَنْتَابَهُ الفَزَعُ منْ كلِِ صَوْبٍ وجوَار |
شَرِيدَا، وَحِيدَا، يَتَلظَّى التِّيهَ جَمْرًا وَنَارًا يَنْزِفُ الْوَجَعَ |
بَينَ الدَّمْعِ، وَالرَّجَاءِ، والانْتِظارْ |
دُمُوعٌ |
غَابَ قَمَرٌ آنَسَ وِحْدَتِي، اختفتْ نُجُومٌ رافقتْ ظُلمَتِي وَلَيلٌ |
سَرَابِيلُ الذِّكْرَى فِيْهِ تَكْتَوِي رحلَتي تَتَرَاقَصُ الشُّمُوعُ عَلَى حَرِّ لَوعَتِي |
تَحْتَضِنُ الدُّمُوعَ وَتَنكَأُ الصَّبرَ وَخَلَجَاتِ مُهْجَتِي |
انتِحَارٌ |
يَا لَيْلُ مَا هَدَأَتْ فِيكَ الذِّكرَيَاتُ، عَلَى صَدَى رَجْعِ الْآهَاتْ |
تَتَشَرَّدُ الْأَفْكَارْ وتَنْتَحِبُ الْحَنَايَا، تَحْتَرِقُ أنَّاتُ النَّفْسِ وَيَنْتَحِرُ الصَّبرُ |
تَهُبُّ عَوَاصِفُ الْمَاضِي الْحَزِينْ بلَهيبِ الزَّفْرَاتِ بَينَ بَرَاثِنِ الزَّمَانِ تَستغِيثْ |
وَيَشِيبُ الْأَمَلُ وَتَنْقَطِعِ الرَّجَوَاتْ |
حِيْرَةٌ |
يَا لَيلُ طَالَ فِيكَ سَهَرَي، وَاشْتَعَلَ الْوَجدُ وَفْكرِي تُعانقُني الْمَوَاجِعُ |
تُسَامِرُنِي، تُوَاسِينِي، تَسْتَنطِقُ صَمْتَكَ الذِي يَقْهَرُنِي، وَيرْهِقُنِي |
فِيْ دَهَالِيزِ الْحِيرَةْ التِي تُحْيِينيِ، وَتقتِلُنِي بِرِمَاحٍ، غَائِرةٍ فَي قَلْبِي |
يَا لَيلُ |
كَمْ حَاوَرتُ فِيْكَ وجْدِي وَصَحْوَةَ الْبَقَاءِ وَحْدِي، كَمْ الْتَمَسْتُ فَيْكَ حُرِّيَتِي |
وَانْصَهَرَتْ فِيْكَ أُُمْنيَّتِي عَلَى فُوَّهَةِ التِّيهِ تَنْتَابُنِي لَوْعَاتٌ دَامِيةْ كَسِكينٍ يَحْفِرُ فِيْ جَسَدِي |
يَسْتَعْذِبُ وَيَسْتَصْرِخُ أَلَمَي بِكُلِّ صِنُوفِ الْوَجَعِ وَأَنَا عَلَىْ شَفَا يَأسِي |
بَينَ صَوَاهِلَ الْيَومِ وَالْأَمْسِ، أَتَخَبَّطُ بِجُدْرَانِ الصَّمْتِ بَينَ أَرْوِقَةِ الْمَجْهُولْ |
ودُروبِ اللا مَعْقُولْ |
قَدَرٌ |
أَيُّهَا اللَّيلُ الْجَاثِمُ عَلَىْ صَدْرِي أَينَ السَّكِينَةُ فِيْكَ وَالرَّجَاءْ؟ تَكْتَوِي قَلبًا يَسْتَجْدِي الشِّفَاءْ؟ |
وفؤَادًا أَسْكَرَه ضميرُ البَشَرِ النَّازفِ بكلِّ الأهواء يَقولُ: قَدَرٌ مكتوبٌ كَالشُّرُوقِ وَالْغُرُوب؟ |
الزَّمَانْ |
لَيَالٍ أَنتِ مِنْ رَحِمِ الزَّمَانْ، أَرْضَعَكِ الولاءَ لهُ بكُلِّ صِنُوفِ الْعِدَا وَالأوجاع |
أَنْهَكْتِ رُوحَ الْجَسَدِ فِي سَرَادِيبِ الفكر التِي تَأبَى النِّسْيانِ، هَلْ يَظَلُّ الْعُمرُ حَبِيسًا |
بَينَ لُقْيَاكِ وَالأحزان |
بِلا عزَاء |
أَيُّهَا الْأَمَلُ الْمَغْدُورُ القَابِعُ فِي قُصُورِ الْأَوهَامِ، أَيُّها الْحُبُّ الْمُلْقَى لَقِيطًا |
أَمَامَ أعينِ الْأيَّامِ، تَتَسَاقطُ عَليكَ دُمُوعُ الْخَرِيفِ، أبْكَيتَ بِوَجَعِكَ السَّمَاءَ |
تَنْبتُ عَلَى جَسَدِكَ الْأَشْوَاكُ، ويَحْتِضنُكَ صَرِيُر الرِّيحِ وَالْعُوَاءِ |
قَتَلَتكَ نُفُوسُ الْبَشَرِ وَلَا عَزَاءْ |
سَرَابٌ |
مَا زِلْتُ فِي وِحْدَتِي يُسَامِرُنِي الْعَذَابُ، أَحْتَسي كُؤُوسًا مِنْ صَبْري |
مِنْ وَجَعيِ وَكُؤُوسًا مِنْ خَيَالٍ، بَينَ الْحَقِيقةِ وَالْوَهْمِ يْنَ الصَّوَابُ؟! |
حَقِيقَةٌ تَتَلَاشَىْ، تَتَوَارَى، تَمُوتُ خَلفَ آلَافِ الْأَسْبَابِ، بَينَ دُمُوعِ الصَّمتِ |
وَأَبَدِّيَةِ الْغِيَابِ، يَلْهَثُ الصَّبرُ كَالسَّرَابِ، يَسْتَقِي الْأَمَلَ، مِنْ بَينَ بَرِاثِنِ الْعَذَابْ |