تَجافَ عَنِ العُتبى فَما الذَنبُ واحِدُ | |
|
| وهَبِ لِصُروفِ الدَهرِ ما أَنتَ واجِدُ |
|
إِذا خانَكَ الأَدنى الَّذي أَنتَ حِزبُهُ | |
|
| فَلا عَجَباً إِن أَسلَمَتكَ الأَباعِدُ |
|
وَلا تَشكُ أَحداثَ اللَيالي إِلى اِمرئٍ | |
|
| فَذا الناسُ إِمّا حاسِدٌ أَو مُعانِدُ |
|
وَعَدِّ عَنِ الماءِ الَّذي لَيسَ وِردُهُ | |
|
| بِصافٍ فَما تَعمى عَلَيكَ المَوارِدُ |
|
وَكَم مَنهَلٍ طامي النَواحي وَرَدتُهُ | |
|
| عَلى ظَمأٍ وَاِنصَعتُ وَالريقُ جامِدُ |
|
فَلا تَحسَبنَ كُلَّ المِياهِ شَريعَةً | |
|
| يُبَلَّ الصَدى مِنها وَتوكى المَزاوِدُ |
|
فَكَم ماتَ في البَحرِ المُحيطِ أَخو ظَماً | |
|
| بِغُلَّتِهِ وَالمَوجُ جارٍ وَراكِدُ |
|
وَإِن وَطَنٌ ساءَتكَ أَخلاقُ أَهلِهِ | |
|
| فَدَعهُ فَما يُغضي عَلى النَقصِ ماجِدُ |
|
فَما هَجَرٌ أَمٌّ غَذَتكَ لِبانُها | |
|
| وَلا الخَطُّ إِذ فارَقتَها لَكَ والِدُ |
|
وَقَد رُبَّما يَجزي عَلى الصَدِّ وَالقِلى | |
|
| أَبٌ وَأَخٌ وَالمَرءُ مِمَّن يُساعِدُ |
|
فَبُتَّ حِبالَ الوَصلِ مِمَّن تَوَدُّهُ | |
|
| إِذا لَم يَرِد كُلَّ الَّذي أَنتَ وارِدُ |
|
وَقُل لِلَّيالي كَيفَ ما شِئتِ فَاِصنَعي | |
|
| فَإِنَّ عَلى الأَقدارِ تَأتي المكائِدُ |
|
وَلا تَرهَب الخَطبَ الجَليلَ لِهَولِهِ | |
|
| فَطعمُ المَنايا كَيفَ ما ذُقتَ واحِدُ |
|
نَدِمتُ عَلى مَدحي رِجالاً وَسَرَّني | |
|
| بِأَن ضَمَّنَتني قَبلَ ذاكَ المَلاحِدُ |
|
وَحُقَّ لِمِثلي أَن يَموتَ نَدامَةً | |
|
| إِذا أُنشِدَت في الناسِ تِلكَ القَصائِدِ |
|
أَلا لَيتَ شِعري هَل أُجالِسُ فتيَةً | |
|
| نَماها إِلى العَلياءِ قَيسٌ وَخالِدُ |
|
وَهَل تَصحَبَنّي مِن شُرَيكٍ عِصابَةٌ | |
|
| لَها طارِفٌ في كُلِّ مَجدٍ وَتالِدُ |
|
عَراعِرُ لَم تَحلل ديارَ اِبنِ مُنذِرٍ | |
|
| فَتُلقى إِلى الأَعداءِ مِنها المَقالِدُ |
|
مَصاليتُ مَضّاؤونَ قِدماً إِلى الوَغى | |
|
| بِعَزمٍ وَخَيلاها طَريدٌ وَطارِدُ |
|
هُمُ الناسُ لا يَدري الخَنا أَينَ دارُهُم | |
|
| وَلا عَرَفَت جيرانُهُم ما الشَدائِدُ |
|
تُفَرِّقُ أَيدي الجُودِ ما في بُيوتِهِم | |
|
| وَتَجمَعُ فيها السائِراتُ الشَوارِدُ |
|
عَطاؤُهُمُ الراجي أُلوفٌ وَغَيرُهُم | |
|
| إِذا جادَ فَالإِعطاءُ مِنهُ مَواعِدُ |
|
مَناجيبُ لا حيلانُ يُعزى إِلَيهمُ | |
|
| وَلا عُدَّ فيهم ذُو كِتابٍ مُعانِدُ |
|
أُولَئِكَ إِخواني وَرَهطي وَأُسرَتي | |
|
| وَقَومي إِذا ما اِستَنهَضَتني الحَقائِدُ |
|
فَإِن ساءَني مِنهُم عَلى القُربِ مَعشَرٌ | |
|
| وَأَصبَحَ مِن تِلقائِهِم ما أُكابِدُ |
|
فَقَد باعَتِ الأَسباطُ قَبلي أَخاهُمُ | |
|
| بِبَخسٍ وَكُلٌّ مِنهُمُ فيهِ زاهِدُ |
|
وَقَد يُخطِئُ الرَّأيَ السَديدَ ذَوو النُهى | |
|
| مِراراً وَتَنبو الباتِراتُ البَوارِدُ |
|
فَيا ذا العُلى كَم ذا التَجَنّي عَلى القِلى | |
|
| وَفي العَزمِ حادٍ لِلمَطايا وَقائِدُ |
|
فَقُم نَحصدِ الأَعمارَ أَو نَبلُغ المُنى | |
|
| بِجِدٍّ فِللأَعمارِ لا بُدَّ حاصِدُ |
|
فَلَيسَ بِصَعّادٍ إِلى المَجدِ عاجِزٌ | |
|
| نَؤُومٌ تُناديهِ العُلى وَهوَ راقِدُ |
|
وَفي السَعيِ عُذرٌ لِلفَتى لَو تَعَذَّرَت | |
|
| عَلَيهِ المَساعي أَو جَفَتهُ المَقاصِدُ |
|
خَليليّ كَم أَطوي اللَّيالي وَعَزمَتي | |
|
| تنَوِّلُني الجَوزاءَ وَالجَدُّ قاعِدُ |
|
وَكَم ذا أُناجي هِمَّةً دونَ هَمّها | |
|
| نُجومُ الثُرَيّا وَالسُهى وَالفَراقِدُ |
|
وَيُقعِدُني عَمّا أُحاوِلُ نَكبةٌ | |
|
| جَرَت وَزَمانٌ عاثِرُ الجَدِّ فاسِدُ |
|
وَإِخوانُ سُوءٍ إِن أَلَمَّت مُلِمَّةٌ | |
|
| بِسوءٍ فَهُم أُسّاسُها وَالقَواعِدُ |
|
يُسِرّونَ لي ما لا أُسِرُّ فَكُلُّهُم | |
|
| عَلى ذاكَ شَيطانٌ مِنَ الجِنِّ مارِدُ |
|
لَقَد بَذَلُوا المَجهودَ فيما يَسوءُني | |
|
| وَقَد كُنتُ أَرمي دونَهُم وَأُجالِدُ |
|
فَيا لَيتَ أَنّي حالَ بَيني وَبَينَهُم | |
|
| جُذامٌ وَخَولانُ بنُ عَمرٍو وَغامِدُ |
|
وَصَفَّدَ أَدنانا إِلى الغَدرِ كاشِحٌ | |
|
| كَفورٌ بِوحدانِيَّةِ اللَّهِ جاحِدُ |
|
وَأَعجَبُ ما لاقَيتُ أَنَّ بَني أَبي | |
|
| حُسامٌ لِمَن يَبغي جِلادي وَساعِدُ |
|
عَزيزُهُمُ إِن لُذتُ يَوماً بِظِلِّهِ | |
|
| رَأَيتُ سَموماً وَهوَ لِلخَصمِ بارِدُ |
|
وَسائِرُهُم إِمّا ضَعيفٌ فَضَعفُهُ | |
|
| لَهُ عاذِرٌ أَو مُبغِضٌ لي مُجاهِدُ |
|
هُمُ أَلحَموني النائِباتِ وَأُولِعَت | |
|
| بِلَحمي أُسودٌ مِنهُمُ وَأَساوِدُ |
|
وَهُم تَرَكوا عَمداً جَنابي وَمَربَعي | |
|
| مِنَ الجَدبِ لا يَرجو بِهِ الخِصبَ رائِدُ |
|
وَهُم شَمَّتُوا بي حاسِديَّ وَذَلِكُم | |
|
| منَ الأَمرِ ما لا تَرتَضيهِ الأَماجِدُ |
|
وَما لِيَ ذَنبٌ غَير دُرٍّ نَظَمتُهُ | |
|
| وَأَسناهُ تِيجانٌ لَهُم وَقلائِدُ |
|
وَإِنّي عَلى أَحسابِهِم وَعُلاهُمُ | |
|
| غَيورٌ وَعَن بَحبوحَةِ المَجدِ ذائِدُ |
|
وَأَحمي عَلَيهم أَن تُدَبِّرَ أَمرَهُم | |
|
| زَعانِفُ أَهداها عَنِ الرُشدِ حائِدُ |
|
وَلَو قَبِلُوا مِن ذَلِكَ الذَنبِ تَوبَةً | |
|
| لآلَيتُ أَلفاً أَنَّني لا أُعاوِدُ |
|
فَسُبحانَ رَبّي كَيفَ صارُوا فَإِنَّما | |
|
| قُلوبُهُمُ لي وَالأَكُفُّ جَلامِدُ |
|
فَلا يَصفَح القَلبُ الَّذي أَنا آمِدٌ | |
|
| وَلا يَسمَحِ الكَفُّ الَّذي أَنا حامِدُ |
|
أَيا فَضلُ قَد طالَ اِنتِظاري وَلَم يَقُم | |
|
| شِتاءً وَقَيظاً عِندَ مِثلِكَ وافِدُ |
|
وَقَد زالَتِ الأَعذارُ لا الغَوصُ بائِرٌ | |
|
| وَلا البَحرُ مَمنوعٌ وَلا الدَخلُ فاسِدُ |
|
وَلا أَنتَ مَحجورُ التَصَرُّفِ في النَدى | |
|
| عَلَيكَ رَقيبٌ في نَوالِكَ راصِدُ |
|
وَلا في بَني فَضلٍ بَخيلٌ وَإِنَّهُم | |
|
| إِذا اِغبَرَّتِ الآفاقُ غُرٌّ أَماجِدُ |
|
فَمِن أَينَ يَأتي اللَومُ يا اِبنَ مُحمَّدٍ | |
|
| وَمَجدُكَ في بَيتِ العُيونيِّ زائِدُ |
|
أَتَرضى بِأَن تَغدُو تَسامى رَكائِبي | |
|
| حُمولاتُها كِيرانُها وَالمَقاوِدُ |
|
لِحَقِّ مَديحي أَم لِحَقّ مَوَدَّتي | |
|
| لَكُم أَم لأَنَّ البَيتَ وَالجَدَّ واحِدُ |
|
فَلا تَقطَعَن ما بَينَنا مِن مَوَدَّةٍ | |
|
| وَقُربى وَخَلِّ الشِعرَ فَالشِعرُ كاسِدُ |
|
وَلا تَنسَيَن ما نالَني في هَواكُمُ | |
|
| وَقَد ظَفِرَ الساعي وَقَلَّ المُساعِدُ |
|
يَقومُ بِهِ حَيّاً نِزارٍ وَيَعرُبٍ | |
|
| شُهودٌ وَفي الدَعوى يَمينٌ وَشاهِدُ |
|
لَقَد كُنتُ أَرجو في جَنابِكَ حالَةً | |
|
| يَموتُ لَها غَيظاً غَيُورٌ وَحاسِدُ |
|
فَهاتِ فَقُل لي ما أَقولُ لِأُسرَتي | |
|
| فَكُلٌّ عَنِ الأَحوالِ لا بُدَّ ناشِدُ |
|
وَكُلُّهُمُ سامٍ إِليَّ بِطَرفِهِ | |
|
| يَظُنُّ بِأَنَّ الزارِعَ الخَيرَ حاصِدُ |
|
وَما فَضلُ مَن لا يُرتَجى لِمُلِمَّةٍ | |
|
| تُلِمُّ وَلا تُبغى لَدَيهِ الفَوائِدُ |
|
فَذو المَجدِ كَالدِينارِ وَالشِعرُ جَوهَرٌ | |
|
| يحكُّ بِهِ وَالناظِمُ الشِعرَ ناقِدُ |
|
وَلا خَيرَ في مُستَحسَنِ النَقشِ مُطبَقٌ | |
|
| إِذا حُكَّ نَفَّتهُ الأَكُفُّ النَواقِدُ |
|
فَلا تَتَّكِل يا فَضلُ في الفَضلِ وَالنَدى | |
|
| عَلى سالِفٍ أَسداهُ جَدٌّ وَوالِدُ |
|
فَلا حَمدَ إِلّا بِالَّذي يَفعَلُ الفَتى | |
|
| وَلَو كَثُرَت في أَوَّليهِ المَحامِدُ |
|
فَكُن عِندَ ظَنّي فيكَ لا ظَنّ عاذِلٍ | |
|
| نَهانِيَ عَن قَصديكَ فَالمالُ نافِدُ |
|
فَقَد تَصِلُ الأَرحامُ في عُقرِ دارِكُم | |
|
| وَتَرتاحُ لِلجودِ الإِماءُ الوَلائِدُ |
|
وَغَيرُ خَفِيٍّ نَيلُ مَن تَعرِفونَهُ | |
|
| وَهَل لِضياءِ الشَمسِ في الأَرضِ جاحِدُ |
|
فَعِش وَاِبقَ وَاِسلَم واِنجُ مِن كُلِّ غَمَّةٍ | |
|
| جَنابُكَ مَحروسٌ وَمُلكُكَ خالِدُ |
|