إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
الفصل الرابع |
قصة الطوفان |
كما يرويها اتو نبشتم الخالد إلى جلجامش |
ركب جلجامش و أور شنابي في السفينة |
أنزلا السفينة في الأمواج وهما على ظهرها |
وفي اليوم الثالث قطعا في سفرهما ما يعادل شهرا وخمسة عشر يوما |
من السفر العادي |
وبلغ أور شنابي مياه الموت |
وعندئذ نادى أور شنابي جلجامش وقال له: |
هيا يا جلجامش أسرع وخذ مرديا وادفع به |
وحذار أن تمس يدك مياه الموت |
أسرع يا جلجامش وتناول مرديا ثانيا وثالثا ورابعا |
يا جلجامش خذ مرديا خامسا وسادسا وسابعا |
خذ يا جلجامش مرديا ثامنا وتاسعا وعاشرا |
خذ مرديا حادي عشر وثاني عشر |
وبمائة وعشرين دفعة مردي استعمل جلجامش كل ألمرادي |
ثم نزع جلجامش ثيابه |
ونشرها بيديه كأنها الشراع |
وكان أوتوا نبشتم قد أبصر السفينة من بعيد |
فأخذ يخاطب قلبه ويناجي نفسه ويقول: |
علام دمرت صور الحجر الخاصة بالسفينة؟ |
ولم يركب عليها شخص غير ملاحها؟ |
فان الأخر الآتي فيها ليس من إتباعي |
. . . . . . . . . |
بقية النص من العمود الرابع وبداية الخامس مخرومة ولكن يتضح |
من السياق إن جلجامش يلتقي بجده أوتو نبشتم فيسأله هذا عن سبب |
مجيئه، وهي نفس الأسئلة التي وجهتها إليه صاحبة الحانة والملاح، وقد |
حذفناها من الترجمة لتكررها مرتين،كما إن جلجامش يجيبه بالأجوبة نفسها |
تقريبا وقد أثبتنا ترجمتها لان فيها بعض التغيير والزيادة |
أجاب جلجامش اوتو نبشتم وقال له: |
يا اوتو نبشتم كيف لا تذبل وجنتاي |
ويمتقع وجهي ويغمر الحزن قلبي وتتبدل هيئتي |
ويصير وجهي أشعث كمن أنهكه السفر الطويل |
ويلفح وجهي الحر والقر |
وأهيم على وجهي في البراري، |
وان خلي وأخي الأصغر |
الذي طارد الوحش في البرية |
وأصطاد النمور في الصحارى . أنه انكيدو الذي تغلب على جميع الصعاب وارتقى أعالي الجبال |
الذي أمسك بثور السماء وقتله،وغلب خمبابا الذي يسكن غابة الأرز |
صاحبي وخلي الذي أحببته حباً جما |
الذي رافقني في جميع الصعاب قد أدركه مصير البشرية |
فبكيته ستة أيام وسبع ليال ولم أسلمه للقبر |
حتى خرج الدود من أنفه |
لقد أفزعني الموت فهمت على وجهي في الصحارى |
فالنازلة التي حلت بصاحبي قد جثمت بثقلها على صدري |
وأقضت مضجعي حتى همت مطوّفاً في الصحاري |
إذ كيف اهدأ ويقر لي قرار |
وأن صاحبي الذي أحببت صار ترابا |
وأنا ألا سأكون مثله فأهجع هجعة لا أقوم من بعد أبد الدهر؟ |
ثم أردف جلجامش وخاطب أوتو نبشتم قائلا: |
ولذا تراني قد جئت لأرى أوتو نبشتم الذي يدعونه القاصي |
لقد طوفت في كل البلاد واجتزت الجبال الوعرة |
وعبرت كل البحار |
لم يغمض لي جفن ولم أذق طعم النوم |
أنهكني السفر والترحال وحل بجسمي الضني والتعب |
ولم أكد أبلغ بيت صاحبة الحانة |
حتى خلقت ثيابي وتمزقت، |
قتلت الدب والضبع والأسد والفهد والنمر |
والضبي والأيل والوعل وكل حيوان البر ودوابه |
أكلت لحومها واكتسيت بفروها |
. . . . . . . . . . . . . |
يأتي نقص يبلغ نحو سطرا |
. . . . . |
قال أوتو نبشتم لجلجامش: |
أن الموت قاسٍ لا يرحم؟ |
هل بنينا بيتا يقوم إلى الأبد؟ |
وهل ختمنا عقدا يدوم إلى الأبد؟ |
وهل يقتسم الأخوة ميراثهم ليبقى إلى آخر الدهر؟ |
وهل تبقى البغضاء في الأرض إلى الأبد؟ |
وهل يرتفع النهر وتأتي بالفيضان على الدوام؟ |
والفراشة لا تكاد تخرج من شرنقتها فتبصر وجه الشمس حتى يحل أجلها |
ولم يكن دوام وخلود منذ القدم |
ويا ما أعظم الشبه بين النائم والميت |
ألا تبدو عليهما هيئة الموت؟ |
ومن ذا الذي يستطيع أن يميز بين العبد والسيد إذا وافاهما الأجل؟ |
إن الانوناكي الآلهة العظام تجتمع مسبقا |
ومعهم ماميتم، صانعة الأقدار تقدر معهم المصائر |
قسموا الحياة والموت |
ولكن الموت لم يكشفوا عن يومه |
اللوح الحادي عشر |
فقال جلجامش ل أوتوا نبشتم القاصي: |
ها أنذا أنظر إليك يا أوتوا نبشتم |
فلا أجد هيئتك مختلفة، فأنت مثلي لا تتخلف عني |
أجل! أنت لم تتبدل بل أنك تشبهني |
لقد تصورك لبي كاملا كالبطل على أهبة القتال |
فإذا بي أجدك ضعيفا مضطجعا على ظهرك |
فقل لي كيف دخلت في مجمع الآلهة ووجدت الحياة الخالدة |
فأجاب أوتوا نبشتم جلجامش وقال له: |
يا جلجامش سأفتح لك عن سر خفي محجوب |
سأطلعك على سر من أقدار الآلهة: |
شروباك، المدينة التي تعرفها أنت |
الواقعة على شاطئ نهر الفرات |
أن تلك المدينة قد عتقت وكان الإلهة فيها . |
أن الآلهة العظام قد حملتهم قلوبهم آنذاك على إحداث الطوفان |
وكان معهم أبوهم آنو |
وانليل، البطل، مستشارهم |
وننورتا، مساعدهم |
وانو گي، حاجبهم والموكل بالري والمياه |
وكان حاضرا معهم نن ايكي كو، أي ايا |
فنقل هذا كلامهم إلى كوخ القصب وخاطبه: |
يا كوخ! يا كوخ القصب! يا جدار! يا جدار! |
اسمع يا كوخ القصب وأفهم يا حائط |
أيها الرجل الشروپاكي يا ابن اوبار توتو |
قوض البيت وابن لك فلكا سفينة |
تخل عن مالك وانشد النجاة |
انبذ الملك وخلص حياتك |
وأحمل في السفينة بذرة كل ذي حياة |
والسفينة التي ستبني |
عليك أن تضبط مقاسها |
ليكن عرضها مساويا لطولها |
واختمها عاجلا أيها مثل مياه أل أپسو العمق |
ولما وعيت ذلك قلت لربي، ايا: |
سمعا يا سيدي! إن ما أمرت به سأصدع به وأعمل به |
ولكن ما عسى أن أقول للمدينة؟ |
وبم سأجيب الناس والشيوخ؟ |
ففتح ايا فاه، وقال لي، مخاطبا إياي، أنا عبده: |
قل لهم هكذا: إني علمت أن انليل يبغضني |
فلا استطيع العيش في مدينتكم بعد الآن |
ولن أوجه وجهي الى ارض انليل وأسكن فيها |
بل سأرد أنزل الى ال أپسو |
وأعيش مع ايا، |
وانتم سيمطر كم بالوفرة والفيض |
ومن مجاميع الطير، وعجائب السماك |
وستملأ البلاد بالغلال والخيرات |
وفي المساء سيمطركم الموكل بالزوابع بمطر من قمح |
ولما نورت أولى بشائر الصباح تجمع البلد حولي |
حملوا إلى أضاحي الأغنام الغالية |
وأحضروا إلى أضاحي من ماشة مراعي البراري |
. . . . . . انخرام من أربعة أسطر |
جلب الي الصغار منهم القير |
وحمل الكبار كل الحاجات الأخرى |
وفي اليوم الخامس أقمت بنيتها هيكلها |
وكان سطح أرضها إيكو واحدا |
وعلو جدرانها مائة وعشرين ذراعا |
وطول كل جانب من جوانب سطحها الأربعة مائة وعشرون ذراعا |
وحددت شكلها الخارجي وبنيتها هكذا: |
جعلت فيها ستة طوابق تحتانية |
وبهذا فرزتها قسمتها إلى سبعة أقسام طوابق |
وفرزت قسمت أرضيتها إلى تسعة أقسام |
وحشوتها وغرزت فيها أوتاد الماء |
ووضعت فيها ألمرادي وجهزتها بالمؤن |
سكبت ستة شارات من القير في الكورة |
وسكبت أيضا ثلاثة شارات من القطران |
وجلب حاملوا السلال ثلاثة شارات من السمن |
بالإضافة إلى شار واحد من السمن لحشو أوتاد الماء |
وشارين من السمن اختزنهما الملاح |
ثم نحرت البقر وطبختها للناس |
ونحرت الأغنام كل يوم |
وقدمت عصير الكرم الخمر الأحمر والأبيض والسمن |
إلى الصناع ليشربوها بكثرة كماء النهر |
ليقيموا الأعياد كما في عيد رأس السنة |
ومسحت يدي بسمن الزيت |
وتم بناء السفينة في اليوم السابع |
وكان إنزالها إلى الماء أمرا صعبا |
فكان عليهم أن يبدلوا الأثقال في الطوابق العلوية والسفلية |
إلى إن غطس في الماء ثلثاها |
وحملت فيه كل ما أملك |
وكل ما عندي من فضة حملته فيها . |
وحملت فيها كل ما أملك من الذهب |
أركبت في السفينة جميع أهلي وذوي قرباي |
وحملت فيها كل ما كان عندي من المخلوقات الحية |
أركبت فيها حيوان الحقل وحيوان البر |
وجميع الصناع أركبتهم فيها |
وضرب لي الإله شمش موعداً معينا بقوله: |
حينما ينزل الموكل بالعواصف في المساء مطر الهلاك |
فادخل في السفينة وأغلق بابك |
وحل أجل الموعد المعين |
وفي الليل أنزل الموكل بالعاصفة مطرا مهلكا |
وتطلعت إلى حالة الجو فكان مكفهرا ومخيفا للنظر |
فولجت في السفينة وأغلقت بابي |
وأسلمت قياد السفينة إلى الملاح بوزُر أموري |
أعطيته البناء العظيم وما يحويه من متاع |
ولما ظهرت أنوار السحر |
علت من الأفق البعيد من أسس السماء غمامة ظلماء |
وفي داخلها أرعد الإله أدد |
وكان يسير أمامه شُلاتَّ و خانيس |
وهما ينظران أمامه في الجبال والسهول |
ونزع الإله ايراال الأعمدة |
ثم أعقبه الإله ننوراتا الذي فتق السدود |
ورفع أل انوناكي المشاعل |
وجعلوا الأرض تلتهب بوهج أنوارها |
وبلغت رعود الآلهة ادد عنان السماء |
وبلغ الخوف من الإله ادد إلى السموات |
فأحالت كل نور إلى ظلمة |
وتحطمت البلاد الفسيحة كما تتحطم الجرة |
وضلت زوابع الريح الجنوبية تهب يوما كاملا |
وازدادت شدة في مهبها حتى غطت الجبال |
وفتكت بالناس كأنها الحرب العوان |
وصار الأخ لا يبصر أخاه |
ولا الناس يميزون في السماء |
وحتى الآلهة ذعروا من عباب الطوفان |
فهربوا وعرجوا غالى سماء آنو |
وقد استكان الآلهة وربضوا كالكلاب حذاء الجدار |
وصرخت عشتار كما تصرخ المرآة في الولادة |
انتحبت سيدة الآلهة وناحت بصوتها الشجي نادبة: |
وحسرتاه! لقد عادت الأيام الأولى إلى الطين |
لأنني نطقت بالشر في مجمع الآلهة |
فماذا دهاني إذ نطقت بالشر |
لقد صلت الدمار على أناسي خلقي |
وإنا التي ولدت أناسي هؤلاء |
لقد ملأوا اليم كبيض السمك . |
وبكى معها آلهة أل اوناكي |
أجل! جلس الآلهة منكسي الرؤوس يندبون |
وقد يبتست شفاههم |
ومضت ستة أيام وست أمسيات |
ولم تزل زوابع الطوفان تعصف وقد غطت الزوابع الجنوبية البلاد |
ولما حل اليوم السابع خفت وطأة زوابع الطوفان في شدتها |
وقد كانت تفتك كالجيش في الحرب العوان |
ثم هدأت البحر وسكنت العاصفة وغيض عباب الطوفان |
وتطلعت إلى الجو، فوجدت السكون عاما |
ورأيت البشر وقد عادوا جميعا الى طين |
وكالسقف كانت الأرض مستوية |
فتحت كوة طاقتي فسقط النور على وجهي |
سجدت وجلست ابكي |
فانهمرت الدموع على وجهي |
وتطلعت إلى حدود سواحل البحر |
وفي كل ناحية من نواحي الأربع عشرة |
ظهر جبل جزيرة |
واستقر الفلك على جبلنصير |
لقد ضبط مسكجبل نصير السفينة ولم يدعها تجري |
ومضى يوم ويوم ثان وجبل نصير ممسك بالسفينة ولم تجر |
ومضى يوم ثالث ورابع وجبل نصير ممسك بالسفينة فلم يدعها تجري |
وكان يوم خامس وسادس وجبل نصير ممسك بالسفينة |
ولما حل اليوم السابع أخرجت حمامة وأطلقتها تطير |
طارت الحمامة ولكنها عادت |
رجعت لأنها لم تجد موضعا تحط فيه |
وأخرجت السنونو وأطلقته |
ذهب السنونو وعاد لأنه لم يجد موضعا يحط فيه |
ثم أخرجت غرابا |
وطلقته فذهب الغراب ولما رأى المياه قد قرت وانحسرت |
أكل وحام وحط ولم يعد |
وعند ذاك أخرجت كل ما في السفينة إلى الرياح الأربعة |
وقربت قربانا |
وسكبت الماء المقدس على زقورة قمة الجبل |
ونصبت سبعة وسبعة قدور للقرابين |
وكدست أسفلها القصب وخشب الأرز والأس |
فتنسم الآلهة شذاها |
اجل تشم الإلهة عرفها الطيب |
فتجمع الآلهة على صاحب القربان كأنهم ذباب |
ولما حضرت الآلهة العظيمةعشتار |
رفعت عقد الجواهر الذي صاغه لهاآنو، وفق هواها،وقالت: |
انتم أيها الآلهة الحاضرون:كما إنني لا أنسى عقد الازوارد هذا الذي في جيدي |
سأظل أتحسس اذكر هذه الأيام ولن أنساها أبدا |
ليتقدم الآلهة إلى القرابين |
أماانليل فحذار أن يقترب من القرابين |
لأنه لم يترو فاحدث عباب الطوفان |
وأسلم انسي خلقي إلى الهلاك |
ولما أن جاء انليل وأبصر الفلك غضب |
وامتلأ حنقا على الآلهة ألأيييوقال: |
عجبا كيف نجت نفس واحدة، |
وكان المقدر الا ينجو بشر من الهلاك؟ |
ففتح الآلهة ننروتا فاه وقال مخاطبا البطل انليل: |
من ذا الذي يستطيع إن يدبر مثل هذا الأمر غير أيا؟ |
أجل أن أيا هو الذي يعرف خفايا الأمور |
وعند ذاك فتح أيا فاه وقال مخاطبا انليل البطل: |
أيها البطل! أنت أحكم الآلهة |
فكيف لم تترو فأحدثت عباب الطوفان؟ |
حمل المخطئ وزر خطيئته |
وحمل المعتدي إثم اعتدائه |
ولكن ارحم في العقابلئلا يهلك، |
وتشدد لئلا يمعن في الشر |
ولو انك بدلا من إحداثك الطوفان |
سلطت السباع على الناس فقللت من عددهم |
لو انك بدل امن أحداثك الطوفان |
سلطت الذئاب فقللت من عدد الناس |
وبدلا من الطوفان لو انك أحللت القحط في البلاد |
وبدلا من الطوفان لوان اِيرا،فتك بالناس |
أما إنا فلم افش سر الآلهة العظام |
ولكنني جعلت اترا حاسسيرى رؤيا |
فأدرك سر الآلهة |
وألان تدبر أمره وقرر مصيره |
ثم علا صعد انليلفوق السفينة |
وامسك بيدي واركبني معه في السفينة |
واركب معي أيضا زوجي وجعلها تسجد بجانبي |
ووقف ما بيننا ولمس ناصيتنا وباركنا قائلا: |
لم يكناوتو نبشتم قبل ألان سوى بشر |
ولكن منذ ألان سيكون اوتو نبشتم وزوجه مثلنا نحن الآلهة |
وسيعيش اوتو نبشتم بعيدا عند فم الأنهار |
ثم أخذوني بعيدا وسكنوني عند فم الأنهار |
وألان من سيجمع الآلهة من أجلك في مجلسهم ياجلجامش |
لكي تنال الحياة التي تبغي؟ |
تعالامتحنك!لا تنم ستة أيام وسبع أمسيات |
ولكن هو لا يزال قاعدا على عجزه إذا بسنة من النوم |
تأخذه وتتسلط عليه كالضباب |
فالتفت اوتو نبشتمإلى امرأته وخاطبها قائلا: |
انظري وتأمليهذا الرجل البطل الذي ينشد الحياة! |
لقد أخذته سنة من النوم وتسلطت عليه كالضباب |
فأجابت زوج أوتوا نبشتمزوجها وقالت له: |
المس الرجل كيما يستيقظ |
ويعود أدراجه سالما في الطريق الذي جاء منه |
ليعد إلى وطنه من الباب الذي خرج منه |
فأجاب اونونبشتم |
امرأته وقال لها: |
لما كان الخداع من الطبيعة البشرية فانه سيخدعك |
فهلمي اخبزي له أرغفة من الخبز وضعيها عند راسه |
والأيام التي ينام فيها اشريها في الجدار |
فخبزت له أرغفة من الخبز ووضعتها عند رأسه |
وأشرت في الجدار الأيام التي نامها |
فصار الرغيف الأول يابسا وتلف الرغيف الثاني |
والثالث لم يزل رطبا |
وابيضت قشرت الرغيف الرابع |
والخامس لم يزل طريا والسادس قد تم خبزه في الحال |
ولما كان الرغيف السابع لا يزال عل الجمر لمسه فاستيقظ |
ولما استيقظ جلجامش قال ل اوتو نبشتم،القاصي: |
لم تكد تأخذني سنة من النوم حتى لمستني فأيقظتني: |
فأجاباوتو نبشتم جلجامش قائلا: |
ياجلجامش عد أرغفتك |
فينبئك المؤشر على الحائط عدد الأيام التي نمت فيها |
فقد يبس الرغيف الأول والثاني لم يعد صالحا |
والثالث لا يزال رطبا وابيضت قشرة الرابع والخامس لا يزال طريا |
والسادس خبز في الحال . والسابع إذا بك تستيقظ في الحال |
فقال جلجامش ل اوتو نبشتم إن افعل والى أين أوجه وجهي؟ |
وها إن المثكل قد تمكن من لبي وجوارحي |
اجل!في مضجعي يقيم الموت |
وحيثما أضع قدمي يربض الموت |
ثم قالاوتونشتم إلىأور شنابيالملاح: |
يا أور شنابي،عسى أن لا يرحب بمقدمك المرفأ |
ويبرا منك موضع العبور! |
ولتذهب مطرودا من الشاطئ |
والرجل الذي قدته إلى هنا، |
والذي يغطي جسمه الوسخ |
شوهت جمال أعضائه أردية الجلود |
خذه يا أور شنابي،وقده إلى موضع الاغتسال |
ليغسل في الماء أوساخه حتى يصبح نظيفا كالثلج |
لينزع عنه جلود الحيوانات وليرمها في البحر حتى يتجلى جمال جسمه |
ودعه يجدد عصابة رأسه |
وليلبس حلة تستر عريته |
والى أن يصل مدينته، |
وحتى ينهي طريق سفره |
لاتدع آثار العتق تبدو على حلته |
بل لتحافظ على جدتها |
فاحده أور شنابيإلى موضع الاغتسال |
وغسل أوساخه في الماء حتى بدا نظيفا كالثلج |
وخلع عنه لباس الجلود فجرفها البحر |
حتى تجلى جمال جسمه |
وجدد عصابتهعمامتهحول رأسه |
والبسه حلة كست عريه |
والى أن يصل إلى مدينته وينهي طريق سفره |
جعل ثيابه جديدة على الدوام |
ثم ركب جلجامش و أور شنابي في السفينة |
وانزلا السفينة في الأمواج وتهيئا للإبحار |
واذ ذاك خاطبت امرأة اوتونبشتم زوجها وقالت له: |
لقد جاء جلجامش إلى هنا وقاسى التعب واشتطت به النوى |
فماذا عساك أن تعطيه وهو عائد إلى بلاده؟ |
وكان جلجامش في هذه اللحظة قد رفع المردي |
ليقرب السفينة إلى الشاطئ |
فأدركه اوتو نبشتم وخاطبه قائلا: |
لقد جئت يا جلجامش إلى هنا وقاسيت التعب |
فما غساني أن أعطيك حتى تعود إلى بلادك؟ |
سأفتح لك،يا جلجامش، سرا خفيا |
اجل!ساشكف لك عن سر من أسرار الآلهة! |
يوجد نبات مثل الشوك ينبت في المياه |
وشوكه يخز يديك كما يفعل الورد |
فإذا ما حصلت يداك على هذا النبات وجدت الحياة الجديدة |
وما أن سمع جلجامش هذا القول |
حتى فتح المجرى الذي أوصله إلى المياه العميقة |
وربط بقدميه أحجارا ثقيلة |
ونزل إلى أعماق المياه حيث انصر النبات |
فاخذ النبات الذي يخز يده |
وقطع الأحجار الثقيلة من قدميه |
فخرج من عمق البحر إلى الشاطئ |
ثم قال جلجامش ل أور شنابي،الملاح: |
يا أور شنابي، إن هذا النبات العجيب |
يستطيع المرء أن يعيد به نشاط الحياة |
وسيكون اسمه:يعود الشيخ إلى صباه كالشباب |
احملنه معي إلى أوروك،المحصنة |
وأشرك معي الناسليأكلوا منه |
وإنا سأكله في أخر أيامي حتى يعود شبابي |
ثم سار وبعد أن قطعا عشرين ساعة مضاعفة تبلغا بلقمة من الزاد |
وبعد ثلاثين ساعة مضاعفة توقفا ليبيتا الليل |
وأبصر جلجامش بئرا باردة الماء |
فوردنزل فيها ليغتسل في مائها |
فشمت الحية شذى نفس النبات |
فتسللت واختطفت النبات |
ثم نزعت عنها جلدها |
وعند ذاك جلس جلجامش واخذ يبكي |
حتى جرت دموعه على وجنتيه |
وكلم أورشنابي،الملاح قائلا: |
من اجل من ياأورشنابي كلت يداي؟ |
ومن اجل من استنزفت دم لبي قلبي؟ |
لم احقق لنفسي مغنما |
اجل!لقد حققت المغنم الى اسد التراب |
افبعد عشرين ساعة مضاعفة |
يأتي هذا المخلوق فيخطف النبات مني؟ |
وقد سبق لي إني لما فتحت منافذ الماء |
وجدت أن هذا نذيرا لي أن أتخلى عن مطلبي |
واترك السفينة في الساحل |
وبعد مسيرة عشرين ساعة مضاعفة تبلغا بلقمة من الزاد |
وبعد ثلاثين ساعة مضاعفة توقفا ليبيتا الليل |
ثم وصلا إلى أوروك، ذات الأسوار |
فقال جلجامش ل أور شنابي، الملاح: |
اعل يا أور شنابي، وتمش فوق أسوار أوروك |
وافحص قواعد أسوارها وانظر إلى آجر بنائها، |
وتيقن أليس من الأجر المفخور |
وهلا وضع الحكماء السبعة أسسها |
انشاراواحد خصص للسكن |
وشارا واحد لبساتين النخل |
وشارا واحد لسهل الري،بالإضافة إلى حارة معبد عشتار |
فتتضمن أوروك ثلاثة شاراتوالحارة. |
تذييل!اللوح الحادي عشر من هو الذي رأى |
كل شيء،من سلسلة،جلجامش |
استنسخ طبق الأصل وحقق |
مكتبة قصر آشور بانيبال،ملك العالم،ملك بلاد آشور |
انتهت |