ولدي، سلامٌ مِنْ أبٍ يتمزَّقُ | |
|
| وَلِمُلْتَقى أَحْبابِهِ يَتَحَرَّقُ |
|
قدْ لا يَكُونُ لنا كلامٌ لاحِقٌ | |
|
| إنْ ظَلَّ يَحْكُمُنا الرئيسُ الأَخْرَقُ |
|
فاقرأْ خِطابي واعتبِرْهُ وصيّتي | |
|
| لا تَبكِ. إنْ تَفْعَلْ فجُرْحي أَعْمَقُ |
|
اِقرَأْ لِتَنْجُوَ مِنْ جُنونٍ حلَّ بي | |
|
| اِقرأ وثِقْ أنّي بقولي أَصْدُقُ |
|
|
في مِثلِ سِنِّكَ ضَلَّلُوني كي أرى | |
|
| تاريخَ أمْرِيكا ندىً يَتَرَقْرَقُ |
|
وَظَنَنْتُ... كيفَ ظننتُ؟ يا لسَذاجتي | |
|
| أنّا نقولُ وغيرُنا لا يَنْطِقُ |
|
كُنَّا نرى أنّا بلابِلُ غرَّدتْ | |
|
| والنَّاسُ بومٌ في الخرائِبِ تَنْعَقُ |
|
أَنَّا نعيشُ وغَيْرُنا في قَبْرِهِ | |
|
| وننامُ أَمْناً والبرِيَّةُ تَأرَقُ |
|
كم أَقْنَعُوني في المدارِسِ غَفْلَةً | |
|
| أنَّ العدالةَ مِنْ رُبانا تُشْرِقُ |
|
لَمْ أَنْتَبِهْ أنَّ الزُّنوجَ استُبعِدوا | |
|
| من قاعةِ التَّدْريسِ حِينَ تَفَوَّقُوا |
|
غَسَلُوا دِماغي، بَلْ أراهم لَوَّثُوا، | |
|
| بالقَوْلِ: نَحْتَرِمُ الشُّعوبَ ونُعْتِقُ |
|
ونسِيتُ كم بَطَشَ الجدُودُ ليَغْصِبُوا | |
|
| أرضَ الهُنودِ الحُمْرِ ساعةَ أُحْرِقوا |
|
أَفْلامُ «هُوْلِيوُوْدَ» مُنْذُ ألِفْتُها | |
|
| جعلتْ مشرَّدَنا إلهاً يَخْلُقُ |
|
أنا ذا أرى موتَ الإله المُدَّعى | |
|
| مُنْذُ انْغَمَسْنا في رِمالٍ تُغرِق |
|
|
ها قد غدا أُسْطُولُنا أُضْحُوكةً | |
|
| غرِقَ الكُهُولُ بها الشُّهورَ وأَغْرَقوا |
|
أَرْتالُ دبّاباتنا يَلْهُو بِها | |
|
| صِبْيانُ حّيٍّ أَقْبَلُوا وتَدَفّقُوا |
|
أشلاءُ أَجْنَادِ المَرِنْزِ تَمَرَّغَتْ | |
|
| تَحْتَ النِّعالِ، وكُنْتُ حَيّاً أُرْزَقُ |
|
شاهدتُهُمْ فَهَربْتُ دُونَ هَوادةٍ | |
|
| لا.. لا تَلُمْني، فالحقيقةُ تَصْعَقُ |
|
لو كُنْتَ في كابولَ أو بغدادَ، هل | |
|
| سَيَظلُّ قَلْبُكَ ثابتاً لا تَفْرَقُ؟؟ |
|
|
من أينَ يَنْهَمِرُ الرَّصاصُ مُهَشِّماً | |
|
| أجسادَ إخواني بِعَزْمٍ يُقْلِقُ؟ً |
|
أَوَ لَيْسَ قادَةُ جُنْدِنا مَنْ ردَّدُوا: | |
|
| «تُسْتَقْبَلُون بِكُلِّ وَرْدٍ يَعْبَقُ»؟ |
|
أين الوُرود؟! أَيَقْصِدون وُرُودَنا | |
|
| مُسْتَنْقَعَ الأَحْتاف، نَفْنى، نَزْهَقُ؟ |
|
|
الصَّخْرُ يَرْقُبُنا، وأَكْوامُ الثَّرى | |
|
| وَتَشِي بنا الأَشْجارُ ل ونَتَسَلَّقُ |
|
«بَعْقُوبَةُ» امْتَشَقَتْ سيوفاً مُرَّةً | |
|
| جَعَلَتْ بنادِقَنا حمِيراً تَنْهَقُ |
|
كُلُّ القَنَابِلِ حَوْلَ خَصْري لم تَزِدْ | |
|
| فِيَّ الشَّجاعةَ، بَلْ كأنّي مُوْثَقُ |
|
أرْضُ «الرَّمادِي» أَحْدَثَتْ في ثَوْبِنا | |
|
| مِنْ وَاسِعِ الفَجَواتِ ما لا يُرْتَقُ |
|
فَتَكَشَّفَتْ عَوْرَاتُنا، فإذا بنا | |
|
| دُونَ الرّجالِ، وضَاعَ مِنّا المَنْطِقُ |
|
زرعَتْ لنا «الفَلُّوجةُ» الأشْبَاحَ في | |
|
| طُرُقاتِها، وبِكُلِّ بابٍ يُطْرَقُ |
|
نَمْضي إلى رَجُلٍ نُرَجّي سَجْنَهُ، | |
|
| وإذا بِنا السُّجناء، وَهْوَ المُطْلَقُ |
|
فاقَتْ ضحايانا التَّقاريرَ الّتي | |
|
| في البِنْتَغُونِ، وتَخْتِ بوشَ، تُلَفَّقُ |
|
|
ولدي، أكادُ أُجَنُّ! ماذا فاعلٌ | |
|
| أنا ههُنا؟ وفمي، لخوفي، مُطْبَقُ |
|
أنا لا أُريدُ الموتَ أُشْبِعُ، غافِلاً، | |
|
| جَشَعَ الرئيسِ ومَنْ له قد صَفَّقُوا |
|
أَقْنَعْتُهُمْ أَنّي جُنِنْتُ فَأَحْكَمُوا | |
|
| بابي، وخَلْفَ البابِ رُكْنٌ ضَيِّقُ |
|
لا تَعْجَبِ، ابني: تِلكَ دَوْلةُ باطلٍ | |
|
| لا تَسْتَجيبُ لعاقلٍ يتوثَّقُ |
|
ها قد كَتَبْتُ إليكَ نَجْوى أَضْلُعي | |
|
| والحِبْرُ أَحْمَرُ، لا كَدَأْبي أَزْرَقُ |
|
فاحْرِصْ إذا طلبُوك جُندِيّاً إلى | |
|
| بَغْدادَ أَنْ تَأْبى، وإن هُمْ أَغْدَقُوا |
|
أَتُساقُ شاةً نَحْوَ أَشْنَعِ ميتةٍ | |
|
| وإذا سَلِمْتَ، لكَ الجنونُ المُطْبِقُ؟ |
|
ولدي، سلامٌ من أبٍ يتمزَّقُ | |
|
| ولِمُلْتَقى أَحْبابِهِ يَتَحَرَّقُ |
|