عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > نزار قباني > سأدرس حتى أحبك عشر لغات

سورية

مشاهدة
10949

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سأدرس حتى أحبك عشر لغات

أحبك جداً ..
وأعرف أن الكلام القديم انتهى ..
وأن علي الذهاب
إلى ما وراء الكلام ..
وأعرف ..
أن حمام الطفولة طار بعيداً
ولم يبق عدني من القمح
ما يسثير فضول الحمام ..
فلا أنت مثل جميع النساء ..
ولا أنا .. ممن يقولون في الحب
أي كلام ..
أحبك جداً ..
وأعرف أني وصلت
إل حائط اللغة المستحيله ..
وأشعر أن العبارة ضاقت عليك .
وأن الثقافة ضاقت عليك .
وأن البلاغة تلهث حول استدارة خصرك ..
والشعر .. والنثر .. والمفردات .
أيا امرأة ..
تتحدى جميع نصوصي ..
وأحتاج حتى أكون على مستواها
إلى عشرات اللغات ...
أحبك جداً ..
وأعرف أن الأنوثة برق ..
وأن القصيدة برق ..
وأن النساء الجميلات .. برق
وأن البروق العظيمة ..
لا تستعاد ..
أحبك جداً ..
وأشعر في رغبة للخروج
على كل عاداتنا السابقه ..
وتغيير أسمائنا السابقه ..
فهل من سبيل
لتحديث هذا الغرام؟.
وهل من سبيل؟
لتغيير جلدي ... وجلدك؟
صوتي .. وصوتك؟
عمري .. وعمرك؟
هل من سبيل؟
لتغيير لون الشراشف؟
لون الشراشف؟
لون العواطف؟
ما بين حين وحين .
وتغيير شكل كؤوس النبيذ ..
وشكل أواني الطعام؟؟
أحبك جداً ..
وأعرف أن طريقة عشقي ..
صارت عتيقه ..
وأن شرايين قلبي ..
صارت عتيقه ..
وزرقة عيني صارت عتيقه
وأن وصول بريدي إليك ..
وإرسال ورد جميل لبيتك
صار طقوساً عتيقه!!
أحبك جداً ..
وأعرف أنك آخر لحظة شعر..
وآخر قطرة حبر ..
وآخر زنبقة فوق سور الحديقه
وأشعر في لحظات الحنان المفاجئ
أنك أمي ..
ولو كان لي أن أميز
بين الصداقة والحب،
لاخترت فيك الصديقه ...
أحبك جداً ..
وأعرف أن العلاقة بين النساء وبيني
مقررة من ألوف السنين .
وأن أهم محطات عمري
مطرزة بخيوط الداماسكو ..
وذاكرة القطن .. و الموسلين ..
فلا تتعري أمامي .. بغير اكتراث
فأني أواجه قشطة نهديك عند الصباح
كأني أواجه جيشاً من الياسمين!!
أنا منذ خمسين عاماً .
أحاول تأسيس مملكة للنساء ..
يثرثرن فيها ..
ويرقصن فيها ..
ويعشقن فيها ..
ويغسلن أقدامهن بماء الحنين .
وها أنذا راقد في فراشي
فلا من ممرضة أسعفتني .
ولا من دمشقية قبلتني ..
ولا من عراقية دللتني ...
ولا من رفيق ..
ولا من أنيس ..
ولا من معين ..
أحبك جداً ..
وأعرف أن جواز المرور
الموقع منك ..
سيفتح باب السماء أمامي .
ويدخلني جنة المؤمنين ..
أحبك جداً ..
وأحلم أن تدهشيني بثوب جديد ..
وعطر جديد .. وراي جديد ..
وأحلم أن تمطريني
بنهر طويل .. طويل من الأسئله ..
وأحلم أن تطلعي من قماش الوسادة كالسنبله ..
أحبك جدا ..
وأعرف أنك لا تعرفين ..
وتلك هي المسألة!!
أيا وردة البحر، والضوء، والشمس، والعافيه ..
يضايقني أن تديري شريطاً قديماً
يضم قصائدي الماضيه ..
لماذا الحنين إلى رجل آخر؟
وإني أمامك يا غاليه .
وماذا تهمك أسماء كل الزهور؟
وأنت البنفسجية الباقيه .
أنا يا صديقة ..
أكره صوتي المسجل فوق شريط
واكره شعري الذي يتنائر بين الخليج و بين المحيط
كنهر الرماد ..
فأرجوك .. لا تجعلي من حياتي أسطوانه ..
ولا تذبحيني بسكين صوتي
فإني تعبت كثيراً .. بهذا الشريط المعاد ...
غداً تعلمين ..
غذاً تعلمين ..
بأن الرجال أحبوك ..
بعد قراءة شعري
وأني ما كنت في لعبة الحب وحدي
ولكنني كنت حزباً كبيراً من العاشقين ...
نزار قباني
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2007/12/27 10:15:45 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com