|
|
د. أيمن أحمد رؤوف القادري
|
هَتَفَ الصَّوْتُ في الضُّحى والغُروبِ | |
|
| بَشِّرُوا كُلَّ مُثْقَلٍ بالذُّنُوبِ |
|
بَشِّرُوا مَنْ سرى بِعَيْنَيْهِ دَمْعٌ | |
|
| عَرَجَ الصَّوْتُ إثْرَهُ في نَحِيبِ |
|
بَشِّرُوا مَنْ لِتَوْبَةِ اللَّهِ شاقَتْ | |
|
| مُقْلَتَاهُ، وقَلْبُهُ في لهيبِ |
|
كعبةُ اللَّهِ ههنا، فَتَقَدَّمْ | |
|
| وَامْحُ ما كانَ، وانْجُ مِن تَثْرِيبِ |
|
ههنا مِن كُلِّ الذُّنُوبِ تُنَقَّى | |
|
| فارْمِ عنْكَ الأوزارَ قَبْلَ المَشيبِ |
|
طُوِيَ الأَمْسُ، فَافْتَحَنْ صَفَحاتٍ | |
|
| أَشْرَقَتْ فيها شمسُ طهَ الحبيبِ |
|
أُذِّنَ الفَجْرُ بالحجيجِ، وهذا | |
|
| فَجْرُ أعمالٍ ذاتِ ثوبٍ قَشيبِ |
|
بَيْنَ جَمْعِ الأَبْرارِ لّبِّ وَوَحِّدْ | |
|
| بشفاهٍ مُشتاقةٍ، بل قلوبِ: |
|
ربِّ لَبَّيْكَ أنتَ مالكُ أَمْري | |
|
| ولك الحُكْمُ دونما تعقيبِ |
|
لا شريكَ ارْتَضَيْتَ، فَهْوَ مُحالٌ | |
|
| والأُلى ضَلُّوا ما لَهُمْ مِنْ مُجيبِ |
|
أنا يا رَبِّ جِئْتُ أَدْعُوكَ، لكِنْ | |
|
| خلفَ ظهري دُعاةُ إِفْكٍ مُرِيب |
|
وَعَظُوا النَّاسَ واستطالَتْ لِحَاهُمْ | |
|
| ثمّ خَانُوكَ مُنْذُ عَهْدٍ قَريبِ |
|
حَذَّرُونا الشَّيْطانَ باللَّفْظِ، لكِنْ | |
|
| بايَعُوهُ ببالِغِ التَّهْذِيبِ |
|
أرضُ حُجَّاجِ البَيْتِ صارَتْ مَطَافاً | |
|
| لِجُنُودِ المَاْرِنْزِ دُونَ رَقِيبِ |
|
قِبْلَةُ المُسْلِمينَ قد جَعَلُوها | |
|
| قَلْعَةَ المُشْرِكينَ، أهلِ الصَّلِيبِ |
|
تَسْرَحُ الطَّائِراتُ فيها، وتَلْهو | |
|
| وتُشَنُّ الحُرُوبُ إِثْرَ الحُرُوبِ |
|
يا لبغدادَ! مِنْ هُنَا دَمَّرُوها | |
|
| وأحالُوا إِشْراقَها لشُحوبِ |
|
كيف لا؟ والفِقْهُ الحِجَازِيُّ أَوْصى | |
|
| أن يَسُوقَ الطّاغوتُ كُلَّ الشُّعوبِ |
|
تَسْأَلُ «المَرْوَةُ» الجِبالَ: أفيكُمْ | |
|
| مِنْ حُشُودِ السُّعاةِ مِثْلُ نَصيبِي؟ |
|
وتقولُ «الصَّفَا»: تَذَكَّرْتُ طَهَ | |
|
| يُنْذِرُ الأَقْرَبِينَ ما في الغُيُوبِ |
|
ههنا قد تَبَّتْ يدا مَنْ تَوَلَّى | |
|
| وسَيَصْلَى نَاراً مِنَ التَّعْذِيبِ |
|
مَنْ لهُ جُرْأَةٌ فَيَصْرُخَ: «تبّاً | |
|
| يا ملوكَ الآبارِ!» دُونَ هُروبِ؟ |
|
أين أحزابُ المُسْلِمينَ؟ أَتَبْقَى | |
|
| في فِراشِ السُّلْطَانِ مِثْلَ عَرُوبِ؟ |
|
رَبِّ أَقْبَلْتُ بالحَصَى أَتَوَخَّى | |
|
| رَجْمَ إِبْليسَ، في اندفاعِ مُنيبِ |
|
كُلُّ قُطرٍ بالضّادِ يَنْطِقُ، حاوٍ | |
|
| شَخْصَ إبليسَ فَوقَ عَرْشٍ سَليبِ |
|
أَوَلَيْسَتْ تِلك الشّياطينُ أَوْلى | |
|
| بِرُجُومٍ من كَفِّ كُلِّ لبيبِ؟! |
|
يا جُموعَ الحَجيجِ أَثْلَجْتِ صَدْري | |
|
| وتَقَصَّيْتِ غايَةَ المَطْلُوبِ |
|
اختلافُ اللِّسانِ واللَّوْنِ والعِرْقِ | |
|
| تَجَلَّى ائْتِلافَ شوقٍ غريبِ |
|
وَحْدَةُ الأُمَّةِ ارْتَدَتْ ثَوْبَ عِزٍّ | |
|
| وتَخَطَّتْ حواجزَ التَّنْقِيبِ |
|
اَلْحُدُودُ الشَّوْهَاءُ، في الحَجِّ ذابَتْ | |
|
| فمتى تأتي دولةُ التَّذْوِيبِ؟! |
|
|
| قائداً فيهِ رُوْحُ ليثٍ مَهيبِ؟ |
|
|
| زحفتْ للجِهادِ والتَّأديبِ؟ |
|
ومتى صَرْخةُ الخِلافةِ تعلو | |
|
| صوتَ أمريكا في الحجازِ الكَئِيبِ؟ |
|
هَتَفَ الصَّوْتُ، دارُ أَرْقَم تَدْري | |
|
| من يُنادي، فاسْلُكْ أَشَقَّ الدُّرُوبِ |
|
وَتَذَكَّرْ في الحَجِّ تاريخَ أرضٍ | |
|
| حَلَّ فيها رَسولُ خَيْرٍ صَبيبِ |
|
ولتكنْ بَعْثَةُ الأشاوِسِ منها | |
|
| في جهادٍ، يمحو الطغاةَ، عصيبِ |
|
العَروب: المتحبّبة للذَّكر
|
|
|
|