إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ألا يا أيها التاريخُ، كفكفْ بؤسَ أفكاري؟ |
ودعني أنجُ من ناري! |
فطيفُكَ في الدجى... في الصبح... قربي... دائماً، ساري |
ويرجمُني بأحجارِ؟ |
ويُثقِلني بأوزارِ؟ |
أقلّبُ سِفْرَ ماضينا |
بإصرارِ |
لأزرعَ في زوايا القلْبِ حطّينا |
وتلْثمَ هامتي الأطواقُ من غارِ |
أفتّشُ في حروفِ الأمسْ |
إذا بالمجدِ مثلُ الأمسْ |
يمدّ دمي بأنوارِ |
ولكنْ... |
دونَ هذا المجدِ تنهضُ كلُّ أسوارِ |
فقد حرموك يا إنسانَ هذا العصرِ أن تحلُمْ |
فلا ترسُمْ |
على شفتيك إلاّ فوهة القمقُمْ |
وعِشْ في القبْوِ، في مستنقعِ الرعْبِ |
وفي دوّامة الخطْبِ |
وفي أكذوبةٍ من حاضرِ العرْبِ! |
****** |
وعِشْ كابوسَك الدامي |
وشلاّلاتِ إجرامِ |
وتدنيساً لأعراضٍ، وتشريداً لأيتامِ |
وصمْتاً مُحكَماً في «شرِّ» إبرامِ |
وتصفيقاً لجزّارينَ، بل تقبيلَ أقدامِ |
ودعْ أبراجَ أوهامِ |
فنصرُك نسجُ أوهامِ |
وعزُّك فجّروهُ بحقل ألغامِ |
فكيف يطلُّ فجْرُكَ يا ابنَ إسلامِ؟ |
وكيف تجلجلُ اليرموكُ والخندقْ؟ |
وأنتَ تغادرُ الفيلقْ |
إلى الحاناتِ، أو فسطاطِ هولاكو |
وكلُّ الدربِ أشواكُ |
نعم! والليلُ إحلاكُ! |
وفي كلِّ القصورِ هوىً وإشراكُ |
وتصفيقٌ لهولاكو |
وتقديسٌ لحافرِ فيلِ أبرهةَ الذي تمتمْ: |
سأردم بئرَكم زمزمْ |
وأحرِقُ مصحفَ الإسلامِ في نفطٍ له يُضرَمْ |
وأطوي مجدَ هارونٍ ومعتصمِ |
فذكرُهما يفجِّرُ ماضيَ الألمِ |
وأصلبُ كلَّ جندِكَ يا صلاحَ الدينِ... في الحرَمِ! |
****** |
....وجاهرَ بعدَما تمتمْ |
بحربٍ للصليبِ، وجهَّزَ العلقمْ |
وأسقانا كؤوسَ الذلِّ حتى أسكرَ العسْكرْ |
وأسكر مَن تباهى أنّه فكّرْ |
وأسكر مَن أعدَّ الردَّ أو دبَّرْ! |
وها هيَ أمّتي تُنحَرْ |
بأرضِ القادسيّةِ، والكتائبُ تمضغُ السكَّرْ |
وتفخرُ بالنياشينِ التي تَبهَرْ |
وترمي رايةً في متنِها: ألله أكبر! |
وسيفُ الحقِّ يرقصُ دونَ أن يُشهَرْ |
فهلاّ تُدفَنُ الأسيافُ أو تُكسَرْ! |
وهلاّ يسكت الوعّاظُ أو ينهاهمُ المِنبَرْ! |
فكلُّ كلامِنا عن زيفِه أسفَر! |
وفي راياتِنا باضَ الحمامُ... وعشعشَ المنكرْ! |
****** |
ألا فلْتُقفلوا دكّانةَ الأمجادْ |
فقد نفدت بضاعتُنا بدونِ مواسمِ الأعيادِ |
لماذا!!؟؟ |
ليس سِرّاً أيُّها الأشهادْ |
بضاعتُنا تدنّى سِعرُها، فتدافعَ القُصّادْ |
وغالي المجدِ قد سرقوه من بغداد! |
وبعدَك، هل يطيبُ العيشُ يا بغداد، |
وعيني تُبصِرُ الأوغادْ |
وهمْ في معصميك استعذبُوا الأصفادْ؟ |
أيرضى ذلَّنا الأجداد؟ |
أيلعنُ عجزَنا الأولاد؟ |
****** |
أخافُ من الجوابِ، أخافْ |
ولكن... |
لن أنامَ معَ الخِرافْ |
فأُذبَحَ مثلَ أفراخٍ ضِعافْ |
سأبقى أعشقُ التاريخَ كالمجنونْ |
وأعبرُ فوق أشلاءِ الأُلى يبكونْ |
فدمعي في دمي مدفونْ |
وشمعي... |
سوفَ توقِدُه الجفونْ |
لأعثرَ في صدى الفجْرِ |
على إشراقةٍ تسري |
سأحيا في انتظارِ قوافلِ النصْرِ |
وأحلمُ صاحياً |
أأعيشُ؟؟ |
لا أدري! |