لَقَد خَطَّ رَيحانُ الجَمالِ عِذارَهُ | |
|
| فَأَبدى عَلى وَردِ الخُدودِ اِخضِرارَهْ |
|
وَأَلقى عَلى تِلكَ المَعاطِفِ حُسنَهُ | |
|
| نحولاً كَسا أَهلَ الغَرامِ شِعارَهْ |
|
تَبارَكَ مَن وَلَّى عَلى الخَلقِ جفنَهُ | |
|
| وَأَولى قُلوب العاشِقين اِنكِسارَهْ |
|
تَظنُّ الظِّبَى فيها مِنَ الحُسن ما بِهِ | |
|
| كَذبنَ فَما يَحكينَ إِلّا نِفارَهْ |
|
تَعَزَّزَ حَتّى لا يُنالُ وَإِنَّما | |
|
| رَأى ثَوبَهُ قَد مَسَّه فَأَغارَهْ |
|
عَزيزٌ يخِرُّ الغُصنُ تلقاءَ عَطفِهِ | |
|
| وَتَلثُم أَفواهُ الحِسان إِزارَهْ |
|
لَهُ إِمرةٌ في العاشِقينَ مُطاعَةٌ | |
|
| وَجُندُ جَمالٍ قَد أَعَزَّ اِنتِصارَهْ |
|
وَلِلّهِ قَلبي يَومَ نُودِي لِلهَوى | |
|
| وَقَد ضَمِنَت رُسلُ الجُفونِ اِئتِمارهْ |
|
وَلِلحَظ مَعنىً يَفهَمُ القَلبُ سرَّهُ | |
|
| وَإِن لَم يُمط لَحظُ العُيونِ سِتارَهْ |
|
وَلِلحُبِّ ما بَينَ النُفوسِ مسالكٌ | |
|
| طَوَت دونَ إِدراك الجُسوم اِختِبارَهْ |
|
وَبي مَن غَدَت روحي لَدَيهِ مُقيمةٌ | |
|
| وَإِن أَبعَدَت عَني اللَيالي مزارَهْ |
|
حَبيبٌ بَراه اللَه مِن طينةِ الوَفا | |
|
| وَمِن كَرَمِ الأَخلاقِ صاغَ نجارَهْ |
|
سَليمُ فُؤادٍ ثابتُ الودِّ مُخلِصٌ | |
|
| رَأَيت سَواءً سِرَّهُ وَجَهارَهْ |
|
تَعوّدَ مِنهُ المُكرَمات مقصّرٌ | |
|
| تَعوّد أَن يُلقي إَلَيهِ اِعتِذارَهْ |
|
وَرُبَّ فَتاةٍ أَبرَزَت لي مِعصَماً | |
|
| خَضبتُ بِدَمعي كَفَّه وَسوارَهْ |
|
سَقَتنيَ كَأساً مِن سُلافةِ لَفظِهِ | |
|
| لفَظتُ إِنائي بَعدَها وَعقارَهْ |
|
مُعتَّقَةٌ لَم يَفضُضِ الدَهرُ خَتمَها | |
|
| وَقَد عاصَرَت عَدنانَهُ وَنِزارَهْ |
|
شَرِبَتُ بِها حَتّى سكرتُ فَلَم أَعِي | |
|
| مِنَ السُكرِ إِلّا صَبوَتي وَأَذِّكارَهْ |
|
أَيا قَمَراً حالَ النَوى دونَ وَجهِهِ | |
|
| وَأَلقى عَلى جِسمي النَحيلِ سرارَهْ |
|
وَيا قاسِماً شَطرينِ حَظَّ نَواظِري | |
|
| فَيُؤنِسُها لَيلاً وَيَجفو نَهارَهْ |
|
لَحى اللَهُ بَيناً قَد شَجاني وَطالَما | |
|
| شَجيتُ عَلى قُربِ المَزارِ حِذارَهْ |
|
عَلِمتُ كِلا الشَجوينِ لَيسَ بِنافِعي | |
|
| وَكَيفَ بِمَن لا يَستَطيعُ اِصطِبارَهْ |
|
وَمَن جَرَّبَ الشَكوى فَلَم تَجد طائِلاً | |
|
| أَقَرَّ عَلى الصَبرِ الجَميلِ قَرارَهْ |
|