صِداقُ المَعالي مَشرفِيٌّ وَذابِلُ | |
|
| وَسابِغَةٌ زَغفٌ وَأَجرَدُ صاهِلُ |
|
وَطَعنٌ إِذا الغُزُّ المَساعيرُ أَقبَلَت | |
|
| تَخُبُّ مَذاكيها بِها وَتُناقِلُ |
|
وَضَربٌ إِذا ما الصِيدُ هابَت وَأَحجَمَت | |
|
| وَفَرَّ مِنَ الفرسانِ مَن لا يُنازِلُ |
|
وَنَصّ القِلاص القُودِ تَخدي كَأَنَّها | |
|
| نَعامٌ بِأَعلى قُلَّةِ الدَوِّ جافِلُ |
|
يَجُوبُ بِهِ البَيداءَ كُلُّ شَمَردَلٍ | |
|
| يُسارِعُ في كَسبِ العُلى وَيُعاجِلُ |
|
سَواءٌ عَلَيهِ لَيلُهُ وَنَهارُهُ | |
|
| وَتَهجِيرُهُ وَقتَ الضُحى وَالأَصائِلُ |
|
فَيا خاطِبَ العَلياءِ لا تَحسَبَنَّها | |
|
| حَديثَ العَذارى أَنشَأَتهُ المَغازِلُ |
|
تَنَحَّ وَدَعها هَكَذا غَيرَ صاغِرٍ | |
|
| لِمَلكٍ هُمامٍ ما اِشتَهَت فَهوَ باذِلُ |
|
أَغَرُّ عُيونِيٌّ كَأَنَّ جَبينَهُ | |
|
| صَفيحَةُ سَيفٍ أَخلَصَتهُ الصَياقِلُ |
|
نَماهُ إِلى العَلياءِ فَضلٌ وَعَبدَلٌ | |
|
| وَأَحمَدُ وَالقَرمُ الهِزَبرُ الحُلاحِلُ |
|
هُوَ المَشرَبُ العَذبُ الَّذي طابَ وِردُهُ | |
|
| إِذا خَبُثَت لِلشّارِبينَ المَناهِلُ |
|
سمامُ العِدى جَمُّ النَدى دافِعُ العِدى | |
|
| بَعيدُ المَدى يَعلُو بِهِ مَن يُطاوِلُ |
|
بِهِ اِفتَخَرَت هِنبٌ وَطالَت بِمَجدِهِ | |
|
| لُكَيزٌ وَعَزَّت عَبدُ قَيسٍ وَوائِلُ |
|
لَهُ ذِروَةُ المَجدِ المُؤَثَّلِ وَالعُلى | |
|
| إِذا اِنشَعَبَت يَومَ الفَخارِ القَبائِلُ |
|
حَميدُ السَجايا ما تَروحُ عِداتُهُ | |
|
| مُسالمةً هاماتُهُم وَالمَناصِلُ |
|
يُحكِّمُ في أَعدائِهِ حدَّ سَيفِهِ | |
|
| إِذا حُطِّمَت في الدّارِعينَ العَوامِلُ |
|
إِذا ما رَآهُ ناظرٌ خالَ أَنَّهُ | |
|
| شِهابٌ عَلى جانٍ مِنَ الأُفقِ نازِلُ |
|
يَرومُ ذَوو الأَغراضِ إِدراكَ شَأوِهِ | |
|
| وَأَينَ مِنَ البَحرِ الخِضَمِّ الجَداوِلُ |
|
وَهَيهاتَ نَيلُ الفَرقَدينِ وَلَو رَقى | |
|
| عَلى مُشمَخِرّاتِ الذُرى المُتَناوِلُ |
|
هُوَ البَحرُ لَكِن مَدُّهُ غَيرُ جازِرٍ | |
|
| هُوَ البَدرُ إِلّا أَنَّهُ الدَهرَ كامِلُ |
|
هُوَ الشَمسُ في جَوِّ السَماءِ وَنُورُها | |
|
| عَلى كُلِّ مَن فَوقَ البَسيطَةِ شامِلُ |
|
هُوَ المُزنُ إِلّا أَنَّهُ فَوقَ سابِحٍ | |
|
| وَفي كُلِّ أَرضٍ مِنهُ سَحٌّ وَوابِلُ |
|
هُوَ اللَيثُ إِلّا أَنَّ عِرِّيسَهُ القَنا | |
|
| وَصيداتِهِ الصّيدُ المُلوكُ العَباهِلُ |
|
هُوَ النَصلُ لَكِن لا يحُسُّ غِرارَهُ | |
|
| بَنانٌ وَبِالأَيدي تُحَسُّ المَناصِلُ |
|
إِذا صَبَّحَت راياتُهُ دارَ مَعشَرٍ | |
|
| عِدىً كَثُرَت أَيتامُها وَالأَرامِلُ |
|
وَإِن رُبِطَت بَينَ القِبابِ جِيادُهُ | |
|
| فَهُنَّ بِأَكبادِ المُلوكِ جَوائِلُ |
|
فَقُل لِلعِدى مَهلاً قَليلاً فَإِنَّهُ | |
|
| سِمامٌ لِمَن يَبغي العَداوَةَ قاتِلُ |
|
كَأَنَّكُم لَم تَعرِفُوا سَطَواتِهِ | |
|
| إِذا الحَربُ فارَت مِن لَظاها مَراجِلُ |
|
سَلُوا تُخبَرُوا مِن غَيرِ جَهلٍ لِفِعلِهِ | |
|
| بَني مالِكٍ فَالحُرُّ بِالحَقِّ قائِلُ |
|
أَلَم يَجلِبِ الجُردَ العِتاقَ شَوازِباً | |
|
| مِنَ الخَطِّ تَتلُوها المَطايا المَراسِلُ |
|
إِلى أَن أَناخَت بِالدَجانيّ بَعدَما | |
|
| بَراها السُرى وَالأَينُ فَهيَ نَواحِلُ |
|
فَصَبَّحنَ حَيّاً لَم تُصَبَّح حِلالهُ | |
|
| قَديماً وَلا رامَت لِقاهُ الجَحافِلُ |
|
فَكُم قَرمِ قَومٍ غادَرَتهُ مُجَدَّلاً | |
|
| تَقُطُّ شَواهُ الخامِعاتُ العَواسِلُ |
|
وَكَم مالِ نَحّامٍ مِنَ القَومِ أَصبَحَت | |
|
| تُقَسَّمُ غَصباً جُلُّهُ وَالعَقائِلُ |
|
وَكَم عاتِقٍ لَم تَترُكِ الخِدرَ ساعَةً | |
|
| تُقلِّبُ كَفَّيها لَهُ وَهيَ ثاكِلُ |
|
تَقُولُ وَدَمعُ العَينِ مِنها كَأَنَّهُ | |
|
| جُمانٌ هَوى مِن سِلكِهِ مُتوابِلُ |
|
حَنانيكَ يا اِبنَ الأَكرَمينَ فَلَم تَدَع | |
|
| لَنا أَملاً تُلوى عَلَيهِ الأَنامِلُ |
|
وَفي لِينَةٍ أَردى شَغاميمَ طَيِّئٍ | |
|
| جِهاراً وَلَونُ الجَوِّ بِالنَقعِ حائِلُ |
|
عَشِيَّةَ لا يَلوي عِنانَ جَوادِهِ | |
|
| حِمىً وَالعَذارى دَأبُهُنَّ التَعاوُلُ |
|
غَدا مِثلَ ما راحَ الظَليمُ يَحُثُّهُ | |
|
| عَلى الجَريِ لَيلٌ قَد أَظَلَّ وَوابِلُ |
|
فَإِن يَنجُ مِن أَسيافِهِ فَلَقَد نَجا | |
|
| وَفي قَلبهِ خَبلٌ مِن الرُعبِ خابِلُ |
|
وَكانَ لَهُم بِالحَزمِ يَومٌ عَصَبصَبٌ | |
|
| وَقَد حَشَدَت لِلحَربِ تِلكَ القَبائِلُ |
|
عَنينٌ وَآلُ الفَضلِ مِن آلِ بَرمَكٍ | |
|
| وَكُلُّهُمُ لِلعِزِّ أَنفٌ وَكاهِلُ |
|
وَجاءَت زَبيدٌ كَالجَرادِ وَطَيِّئٌ | |
|
| وَكُلٌّ يُمَنّي نَفسَهُ ما يُحاوِلُ |
|
وَكانُوا يَظُنّونَ الأَميرَ بِدارِهِ | |
|
| مُقيماً وَجاءَتهُم بِذاكَ الرَسائِلُ |
|
فَضاقَت عَلى أَحياءِ قَيسٍ رِحابُها | |
|
| مِنَ الخَوفِ وَاِنسَدَّت عَلَيها المَناهِلُ |
|
وَجاءَت إِلَيهِ الرُسلُ مُخبِرَةً لَهُ | |
|
| بِما قَد دَهى وَالأَمرُ إِذ ذاكَ هائِلُ |
|
فَسارَ مِنَ الأَحساءِ تَطوي بِهِ الفَلا | |
|
| عِتاقُ المَذاكي وَالمَطِيُّ الذَوامِلُ |
|
فَمَرَّت بِقَصرِ العَنبَرِيِّ وَلَم يَكُن | |
|
| لَها بِسِوى دارِ الأَعادي تَشاغُلُ |
|
فَما شَعَروا حَتّى تَداعَت عَلَيهِمُ | |
|
| كَما يَتَداعى صَيِّبٌ مُتَوابِلُ |
|
شَوائِلُ تشوال العَقارِبِ فَوقَها | |
|
| لُيُوثٌ وَلَكِن غابُهُنَّ القَساطِلُ |
|
فَثارُوا يُرِشّونَ الطّرادَ وَكُلُّهُم | |
|
| يُطاعِنُ في مَوجاتِها وَيُجاوِلُ |
|
إِلى أَن بَدَت مِن آلِ فَضلٍ عِصابَةٌ | |
|
| قَصيرٌ لَدَيها الباذِخُ المُتَطاوِلُ |
|
يَقودُ نَواصِيها أَخُو الجُودِ ماجِدٌ | |
|
| وَفَضلٌ إِذا هابَ الكَمِيُّ المُنازِلُ |
|
وَأَحمَدٌ السامي عَظيمٌ وَكُلُّهُم | |
|
| أَخُو ثِقَةٍ يَعلُو عَلى مَن يُصاوِلُ |
|
فَزادَ مَقاديمَ الفَوارِسِ بَعدَما | |
|
| تَحَطَّمَ فيها مَشرَفِيٌّ وَذابِلُ |
|
وَأَقبلَ لَيثُ الغابِ أَعني مُحمّداً | |
|
| يُفَتِّشُ عَن أَشبالِهِ وَيُسائِلُ |
|
فَقِيلَ لَهُ تَحتَ العَجاجَةِ دَأبُهُم | |
|
| طِعانُ العِدى في حَيثُ تَخفى المَقاتِلُ |
|
فَأَورَدَهُم صَدرَ الحِصانِ كَأَنَّهُ | |
|
| بِأَخذِ نُفوسِ القَومِ بِالسَيفِ كافِلُ |
|
فَطارُوا سِلالاً مِن أَسيرٍ وَهارِبٍ | |
|
| وَمِن هالِكٍ تَبكي عَلَيهِ الثَواكِلُ |
|
وَلَم يَبقَ إِلّا خائِفٌ مُتَرَقِّبٌ | |
|
| حِماماً سَريعاً أَو نَزيلٌ مُنازِلُ |
|
وَمِن بَعدِ ذاكَ العِزِّ أَضحَت مُلُوكُهُم | |
|
| وَكُلٌّ لَدَيهِ خاشِعٌ مُتَضائِلُ |
|
وَلا عارَ لَو عاذُوا بِأَكنافِ سَيِّدٍ | |
|
| يَطُولُ فَلا تُرجى لَدَيهِ الطَوائِلُ |
|
فَمِن قَبلِ ذا عاذَت بِأَكنافِ هانِئٍ | |
|
| بَنُو مُنذِرٍ إِذ عارَضَتها الغَوائِلُ |
|
فَقُل لِعُقَيلٍ غَثِّها وَسَمينِها | |
|
| إِذا جَمَعتها في النُجوعِ المَحافِلُ |
|
أَلا إِنَّما فِعلُ الأَميرِ مُحَمَّدٍ | |
|
| لِإحياءِ ما سَنَّ الجُدودُ الأَوائِلُ |
|
هُمُ بِخَزازَى دافَعُوا عَنكُمُ العِدى | |
|
| وَذَلِكَ يَومٌ مُمقِرُ الطَعمِ باسِلُ |
|
فَشُكراً بِلا كُفرٍ لِسَعيِ رَبيعَةٍ | |
|
| فَما يَكفُرُ النَعماءَ في الناسِ عاقِلُ |
|
إِلَيكَ اِبنَ شَقّاقِ الفَوارِسِ مِدحَةٌ | |
|
| تُطَأطَأ لَها مِن حاسِديكَ الكَواهِلُ |
|
أَتَتكَ كَنَظمِ الدُرِّ مِن ذي قَرابَةٍ | |
|
| لِإِحياءِ وُدٍّ لا لِمالٍ يُحاوِلُ |
|