َنْ كانَ قَوْسُ نِبالِهِ مِن حاجِبِ | |
|
| ما لِلْقُلُوبِ إِذْا رَنا مِن حاجِبِ |
|
هُنَّ الْمَمالِكُ والخُدودُ مَطالِبٌ | |
|
| يُحْرَسْنَ مِن سَيْفِ الجُفونِ بِضارِبِ |
|
ظَبْيٌ تَرَى الأحْداقَ مُحْدِقَةً بِهِ | |
|
| وَالْبَدْرُ لَيْسَ يُرَى بِغَيْرِ كواكبِ |
|
خَرَجَتْ مُسامِحَةً بِوَجْنَتِهِ لِمَنْ | |
|
| يَخْشَى مُحاسَبَةَ الكَريمِ الكاتِبِ |
|
وَلَقَدْ رَعَيْتُ الْخدَّ أَوَّلَ نَبْتِهِ | |
|
| وَتَرَكتُ أسْودَ شَعْرِهِ لِلْحاطِبِ |
|
وَلَبِسْتُ ديباجَ النَّعيمِ بِلَثْمِهِ | |
|
| وَخَلَعْتُهُ إِذْ صارَ مَسْحَ الرَّاهِبِ |
|
وَأَلِفْتَ قَفْرَ البيدِ لَمَّا أَقْفَرَتْ | |
|
| مِمَّنْ أُحِبُّ مَراتِعي وَمَلاعِبي |
|
ما لِلْبُدورِ مِنَ الْقُصورِ تَنَقَّلَتْ | |
|
| بِهَوادِجٍ وَنَجائِبٍ وَسَباسِبِ |
|
كانَتْ لَهُمْ بِالأبْرَقَيْنِ مَشارِقٌ | |
|
| وَالْيَوْمَ كَمْ مِن غَارِبٍ فِي غَارِبِ |
|
رَحَلُوا وَأبْقوا لي بَقَّية مُهْجَةٍ | |
|
| عَلّلْتُها مِنْهُم بِوَعْدٍ كإِذْبِ |
|
فَأَرَحْتُهَا مِنْ كَرْبِها وَشَغَلْتُها | |
|
| مِنْ مَدْحِ مَوْلانا بِفَرْضٍ واجِبِ |
|
الأشْرَفِ المَلِكِ الَّذي عَن بَحْرِهِ | |
|
| كُلُّ الأنامِ مُحَدِّثٌ بِعَجائِبِ |
|
فَالنَّاسُ بَيْنَ بنانِهِ وَبَيَانِهِ | |
|
| فِي نِعْمَتَيْنِ رَغائِبٍ وَغَرائِبِ |
|
وَتَهُزُّهُ فِي السَّلْمِ نَغْمَةُ طالِبٍ | |
|
| طَرَباً وَيَوْمَ الْحَرْبِ صَرْخَةُ طالِبِ |
|
سَلْ عَنْ مَواقِفِ بَأْسِهِ لَمّا الْتَقَتْ | |
|
| يَوْمَ الْهِياجِ كَتائِبٌ بِكَتائِبِ |
|
وَالنَّبْلُ فِي ظُلَلِ العَجاجِ كَأَنَّهُ | |
|
| وَبْلٌ تَتابَعَ مِن خِلالِ سَحائِبِ |
|
لَمَعَتْ أَسِنَّتُه عَلَى أَعْلامِها | |
|
| فَكأَنَّها شُهْبٌ ذَواتُ ذَوائِبِ |
|
وَتَأَوَّدَتْ بَيْنَ السُّيوفِ رِماحُهُ | |
|
| فَكَأَنَّها الأَغْصانُ بَيْنَ مَذانِبِ |
|
تَهوِي الْمُلوكُ إلى الْتِثامِ تُرابِهِ | |
|
| فَثُغورُهُمْ كالدُّرِ فَوْقَ تَرائِبِ |
|
وَتَراهُمُ زُمَراً عَلى أَبْوابِهِ | |
|
| قَدْ حُجِّبُوا بِمَهابَةٍ لا حَاجِبِ |
|
خَطَبَتْه أَرْمِينَّيةٌ فَتَخَيَّرَتْ | |
|
| كُفْئاً تَنَزَّهَ عَنْ عُتُوِّ الْغاصِبِ |
|
حَقَنَتْ بِوَصْلَتِها بِهِ دَمَ أَهْلِها | |
|
| فَاسُتَسْعَدوا بِنَوالِ أَكْرَمِ وَاهِبِ |
|
أَمُنوا عَلى مُهْجاتِهِمْ مِن ظالِمٍ | |
|
| وَعَلى حِمَى أَمْوالِهمْ مِن سالِبِ |
|
فَجَميعُ أقْطارِ المَمالِكِ غَيْرَةً | |
|
| مِنْها إِليْهِ مُراسِلٌ مِنْ جانِبِ |
|
يا وارِثَ الإِسْكَنْدَرِ اجْمَعْ عاجِلاً | |
|
| بِالفَتْحِ بَيْنَ مَشارِقٍ وَمَغارِبِ |
|
يا نِعْمَةً لإِلهِنا فِي خَلْقِهِ | |
|
| مَقْسومَةً لأِقَارِبٍ وَأجانِبِ |
|
عَوَّدْتَ خَيْلَكَ دائِماً أنْ لا تَطا | |
|
| إلاَّ جَماجِمَ كُلِّ أغْلَبَ غالِبِ |
|
فَكَبَتْ عَلى مَيْدانِها غَضَباً وَرَبُّ | |
|
| الجِدِّ يَأْنَفُ مِن صِفاتِ الَّلاعِبِ |
|
حَمَلَتْ مِنَ السُّلْطانِ طَوْدَ مَهابَةً | |
|
| وَهِزَبْرَ مَعْركةٍ وَبَحْرَ مَواهِبِ |
|
وَقَدِ اخْتَصَرْت وَلَوْ عَدَدْتُ خِلالَهُ | |
|
| أعْيَتْ عَلى الْمَلَكِ الكَريمِ الْكاتِبِ |
|
لا زالَ كَوْكَبُهُ مُنيراً شارِقاً | |
|
| وَعَدُوُّهُ يَسْرِي بِنَجْمٍ غارِبِ |
|