تَأَوَّدَتْ كَالغُصُنِ الأمْلَدِ | |
|
| وَابْتَسَمَتْ عَنْ نَوْرِ ثَغْرٍ نَدِي |
|
وَانْتَقَبَتْ بِالصُّبْحِ لكِنَّها | |
|
| تَقَنَّعَتْ بِالجِنْدِسِ الأَسْوَدِ |
|
بَيْضاءُ كَحْلاءُ لَها ناظِرٌ | |
|
| مُنَزَّهٌ عَنْ لَوْثَةِ المِرْوَدِ |
|
مِنْ ثَغْرِها الوَضَّاحِ أَوْ خَدِّها | |
|
| وَاخَجْلَةَ الجَوْهَرِ وَالعَسْجَدِ |
|
تَرْتَجُّ كَالجَدْوَلِ مِنْ رِقَّةٍ | |
|
| وَقَلْبُها أَقْسَى مِنَ الجَلْمَدِ |
|
أَصْبَحَ فِيْهَا عاذِليْ عاذِرِيْ | |
|
| وَمَلَّ مِنْ طُولِ الضَّنَى عُوَّدِي |
|
كَمْ لَيْلَةٍ أَحْيَيْتُهَا كُلَّمَا | |
|
| قُلْتُ انْتَهَتْ فِي طُولِها تَبْتَدِي |
|
قَالَ دُجاها لَجُفونِي لَقَد | |
|
| شَغَلْتِ عَنِّي فَرْقَدِي فَارْقُدِي |
|
جارِيَةٌ شَتَّتَ شَمْلِي بِهَا | |
|
| صَرْفُ الزَّمانِ الجَائِرِ المُعْتَدِي |
|
تَمْلِك رِقَّيْ بِهَواها وَلَوْ | |
|
| يَشاءُ موسى مَلَكَتْهَا يَدِي |
|
المَلْكُ الأَشْرَفُ شَاهَ ارْمَنٍ | |
|
| رَبُّ المَعالِي وَالنَّدَى وَالنَّدِي |
|
كَعْبَةُ إِحْسانٍ نَدى كَفِّهِ الْ | |
|
| بَيْضاءِ مِثْلُ الحَجَرِ الأسْوَدِ |
|
يَزْدَحِمْ النَّاسُ عَلى لَثْمِها | |
|
| كَالإِبِلِ الهِيْمِ عَلى المَوْرِدِ |
|
بَدَّاهَةٌ بِالجُودِ ما شانَهَا | |
|
| رَوِيَّةُ التَّقْصِيرِ فِي المَوْعِدِ |
|
الصَّدْرُ يَوْمَ العَدْلِ فِي مَجْلِسٍ | |
|
| وَالقَلْبُ يَوْمَ القَسْطَلِ الأَرْبَدِ |
|
فَلَيسَ صَدْرُ الدَّسْتِ أَوْلَى بِهِ | |
|
| مِن ظَهْرِ مَحْبوكِ القَرا أَجْرَدِ |
|
فِي نَغمِ البِيضِ لَهُ شاغِلٌ | |
|
| عَن نَغَماتِ البِيضِ عَن مَعْبَدِ |
|
لَّما سَقَى السُّمرَ دَماً سَنْبَلَتْ | |
|
| هاماً بِغَيْرِ السَّيْفِ لَم تُحْصَدِ |
|
بِالرَّأْيِ وَالرَّاياتِ يَغْزُو الْعِدَى | |
|
| فَهْيَ بِغَيْرِ النَّصْرِ لَمْ تُعْقَدِ |
|
أَنا الَّذِي خَاطِرُهُ جَنَّةٌ | |
|
| لَكِنَّه نارٌ عَلى المُعْتَدِي |
|
لِيْ ذَهَبُ الشِّعرِ الَّذِي كُلَّما | |
|
| قُلِّبِ فِي نِيرانِهِمْ يِزْدَدِ |
|
وَلَيْسَ لِيْ فَضْلٌ سِوَى أَنَّنِي | |
|
| أَنْظِمُ ما موسى بِهِ يَبْتَدِي |
|