صُنْ ناظِراً مُتَرَقِّباً لَكَ أَنْ تُرى | |
|
| فَلَقَدْ كَفى مِنْ دَمْعِهِ ما قدْ جَرى |
|
يا مَنْ حَكى فِي الحُسْنِ صُورَةَ يوسُفٌ | |
|
| آهٍ لَوَ أَنَّكَ مِثْلَ يُوسُفَ تُشْتَرى |
|
تَعْشُو العُيونُ لِخَدِّهِ فَيَرُدُّها | |
|
| وَيَقولُ لَيْسَتْ هذهِ نارَ القِرَى |
|
يا قاتَلَ اللَّهُ الجمالَ فَإنهُ | |
|
| ما زالَ يَصْحَبُ باخِلاً مُتَجَبِّرا |
|
يا غُصْنَ بانٍ فِي نَقا رَمْلٍ لَقَدْ | |
|
| أَبْدَعَتْ إِذْ أَثْمَرْتَ بَدْراً نَيِّرَا |
|
ما ضَرَّ طَيْفَكَ لَو أكونُ مَكانَهُ | |
|
| فَقَدِ اشْتَبَهْنا فِي السَّقامِ فَما نُرى |
|
أتُرى لأَيَّامي بِوَصْلِكَ عَودَةٌ | |
|
| وَلَوْ أَنَّها فِي بَعْضِ أَحلامِ الكَرَى |
|
زَمَناً شَرِبْتُ زَلالَ وَصْلِكَ صافِياً | |
|
| وَجَنَيْتُ رَوْضَ رِضاكَ أَخْضَرَ مُثْمِرا |
|
مَلَكَتْكَ فِيهِ يَدِي فَحينَ فَتَحْتُها | |
|
| لَمْ أَلْقَ إلاَّ حَسْرَةً وَتَفَكُّرَا |
|
لِي مُقْلَةٌ مُذْ غَابَ عَنْها بَدْرُها | |
|
| تَرْعى مَنازِلَهُ عَساها أنْ تُرَى |
|
لَوْلا انْسِكابُ دُموعِها وَدِمائِها | |
|
| ما كُنْتُ بَيْنَ الْعاشِقِينَ مُشَهَّرا |
|
فَكَأنَّما هِيَ كَفُّ موسى كُلَّما | |
|
| نَثَرَ اللُّجَيْنَ أَوِ النُّضارَ الأحْمَرا |
|
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظيمَ لأِنَّني | |
|
| شَبَّهْتُ بِالنَّزْرِ الْقّليلِ الأكْثَرَا |
|
مَلِكٌ تَوَقَّدَ سَيفُهُ وَجَرى دماً | |
|
| فَعَجِبْتُ لِلنِّيرانِ تَطْفَحُ أَبْحُرا |
|
كَلِفٌ بِقَدِّ الرُّمْحِ أَهْيَفَ أَسْمِرا | |
|
| وَبِحَدِّ نَصْلِ السَّيْفِ أَبْيَضَ أَحْمَرَا |
|
مِنْ مَعْشَرٍ فَخَرَتْ أَوائِلُهُمْ بِهِ | |
|
| كَفَخارِ آدَمَ بِالنَّبيِّ مُؤَخَّرَا |
|
تَنْبُو الْمَسامِعُ عَنْ مَديحِ سِواهُمُ | |
|
| إِذْ كانَ أَكْثَرُهُ حَديثاَ يُفْتَرَى |
|
بيضُ الأيادي حُمْرُ أطْرافِ القَنا | |
|
| سودُ العَجاجِ تَحِلُّ رَبْعاً أخْضَرَا |
|
الإِنْسُ تُهْدَى لِلْقِرى بِدُخانِهِ | |
|
| وَالْوَحْشُ تَشْبِعُ حَيْثُ يَعْقِدُ عِثْيَرَا |
|
فَإِذْا حَبا مَلأَ الْمَنازِلَ نِعْمَةً | |
|
| وَإِذْا سَطا مَلأَ الْبَسِيطَةَ عَسْكَرَا |
|
مَنَعَ الْغَوادي بِاشْتِباكِ رِماحِهِ | |
|
| عَنْ تُرْبِهِ وَسَقاهُ غَيْثاً أحْمَرا |
|
فَلِذاكَ أثْمَر أَيدِياً وَجَماجِماً | |
|
| وَقَناً بِلَبَّاتِ الرِّجال مُكسَّرَا |
|
يَقْظٌ حفِيظُ القَلْبِ إِلاَّ أَنَّهُ | |
|
| يَنْسَى مَكارمَهُ إِذْا ما كَرَّرَا |
|
مَعْسُولُ أَطْرافِ الْحَديثِ كَأَنَّما | |
|
| يَسْقي الْمَسامِعَ مُسْكِراً أوْ سُكَّرَا |
|
إَنّي لأُقْسِمُ لَوْ تَجَسَّدَ لَفْظُهُ | |
|
| أَنِفَتْ نُحُورُ الْغانِيَاتِ الْجَوْهَرَا |
|
لَوْ كانَ فِي الزَّمَنِ القَديمِ مُخاطِباً | |
|
| لِلنَّاسِ لَمْ يُبْعَثْ رَسُولٌ لِلْوَرى |
|
وَدَلِيلُهُ الْكُرْجُ الَّذينَ بِرَبِّهِمْ | |
|
| كَفَرُوا وَفَضْلُكَ بيْنَهُمْ لَنْ يَكْفَرا |
|
حَجُّوا لِقَصْرِكَ مِثْلَ قُبَّةِ قُدْسِهِمْ | |
|
| وَرَأوْكَ فِيها كالْمَسِيحِ مُصَوَّرا |
|
فَهُنالِكَ الْمَلِكُ الْعَظيمُ مُعَفِّرٌ | |
|
| وَجْهاً يَخالُ التُّرْبَ مِسْكاً أَذْفرَا |
|
حَجَبَتْكَ أَنْوارُ الْمَهابَةِ عَنْهُمُ | |
|
| فَلِذاكَ أَعْيُنُهُمْ تَراكَ وَلا تَرَى |
|
كَمْ ناظِرٍ أَرْشَدْتَ لَيْلَةَ صَوْمِنا | |
|
| قَدْ كانَ فِي جَوِّ السَّماءِ مُحَيَّرَا |
|
يا ناظِرينَ إلى هِلالٍ مانِعٍ | |
|
| لِلزَّادِ موسى الْبَدْرُ مَبْذُولُ الْقِرى |
|
رَمَضان ضَيْفٌ سارَ حَوْلاً كامِلاً | |
|
| حَتَّى رَآكَ مُسَلّماً فَاسْتَبْشَرَا |
|
وَافاكَ مُبْتَهِجاً بِبِرِّكَ وَالتُّقى | |
|
| وَمَضى لِمَا أوْلَيْتَهُ مُتَشَكِّرا |
|
فَتَهَنَّ عيداً أَنْتَ حَقّاً عِيدُهُ | |
|
| يا خَيْرَ مَن صَلَّى وَصامَ وَأفْطَرَا |
|