صَدَّت فَجَذّت حَبلَ وَصلِكَ زَينَبُ | |
|
| تِيهاً وَأَعجَبَها الشَبابُ المُعجِبُ |
|
وَلَطالَما فَعَلَت تُطيلُ مُرورَها | |
|
| وَتَجِيءُ عَمداً كَي تَراكَ وَتَذهَبُ |
|
لا تَعجَبَن يا قَلبُ مِن هِجرانِها | |
|
| فَوِصالُها لَو دامَ مِنهُ أَعجَبُ |
|
أَغرى المَليحَةَ بِالصُدودِ ثَلاثَةٌ | |
|
| نَأيٌ وَإِقلالٌ وَرَأسٌ أَشيَبُ |
|
فَاِضرِب عَن اِستِعتابِها صَفحاً فَما | |
|
| ذَو الشَيبِ وَالإِفلاسِ مِمَّن يَعتِبُ |
|
وَاِستَبقِ ماءَ الوَجهِ فيهِ وَكُن بِهِ | |
|
| حَجِياً وِلا تَقُلِ القُلوبُ تَقَلَّبُ |
|
وَلَئِن طَمِعتَ بَأَن تُريعَ وَتَرعَوي | |
|
| وَالحالُ تِلكَ فَمَرحَباً يا أَشعَبُ |
|
يا حَبَّذا وَادي الحَساءِ فَإِنَّهُ | |
|
| لَو ساءَني وادٍ إِليَّ مُحَبَّبُ |
|
يا حَبَّذا دَربُ السَّليمِ وَحَبَّذا | |
|
| ذاكَ القَطينُ بِهِ وَذاكَ المَلعَبُ |
|
وَعِصابَةٌ فارَقتُهُم لا عَن قِلىً | |
|
| مِنّي وَلا لي غَيرُ وَالدِهِم أَبُ |
|
وَكَريمَةُ الطَرفينِ ذِروَةُ وائِلٍ | |
|
| آباؤُها وَجُدودُها إِذ تُنسَبُ |
|
شاطَرتُها شَرخَ الشَبابِ وَماؤُهُ | |
|
| يَجري وَجَذوَةُ نارِهِ تَتَلَهَّبُ |
|
لا تَحسَبُ الأَيّامَ تُبلي جدَّةً | |
|
| أَبَداً وَلا بَردُ الشَبيبَةِ يُسلَبُ |
|
وَبَعِيدَةٍ الأَقطارِ طامِسَةِ الضُّوى | |
|
| تِيهاً تَموتُ بِها الظِبا وَالأَرنَبُ |
|
يَتشابَهُ الطّرفُ المُجَلّلُ إِن بَدا | |
|
| في عَينِ سالِكِ جَوِّها وَالثَعلَبُ |
|
أَقحَمتُها شَرجَ النَّجاءِ شِمِلَّةً | |
|
| أَحَداً يُباريها كمَيتٌ مُذهِبُ |
|
ما لي بِها مِن صاحِبٍ إِلّا هُما | |
|
| وَمُهَنَّدٌ عَضبٌ وَقَلبٌ قُلّبُ |
|
وَلَقد حَلَبتُ الدَهرَ أشطُرَ نابِهِ | |
|
| وَعَرَفتُ ما يُبدي وَما يَتَغَيَّبُ |
|
فَإِذا مَوَدَّةُ كُلِّ مَن أَصفَيتُهُ | |
|
| وُدّي لَدى الحاجاتِ بَرقٌ خُلَّبُ |
|
يا هاجِرَ الأَوطانِ يَطلُبُ ماجِداً | |
|
| يَلجا إِلَيهِ مِن الزَمانِ وَيَهربُ |
|
اِنزل عَلى الملكِ الَّذي بِفنائِهِ | |
|
| تُلقى الرِّحالُ وَيَستَريحُ المُتعَبُ |
|
اِنزل عَلى البَحرِ الخِضَمِّ فَما بَقى | |
|
| مَلكٌ سِواهُ بِهِ تُناخُ الأَركُبُ |
|
اِنزل عَلى الطَّودِ الأَشَمِّ فَإِنَّهُ | |
|
| حِصنٌ يُحاذِرُهُ الزَمانُ وَيرهبُ |
|
اِنزل عَلى النَدبِ الهُمامِ فَما تَرى | |
|
| أَحَداً سِواهُ إِلى المَكارِمِ يَرغَبُ |
|
مُتَوَقِّدُ العَزماتِ يُخشى بَأسُهُ | |
|
| وَيَخافُ صَولَتَهُ الهِزَبرُ الأَغلَبُ |
|
أَمضى مِن الصِّمصامِ عَزماً وَالدِما | |
|
| تَكسو المَناكِبَ وَالنُفوسُ تُسَلَّبُ |
|
وَالبيضُ في أَيدي الكُماةِ ضِياؤُها | |
|
| يَطفو مِراراً في الغُبارِ وَيَرسُبُ |
|
وَكَأَنَّ أَطرافَ الأَسِنَّةِ أَنجُمٌ | |
|
| شُهبٌ وَداجي النَّقعِ لَيلٌ غَيهَبُ |
|
في مَعرَكٍ عاثَ الرَدى في أَهلِهِ | |
|
| فَمُعَفَّرٌ وَمُضَرَّجٌ وَمُقَعضَبُ |
|
أَلِفَ الحُروبَ جَوادُهُ فَكَأَنَّهُ | |
|
| مِن ماءِ هاماتِ الفَوارِسِ يَشرَبُ |
|
يَهوي اِنقِضاضاً في المكَرِّ كَما هَوى | |
|
| لِقَنيصَةٍ حَجنُ المَخالِبِ أَشهَبُ |
|
ما صَبَّحَت داراً هَوادي خَيلِهِ | |
|
| إِلّا وَقامَ المَوتُ فيها يَخطُبُ |
|
لِلّهِ دَرُّكَ أَيُّ فارِسِ نَهمَةٍ | |
|
| وَاليَومُ يَومٌ بِالجِيادِ عَصَبصَبُ |
|
وَمَلاذِ مَكروبٍ وَعِصمَةٍ آمِلٍ | |
|
| أَذكى الرَجاءَ بِهِ وَعَزَّ المَطلَبُ |
|
لَم يُمنَعِ العافونَ إِلّا عِرضَهُ | |
|
| وَالعِرضُ عِندَ ذَوي النُهى لا يُوهَبُ |
|
نَفسٌ لِعَمري مُرَّةٌ وَخلائِقٌ | |
|
| أَحلى مِن الماءِ الزُلالِ وَأَعذَبُ |
|
يَفديكَ يا خَيرَ المُلوكِ مَعاشِرٌ | |
|
| ظَهَرُوا وَلَكِن عِندَما ظهرُوا غَبُوا |
|
إِن يُمدَحوا غَضِبُوا عَلى مُدّاحِهِم | |
|
| خَوفَ الجَزاءِ وَإِن هُجُوا لَم يَغضَبوا |
|
أَموالُهُم فَوقَ السِماكِ وَجاهُهُم | |
|
| يَغلو عَلى مُستامِهِ إِذ يُطلَبُ |
|
جَعَلوا وِقاءَ حُطامِهم أَعراضَهُم | |
|
| فَغَدَت تُمَزَّقُ في البِلادِ وَتُنهَبُ |
|
فَلِذاكَ قالَ الناسُ في آبائِهم | |
|
| قَبحَ الإِلَهُ أُبُوَّةً لَم يُنجِبُوا |
|
لِلّهِ دَرُّكَ يا عَلِيُّ فَلَم يَعُد | |
|
| إلّاكَ في هَذا الزَمانِ مُهَذَّبُ |
|
أَضحَت بِكَ الأَحساءُ ساكِنَةً وَقَد | |
|
| رَجَفَت بِمَن فيها وَكادَت تُقلَبُ |
|
لَو لَم تَدارَكهَا وَتَرأَب صَدعَها | |
|
| لَغَدت بِها خَيلُ الهَلاكِ تَوَثَّبُ |
|
أَحيَيتها بَعدَ المَماتِ وَبَعدَما | |
|
| قامَت بَواكيها تَنوحُ وَتَندُبُ |
|
وَمَنَعتَها مِن بَعدِ ما كانَت سُدىً | |
|
| في كُلِّ ناحِيةٍ تُغارُ وَتُنهَبُ |
|
وَمَلأتَها عَدلاً وَكانَت عُمِّمَت | |
|
| جَوراً تَغورُ بهِ الدِيّارُ وَتُخرَبُ |
|
وَرَفَعتَ عَنها المُؤذِياتِ وَطالَما | |
|
| راحَ البَلا في جَوِّها يَتَصَبَّبُ |
|
حَتّى كَأَنَّكَ وَالمُشَبِّهُ صادِقٌ | |
|
| عُمَرٌ بِها وَكَأَنَّها لَكَ يَثرِبُ |
|
نامَ الغَنِيُّ وَكانَ قَبلَكَ لا يَني | |
|
| خَوفَ المَظالِمِ ساهِراً يَتَقَلَّبُ |
|
وَمَشى الفَقيرُ ضُحىً وَهَوَّنَ آمِناً | |
|
| بِالإِلتِفاتِ وَأَسفَرَ المُتَنَقِّبُ |
|
إِيهاً أَبا المَنصورِ يَقظَة ثائِرٍ | |
|
| بَطَلٍ لِعَلياهُ يَغارُ وَيَغضَبُ |
|
لا تَركنَنَّ إِلى العُدوِّ وَلا تُطِع | |
|
| آراءَ مَن في حَبلِ غَيرِكَ يَحطِبُ |
|
وَاِعصَ الذَّليلَ إِذا أَشارَ وَلا تَثِق | |
|
| في الكائِناتِ بِكُلِّ مَن تَستَصحِبُ |
|
وَاِعلَم بِأَنَّ الناسَ قَد جَرَّبتهُم | |
|
| فَإِذا صَحيحُ الوُدِّ مِنهُم عَقرَبُ |
|
وَاِقبَل نَصيحَةَ ماجِدٍ بِاعدتَهُ | |
|
| عَنكُم لِضَعفِ الرَأيِ وَهوَ الأَقرَبُ |
|
آباؤُكَ الغُرُّ الكِرامُ إِذا اِنتَمَوا | |
|
| آباؤُهُ وَجُدُودُهُ إِذ تُنسَبُ |
|
أَبقى لَكُم في كُلِّ دارٍ حلَّها | |
|
| شَرَفاً يُشَرِّقُ ذِكرُهُ وَيُغَرِّبُ |
|
يَشري عَدُوُّكُمُ المُداجي بُعدَهُ | |
|
| عَنكُم بِأَنفَسِ ما يُباعُ وَيُطلَبُ |
|
تَرِدُ الكِلابُ الواسِعِيَّةُ حَوضَكُم | |
|
| وَأُذادُ عَنهُ كَما يُذادُ الأَجرَبُ |
|
وَتُجِلُّني أُسدُ الشَّرى في أَرضِها | |
|
| وَبِأَرضِكُم يَسطو عَلَيَّ الثَّعلَبُ |
|
وَبِقَوسِكُم في كُلِّ يَومٍ أَرتَمي | |
|
| وَبِسَيفِكُم في كُلِّ يَومٍ أُضرَبُ |
|
وَأَقولُ ما قالَ اِبنُ مُرَّةَ مُعلِناً | |
|
| لا أُمَّ لي إِن دامَ ذاكَ وَلا أَبُ |
|
لي في بِلادِ اللَّهِ عَمَّن لا يَرى | |
|
| حَقّي مَراحٌ كَيفَ شِئتُ وَمَذهَبُ |
|
فَاِحفَظ وِصاتي يا عَلِيُّ وَلا تُضِع | |
|
| ما قَد وُليتَ فَحولَ شاتِكَ أَذؤُبُ |
|
وَعَلَيكَ بِالعَدلِ الَّذي أَحيَيتَهُ | |
|
| فَدُعاءِ باكٍ في الدُجى لا يُحجَبُ |
|
وَبَقيتَ مَعمورَ الجَنابِ مُؤَيّداً | |
|
| ما قامَ داعٍ بِالصَّلاةِ يُثَوِّبُ |
|