عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > عامر الرقيبة > الاعتراف الأخير للسندباد

العراق

مشاهدة
806

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الاعتراف الأخير للسندباد

الاعتراف الأخير للسندباد
من أيّ بحر ٍ في القصيدة أُبحرُ
والموجُ أنّى سِرْتُ عات ٍ يهدُرُ؟!
ولأيِّ أرض ٍ أستحثُّ مراكبي
والريحُ من حولي عقيمٌ صَرْصَرُ؟!
أستمرئُ الأسفارَ مشغوفاً بها
ووراءها أجري وكم أتعثّرُ!
أجري كأني واقفٌ ولربّما
وقف الزمانُ كأنّه مُتسمِّرُ
أنهاية ُالتاريخ هذي أمْ تُرى
وجهي بمرآة الزمان مُكسّرُ؟!
فَوضى أحسُّ بداخلي .. من ذا رأى
رجلا ً بداخله الفؤادُ مُبعثرُ؟!
عابوا عليّ الحزنَ لكنْ ما دَرَوا
أنّي عِراقيٌّ وحُزني دفترُ
من ألف ليلة َ جِئْتُ يحملني الهوى
وقصائدي تحتي بساطٌ أخضرُ
أنا سندبادُ وشمسُ هذا الشرق في
جلدي وفي شَفَتي تغيبُ وتظهرُ
لو حاول الأغرابُ نفْضَ عباءتي
لَتَدحرجتْ قُبَبٌ وسالتْ أنهُرُ
أفينقمون على أسايَ وفي فمي
شجرُ الفجيعة ِ كلّ يوم ٍ يكبرُ؟
كسرَ اللصوصُ جِرارَهم فتواثبوا
مِنْ كهرمانة َ كلُّ لِصٍّ يَثأرُ
شقّتْ سيوفُ الغدر ِ ثوبَ عفافِها
وبلحمها في العمْق ِ غاصَ الخِنجرُ!
وا ضَيْعة َ التاريخ! كيفَ تناثرتْ
في غفلة ٍ منْ قارئيه الأسطرُ؟!
ضيّعتُ في بغداد أسرابَ المها
وطفِقْتُ عنهنّ القُرى أستفسرُ
وسألتُ عن خيل الرشيد ِفلمْ يُجِبْ
أحَدٌ سؤالي فالجميعُ مُخَدّرُ
ماذا جرى؟ حتّى الشوارعُ أصبحتْ
حَيرى ومن أسمائها تتنكّرُ!
حتى بحارُ العُرْب مجّتْ ماءها
هل يا تُرى الخِلجانُ أيضاً تشعرُ؟!
غادرتُ أجزاءَ الحكاية كلّها
ما عاد يُغريني العقيقُ الأحمرُ
مزّقتُ أشرعتي فلا يَسْمينة ٌ
بقيَتْ ولا صحْبٌ معي لم يهجروا
هذا زمان الخوف ِ ما عادتْ به
أخبارُ أسفاري الجريئة ِ تُذكَرُ
قدَري بأن أبقى وحيداً ليس لي
نُدْمانُ في ليل الأسى أو سُمَّرُ
تمشي الحروفُ النازفاتُ على فمي
وتكاد من جسر الحقيقة ِ تعْبُرُ
لكنها في لحظة ٍ مجنونة ٍ
تجثو وفوق رصيف خوفي تُنحَرُ
***
إنّي تعبتُ من الرحيل ِ ولم تعُدْ
سفني على الإبحار يوماً تقدرُ
بغدادُ قد يَبِستْ بحاري دونها
والقلبُ بعد فراقِها متصحّرُ
عاث اللصوصُ الأربعونَ بطهرها
ووراءهم كِسرى يحضُّ وقيصرُ!
أمِن الليالي شهرزادُ تبرّأتْ؟
أم يا تُرى أبطالُهنَّ تغيّروا؟!
لا الصبحُ صبحٌ في العراق ولا الدجى
داج ٍ كما قد كانَ فهومزوّرُ
ماذا أقولُ؟ وربّما من خوفه
بعضُ الكلام ببعضِه يتستّرُ
لو كان في التاريخ عِرْق ٌ نابض
لَبَكَتْ على هذا الزمان الأعْصُرُ!
عامر الرقيبة
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2008/01/18 07:26:36 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com