عَلى ثَراك غَوادي الصُبحِ تَنهَمرُ | |
|
| يا راحِلاً تَحتَ ظلِّ اللَّهِ يَستَتِرُ |
|
جَرحتَ بَعدَك أَكباداً بِسَهمِ أَسىً | |
|
| في كُلِّ جَفن لِماضي نَصلهِ أَثَرُ |
|
مَناحَةٌ تَحتَ جنحِ اللَّيلِ قائمة | |
|
| بِها الأَصيلُ خَضيب الذَّيلِ وَالسَّحرُ |
|
وَمَأَتمٌ بِطباقِ السُّحبِ مُتَّصِلٌ | |
|
| حَقّ عَلى عَبَراتِ السُّحبِ تَنفَجرُ |
|
اِستَودِعُ اللَّهُ غُصناً مالَ مُنكَسِراً | |
|
| فَمالَ كُل فُؤادٍ وَهوَ مُنكَسرُ |
|
هَبَّت عَلَيهِ مِنَ الأَقدارِ عاصِفة | |
|
| راحَت بِها جَمرات الحُزنِ تَستَعرُ |
|
كَأَنَّ ما جَفَّ مِن أَمواهِ نُضرَتِهِ | |
|
| أَمسى عَلَيهِ مِنَ الأَجفانِ يَنحَدرُ |
|
قَد ساروا أَسفَاً عَنا بِلا ثَمَرٍ | |
|
| فَلَيسَ إِلى الأَسى مِن بَعدِهِ ثَمَرُ |
|
طالَ النُّواحُ لَهُ مِن كُلِّ ذي كَبِدٍ | |
|
| حَرَّى تَذوب اُلتياعاً حينَ يدَّكِرُ |
|
وَكُلّ باكٍ هَشيم الوَجهِ بَعدَ فَتىً | |
|
| بِالدُّودِ باتَ هَشيماً وَجهَهُ النَضِرُ |
|
يا رَحمةَ اللَهِ حلّي في ثَرى قَمَرٍ | |
|
| قَد اِرتَدى بِالدُّجى مِن أَجلِهِ القَمرُ |
|
وَيا غَمائمُ زوريهِ محيِّيَةً | |
|
| وَجهاً لَهُ كانَ يُستَسقَى بِهِ المَطرُ |
|
رَيان ضمَّنَ مِنهُ اللَّحد جَوهرةً | |
|
| لاقَت بِأَمثالها مَن دَمعِنا الدُّرَرُ |
|
يا قَبرَ جرجسَ مِن تُربٍ وَمِن حَجَرٍ | |
|
| ما أَنصَفَ البَدرُ ذاكَ التُّربَ وَالحَجَرُ |
|
وَلا قَضيب النَقا تَذوي مَعاطفه | |
|
| في قَفرة بِمياه الدَمع تَزدَهر |
|
في كُلِ يَومٍ أُناسٌ فَوقَها فُجِعوا | |
|
| عَلى أُناسٍ طوَتهم تَحتَها الحُفَرُ |
|
بئسَ الحَياةُ التي ما زالَ وارِدُها | |
|
| يُمازجُ الوَردَ في كاساتِهِ الصَدَرُ |
|
حالان إِحداهُما مَملوءةٌ خَطَراً | |
|
| مِمَّا يَليها وَأُخرى فاتَها الحَذَرُ |
|
مِنِ آل فَياضٍ عَزيزٌ ماجِدٌ | |
|
| كَالغُصنِ مِن ريحِ المَنيَّةِ يُكسَرُ |
|
في الخَمسِ وَالعشرينَ وَلَّى وَلَم يَدَع | |
|
| ثَمَراً بِهِ يَسلو الحَزينُ وَيُجبَرُ |
|
وَلَقَد مَضى نَحوَ البَقاءِ مُخَلِّفاً | |
|
| آثار حَمدٍ بِالمَراحمِ تُذكَرُ |
|
فَأَحَلَّهُ الرَحمنُ أَرِّخ مَسكَناً | |
|
| فيهِ بِشارةُ بِالنَعيمِ يُبَشَّرُ |
|
لَقَد نالَ نُعمانُ المَعالي فَأَصبَحَت | |
|
| وَأَخلاقهُ كَالزَهرِ بِالطَّلِّ يُمطِرُ |
|
وَلَم يَفتَخِر يَوماً بِها غَير أَنَّها | |
|
| بِهِ تَتَباهى أَرِّخوها وَتَفخرُ |
|