إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أَنا مِن عالَمٍ مَجنُونُ |
لا يُبقي عَلى أَحَدٍ |
وَلا يَرعى هَوى أَحَدٍ |
وَلا يَرحَم بُكا أَحَدٍ |
وَلا يُشفِق عَلى أَحَدِ |
بِلا هَدَفٍ وَلا مَرسى |
رَكِبتُ سَفينَةً خَرسا |
أَشُقُّ الصَّمتَ لا أَنسى |
شَباباً ضاعَ في بَلَدي |
وَأَحلاماً مُؤَجَّلَةً |
وَ أَشواقاً مُقَتَّلَةً |
وَ أَرواحاً مُسَلسَلَةً |
بِقَيدِ العُرفِ يا كَبِدي |
نُحِبُّ وَ نُوقِفُ التَّنفيذَ |
حَتّى يَأذَنَ العُرفُ |
يَشيبُ عَلى الشِّفاهِ هُنا |
حَديثُ القَلبِ وَ الحَرفُ |
فَلا حَقٌّ يَحِقُّ لَنا |
وَلا عَدلٌ |
وَلا صَرفُ |
فَهَل بَلَدي هُوَ المَجنونُ |
أَم أَدمَنتُهُ الخَوفُ |
تُدَنِّسُ هَذِهِ الدُّنيا |
بِلادٌ ما بِها حُبُّ |
بِلادٌ يَهرُبُ التّاريخُ مِنها |
مِلؤُهُ الرُّعبُ |
بِلادٌ تَقتُلُ الإِحساسَ |
فيها يُوئَدُ الشَّعبُ |
بِلادٌ قاتَلَت حُبّا |
فَهَل يَبقى لَها حُبُّ |
بِأَمرِ الحُبِّ يا بَلَدي |
سَنَقتُلُ نَفسَنا فَرحا |
وَنَنصُبُ خَيمَةَ الأَمجادِ |
مِن أَكفانِنا صَرحا |
إِذا كُنّا |
بِأَمرِ الحُب |
لِأَجلِ الحُب |
صَنَعنا الحُب |
نَقولُ لِأَصعَبِ الأَقدارِ |
يا أَقدارَنا مَرحا |
سُؤالٌ حارَ في فِكري |
أَنَغدو نُسخَةً أُخرى |
بِلا نَفعٍ وَلا مَعنى |
إِذا كانَ الغَدُ الزّاهي |
كَأَمسٍ كُلُّهُ واهي |
فَما تُجدي المَلايينُ الَّتي تَرعى |
بِلا رَاعٍ |
وَلا مَرعى |
بِلادي أَصبَحَت مَرعى |
مَلايينٌ مِن الأَفكارِ |
تَغزونَا |
كَتَغريبٍ |
وَ إِرهابٍ |
وَ نَحنُ كَقُنفُذٍ واهٍ |
تَحامى خَلفَ أَشواكِ التَّقاليدِ |
الَّتي تَسري |
أَما تَدري، |
بِأَنَّ القَومَ يا وَلَدي |
غُزاةَ العَقلِ وَ الفِكرِ |
وَأَنَّ بِلادَنا الغَراءَ تَدمى |
أَو سَنَدمى دونَها |
فاختَر |
دِماءُ الفِكرِ |
وَ الإِيمانِ |
وَ الإِخلاصِ أَهوَنُ |
أَم دِماءُ الذَّبحِ وَ النَّهرِ |
وَإِعلامٌ دَسيسٌ |
زَوَّدَ الأَذهانَ بِالفِسقِ |
وَتَعليمٌ بَكا |
أَن قادَهُ الأَذيالُ لِلشَّنقِ |
أَما تَدري |
بِلادي |
قادَتِ الإِنسانَ لِلتَّعذيبِ |
وَ التَّحقيرِ |
وَ التَّنكيرِ |
وَ التَّزويرِ |
وَ الإِفلاسِ |
لَم تُبقِ |