عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > ابن أبي الحديد > ألاَ إنَّ نجدَ المجدِ أبيضُ مَلحوبُ

غير مصنف

مشاهدة
1375

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ألاَ إنَّ نجدَ المجدِ أبيضُ مَلحوبُ

ألاَ إنَّ نجدَ المجدِ أبيضُ مَلحوبُ
وَلكنَّهُ جَمُّ المَهالِكِ مَرهوبُ
هُوَ العسلُ المَاذيُّ يَشتارُه امرؤٌ
بَغاهُ وأطرافُ الرماحِ يَعاسيبُ
ذُقِ الموتَ إن شِئتَ العُلى وَاطعَمِ الردى
فَنيلُ الأَمَاني بالمنيَّةِ مَكسوبُ
خُضِ الحتفَ تَأمن خِطةَ الخسفِ إِنَّما
يبوخُ ضرامُ الخطب والخطبُ مشبوبُ
ألَم تخبرِ الأخبارَ في فتحِ خَيبرٍ
فَفيها لِذي اللبِّ الملبِّ أَعاجيبُ
وَفَوزُ عليٍّ بالعُلى فوزُها بِهِ
فكلٌّ إلى كلٍّ مُضافٌ ومَنسوبُ
حُصونٌ حَصان الفرج حَيثُ تبرّجت
وَمَا كلّ ممتطّ الجزَارة مَركوبُ
يناط عليها لِلنُّجومِ قَلائدٌ
ويَسفلُ عَنها لِلغمامِ أهاضيبُ
وتنهلُّ للجرباء فيها وَلم تصِب
رذاذاً على شمّ الجبالِ أساكيبُ
وكَم كسَّرت جَيشاً لِكِسرى وقصّرت
يَدَي قيصرٍ تِلك القِنانُ الشَّناخيبُ
وكَم مِن عَميدٍ بَات وهوَ عَميدُها
ومن حَرِب أضحى بِها وهوَ محروبُ
وَأَرعن موَّارٍ ألمَّ بمورِها
فَلم يغنِ فيها جَرُّ مجرٍ وتكتيبُ
وَلا حَامَ خوفاً لِلعدى ذلكَ الحِمى
وَلا لاب شَوقاً لِلرَّدى ذلك اللّوبُ
فَللخَطبِ عَنها وَالصروف صَوارفٌ
كَما كَانَ عَنها للنَّواكبِ تنكيبُ
تَقاصرُ عنها الحادِثاتُ فَللرّدى
طَرائقُ إلا نَحوها وأساليبُ
فَلمّا أرادَ اللَّه فضَّ خِتامِها
وكلُّ عزيزٍ غَالَبَ اللَّه مَغلوبُ
رَماها بِجيش يَملأ الأرضَ فَوقَه
رِواقٌ مِنَ النَّصرِ الإلهيّ مَضروبُ
يُسدّدهُ هديٌ مِنَ اللَّه وَاضِحٌ
ويُرشِدُه نورٌ مِنَ اللَّه مَحجوبُ
مَغاني الرَّدى فيهِ فأصيَدُ أشوَسٌ
وَأجردُ ذيَّالٌ ومقَّاءُ سُرحوبُ
وقَضّاءُ زُعف كَالحبابِ قَتيرُها
وأسمرُ عسَّالٌ وأبيضُ مَخشوبُ
نَهارُ سُيوفٍ في دُجى لَيل عثير
فَأبيضُ وضَّاحٌ وأسودُ غِربيبُ
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ زعيمهُ
وَقائدُه نَسرُ المفازةِ والذِّيبُ
فَصبّ عَليها مِنه سَوطَ بَليةٍ
عَلى كلِّ مَصبوبِ الإساءة مَصبوبُ
فغادَرها بَعد الأنيسِ وللصَّدى
بأرجائها ترجيعُ لحنٍ وتَطريبُ
يَنوحُ عَليها نوحَ هَارونَ يُوشعٌ
ويَذرِي عَليها دَمعَ يُوسف يَعقوبُ
بِها مِن زَمَاجيرِ الرّجالِ صَواعِقٌ
ومِن صَوبِ آذيِّ الدِّماء شآبيبُ
فكَم خَرَّ مِنها لِلبوارقِ مبرقٌ
وكم ذلَّ فيها للقنا السّلب مَسلوبُ
وكَم أصحبَ الصَّعبُ الحرونُ بأَرضها
وكَم باتَ فِيها صاحبٌ وهوَ مَصحوبُ
وَكَم عاصِبٍ بالعصبِ هامته ضُحى
ولم يُمسِ إِلا وهو بالعصبِ مَعصوبُ
لَقد كانَ فيها عِبرةٌ لمجرّب
وإن شابَ ضرّاً بالمنافعِ تجريبُ
وما أنسَ لا أنسَ اللّذين تقدَّما
وفرَّهُما والفرُّ قد عَلما حُوبُ
ولِلرايةِ العُظمى وَقد ذَهبا بِها
مَلابس ذُلّ فَوقَها وجَلابيبُ
يَشلُّهما مِن آلِ مُوسى شَمَردَلٌ
طَويلُ نِجادٍ أجيدُ يَعبوبُ
يَمجّ مَنوناً سَيفُهُ وسِنانُهُ
ويَلهَبُ ناراً غِمدُهُ والأنابِيبُ
أحَضرُهُما أم حَضرُ أَخرَجَ خاضِبٍ
وَذانِ هُما أم ناعِمُ الخدِّ مَخضُوبُ
عَذَرتُكما إنَّ الحِمامَ لمبغَضٌ
وإِنَّ بَقاءَ النَّفسِ للنَّفسِ محبُوبُ
ليكرهُ طَعمُ الموتِ والموتُ طالبٌ
فَكيفَ يَلذُّ الموتُ والموتُ مطلوبُ
دَعا قَصبَ العَليَاءِ يَملِكُها امرؤٌ
بغيرِ أفَاعيلِ الدناءةِ مقضُوبُ
يَرى أنَّ طُولَ الحَرب والبُؤسِ راحَةٌ
وأَنّ دَوامَ السِّلم والخَفضِ تَعذيبُ
فلِلَّهِ عينا مَن رآهُ مُبارِزاً
وَللحَربِ كأسٌ بالمنيّةِ مَقطوبُ
جَوادٌ عَلا ظَهر الجوادِ وأَخشَبٌ
تَزَلزَل مِنهُ في النزالِ الأخاشِيبُ
وأبيَضُ مَشطُوبُ الفرند مُقَلَّدٌ
به أبيَضٌ ماضي العَزيمةِ مَشطُوبُ
أجدَّكَ هَل تَحيا بمَوتِكَ إنَّني
أرى الموتَ خَطباً وهو عندك مَخطوبُ
دِماءُ أَعاديكَ المدامُ وغَابةُ الر
رِماحِ ظِلالٌ والنِّصالُ أكاويبُ
تَجلّى لكَ الجبَّارُ في مَلَكُوتهِ
ولِلحَتفِ تَصعيدٌ إليكَ وتَصويبُ
وللشَّمسِ عَينٌ عن عُلاكَ كَليلةٌ
وَللدَّهرِ قَلبٌ خافِقٌ منكَ مرعوبُ
فَعايَنَ ما لولا العَيَانُ وَعلمُه
لَما ارتاب شكّاً أَنهُ فيكَ مَكذوبُ
وَشَاهَدَ مَرأىً جَلّ عَن أَن يَحدَّهُ
مِنَ القَومِ نَظمٌ في الصَحائفِ مَكتوبُ
وأَصلتَ فِيها مرحبُ القوم مِقضباً
جرازاً بِه حَبلُ الأمانيِّ مَقضوبُ
وقَد غَصَّتِ الأرضُ الفضاءُ بخيله
وضُرِّجَ مِنها بِالدماءِ الظَّنابيبُ
يَعاقيبُ رَكضٍ في الرّبُودِ سَوابحٌ
يُماثِلُها لولا الوُكونُ اليعَاقيبُ
فَأشرَبهُ كأسَ المنيّة أحوَسٌ
مِنَ الدّم طعِّيمٌ وللدّم شرّيبُ
إذا رامه المقدارُ أو رام عكسَهُ
فَلِلقُربِ تَبعيدٌ ولِلبُعدِ تقريبُ
فَلم أرَ دَهراً يَقتُلُ الدّهرَ قَبلَها
ولا حتفَ عَضبٍ وهوَ بالحتفِ مَعضُوبُ
حَنانيكَ فَازَ العُربُ مِنكَ بسؤدَدٍ
تَقاصَرَ عنهُ الفُرسُ والرُّومُ والنوبُ
فما ماسَ مُوسى في رداءٍ منَ العُلى
وَلا آب ذِكراً بَعدَ ذِكرِك أَيُّوبُ
أرى لَكَ مَجداً ليسَ يُجلَب حَمدُهُ
بمدحٍ وَكلّ الحمدِ بالمدحِ مجلوبُ
وَفَضلاً جَليلاً إن ونى فَضلُ فاضلٍ
تعاقبَ إدلاجٌ عَليه وتأويبُ
لِذاتِكَ تَقديسٌ لِرَمسِكَ طُهرَةٌ
لِوَجهِكَ تعظيمٌ لمجدِكَ تَرجيبُ
تقيلتَ أفعالَ الرُّبوبيَّةِ التي
عذرتُ بها من شكّ أنَّكَ مَربوبُ
وَقَد قِيلَ في عيسى نَظيركَ مثلَه
فخسرٌ لمن عادى عُلاك وَتَتبيبُ
عَلَيكَ سَلامُ اللَّه يا خَيرَ من مَشى
به بَازلٌ عَبر المَهامهِ خُرعُوبُ
ويا خيرَ من يُغشى لدفعِ ملمّةٍ
فيأمنُ مرعوبٌ ويترفُ قُرضوبُ
ويَا ثاوياً حَصباءُ مَثواهُ جوهَرٌ
وَعيدانُه عُودٌ وتُربَتُه طيبُ
تكُوسُ به غرُّ الملائكِ رفعَةً
ويَكبرُ قدراً أن تكوسَ به النّيبُ
يَجلُّ ثَراهُ أن يضرِّجه الدّمُ ال
مُراقُ وَتَغشاهُ الشوى والعَراقيبُ
وَيا عِلّة الدُّنيا وَمَن بَدو خَلقها
له وَسَيتلو البدو في الحشر تَعقيبُ
وَيا ذا المَعالي الغُرّ والبَعضُ مُحسَب
دَليلٌ على كُلٍّ فما الكُلُّ محسُوبُ
ظَنَنتُ مَديحي في سِواكَ هِجاءه
وَخِلتُ مَديحي أنه فيكَ تَشبيبُ
وقال لهُ الرَّحمنُ ما قالَ يوسُفٌ
عَداكَ بِما قدَّمتَ لومٌ وتثريبُ
ابن أبي الحديد
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الاثنين 2009/09/21 10:14:08 مساءً
التعديل: الاثنين 2009/09/21 11:31:40 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com