عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
أشعار موضوعية > غير مصنف > المقاومة العراقية > نصيحة صادقة ( أيمن أحمد رؤوف القادري )

غير مصنف

مشاهدة
2093

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

نصيحة صادقة ( أيمن أحمد رؤوف القادري )

ولدي، سلامٌ مِنْ أبٍ يتمزَّقُ
وَلِمُلْتَقى أَحْبابِهِ يَتَحَرَّقُ
قدْ لا يَكُونُ لنا كلامٌ لاحِقٌ
إنْ ظَلَّ يَحْكُمُنا الرئيسُ الأَخْرَقُ
فاقرأْ خِطابي واعتبِرْهُ وصيّتي
لا تَبكِ. إنْ تَفْعَلْ فجُرْحي أَعْمَقُ
اِقرَأْ لِتَنْجُوَ مِنْ جُنونٍ حلَّ بي
اِقرأ وثِقْ أنّي بقولي أَصْدُقُ
***
في مِثلِ سِنِّكَ ضَلَّلُوني كي أرى
تاريخَ أمْرِيكا ندىً يَتَرَقْرَقُ
وَظَنَنْتُ... كيفَ ظننتُ؟ يا لسَذاجتي
أنّا نقولُ وغيرُنا لا يَنْطِقُ
كُنَّا نرى أنّا بلابِلُ غرَّدتْ
والنَّاسُ بومٌ في الخرائِبِ تَنْعَقُ
أَنَّا نعيشُ وغَيْرُنا في قَبْرِهِ
وننامُ أَمْناً والبرِيَّةُ تَأرَقُ
كم أَقْنَعُوني في المدارِسِ غَفْلَةً
أنَّ العدالةَ مِنْ رُبانا تُشْرِقُ
لَمْ أَنْتَبِهْ أنَّ الزُّنوجَ استُبعِدوا
من قاعةِ التَّدْريسِ حِينَ تَفَوَّقُوا
غَسَلُوا دِماغي، بَلْ أراهم لَوَّثُوا،
بالقَوْلِ: نَحْتَرِمُ الشُّعوبَ ونُعْتِقُ
ونسِيتُ كم بَطَشَ الجدُودُ ليَغْصِبُوا
أرضَ الهُنودِ الحُمْرِ ساعةَ أُحْرِقوا
أَفْلامُ «هُوْلِيوُوْدَ» مُنْذُ ألِفْتُها
جعلتْ مشرَّدَنا إلهاً يَخْلُقُ
أنا ذا أرى موتَ الإله المُدَّعى
مُنْذُ انْغَمَسْنا في رِمالٍ تُغرِق
***
ها قد غدا أُسْطُولُنا أُضْحُوكةً
غرِقَ الكُهُولُ بها الشُّهورَ وأَغْرَقوا
أَرْتالُ دبّاباتنا يَلْهُو بِها
صِبْيانُ حّيٍّ أَقْبَلُوا وتَدَفّقُوا
أشلاءُ أَجْنَادِ المَرِنْزِ تَمَرَّغَتْ
تَحْتَ النِّعالِ، وكُنْتُ حَيّاً أُرْزَقُ
شاهدتُهُمْ فَهَربْتُ دُونَ هَوادةٍ
لا.. لا تَلُمْني، فالحقيقةُ تَصْعَقُ
لو كُنْتَ في كابولَ أو بغدادَ، هل
سَيَظلُّ قَلْبُكَ ثابتاً لا تَفْرَقُ؟؟
***
من أينَ يَنْهَمِرُ الرَّصاصُ مُهَشِّماً
أجسادَ إخواني بِعَزْمٍ يُقْلِقُ؟ً
أَوَ لَيْسَ قادَةُ جُنْدِنا مَنْ ردَّدُوا:
«تُسْتَقْبَلُون بِكُلِّ وَرْدٍ يَعْبَقُ»؟
أين الوُرود؟! أَيَقْصِدون وُرُودَنا
مُسْتَنْقَعَ الأَحْتاف، نَفْنى، نَزْهَقُ؟
***
الصَّخْرُ يَرْقُبُنا، وأَكْوامُ الثَّرى
وَتَشِي بنا الأَشْجارُ ل ونَتَسَلَّقُ
«بَعْقُوبَةُ» امْتَشَقَتْ سيوفاً مُرَّةً
جَعَلَتْ بنادِقَنا حمِيراً تَنْهَقُ
كُلُّ القَنَابِلِ حَوْلَ خَصْري لم تَزِدْ
فِيَّ الشَّجاعةَ، بَلْ كأنّي مُوْثَقُ
أرْضُ «الرَّمادِي» أَحْدَثَتْ في ثَوْبِنا
مِنْ وَاسِعِ الفَجَواتِ ما لا يُرْتَقُ
فَتَكَشَّفَتْ عَوْرَاتُنا، فإذا بنا
دُونَ الرّجالِ، وضَاعَ مِنّا المَنْطِقُ
زرعَتْ لنا «الفَلُّوجةُ» الأشْبَاحَ في
طُرُقاتِها، وبِكُلِّ بابٍ يُطْرَقُ
نَمْضي إلى رَجُلٍ نُرَجّي سَجْنَهُ،
وإذا بِنا السُّجناء، وَهْوَ المُطْلَقُ
فاقَتْ ضحايانا التَّقاريرَ الّتي
في البِنْتَغُونِ، وتَخْتِ بوشَ، تُلَفَّقُ
***
ولدي، أكادُ أُجَنُّ! ماذا فاعلٌ
أنا ههُنا؟ وفمي، لخوفي، مُطْبَقُ
أنا لا أُريدُ الموتَ أُشْبِعُ، غافِلاً،
جَشَعَ الرئيسِ ومَنْ له قد صَفَّقُوا
أَقْنَعْتُهُمْ أَنّي جُنِنْتُ فَأَحْكَمُوا
بابي، وخَلْفَ البابِ رُكْنٌ ضَيِّقُ
لا تَعْجَبِ، ابني: تِلكَ دَوْلةُ باطلٍ
لا تَسْتَجيبُ لعاقلٍ يتوثَّقُ
ها قد كَتَبْتُ إليكَ نَجْوى أَضْلُعي
والحِبْرُ أَحْمَرُ، لا كَدَأْبي– أَزْرَقُ
فاحْرِصْ إذا طلبُوك جُندِيّاً إلى
بَغْدادَ أَنْ تَأْبى، وإن هُمْ أَغْدَقُوا
أَتُساقُ شاةً نَحْوَ أَشْنَعِ ميتةٍ
وإذا سَلِمْتَ، لكَ الجنونُ المُطْبِقُ؟
ولدي، سلامٌ من أبٍ يتمزَّقُ
ولِمُلْتَقى أَحْبابِهِ يَتَحَرَّقُ
المقاومة العراقية

نصيحة صادقة- رسالة من جندي أميركي في العراق إلى ولده
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2007/11/28 08:28:31 صباحاً
التعديل: الثلاثاء 2011/05/24 12:32:49 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com