هَلْ بَانَ قَلْبُكَ مِنْ سُلَيْمَى فَاشْتَفَى | |
|
| ولَقَدْ غَنِيْتَ بِحُبِّهَا فِيْمَا مَضَى |
|
أَبلِغ أَبا حُمرانَ أَنَّ عَشيرَتي | |
|
| ناجوا وَلِلنَّفَرِ المُناجينَ التَوى |
|
باعوا جَوادَهُمُ لِتَسمَنَ أُمُّهُم | |
|
| وَلِكَي يَبيتَ عَلى فِراشِهِمُ فَتى |
|
عِلجٌ إِذا ما اِبتَزَّ عَنها ثَوبَها | |
|
| وَتَخامَصَت قالَت لَهُ ماذا تَرى |
|
لَكِن قَعَيدَةُ بَيتِنا مَجفُوَّةٌ | |
|
| بادٍ جَناجِنُ صَدرِها وَلَها غِنى |
|
تُقفي بِعيشَةِ أَهلِها مَلبونَةً | |
|
| أَو جُرشُعاً عَبلَ المَحازِمِ وَالشَوى |
|
مَن كانَ كارِهَ عَيشِهِ فَلَيَأتِنا | |
|
| يَلقَ المَنِيَّةَ أَو يَؤوبَ لَهُ غِنى |
|
وَلَقَد عَلِمتُ عَلى تَجَنُّبِيَ الرَدى | |
|
| أَنَّ الحُصونَ الخَيلُ لا مَدَرُ القُرى |
|
راحوا بَصائِرُهُم عَلى أَكتافِهِم | |
|
| وَبَصيرَتي يَعدو بِها عَتَدٌ وَأى |
|
نَهدُ المَراكِلِ لا يَزالُ زَميلُهُ | |
|
| فَوقَ الرِحالَةِ ما يُبالي ما أَتى |
|
أَمّا إِذا اِستَدبَرتَهُ فَتَسوقُهُ | |
|
| رِجلٌ قَموصُ الوَقعِ عارِيَةُ النَسا |
|
أَمّا إِذا اِستَعرَضتَهُ مُتَمَطِّراً | |
|
| فَتَقولُ هَذا مِثلُ سِرحانِ الغَضا |
|
أَمّا إِذا اِستَقبَلتَهُ فَكَأَنَّهُ | |
|
| بازٌ يُكَفكِفُ أَن يَطيرَ وَقَد رَأى |
|
إِنّي وَجَدتُ الخَيلَ عِزّاً ظاهِراً | |
|
| تَنجي مِنَ الغُمّى وَيَكشِفنَ الدُجى |
|
وَيَبِتنَ بِالثَغرِ المَخوفِ طَوالِعاً | |
|
| وَيُثِبنَ لِلصُعلوكِ جَمَّةَ ذي الغِنى |
|
وَإِذا رَأَيتَ مُحارِباً وَمُسالِماً | |
|
| فَليَبِني عِندَ المُحارِبِ مَن بَغى |
|
وَخصاصَةُ الجُعفِيِّ ما صاحَبتَهُ | |
|
| لا تَنقَضي أَبَداً وَإِن قيلَ اِنقَضى |
|
إِخوانُ صِدقٍ ما رَأَوكَ بِغِبطَةٍ | |
|
| فَإِنِ اِفتَقَرَت فَقَد هَوى بِكَ ما هَوى |
|
مَسَحوا لِحاهُم ثُمَّ قالوا سالِموا | |
|
| يا لَيتَني في القَومِ إِذا مَسَحوا اللِحى |
|
وكَتيبَةٍ لَبَّستُها بِكَتيبَةٍ | |
|
| حَتّى تَقولَ سَراتُهُم هَذا الفَتى |
|
لا يَشتَكونَ المَوتَ غَير تَغَمغُمٍ | |
|
| حَكَّ الجِمالِ جُنوبَهُنَّ مِنَ الشَذا |
|
يَخرُجنَ مِن خَلَلِ الغُبارِ عَوابِساً | |
|
| كَأَصابِعِ المَقرورِ أَقعى فَاِصطَلى |
|
يَتَخالَسونَ نُفوسَهُم بِنَوافِذٍ | |
|
| فَكَأَنَّما عَضَّ الكُماةُ عَلى الحَصى |
|
فَإِذا شَدَدتُ شَدَدتُ غَيرَ مُكَذِّبٍ | |
|
| وَإِذا طَعَنتُ كَسَرتُ رُمحي أَو مَضى |
|
مِن وُلدِ أَودٍ عارِضي أَرماحَهُم | |
|
| أَنهَلتُهُم باهي المُباهي وَاِنتَمى |
|
يا رُبَّ عَرجَلَةٍ أَصابوا خَلَّةً | |
|
| دَأَبوا وَحارَ دَليلُهُم حَتّى بَكى |
|
باتَت شَآمِيَةُ الرِياحِ تَلُفُّهُم | |
|
| حَتّى أَتَونا بَعدَ ما سَقَطَ النَدى |
|
فَنَهَضتُ في البَركِ الهُجودِ وَفي يَدي | |
|
| لَونُ المَهَزَّةِ ذو كعوبٍ كَالنَوى |
|
أَحذَيتُ رُمحي عائِطاً مَمكورَةً | |
|
| كَوماءَ أَطرافُ العِضاهِ لَها خَلى |
|
فَتَطايَرَت عَنّي وَقُمتُ بِعاتِرٍ | |
|
| صَدقِ المَهَزَّةِ ذي كُعوبٍ كَالنَوى |
|
باتَت كِلابُ الحَيِّ تَسنَحُ بَينَنا | |
|
| يَأكُلنَ دَعلَجَةً وَيَشبَعُ مَن عَفا |
|
وَمِنَ اللَيالي لَيلَةٌ مَزؤودَةٌ | |
|
| غَبراءُ لَيسَ لِمَن تَجَشَّمَها هَدى |
|
كَلَّفتُ نَفسي حَدَّها وَمِراسَها | |
|
| وَعَلِمتُ أَنَّ القَومَ لَيسَ بِها غَنا |
|
وَمُناهِبٍ أَقصَدتُ وسط جُموعِهِ | |
|
| وَعِشارِ راعٍ قَد أَخَذتُ فَما تُرى |
|
ظَلَّت سَنابِكُها عَلى جُثمانِهِ | |
|
| يَلعَبنَ دُحروجَ الوَليدِ وَقَد قَضى |
|
وَلَقَد ثَأَرتُ دِماءَنا مِن واتِرٍ | |
|
| فَاليَومَ إِن كانَ المَنونُ قَدِ اِشتَفى |
|
بانَ الخَلِيْطُ ولَمْ أُفَارِقْ عَنْ قِلى | |
|
| نَسِيَ الحَبِيْبَ وفَلَّ صَبْوَتَهُ القِلَى |
|
إِنَّ المُحِبَّ إِذَا جَفَاهُ حَبِيْبُهُ | |
|
| فَكَفَى بِصُحْبَتِهِ عَنَاءً للفَتَى |
|
والهَمُّ مَا لَمْ تُمْضِهِ لِسَبِيْلِهِ | |
|
| لَيْسَ المُفَارِقُ يَا أُمَيْمَ كَمَنْ نَأَى |
|
أَمَلٌ تَبَوَّأَ فِي مَنَازِلِ ذِلَّةٍ | |
|
| والمَيِّتُونَ شِرارُ مَنْ تَحْتِ الثَّرَى |
|
أَحْيَاؤُهُمْ عَارٌ عَلَى مَوتَاهُمُ | |
|
| ومَتَى تُفَارِقْهُمْ تُفَارِقْ عَنْ قِلى |
|
وإِذَا تُصَاحِبُهُمْ تُصَاحِبُ خَانَةً | |
|
| وإِذَا عَوَى ذِيْبٌ بِصَاحِبِهِ عَوَى |
|
لا يَفْزَعُونَ إِلَى مَخَافَةِ جَارِهِمْ | |
|
| أَمْ هَلْ لِحَتْفٍ رَاصِدٍ مِنْ مُنْتَأَى |
|
هَلْ فِي السَّمَاءِ لِصَاعِدٍ مِنْ مُرْتَقًى | |
|
| سِيَّانِ فِيْهِ مَنْ تَصَعْلَكَ واقْتَنَى |
|
للهِ دَرُّكَ مِنْ سَبِيْلٍ واضِحٍ | |
|
| إِذْ لا ذَلِيْلَ أَذَلُّ مِنْ وادِي القُرَى |
|
عَجَبًا عَجِبْتُ لِمَنْ يُدَنِّسُ عِرْضَهُ | |
|
| والعِرْضُ بَعْدَ ذَهَابِهِ لا يُشْتَرَى |
|
والثَّوبُ يَخْلَقُ ثُمَّ يُشَرَى غَيْرُهُ | |
|
| ويَصُونُ حُلَّتَهُ يُوَقِّيْهَا الأَذَى |
|
إلا رَوَاكِدَ بَيْنَهُنَّ خَصَاصَةٌ | |
|
| سُفْعَ المَنَاكِبِ كُلُّهُنَّ قَدِ اصْطَلَى |
|
ومُجَوَّفاتٌ قَدْ عَلا أَجْوَازَهَا | |
|
| أَسْآرُ جُرْدٍ مُتْرَصَاتٌ كَالنَّوَى |
|
ومُجَوَّفٍ بَلَقًا مَلَكْتُ عِنَانَهُ | |
|
| يَعْدُو عَلَى خَمْسٍ قَوَائِمُهُ زَكَا |
|