أَعَرَفتَ مِن عَبقِ النَّسيمِ الفائِحِ | |
|
| خَبَرَ العُذَيبِ وَبانه المتَناوِحِ |
|
وَاقتادَ طَرفَكَ بارِق مَلَكَت بِهِ | |
|
| ريحُ الجَنوبِ عَنانَ أَشقَرَ رامِحِ |
|
هَبَّ اختِلاساً في الدُّجا وَنُجومُهُ | |
|
| يَكرَعنَ مِن حَوضِ الصَّباحِ الطَّافِحِ |
|
وَالنَّسرُ في أُفُقِ المَغارِبِ رايَةٌ | |
|
| تَهفو بِعالِيَةِ السِّماكِ الرَّامِحِ |
|
فَطَوى حَواشِيهِ وَجادَ بِوَمضِهِ | |
|
| مِثلَ الشَّرارَةِ مِن زِنادِ القادِحِ |
|
دَقَّت عَلى لَمحِ العُيونِ وَما خَبَت | |
|
| حَتّى تَضَرَّمَ في حَشا وَجَوانِحِ |
|
بَعَثَ الغَرامُ المُدلِجينَ تَوَسَّدوا | |
|
| أَكوارَ عُوجٍ كَالقِسِيِّ طَلائِحِ |
|
فَتَرَنَّحوا فَوقَ الرِّحالِ كَأَنَّما | |
|
| هَزَّت قُدودَهُمُ سُلافَةُ صابِحِ |
|
دَبَّ الكَرى فيهِم فَمَوَّةَ زَورَة | |
|
| خَفِيَت عَلَى نَظَرِ الرَّقيبِ الكاشِحِ |
|
طَيفٌ تَضُوعُ بِهِ الرِّياضُ وَيَدَّعي | |
|
| خَطَراتِهِ لَمعُ الصَّباحِ اللاَّئِحِ |
|
كَيفَ اِهتَدَيتَ وَدونَنا مَجهولَةٌ | |
|
| بَهماء تَهزَأ مِن جَناحِ السَّارِحِ |
|
وَالحَرَّتانِ وَجَمرَة مَضروبَة | |
|
| مَشبوبَةٌ بِذَوابِلٍ وَصَفائِحِ |
|
وَمُثار قَسطَلَةٍ وَبيضُ صَوارِمٍ | |
|
| وَدِلاصُ سابِغَةٍ وَجُردُ سَوابِحِ |
|
مِن كُلِّ شارِدَةٍ كَأَنَّ عِنانَها | |
|
| يُعطيكَ سالِفَةَ الغَزالِ السَّانِحِ |
|
يَنفِرنَ عَن عَذبِ النُّمَيرِ وَلَو جَرى | |
|
| بِدَمِ الطِّعانِ وَرَدنَ غَيرَ قَوامِحِ |
|
ما كُنتَ تَبذُلُ لِلغَريبِ تَحِيَّةً | |
|
| بُخلاً فَكَيفَ سَرَيتَ نَحوَ النَّازِحِ |
|
وَلَعَلَّ عَطفَكَ أَن يَعودَ بِمِثلِها | |
|
| بَعدَ الرُّقادِ فَرُبَّ يَومٍ صالِحِ |
|
قَد أَصحَبُ الدَّهرَ الأَبِيَّ قِيادُهُ | |
|
| قَسراً وَفَرَّجَ كُلَّ خَطبٍ فادِحِ |
|
وَهَمى بَنانُ أَبي المُتَوَّجِ بَعدَما | |
|
| نَسَخَ السَّماحَ وَعَزَّ صِدقَ المادِحِ |
|
يوفِي عَلَى طَلَبِ العُفاةِ نَوالُهُ | |
|
| كَالبَحرِ يَغرَقُ فيهِ قَعبُ المانِحِ |
|
لَو راض نافِرَةَ القُلوبِ بِرَأيِهِ | |
|
| سَكَنَ البُغاثُ إِلى هَوِيِّ الجارِحِ |
|
ما جارَ عَن سَنَنِ العُفاةِ نَوالُهُ | |
|
| حَتّى يَدُلَّ عَلَيهِ صَوتُ النّابِحِ |
|
مَغنىً إِذا وَرَدَ الضُّيوفُ فِناءَهُ | |
|
| وَجَدوا قِرى الثّاوي وَزادَ الرّائِحِ |
|
حَلَبَ العِشارَ مِنَ النُّحورِ وَزادَ عَن | |
|
| أَلبانِها دَرَّ النَّجيعِ السّافِحِ |
|
مُتَوَقِّدُ العَزَماتِ فَيّاضُ النَّدى | |
|
| جَذلانُ يَبسِمُ في الزَّمانِ الكالِحِ |
|
فَرَعَت بِهِ عَوفُ بنُ مُرَّةَ هَضبَةً | |
|
| في المَجدِ تَحسِرُ كُلَّ طَرفٍ طامِحِ |
|
قَومٌ إِذا رُفِعَ الصَّريخُ لِغارَةٍ | |
|
| سَبَقَت إِجابَتُهُم نِداء الصّائِحِ |
|
وَإِذا رَبيعُ العامِ صَوَّحَ نَبتُهُ | |
|
| وَجَرَت رِياحُ القَرِّ غَيرَ لَواقِحِ |
|
وَخَبَت بَوارِقُهُ وَحَرَّمَ جَدبُهُ | |
|
| بَذلَ القِرى وَأَباحَ عَقرَ النّاصِحِ |
|
نَصبوا العِماقَ الرّاسِياتِ وَأَعجَلوا | |
|
| نِيرانَها بِعَقائِرٍ وَذَبائِحِ |
|
كَرم تَوارَثَهُ الأَكُفُّ وَحلبَةٌ | |
|
| في الفَضلِ يُقرَنُ مُهرُها بِالقارِحِ |
|
يَهفو بِأَعطافِ الوَليدِ مِراحُهُ | |
|
| فَإِذا اِحتَبى فَالهَضبُ لَيسَ بِراجِحِ |
|
سَبَقَ الكِرامَ مُقَلَّدٌ في غايَةٍ | |
|
| جُهدُ الجَوادِ بِها كَعَفوِ الرّازِحِ |
|
وَجَرى فَقَصَّرَ طالِبُوهُ وَإِنَّما | |
|
| ضَلُّوا عَلى أَثَرِ الطَّريقِ الواضِحِ |
|
يا جامِعَ الآمالِ وَهيَ بَدائِدٌ | |
|
| شَتّى وَرائِضُ كُلِّ صَعبٍ جامِحِ |
|
شَرَّفت مِن أَيدي عُلاكَ وَإِنَّما | |
|
| عَبقُ اللَّطيمَةِ مِن بَنانِ الفاتِحِ |
|
وَحَبَوتَ أَلقاب الإِمام نَباهَةً | |
|
| وَسِواكَ طَوَّقَها بِعارٍ فاضِحِ |
|
لَو ماثَلوا اللَّفظَينِ كُنتَ بِرَغمِهِ | |
|
| سَعدَ السُّعودِ وَكانَ سَعدَ الذَّابِحِ |
|
ما طالَ قَدرُكَ عَن مَداهُ وَإِنَّما | |
|
| هَزّوا قَناتَكَ بِاللِّواءِ الطّائِحِ |
|
فَاسلَم لِمُلكٍ أَنتَ غَربُ حُسامِهِ ال | |
|
| ماضي وَعبقَةُ رَوضِهِ المُتَفاوِحِ |
|
وَفِداكَ مُغتَصِبُ الثَّراءِ جَديدُهُ | |
|
| أَخَذَ الرِّياسَةَ فَلتَةً مِن مازِحِ |
|
نَسَبٌ كَما جَنَّ الظَّلامُ فَلَم يَلُح | |
|
| لِلمُدلِجينَ بِهِ ضِياء مَصابِحِ |
|
نَبَذَتهُ دَولَتُهُ وَكانَت رَوضَةً | |
|
| يَخلو الذُّبابُ بِها وَلَيسَ بِبارِحِ |
|
وَتملّ ما أَهدى إِلَيكَ فَإِنَّها | |
|
| نَظمُ الشَّقِيقِ وَنَبتُ فِكرِ النّاصِحِ |
|
وَسَميرَةُ النّادي وَمُطلَقَةُ الجبا | |
|
| وَزَميلَةُ السّاري وَأُنسُ الصّادِحِ |
|
وَالباقِياتُ الصّالِحاتُ وَرُبَّما | |
|
| كانَت بَواقي القَولِ غَيرَ صَوالِحِ |
|