زَهَت هَجَرٌ مِن بَعدما رَثَّ حالُها | |
|
| وَعادَ إِلَيها حُسنُها وَجَمالُها |
|
وَأَضحَت تُباهي جَنَّتي أَرضِ مَأربٍ | |
|
| لَيالي بَنُو ماءِ السَماءِ حِلالُها |
|
فَيا حُسنَها حينَ اِستَقَرَّ قَرارُها | |
|
| وَزايَلَها ما كانَ فيهِ وَبالُها |
|
بِأَوبَةِ مَيمُونِ النَقيبَةِ لَو سَطا | |
|
| عَلى الأرضِ خَوفاً مِنهُ زالَت جِبالُها |
|
بِهِ اِعتَدَلَت أَرض الحَساءِ وَغَيرُها | |
|
| وَقَد كانَ أَعيَى لِلأَنامِ اِعتِدالُها |
|
إِذا غابَ عَنها غابَ عَنها رَبيعُها | |
|
| وَإِن آبَ فيها آبَ فيها ثِمالُها |
|
فَتىً لَم يَزَل مُذ كانَ يخشى وَيُرتَجى | |
|
| إِذا قَصَّرَت عَن يَومِ خَطبٍ رِجالُها |
|
فَيَخشاهُ جَبّارٌ وَيَرجُوهُ خائِفٌ | |
|
| وَأَرمَلَةٌ قَد ماتَ هُزلاً عيالُها |
|
يَجُذُّ مَقالاتِ الرِجالِ بِلَفظَةٍ | |
|
| وَيَقصُرُ عَنهُ عِندَ ذاكَ جِدالُها |
|
تَوَدُّ مُلوكُ الشَرقِ وَالغَربِ أَنَّهُ | |
|
| يَمينٌ وَأَنَّ العالمينَ شِمالُها |
|
هُمامٌ مَتى نُودي عَلى الخَيلِ بِاِسمِهِ | |
|
| تَضايَقَ عَنها في المَكَرِّ مَجالُها |
|
وَإِن حُدِيَت بَعدَ الكَلالِ قَلائِصٌ | |
|
| بِذكراهُ وَهناً زالَ عَنها كَلالُها |
|
وإِن نُزلَ الخرمُ المَخُوفُ فَبَيتُهُ | |
|
| مِن الأَرضِ عالي هُضبِها وَتِلالُها |
|
وَإِن نَزَلَ الوَسمِيُّ دارَ قَبيلَةٍ | |
|
| رَعاهُ ولَو أَنَّ الرياضَ قِلالُها |
|
أَعَزَّ عُقَيلاً عِزُّهُ فَتَدَامَلَت | |
|
| وَمِن قَبلُ أَعيى مَن سِواهُ اِندِمالُها |
|
كَفاها وَأَغناها بِنائِلِ كَفِّهِ | |
|
| وَمالِ عِداها فَاِغتَدَت وَهوَ مالُها |
|
وَأَنزَلَها دارَ الأَعادي بِسَيفِهِ | |
|
| فَأَضحَت خَفافيثاً لَدَيها صِلالُها |
|
وأَورَدَها بِالمَشرَفيِّ مَوارِداً | |
|
| حَرامٌ بِغَيرِ المَشرَفيِّ بَلالُها |
|
أَقامَ عُهُوداً بَينَ عَمرٍو وَعامِرٍ | |
|
| عَيِيٌّ عَلى أَيدي الرِجالِ اِنحِلالُها |
|
لَعَمري لَنِعمَ المُستَغاثُ إِذا دَعَوا | |
|
| لِنائِبَةٍ جَلَّت وَآذى اِحتِمالُها |
|
وَنِعمَ لِسانُ القَومِ إِن قيلَ مَن لَها | |
|
| خَطيبٌ وَأَعيَى الحاضِرينَ مَقالُها |
|
وَنِعمَ مُناخُ الطارِقينَ إِذا أَتَت | |
|
| تُقَلقِلُ مِن بَعدِ الهُدُوِّ رِحالُها |
|
وَنِعمَ مَلاذُ المُعتَفينَ إِذا نَبا | |
|
| زَمانٌ وَهَبَّت عامَ مَحلٍ شَمالُها |
|
وَنِعمَ سَدادُ الثَغرِ تَكثُرُ دُونَهُ | |
|
| مَعاذيرُ أَربابِ العُلى وَاِعتِلالُها |
|
فَيا ذا العُلى وَالمَجدِ وَالدَوحَةِ الَّتي | |
|
| زَكى فَرعُها وَاِزدادَ طيباً ظِلالُها |
|
وَجَدِّكَ مُذ فارَقتَنا ما صَفَت لَنا | |
|
| حَياةٌ وَلا خَلّى العُيونَ اِنهِمالُها |
|
وَما ذاكَ إِلّا لِاِشتِياقٍ مُبَرِّحٍ | |
|
| إِلى لَثمِ كَفٍّ لَيسَ كُلٌّ يَنالُها |
|
أَنامِلُها فيها حَياةٌ وَرَحمَةٌ | |
|
| ومَوتٌ وَيُغني الطالِبينَ اِنهِمالُها |
|
فَعِش أَبَداً يابا عَلِيٍّ بِعِزَّةٍ | |
|
| يَزيدُ عَلى مَرِّ اللَيالي جَلالُها |
|
فَأَنتَ الَّذي لَولاهُ لَم تَبقَ رايَةٌ | |
|
| لِمَجدٍ وَرَثَّت غَيرَ شَكٍّ حِبالُها |
|
وَجِد وَاِجتَهِد في آلِ جَروانَ إِنَّهُم | |
|
| سُيوفٌ تُقَرّي حاسِديكَ نِصالُها |
|
هُمُ بَذَلُوا فيما يَسُرُّكَ أَنفُساً | |
|
| كِراماً وَنارُ الحَربِ يَعلُو اِشتِعالها |
|
وَهُم حَطَّمُوا سُمرَ العَوالي وَفَلَّلُوا | |
|
| مَضارِبَ أَسيافٍ حَديثاً صِقالُها |
|
غَداةَ أَبي الجرّاحِ يَغدو كَأَنَّهُ | |
|
| نَعامَةُ قَفرٍ تَقتَفيها رِئالُها |
|
وَذادُوا الأَعادي عَن حِماكَ وَفَلَّقُوا | |
|
| جَماجِمَ لَم يَبرَح قَديماً ضَلالُها |
|
وَأُوصِيكَ خَيراً بِالعَشيرَةِ كُلِّها | |
|
| فَإِنَّكَ مِن بَعدِ الإِلَهِ مَآلُها |
|
فَأَنتَ الَّذي أَحيَيتَها وَأَغثتَها | |
|
| وَقَد كَثُرَت قِيلُ الأَعادي وَقالها |
|
فَلا تَكتَرِث مِن قَولِ واشٍ وَشى بِها | |
|
| فَما مُبلِغُ الحُسّادِ إِلّا مِحالها |
|
وَأَلغِ مَقالاتِ الوُشاةِ فَإِنَّها | |
|
| لأَشياءَ ظَنّي أَنَّها لا تَنالُها |
|