ُذوا عَن يَمينِ المُنحَنى أَيُّها الرَكبُ | |
|
| لِنَسأَلَ ذاكَ الحَيَّ ما صَنَعَ السِّربُ |
|
عَسى خَبَرٌ يُحيي حَشاشَةَ وامِقٍ | |
|
| صَريعِ غَرامٍ ما يَجِفُّ لَهُ غَربُ |
|
بِأَحشائِهِ نارُ اِشتِياقٍ يَشُبُّها | |
|
| زَفيرُ جَوىً يَأبى لَها النَأيُ أَن تَخبو |
|
أَلا لَيتَ شِعري وَالحَوادِثُ جَمَّةٌ | |
|
| وَذا الدَّهرُ سَيفٌ لا يُقامُ لَهُ عَضبُ |
|
عَنِ الحَيِّ بِالجَرعاءِ هَل راقَ بَعدَنا | |
|
| لَهُم ذَلِكَ المَرعى وَمَورِدهُ العَذبُ |
|
وَهَل أَينعَ الوادي الشَمالِيُّ وَاِكتَسَت | |
|
| عَثاكيل قِنوانٍ حَدائِقُهُ الغلبُ |
|
وَهَل بَعدَنا طابَ المُقامُ لِمَعشَرٍ | |
|
| بِحَيثُ تَلاقى ساحَةُ الحَيِّ وَالدّربُ |
|
وَهَل عِندَهُم مِن لَوعَةٍ وَصَبابَةٍ | |
|
| كَما عِندَنا وَالحُبُّ يشقي بِهِ الحِبُّ |
|
وَهَل عَلِمت بِنتُ المَناوِلِ أَنَّني | |
|
| بِأُخرى سِواها لا أهيمُ وَلا أَصبو |
|
وَبَيضاءَ مِثلَ البَدرِ حُسناً وَشارَةً | |
|
| يزينُ بِها السِّبُّ المُزَبرَقُ وَالإِتبُ |
|
إِذا ما نِساءُ الحَيِّ رُحنَ فَإِنَّها | |
|
| لَها النَّظرَةُ الأُولى عَلَيهنَّ وَالعَقبُ |
|
تَحَيَّرَ فيها رائِقُ الحُسنِ فَاِغتَدَت | |
|
| وَلَيسَ لَها فيهِنَّ شَكلٌ وَلا تِربُ |
|
بَدَت سافِراً مِن ضَربِ دينار وَالصِّبا | |
|
| يُرَنِّحُها وَالدَّلُّ والتّيهُ وَالعُجبُ |
|
رَأَتني فَأَبدَت عَن أَسيلٍ وَحَجَّبَت | |
|
| بِذي مِعصَمٍ جَدلٍ يَغصُّ بِهِ القُلبُ |
|
وَقالَت غَريبٌ وَالفتاةُ غَريبَةٌ | |
|
| وَلا في نِكاحِ الحلِّ ذامٌ وَلا ذَنبُ |
|
فَقُلتُ لَها إِنّي أَلوفٌ وَلي هَوىً | |
|
| وَما ليَ في بَغدادَ شِعبٌ وَلا سِربُ |
|
فَقالَت وَأَينَ الشِّعبُ وَالسِّربُ وَالهَوى | |
|
| فَقُلتُ بِحَيثُ الكرُّ وَالطَّعنُ وَالضَّربُ |
|
فَقالَت أَرى البحرَين دارَكَ وَالهَوى | |
|
| بَنوكَ وَهَذا ما أَرى فَمنِ الشِّعبُ |
|
فَقُلتُ سَلي حيَّي نِزارٍ وَيَعرُبٍ | |
|
| بِأَعظَمِها خَطباً إِذا اِستَبهَمَ الخَطبُ |
|
وَأَمنعِها جاراً وأَوسعِها حِمىً | |
|
| وَأَصعَبِها عِزّاً إِذا اِستُرحِلَ الصَعبُ |
|
وَأَنهَرِها طَعناً وَضَرباً وَنائِلاً | |
|
| إِذا اِغبَرّتِ الآفاقُ وَاِهتَزَّتِ الحَربُ |
|
وأَقتلها لِلملكِ صَعَّرَ خَدَّهُ | |
|
| قَديمُ اِنتِظام المُلكِ وَالعَسكَر اللَّجبُ |
|
فَقالَت لَعَمري إِنَّها لِرَبيعَةٌ | |
|
| بَناتُ المَعالي لا كِلابٌ وَلا كَلبُ |
|
وَلَو سُئِلَت يَوماً رَبيعَةُ مَن بِهم | |
|
| لَها خَضَعت وَاِرتَجَّتِ الشَرقُ وَالغَربُ |
|
وَمَن خَيرُها طُرّاً قَديماً وَسالِفاً | |
|
| وَأَنجبُها عَقباً إِذا أَخلَفَ العَقبُ |
|
لأَخبرَ أَهلُ العِلمِ أَن رَبيعَةً | |
|
| رَحىً آلُ إِبراهيمَ في سِرِّها القُطبُ |
|
هُمُ النّاسُ كُلُّ النّاسِ وَالناسُ فَضلَةٌ | |
|
| إِذا نابَ أَمرٌ أَطَّ مِن حَملِهِ الصُّلبُ |
|
بِهم يُدرَكَ الشَأوُ البَعيدُ وَعِندَهُم | |
|
| لِمُلتَمِسِ المَعروفِ ذو مَربَعٍ خَصبُ |
|
وَفيهم رِباطُ المَكرُماتِ وِراثَةً | |
|
| يُورِّثُها المولودَ والِدُه النَدبُ |
|
وَلَولا أَياديهم وَفَضلُ حُلومِهم | |
|
| لَزُلزلت الأَرضونَ وَاِنقَصَّتِ الشُهبُ |
|
خِفافٌ إِلى داعي الوَغى غَيرَ أَنَّهُم | |
|
| ثِقالٌ إِذا خَفَّت مَصاعيبُها الهُلبُ |
|
إِذا الجارُ أَمسى نُهبةً عِندَ جارِهِ | |
|
| فَأَموالهُم لِلجارِ ما بَينَهُم نَهبُ |
|
أَطاعَت لَهُم ما بَينَ مِصرَ إِلى القَنا | |
|
| إِلى حَيثُ تَلقى دارَها الشِّحرُ وَالنُّقبُ |
|
وَجاشَت نُفوسُ الرومِ حَتّى مُلوكها | |
|
| إِذا ذَكَرتَ أَملاكَهُم هَزَّها الرُعبُ |
|
تَحِنُّ إِلى بَذلِ النَوالِ أَكُفُّهُم | |
|
| حَنيناً كَذاتِ السَقبِ فارقَها السَقبُ |
|
فَأَكثَرُ ما تَلقاهُمُ وَلِباسُهُم | |
|
| حَبيكُ الدِّلاصِ التُبَّعِيّاتِ لا العُصبُ |
|
لَهُم أَبَداً نارانِ نارٌ بِها الصِّلا | |
|
| تَلذُّ وَنارٌ لا يُفارِقُها العَضبُ |
|
وَأَيّامُهُم يَومانِ يَومٌ لِنائِلٍ | |
|
| يَقولُ ذَوُوا الحاجاتِ مِن فَيضِهِ حَسبُ |
|
وَيَومٌ تَقولُ الخَيلُ وَالبيضُ وَالقَنا | |
|
| بِهِ وَالعِدى قَطنا فَلا كانَتِ الحَربُ |
|
وَإِن ضُنَّ بِالعِدّانِ كانَ قِراهُمُ | |
|
| سَديفُ المَتالي لا عَتودٌ وَلا وَطبُ |
|
أُولَئِكَ قَومي حينَ أَدعو وَأُسرَتي | |
|
| وَيُنجِبُني مِنهُم شَمارِخَةٌ غُلبُ |
|
وَما أَنا فيهم بِالمَهِينِ وَإِنَّني | |
|
| إِذا عُدَّ فَضلٌ فيهمُ الرَجلُ الضَربُ |
|
لِيَ البَيتُ فيهم وَالسَماحَةُ وَالحِجا | |
|
| وَذو الصَّبرِ حينَ الباسِ وَالمِقوَلُ الذَّربُ |
|
وَإِنَّ اِنفرادي عَنهُمُ وَتَغَرُّبي | |
|
| تَرامى بِيَ الأَمواجُ وَالحَزنُ وَالسُهبُ |
|
بِغَيرِ اِختيارٍ كانَ مِنّي وَلا قِلىً | |
|
| وَإِنّهُمُ لَلعَينُ وَالأَنفُ وَالقَلبُ |
|
وَلَكِنَّها الأَيّامُ تُبعِدُ تارَةً | |
|
| وَتُدني وَلا بعدٌ يَدومُ وَلا قُربُ |
|
وَإِنّي حَفِيٌّ عَنهُمُ وَمُسائِلٌ | |
|
| بِهِم حيثُ يَثوي السَفرُ أَو ينزلُ الرَّكبُ |
|
وَكَم قائِلٍ لِي عدِّ عَنهُم فَإِنَّهُ | |
|
| مَعَ الأَلَمِ المَضّاضِ قَد يُقطَعُ الإِربُ |
|
فَقُلتُ رُوَيداً قَد صَدَقتَ وَذَلِكُم | |
|
| إِذا لَم يَكُن فيهِ لِحامِلِهِ طِبُّ |
|
إِذا لَم أُداوِ العُضوَ إِلّا بِقطعِهِ | |
|
| فَلا قَصَبٌ يَبقى لَعَمري وَلا قُصبُ |
|
وَإِنّي بِقَومي لَلضَّنينُ وَإِنَّني | |
|
| عَلى بُعدِ داري وَالتَنائي بِهم حَدبُ |
|
وَلي فيهمُ سَيفٌ إِذا ما اِنتضَيتُهُ | |
|
| عَلى الدَّهرِ أَضحى وَهوَ مِن خِيفَةٍ كَلبُ |
|
عَلى أَن حَدَّ السَّيفِ قَد رُبَّما نَبا | |
|
| وَفُلَّ وَهَذا لا يُفَلُّ وَلا يَنبو |
|
همامٌ عَلَت هِمّاتُهُ فَكَأَنَّما | |
|
| يُحاوِلُ أَمراً دونَهُ السَّبعَةُ الشُّهبُ |
|
عَلا كُلَّ باعٍ باعُهُ وَتَواضَعَت | |
|
| لِعِزَّتِهِ وَاِنقادَت العُجمُ وَالعُربُ |
|
سَليلُ عُلاً مِن دوحَةٍ طابَ فرعُها | |
|
| وَطالَت ذُرى أَغصانِها وَزَكى التُربُ |
|
يَبيتُ مُناويهِ يُساوِرُ هَمَّهُ | |
|
| وَيُقضى عليهِ قَبلَ يُقضى لَهُ نَحبُ |
|
سَما لِلعُلا مِن قَبلِ تَبقيلِ وَجهِهِ | |
|
| فَأَدرَكَها وَالمأثراتُ لَهُ صَحبُ |
|
هُوَ البَدرُ لَكِن لَيسَ يَستُرُ نُورَهُ | |
|
| حِجابٌ وَنورُ البَدرِ يَستُرُهُ الحجبُ |
|
هُوَ اللَّيثُ لَكِن غابُهُ البيضُ وَالقَنا | |
|
| هُوَ النَّصلُ لَكِن كُلُّ مَتنٍ لَهُ قَربُ |
|
هُوَ المَوتُ لَكِن لَيسَ يَقتُلُ غِيلَةً | |
|
| هُوَ البَحرُ إِلّا أَنَّ مَورِدَهُ عَذبُ |
|
وَما غالبتهُ مُنذُ كانَ كَتيبَةٌ | |
|
| لِتظهِرَهُ إِلّا وَكانَ لَهُ الغَلبُ |
|
وَما هابَتِ الأَملاك بكراً مِن العُلا | |
|
| لِعِزَّتِها إِلّا وَكانَ لَهُ الخَطبُ |
|
أَتاني مِنَ الأَنباءِ عَنهُ غَرائِبٌ | |
|
| فَلَذَّت بِها الأَسماعِ وَاِستَبشَرَ القَلبُ |
|
بِعطفٍ عَلى وُدِّ العَشيرَةِ صادِقٍ | |
|
| وَرَفضِ عِداها لا محالٌ وَلا كذبُ |
|
وَتَجميرِها مِن كُلِّ أَوبٍ حميَّةً | |
|
| عَلَيها فَزالَ الخَوفُ وَاِلتَأَمَ الشَّعبُ |
|
أَبا ماجِدٍ اِنظُر إِلى ذي قَرابَةٍ | |
|
| بِعَينِ رِضاً يُغضي لَها الخائِنُ الخِبُّ |
|
فَإِنَّ الوَدادَ المَحضَ ما لا يَشوبُهُ اِخ | |
|
| تِلابٌ وَبَعضُ القَومِ شِيمَتُهُ الخلبُ |
|
وَغِظ بِاِصطِناعي مَعشَراً إِن دَعوتهُم | |
|
| لِنائِبَةٍ أَبُّوا وَإِن أَمِنوا نَبّوا |
|
خَطاطيفُ في حَملِ الأَباطيلِ بَل هُمُ | |
|
| أَخَفُّ وَفي الجُلّى كَأَنَّهُمُ الخُشبُ |
|
لِيَ الطَّولُ وَالفَضلُ المُبينُ عَلَيهمُ | |
|
| وَهَل يَستَوي عالي الشَناخيبِ وَالهُضبُ |
|
وَأُقسِمُ لَولا وُدُّكَ المَحضُ لَم تَخُض | |
|
| إِلى بَلَدِ البَحرينِ بِي بُزَّلٌ صُهبُ |
|
وَقَد كانَ لِي في الأَرضِ مَنأَىً وَمَرحَلٌ | |
|
| وَما ضرُّ أَهلِ الفَضلِ مِن أَنَّهُم غَربُ |
|
وَثانِيَةً أَنّي أَغارُ عَلَيكُمُ | |
|
| إِذا ما جَزيلُ النَّظمِ سارَت بِهِ الكُتبُ |
|
وَجاءَ مَديحي في سِواكُم فَيا لَها | |
|
| حُوَيجِيَّةٌ يَأبى لَها الماجِدُ النَدبُ |
|
هُناكَ يَقولُ الناسُ لَو أَنَّ قَومَهُ | |
|
| كِرامٌ لَكانَت زِندهُم عَنهُ لا تَكبو |
|
فَإِنَّ اِمتِداحي غَيرَكُم كَهِجائكُم | |
|
| وَذَلِكَ مِنّي إِن تَحرَّيتَهُ عَتبُ |
|
وَعِنديَ ممّا يَنسِجُ الفِكرُ وَالحِجا | |
|
| سَرابيلُ تَبقى ما تَرادَفَت الحِقبُ |
|
أَضِنُّ بِها عَن غَيرِكُم وَأَصونُها | |
|
| وَلَو بُعِثَ الطائيُّ ذُو الجودِ أَو كَعبُ |
|
فَصُن حُرَّ وَجهي عَن سُؤالٍ فَإِنَّهُ | |
|
| عَلَيَّ وَلَو عاشَ اِبنُ زائِدَةٍ صَعبُ |
|
وَرُدَّ كَثيراً مِن يَسيرٍ تَقُت بِهِ | |
|
| فِراخاً قَد اِستَولى عَلى ربعِها الجَدبُ |
|
فَبَحرُكَ لِلوُرّادِ ذُو مُتَغَطمِطٍ | |
|
| وَرَبعُكَ لِلوُفّادِ ذُو سَعَةٍ رَحبُ |
|