لِذا اليَومِ أَعمَلتُ القِلاصَ العَباهِلا | |
|
| وَأَبقَيتُها تَحكي الحَنايا نَواحِلا |
|
لِذا اليَومِ كَم نَفَّرتُ عَن زُغبِها القَطا | |
|
| وَنَبَّهتُ ذُؤبانَ الفَلاةِ العَواسِلا |
|
لِذا اليَومِ كَم مِن حُوتِ بَحرٍ ذَعَرتُهُ | |
|
| وَكَم رُعتُ لَيثاً أَعصَلَ النابِ باسِلا |
|
لِذا اليَومِ كَم جاثٍ بِغابٍ أَثَرتُهُ | |
|
| وَغادَرتُ هَيقاً يَمسَحُ الأَرضَ جافِلا |
|
لِذا اليَومِ نَكَّبتُ الجَزيرَةَ راجِعاً | |
|
| وَإِربِلَ لَم أَعطِف عَلَيها وَبابِلا |
|
لِذا اليَومِ فارَقتُ اِختيارَاً أَحِبَّتي | |
|
| وَأَهلَ وِدادي وَالمُلوكَ الأَفاضِلا |
|
فَكَم خُضتُ رَجوى اليَومِ مِن لُجِّ مُزبِدٍ | |
|
| يُظنُّ اِصطِفاقُ المَوجِ فيهِ مَشاعِلا |
|
وَكَم جُبتُ مِن مَوماةِ أَرضٍ تَرى بِها | |
|
| مَعَ الآلِ حَقَّ العَينِ وَالأُذنِ باطِلا |
|
تَخالُ بِها الحِرباءَ في رَأسِ جذلَةٍ | |
|
| شَبيحاً مِنَ البدوانِ لِلعرضِ ماثِلاً |
|
وَتَحسبُ فيها الثُعلُبانَ مُجَدَّلاً | |
|
| مِنَ الخَيلِ إِذ تَعلُو كَثيباً مُقابِلا |
|
وَإِن عَرَضَت فيها الرِئالُ حَسِبتَها | |
|
| بخاتِيَّ تَحمِلنَ الرَوايا قَوافِلا |
|
وَحَيِّ عِدىً قَد طالَ ما نَذَروا دَمي | |
|
| فَلَو ظَفَروا بِي عَمَّمُوني المَناصِلا |
|
تَخَطَّيتُهُم هُدءاً مِن اللَيلِ بَعدَما | |
|
| تَنَكَّبَ حادي النَجمِ لِلغَربِ مائِلا |
|
وَلَو لَم أُمَنِّ النَفسَ في كُلِّ ساعَةٍ | |
|
| بِذا اليَومِ لَم تَعدَم مِنَ الهَمِّ قاتِلا |
|
إِذا ما اِنقَضَت أَيّامُ عادٍ تَرَكتُها | |
|
| وَقُلتُ نُرَجّي ذَلِكَ اليَومَ قابِلا |
|
فَيا سَعدَهُ يَوماً بِلُقيايَ سَيِّداً | |
|
| أَبَرَّ عَلى الساداتِ حَزماً وَنائِلا |
|
بِلُقيايَ مَلكاً زَيَّنَ المُلكَ مُذ رَقَى | |
|
| ذُراهُ وَحَلّى مِنهُ ما كانَ عاطِلا |
|
هُماماً أَبَت هِمّاتُهُ أَن تَرى لَهُ | |
|
| عَلى الأَرضِ في بَأسٍ وَجُودٍ مُماثِلا |
|
جَميلَ الثَنا عَذبَ السَجايا مُهَذَّباً | |
|
| أَشَمَّ طَويلَ الباعِ قَرماً حُلاحِلا |
|
رَزينَ حَصاةِ الحِلمِ أَلوى مُمَاحِكاً | |
|
| لِأَعدائِهِ طَلّابَ وَترٍ مُماطِلا |
|
سَريعاً إِلى الجُلّى بَطيئاً عَنِ الخَنا | |
|
| قَؤُولا لِما يُعيي الرِجالَ المَقاوِلا |
|
مِنَ الصارِمِ الهِنديّ أَمضى عَزائِماً | |
|
| وَأَصدَقَ مِن نَوءِ الثُرَيّا مَخائِلا |
|
يُخافُ وَيُرجى حالَةَ السُخطِ وَالرِضا | |
|
| وَما قالَ إِلّا كانَ لِلقَولِ فاعِلا |
|
سَما لِلعُلى طِفلاً وَحالَ اِثِّغارِهِ | |
|
| سَقى مِن نُحورِ الدارِعينَ العَوامِلا |
|
وَدانَت كُماةُ الحَربِ غَصباً لِبأسِهِ | |
|
| وَلَمّا تَجُز في السِنِّ عَشراً كَوامِلا |
|
فَيا سائِلاً عَنهُ وَما مِن جَهالَةٍ | |
|
| تُسائِلُ بَل تُبدي لِأَمرٍ تَجاهُلا |
|
سَلِ الخَيلَ عَنهُ يَومَ تَكسُو حُماتَها | |
|
| طَيالِسَةً مِن نَسجِها وَغَلائِلا |
|
أَلَم يَكُ أَمضاها جَناناً وَصارِماً | |
|
| وَأَطوَلَها إِذ ذاكَ باعاً وَذابِلا |
|
أَلَم يَأتِ مِن أَرضِ الشَواجِنِ يَختَطي | |
|
| حَرابِيَّ أَجوَازِ الفَلا وَالخمائِلا |
|
كَسَهمِ عَلاءٍ أَو كَما اِنقَضَّ كَوكَبٌ | |
|
| يُعارِضُ عِفرِيتاً مِنَ الجَوِّ نازِلا |
|
فَما حَلَّ عَقدَ السَيفِ حَتّى أَناخَها | |
|
| ضُحىً بِعِذارِ الخَطِّ حَدباءَ ناحِلا |
|
وَقَبلَ أَذانِ العَصرِ نُودي بِمُلكِهِ | |
|
| نِداءاً أَرانا الدَهرَ يَفتَرُّ جاذِلا |
|
وَلَم يَرزَ مَنصُوراً فَتيلاً لِمُلكِهِ | |
|
| عَلَيهِ وَلا أَولاهُ إِلّا فَواضِلا |
|
وَذُو المَجدِ لا يَرضى عُقوقاً وَلا أَذىً | |
|
| لِذِي رَحِمٍ لَو لَم يَكُن قَبلُ واصِلا |
|
وَلَو لَم يَخَف أَن يَذهَبَ المُلكُ لَم يَرُح | |
|
| عَلى اِبنِ أَخيهِ مُدَّةَ الدَهرِ صائِلا |
|
وَلَم يَبغِ فيهِ مُسعِداً غَيرَ نَفسِهِ | |
|
| وَمِثلُ عِمادِ الدِينِ يَكفي قَبائِلا |
|
سِوى أَنَّ مِن نَسلِ المُفَدّى عِصابَةً | |
|
| أَبَوا أَن يُطِيعُوا في هَواهُ العَواذِلا |
|
وَما ذاكَ إِلّا أَن رَأَوا مِثلَ ما رَأى | |
|
| وَقَد يَحفَظ الدُولاتِ مَن كانَ عاقِلا |
|
لَعَمري لَنِعمَ المُستَغاثُ مُحَمَّدٌ | |
|
| إِذا البيضُ نُوزِعنَ البُرى وَالمَجاوِلا |
|
وَنِعمَ مُناخُ الطارِقينَ رَمَت بِهِم | |
|
| شَآمِيَّةٌ تُزجي سَحاباً حَوافِلا |
|
وَنِعمَ المُراعى لِلنَزيلِ وَطالَما | |
|
| أَحَلَّت رِجالٌ بِالنَزيلِ النَوَازِلا |
|
وَنِعمَ لِسانُ القَومِ في يَوم لا تَرى | |
|
| لِكِلمَةِ فَصلٍ تَرفَعُ الشَكَّ قائِلا |
|
أَعَزُّ وَأَوفى مِن عُمَيرٍ وَحارِثٍ | |
|
| وَأَكرمُ مِن كَعبٍ وَأَوسٍ شَمائِلا |
|
وَأَصدَقُ بَأساً مِن كُلَيبٍ إِذا غَدا | |
|
| يَجُرُّ إِلى حَربِ المُلوكِ الجَحافِلا |
|
وَأَحَلَمُ مِن قَيسٍ إِذا الحِلمُ لَم يَرُح | |
|
| يُطَوِّقُ عاراً أَو يُمَوِّقُ جاهِلا |
|
وَأَمنَعُ جاراً مِن يَزيدٍ وَهانِئٍ | |
|
| وَجَسّاسٍ الساقي حَسا المَوت وائِلا |
|
إِذا ما رَأَيناهُ ذَكَرنا مُحَمَّداً | |
|
| أَباهُ فَبَشَّرنا مَضيماً وَآمِلا |
|
وَقُلنا لِأَبناءِ المُلوكِ تَوَقَّعُوا | |
|
| لَهُ فَرَجاً يَأتي بِهِ اللَهُ عاجِلا |
|
وَأَيُّ فَتى مَجدٍ وَمُجدي رَغائِبٍ | |
|
| وَمِحضَأ حَربٍ يَترُكُ الشَيخَ ذاهِلا |
|
وَشَلّالُ مَغشاةٍ وَحَلّالُ تَلعَةٍ | |
|
| حَمى الخَوفُ خُبراواتِها وَالمَسائِلا |
|
فَيا باعَلِيٍّ يا اِبنَ مَن فاقَ مَجدُهُ | |
|
| أَواخِرَ أَربابِ العُلا وَالأَوائِلا |
|
مَلَكتَ فَسِر فِيمَن مَلَكتَ بِسِيرَةٍ | |
|
| تَسُرُّ مُقيماً في ذُراكُم وَراحِلا |
|
وَكُن مِثلَ ما قَد كانَ والِدُكَ الَّذي | |
|
| تَلَقَّيتَهُ وَاِعمَل بِما كانَ عامِلا |
|
وَأَدرِك رَعايا ضَيَّعَتها رُعاتُها | |
|
| وَراحَت لِضُبعانٍ وَذِئبٍ أَكايِلا |
|
فَأَنت لَعَمري بَينَ خالٍ وَوالِدٍ | |
|
| يُعيدانِ لِلعَليا سَناماً وَكاهِلا |
|
أَبُوكَ الَّذي لَم تَحمِلِ الخَيلُ مِثلَهُ | |
|
| إِذا أَجهَضَ الرَوعُ النِساءَ الحَوامِلا |
|
مَضى لَم يُدَنِّس عِرضَهُ بِرَذِيلَةٍ | |
|
| وَلا راحَ لِلمَولى وَلا الجارِ خاذِلا |
|
وَمَن يَدَّعي خالاً كَخالِكَ يَدَّعي | |
|
| مُحالاً وَإِفكاً مُستَحيلاً وَباطِلا |
|
وَمَن كَحُسَينٍ إِن أَلَمَّت مُلِمَّة | |
|
| تُريكَ البَليغَ النَدبَ فِدماً مُوائِلا |
|
مَتى تَدعُهُ تَدعُ اِمرَءاً لا مُضَيِّعاً | |
|
| صَديقاً وَلا عَن صارِخٍ مُتَثاقِلا |
|
حَمُولا لَما حَمَّلتَهُ ذا فَظاظَةٍ | |
|
| عَلى مَن يُعادي أَلمَعِيّاً مُناضِلا |
|
وَما بَرِحُوا آلَ المُفَدّى لِجارِهِم | |
|
| وَلِاِبنِ أَخيهِم حِيثُ كانُوا مَعاقِلا |
|
وَغَزوانَ فَاِحفَظ وُدَّهُ وَاِحتَفِظ بِهِ | |
|
| تَجِد سَيفَ عَزمٍ في مَراضِيكَ فاصِلا |
|
وَقابِل بِهِ كَيدَ العَدُوِّ وَصِل بِهِ | |
|
| جَناحَكَ واِجعَلهُ لِعَلياكَ حائِلا |
|
فَما فيهِ تَضييعٌ عَلَيكَ وَلا تَرى | |
|
| لَهُ في مَراضي مَن تُصافي مُشاكِلا |
|
وَأَيُّ رَئيسٍ لا يُرى دُونَ مالِهِ | |
|
| صَديقٌ وَلا عافٍ يُرَجِّيهِ حائِلا |
|
وَجُندُكَ رُشهُم ما اِستَطَعتَ وَلا تَكُن | |
|
| وَإِن غَفِلُوا عَن رَبِّهِم مُتَغافِلا |
|
فَما الجُندُ إِلّا جُنَّةٌ تَتَّقي بِها | |
|
| غَوائِلَ مَولىً أَو عَدُوّاً مُصاوِلا |
|
وَلا تُهمِلَن وُدّي لَكُم وَقَرابَتي | |
|
| وَأَشعارِيَ اللّاتي مَلَأنَ المَحافِلا |
|
فَكَم لِيَ في عَلَياكُمُ مِن غَريبَةٍ | |
|
| يَظَلُّ مُسامِيكُم لَها مُتَضائِلا |
|
نَتائِجُ فِكرٍ غادَرَت كُلَّ فِكرَةٍ | |
|
| نَتُوجٍ لِما يَحلُو مِنَ الشِعرِ حائِلا |
|
وَكَم غُصَصٍ جُرِّعتُها في هَواكُمُ | |
|
| وَلَم أُصغِ سَمعاً لِلَّذي جاءَ عاذِلا |
|
وَفارَقتُ أَهلي غَيرَ قالٍ وَأُسرَتي | |
|
| وَولدِيَ خِلّانَ الصِبا وَالمَنازِلا |
|
وَإِنَّ مَديحي غَيرَكُم غَيرُ رائِقٍ | |
|
| وَلَو أَنَّني بُلِّغتُ فيهِ الوَسائِلا |
|
بَقيتَ لَنا يابا عَلِيٍّ لِنَقتَضي | |
|
| بِكَ الثارَ مِن أَيّامِنا وَالطَوائِلا |
|
وِعاشَ اِمرُؤٌ يَشناكَ ما عاشَ خائِفاً | |
|
| قَليلاً ذَليلاً خاشِعَ الطَرفِ خامِلا |
|
وَيهنيكَ ذا المُلكُ الَّذي عَمَّ يُمنُهُ | |
|
| عُقَيلاً وَأَحيا عَبدَ قَيسٍ وَوائِلا |
|
وَدُونَكَ مِن تَيّارِ بَحرٍ إِذا طَمى | |
|
| أَراكَ بِحارَ الأَرضِ جَمعاً صَلاصِلا |
|
وَأَنفَذتُها في حِكمَةٍ وَبَلاغَةٍ | |
|
| كَسَت حُلَّةً مِن بَعدِ عَهدِكَ عاقِلا |
|