أَتَدري اللَّيالي أَيَّ خَصمٍ تُشاغِبُه | |
|
| وَأَيَّ همامٍ بِالرَزايا تُواثبُهْ |
|
تَجاهَلَ هَذا الدَهرُ بي فَتَكَتَّبت | |
|
| عَلَيَّ بِأَنواعِ البَلايا كَتائبُهْ |
|
وَظَنَّ مُحالاً أَن أَدينَ لِحُكمِهِ | |
|
| لِتَبكِ عَلى عَقلِ المُعنّى نَوادِبُهْ |
|
وَإِنّي وَإِن أَبدى اِصعِراراً بِخَدِّهِ | |
|
| وَأَوجَفَ بِي وَاِزوَرَّ لِلبُغضِ جانِبُهْ |
|
لأُغضي عَلى بَغضائِهِ وَاِزوِرارِهِ | |
|
| وَأَعجَبُ مِن حُرٍّ كَريمٍ يُعاتِبُهْ |
|
وَأَستَقبلُ الخَطبَ الجَليلَ بِثاقِبٍ | |
|
| مِن العَزمِ يَعلو لاهِبَ النارِ لاهبُهْ |
|
وَرَأيٍ مَتى جَرَّدتُهُ وَاِنتَضَيتُهُ | |
|
| وَجَدتُ حُساماً لَم تُفلَّل مَضارِبُهْ |
|
وَلَستُ بِيَهفوفٍ يَرى رَأي عِرسِهِ | |
|
| مَتى أَركَبتهُ مَركباً فَهوَ راكِبُهْ |
|
يَظلُّ إِذا ما نابَهُ الأَمرُ مُحجَزاً | |
|
| يُخاطِبُها في شَأنِهِ وَتُخاطِبُهْ |
|
وَلا قائِلٍ لِلدَّهرِ رِفقاً وَقَد طَمَت | |
|
| أَواذِيُّهُ شَرّاً وَجاشَت غَوارِبُهْ |
|
وَسيّانَ عِندي عَذبُهُ وَأَجاجُهُ | |
|
| وَحاضِرُهُ فِيما يَشاءُ وَغائِبُهْ |
|
وَما الدَّهرُ خَصمٌ أَتَّقيهِ فَشَأنُهُ | |
|
| حَربي فَلا عَزَّ اِمرؤٌ لا يُحارِبُهْ |
|
سَلوا صَرفَهُ هَل راعَني أَو تَزَعزَعت | |
|
| مَناكِبُ عَزمي حينَ مادَت مَناكِبُهْ |
|
فَكَم غارَةٍ قَد شَنَّها بَعدَ غارَةٍ | |
|
| عَلَيَّ وَفَرَّت مِن قِراعي مَقانِبُهْ |
|
وَإِنَّ جَليلَ الخَطبِ عِندي لَهَيِّنٌ | |
|
| إِذا لَزِمت دارَ اِبن عَمّي عَقارِبُهْ |
|
وَكَم قائِلٍ ماذا المقامُ وَإِنَّما | |
|
| مَقامُ الفَتى المُستَهلِك المالَ عائِبُهْ |
|
أَلَستَ تَرى أَنّ المُقِلَّ يَمُجُّهُ | |
|
| أَخو الرَّحمِ القُربى وَتَبدو معايِبُه |
|
إِذا المَرءُ لَم يَملُك مِنَ المالِ ثَروَةً | |
|
| رَمَتهُ عِداهُ وَاِجتَوتهُ أَقارِبُهْ |
|
وَمَن يَجعَلِ العَجزَ المَطِيَّةَ لَم يَزَل | |
|
| يَمُرُّ عَلَيهِ الدَهرُ وَالفَقرُ صاحِبُهْ |
|
فَقُم وَاِركَبِ الأَهوالَ جِدّاً فَطالَما | |
|
| أَفادَ الغِنى بِالمَركَبِ الصَّعبِ راكِبُهْ |
|
وَلا تَقعُدَن لِلشامِتينَ فَكُلُّهُم | |
|
| يُذَعلِبُ أَو تَأتيكَ جَهراً نَيادِبُهْ |
|
فَأَنت الفَتى حَزماً وَعَزماً وَلَم تَضِق | |
|
| بِمِثلِكَ في كُلِّ النَواحي مَذاهِبُهْ |
|
فَما يَقطَعُ الصّمصامُ إِلّا إِذا اِنتَحى | |
|
| عَن الغِمدِ لَو كانَت حِداداً مَضارِبُهْ |
|
وَما دامَ لَيثُ الغابِ في الغابِ كامِناً | |
|
| فَإِنَّ حَراماً أَن تُدَمّى مَخالِبُهْ |
|
كَذا البَدرُ لَولا سَيرُهُ وَاِنتِقالُهُ | |
|
| عَن النَقص لاِستَعلَت عَلَيهِ كَواكِبُهْ |
|
وَأَنتَ مِنَ الفرعِ الَّذي فَخَرَت بِهِ | |
|
| نِزارٌ وَسارَت في مَعَدٍّ مَناقِبُهْ |
|
سَما بِكَ بَيتٌ عَبدَليٌّ أحلَّهُ | |
|
| ديار الأَعادي سُمرُهُ وَقواضِبُهْ |
|
وَعالي مَحَلٍّ مِن رَبيعَةَ أَشرَفَت | |
|
| عُلُوّاً عَلى كُلِّ البَرايا مَراتِبُهْ |
|
فَشَمِّر وَسِر شَرقاً وَغَرباً فَقَلَّما | |
|
| أَفادَ الغِنى مَن لَم تُشَمِّر رَكائِبُهْ |
|
فَقُلتُ لَهُ لا تَعجَلَن رُبَّ سَاعَةٍ | |
|
| تُزيلُ عَن الأَيّامِ ما أَنا عاتِبُهْ |
|
فَفي عُقرِ داري مِن مُلوكِ بَني أَبي | |
|
| هُمامٌ إِلى الخَيراتِ تَجري مَآرِبُهْ |
|
إِذا لَم أَنُط مُستَعصِماً بِرجائِهِ | |
|
| رَجائي وَتَروي تُربَ أَرضي سَحائِبُهْ |
|
فَأَيُّ مَليكٍ أَرتَضى وَتَؤمُّهُ | |
|
| رِكابي وَأَمشي نَحوَهُ وَأُخاطِبُهْ |
|
وَمَن ذا الَّذي أَرضى عَطاياهُ أَو أَرى | |
|
| يُزاحِمُني في سُدَّةِ البابِ حاجِبُهْ |
|
وَمَن مِثلُ مَسعودِ الأَميرِ إِذا غَدا | |
|
| يَغُصُّ بِفَضلِ الرّيقِ وَالماءِ شارِبُهْ |
|
سَلِ الخَيلَ عَنهُ وَالمَنايا كَأَنَّما | |
|
| يُناهِبُها أَرواحَها وَتُناهِبُهْ |
|
أَخُو الطَعنَةِ النَجلاءِ وَالنَقعُ ساطِعٌ | |
|
| وَوَقعُ المَذاكي يَملَأُ الطَرفَ حاصِبُهْ |
|
وَضَرَّابُ هامِ الدَارِعينَ إِذا اِستَوَت | |
|
| أسودُ الشَرى في مَوجِهِ وَثَعالِبُهْ |
|
وَمَنّاعُ أَعقابِ اللَّيالي إِذا اِغتَدَت | |
|
| تَعاطى وَواراها مِنَ النَقعِ ثائِبُهْ |
|
وَسَلّابُ أَرواحِ الكُماةِ لَدى الوَغى | |
|
| وَلَكِن مُرجِّيهِ لَدى السِّلمِ سالِبُهْ |
|
وَحَمّالُ ما لا يَستَطيعُ تَثَبُّتاً | |
|
| بِهِ حَضَنٌ إِلّا وَمادَت شَناخِبُهْ |
|
سَليلُ عُلاً ما زالَ يُخشى وَيُرتَجى | |
|
| فَتُخشى مَوَاضيهِ وَتُرجى مَواهِبُهْ |
|
وَتَرّاكُ ما لَو أَنَّ قَيسَ بنَ عاصِمٍ | |
|
| أُصيبَ بِبَعضٍ مِنهُ أَورَت حُباحِبُهْ |
|
كَثيرُ سُهادِ العَينِ لا في مَكيدَةٍ | |
|
| يُكابِدُ عُقبى شَرِّها مَن يُصاحِبُهْ |
|
جَريٌّ إِذا لَم يَبقَ لِلطِّرفِ مَسلَكٌ | |
|
| وَصَمَّ حَصى الجَبّارِ لِلخَوفِ جالِبُهْ |
|
إِذا صالَ قالُوا هَل لَهُ مِن مُصاوِلٍ | |
|
| وَإِن قالَ قالوا هَل همامٌ يُخاطِبُهْ |
|
أَبو ماجِدٍ تِربُ العُلى وَربيبُها | |
|
| أَبوهُ الَّذي تهدي السَّرايا مَقانِبُهْ |
|
وَتَلقى عَلِيّاً جَدَّهُ خَيرَ مَن حَدَت | |
|
| إِلَيهِ المَطايا وَاِلتَقتها رَغائِبُهْ |
|
مُهينُ العِدى أَيّامَ تَعدو حُمولُها | |
|
| وَفي العقبِ مِنها خَيلهُ وَنَجائِبُهْ |
|
وَإِن يَفتَخِر بِالفَضلِ فَضلُ بنُ عَبدَلٍ | |
|
| فَيا بِأَبي أَعراقُهُ وَمَناسِبُهْ |
|
همامٌ حَمى البَحرَينِ سَبعاً وَمِثلَها | |
|
| سِنينَ وَسارَت في الفَيافي مَواكِبُهْ |
|
وَلم يَرعَ مِن ثاجٍ إِلى الرَملِ مُصرِمٌ | |
|
| عَلى عَهدِهِ إِلّا اِستُبيحَت حَلائِبُهْ |
|
زَمانَ يَقولُ العامِريُّ لِمَن غَدا | |
|
| يُحَدِّثُهُ عَنهُ وَذو الحُمقِ غالِبُهْ |
|
مَتى يَلتقي مَن نارَبَردَ مَحَلُّهُ | |
|
| وَآخرُ سَودِيٌّ بَعيدٌ مَذاهِبُهْ |
|
فَلَم يَستَتِمَّ القَولَ حَتّى إِذا بِهِ | |
|
| يُسايِرُهُ وَالدَهرُ جَمٌّ عَجائِبُهْ |
|
فَقالَ لَهُ الآن اِلتَقَينا فَأَرعَدَت | |
|
| فَرائِصُهُ وَالجَهلُ مُرٌّ عَواقِبُهْ |
|
وَمَن تلكُمُ آباؤُهُ وَجدودُهُ | |
|
| فَمَن ذا يُسامي فَخرَهُ أَو يُقارِبُهْ |
|