عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > وليد حجار > لقاءٌ بلا مَوعِد

سورية

مشاهدة
856

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لقاءٌ بلا مَوعِد

أتَتْ يا طيبَ لُقياها
تَبُثُّ إليَّ شَكواها
تُحَدِّثُ عن مَدى وَلَهي
وكيفَ غَدوتُ مُضْناها
ومِن مَاضٍ حَكى عَمَّا
طَوَتْ صَفحاتُ ذِكراها
فَكمْ أحلامُها بَلَغَتْ
مِن الأوهامِ أقصاها
تُلملِمُ بَعضَ أشعاري
وتُنشد مِن بَقاياها
وقالتْ في مُداعَبَةٍ
أَتَذكُرُ كيفَ عِشناها؟
وتَسْرُدُ عَن مُناسَبَةٍ
كمِ اسْتأنَستُ رؤياها
وكَمْ عَينايَ في خَلَسٍ
أصَابَتْ كُنْهَ مَرماها
وحُسني كانَ ذا حَدٍّ
يُقَطِّعُ مَن بِهِ تاها
على شَفَتَيَّ زَنبَقةٌ
كمِ اسْتَهواكَ مَرآها
لثَمتُكَ فارْتَشَفتُ لَمىً
فأسْكَرَني وحَلاّها
وفِتنةُ ناهِدَيَّ بَدَتْ
وما أغواكَ إلاّها
وتَخطُرُ في مُكابَرَةٍ
وتُطلِقُ بَعدَها الآها
جمالٌ كمْ بِهِ ائْتَلَقَتْ
مَفاتِنُ كيفَ تَنساها
فكمْ أخفَيتَ مِن حُرَقٍ
لَهيبُ الشَّوقِ أبداها
ولا أخفيكَ كيفَ مَضَتْ
مِن الأيامِ أحلاها
أنامُ وأنتَ أُمنيَتي
لَعَلَّ الحُلمَ يَغشاها
وأَسبَحُ في عَوالِمِها
وأَنعَمُ حين ألقاها
أُحَدِّقُ فيكَ في شَغَفٍ
وعَيني كَيفَ أنهاها
فَقُلْ عَن جُرأتي ماشِئْ
تَ لَستُ أخافُ عُقباها
مَضَتْ أيامُنا ونَأتْ
ولمْ نَسعدْ بِنُعماها
وجِئتُ إليكَ عاتِبَةً
أُقلِّبُ بعضَ ذِكراها
أتَنسى صوتَ فَيروزٍ
وكمْ أشجاكَ مَغناها
وما بالحُبِّ مِن صُوَرٍ
كَما شِئنا رَسَمناها
وبابُ النَّهرِ ألهَمَنا
قَصَائدَ ما كَتبناها
كُؤوسٌ أنتَ خَمرَتُها
بِرَبوَتِه احْتَسيناها
على العاصي حِكايَتُنا
تُرى يا دَهرُ نَنساها!
أنا ليلى وقيسٌ ما
طَواهُ المَوتُ لولاها
لتشهَدَ كُلُّ أمْكِنَةٍ
وَقَفتَ بها وتَهواها
هُناكَ بِنظرةٍ مِنّي
وقد كَثُرَتْ ضَحاياها
أصَبتُكَ كي أبوحَ بها
وما أدرَكتَ مَغزاها
بِقَصدٍ كُنتَ تُهْمِلُها
تُغَيّرُ شَرحَ مَعناها
هُناكَ وَقَفتَ في غَيَدٍ
عَزيزَ النّفسِ تَيّاها
كأنّي بالهَوى أمَةٌ
مَلَكتَ مَصيرَ دُنياها
وحُبّي لمْ يَزَلْ أملاً
بِروحي ما تَخَطَّاها
وإنْ أخْفيتُ صُورَتَهُ
وعَنكَ حَجَبتُ فَحواها
تُرى؟ مازالَ يَعشَقُني
وهلْ أنا مَن تَمَنَّاها
كأنَّ الدّهرَ عاصِفَةٌ
وقلبي باتَ يَخْشاها
تَدورُ بِنا بِلا زَمَنٍ
ورُغمَ اليأسِ نَحياها
تُحاسِبُ قلبَ عاشِقَةٍ
إذا ما الحُبُّ نَادَاها
أتَتْ تَشكوكَ مِن زَمَنٍ
وما عانَتهُ نَجواها
تعودُ إليكَ تائِبةً
وأنتَ اليومَ تأباها
عُهودي ما حَنَثتُ بِها
وقَلبي ظَلَّ يَرعاها
أضَعتُ العُمرَ نَادِمَةً
وعيني الحُزنُ أدماها
فلا الآمَالُ آتِيةٌ
ولا بِالصَّبرِ جَدواها
فَلن أنسى بها ألَمي
وقلبي كيفَ عَاناها
تُذَكِّرُني بِما اقْتَرَفَتْ
ومَن بالشِّعرِ أغواها
ومَن أهدى لها وَرداً
وبَعدَ الصَّدِّ أرضاها
وقَدَّمَ كُلَّ ما تَهوى
لتصفحَ عَنهُ عَيناها
ومَن بالرُّوحِ ما بَرَحَتْ
ومَن بالقلبِ مَثواها
أتَتْ في زَيِّ تائبَةٍ
وقد ظَهَرَتْ نَواياها
كأنّي قِسُ صَومَعَةٍ
أُكَفِّرُ عَن خَطَاياها
تُؤكِّدُ صِدقَ ما زَعَمَتْ
وأرفُضُ زَيْفَ دَعْواها
فَلا أصغَيتُ في أُذُنٍ
ولا عَتَبي لها فَاها
جَوابٌ ما اسْتَطَعْتُ لَهُ
وصَمتي فيهِ أبكاها
أحُبُّكِ لنْ أقولَ لها
فما احْتَمَلتْهُ أضْواها
فكمْ عَانى الفُؤادُ وكمْ
جِراحُ عَذابِها ضَاهى
تَقولُ غَدَاً وضَاعَ غدٌ
بِلا أمَلٍ تَعَدَّاها
أَعِندَ غُروبِها اتَّجَهَتْ
سَفينتُها لمرساها
وكادَ القلبُ يَفضَحُ ما
بِسِرٍّ مِن حَكاياها
ونادى صَوتُ عَاطِفةٍ
تَجَسَّدَ في مُحَيّاها
فَشَفَّ الوَجْدُ وابْتَسَمَتْ
وضَمَّ الصَّدرَ طِفلاها
فَقُلتُ لها وقد هَدَأت
وعَطفُ الأمِّ أغناها
دَعي ما فاتَ مِن ذِكَرٍ
بِلا وعْيٍ أعَدْناها
فلن أصبو لِنَشوتِها
وأشرَبَ مِن حُميّاها
فَقَدْ شاهدتُ عَاطِفةً
قديماً ما شَهِدْناها
هي الدَّنيا وزينتُها
وما ضَمَّتْ عَطاياها
لَعَمْريَ قد رَأيتُ بِها
مَشَاعِرَ ما عَرَفناها
بِها للحُبِّ مَرحَلةٌ
غَدَتْ بالنَّفسِ أسماها
بَلَغْتُ بأفْقِها أرَبي
ولا أرضى بأدْناها
وليد حجار
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأحد 2008/01/27 03:17:23 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com