إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في عينيها .. |
أقرأ إمرأةً |
تسكنُ في تاريخِ الجرحِ .. |
تلملمُ أشلاءَ الزمنِ الموؤودِ .. |
بأقبيةِ النسيانِ .. |
تضيءُ فضاءَ نهاراتٍ |
سرقوا من بينِ ذراعيها |
من عينيها |
شمساً كانت ترتاحُ هنيهاتٍ |
في هودجِ مرقدِها |
ما عادت تصحو في غدِها |
في موعدِها |
شمساً كانت تتدلّى .. |
عندَ ضفافِ الحبِّ .. |
ضفائرُها الشقراءُ .. |
تقبّلُ موجَ البحرِ .. |
تغازلُ فوحَ البياراتِ .. |
تراقصُ أنسامَ الوديانِ .. |
تنامُ الليلَ بأحضانِ الشطآنْ |
في عينيها |
أرتادُ فضاءاتٍ |
أصطادُ إضاءاتٍ |
أتوضأُ بالمطرِ الثكلانِ .. |
أصلّي الذكرى في محرابْ |
أقرأ آياتٍ من تاريخٍ .. |
ما أنزلَها الوحيُ .. ولا سكنتْ صفحاتِ كتابْ |
تتمردُ فيهِ كلُّ حروفِ العشقِ .. |
على أسرِ الأوراقِ .. |
تثورُ على لغةِ العشّاقِ .. |
تجدّفُ في ألقِ الآفاقِ .. |
تقيمُ جسوراً فوقَ ضفافِ الوهمِ .. |
لشمسٍ تحلمُ بالإشراقِ .. |
على وطنٍ |
لا يطفىءُ ذكراهُ النسيانْ |
في عينيها |
أقرأُ وطناً |
كان فتياً .. كان بهياً .. |
كان أبياً .. كان عصياً |
في طلّتِه يضحكُ نوّارْ |
في عينيهِ تسكنُ أقمارْ |
تسبحُ أنسامٌ ليلَ نهارْ |
تصحوالأطيارُ بموعدِها |
تتوضأُ بلجينِ الأنداءِ .. |
تصلّي الفجرَ معَ الأزهارْ |
تتغازلُ بياراتٌ .. |
ترقصُ أمواجٌ .. |
يرتاحُ البحرُ منَ الترحالِ .. |
يمدُّ ذراعيهِ ولهانَ .. |
تقبّلُ شفتاهُ الشطآنْ |
تتكسّرُ أجنحةُ الكلماتِ |
على فمِها |
تتناثرُ أحرفُها جمرا |
تعصفُ ذِكرى |
تمطرُ شِعرا |
وعلى شفتيها رجعُ هديرِ صلاةٍ .. |
تتلوها جهراً خلفَ القضبانْ: |
في عينيها .. أقرأُ وطناً |
مرسوماً في ذاكرةِ الجرحِ .. |
يضيءُ مداهُ رؤى عشقٍ |
في بوحِ الطيرِ .. وفوحِ الزهرِ .. |
وليلِ القهرِ .. لهُ عنوانْ |
أنا من وطنٍ |
مصلوبٍ في رحمِ زمانٍ |
ثكلَ الوجدانْ |
منفيٍّ خلفَ حدودِ الشمسِ .. |
تجوبُ رؤاهُ مدارَ فضائي .. |
ليلَ نهارَ .. |
ويومَ اغتالَ بغاثُ البحرِ مداهُ .. |
سكنتُ عباءتَه السوداءَ .. |
تبعتُ ظلالَ عصاهُ .. |
تشقُّ غبارَ ليالي التيهِ .. |
تكابرُ في المجهولِ خطاهُ .. |
عساها تلقي الرحلَ .. |
على خارطةِ الدنيا والأوطانْ |
في عينيها .. أقرأُ وطناً |
الجرحُ يسافرُ من أقصاهُ .. |
إلى أقصاهُ |
تلوّنُ عينيهِ الأحزانْ |
خطفوهُ من حضنِ أبيهِ |
ألقوهُ على قارعةِ المنفى والتيهِ |
هم خطفوهُ .. هم أخفوهُ |
رضعوا من أثداءِ الشيطانِ .. |
الزورَ التضليلَ البهتانْ |
كذبوا في محرابِ التاريخِ .. |
على التاريخِ .. |
اتهموا الذئبَ بما اقترفتهُ أيديهم |
والذئبُ بريءٌ من دمِه |
هم ألقوا وطني في فمِه |
كانوا عُصبة |
من إلاّهم خانوا عهداً |
من الاّهم |
هم باعوا الشيطانَ أخاهم |
عشرون أخاً ألقوهُ هناكَ .. |
تعبُّ لياليهِ الكُربة |
في جبِّ المنفى والغُربة |
يغتالُ التيهُ خطاهُ .. |
بمحرقةِ النسيانْ |
ويمرُّ زمانٌ بعدَ زمانْ |
والموتورُ المحكومُ عليهِ بالأشجانْ |
ما زالَ بقاعِ الجبِّ .. |
وما مرّت |
سيارةُ قومٍ تُدلي دلواً |
حتّى الآنْ |