ما شِئتُما يا صاحِبَيَّ فَقُولا | |
|
| هَيهاتَ لَن تَجِدا لَدَيَّ قَبُولا |
|
لَو ذُقتُما ما ذُقتُ مِن أَلَمِ الجَوى | |
|
| لَم تُكثِرا قالاً عَلَيَّ وَقِيلا |
|
قَد قُلتَ لِلقَلبِ اللَحُوحِ وَما نَأَت | |
|
| دارٌ وَما عَزَمَ الخَليطُ رَحيلا |
|
أَصَبابَةً وَأَسىً وَما حَدَجُوا لَهُم | |
|
| عِيساً وَلا شَدّوا لَهُنَّ حُمُولا |
|
هَذا الغَرامُ فَكَيفَ لَو نادى بِهِم | |
|
| بَينٌ وَأَصبَحَتِ الدِيارُ طُلولا |
|
فَاِستَبقِ دَمعَكَ وَالحَنين لِساعَةٍ | |
|
| تَذَرُ الأبيلَ مِن الرِجالِ وَبِيلا |
|
وَإِنِ اِستَطَعتَ غَداةَ داعِيَةِ النَوى | |
|
| فَاِجعَل لِدَمعِكَ في الدِيارِ سَبيلا |
|
أَنَسيمَ نَجدٍ بِالمُهَتَّكِ سُحرَةً | |
|
| لِشِفاءِ ذي الكَبدِ العَليلِ عَليلا |
|
اِحمِل إِلى أَرضِ العِراقِ رِسالَةً | |
|
| عَنّي فَما أَرضى سِواكَ رَسُولا |
|
وَالبَصرَةَ الفَيحاءَ لا تَتَخَلَّفَن | |
|
| عَنها وَلا تَتَجاوَزَنها مِيلا |
|
وَاِجعَل مُرُورَكَ مِن هُذَيلٍ إِنَّها | |
|
| أَرضٌ أُحِبُّ جَنابَها المَأهُولا |
|
وَأَفِض عَلَيها أَلفَ أَلفِ تَحِيَّةٍ | |
|
| بِالمِسكِ تَفتُقُ بُكرَةً وَأَصيلا |
|
وَاِخصُص بِأَكثَرِها الهُمامَ المُرتَجى ال | |
|
| مَلكَ الأَغَرَّ الماجِدَ المَأمُولا |
|
الأَروَعَ النَدبَ السَرِيِّ العالِمَ ال | |
|
| حبرَ الجَرِيَّ السَيِّدَ البهلُولا |
|
الحامِلَ العِبءَ الَّذي لَو رازَهُ | |
|
| حَضَنٌ لآبَ بِظَهرِهِ مَحزُولا |
|
مُعفي العُفاةِ مِن السُؤالِ فَقَلَّما | |
|
| تَلقاهُ يَومَ عَطائِهِ مَسؤُولا |
|
يُعطي الجَزيلَ مِنَ النَوالِ فَلا يَرى | |
|
| إِلّا كَعابِرَةٍ عَلَيهِ سَبيلا |
|
وَيَعُمُّ في إِعطائِهِ فَتَخالُهُ | |
|
| بِجَميعِ أَرزاقِ العِبادِ كَفيلا |
|
لا يُمسِكُ الدِينارَ إِلّا رَيثَما | |
|
| يَلقى اِبنَ نَيلٍ لَم يُلاقِ مُنيلا |
|
وَمَتى يَقُم مَعَهُ لِأَمرٍ ساعَةً | |
|
| مِن يَومِهِ فَلَقَد أَقامَ طَويلا |
|
العابِدُ المُحيي قِياماً لَيلَهُ | |
|
| إِذ ناشِئاتُ اللَيلِ أَقوَمُ قِيلا |
|
وَالزاهِدُ الصَوّامُ غَيرُ مُخَصِّصٍ | |
|
| بِالصَومِ كانُوناً وَلا أَيلُولا |
|
يا سائِلاً عَنهُ أَعَن شَمسِ الضُحى | |
|
| تَعمى لَقَد فُقتَ الوَرى تَغفيلا |
|
سِر تَلقَهُ واِبغِ الدَليلِ لِغَيرِهِ | |
|
| فَالصُبحُ لا تَبغي عَلَيهِ دَليلا |
|
وَإِنِ اِعتَرَتكَ جَهالَةٌ طَبَعِيَّةٌ | |
|
| فَاِسكُت وَطُف تِلكَ الدُروبَ قَليلا |
|
وَعَلَيكَ بِالبابِ الَّذي لا حاجِباً | |
|
| تلقى بِسُدَّتِهِ وَلا قِنديلا |
|
لَكِن تَرى الفُقَراءَ مُحدِقَةً بِهِ | |
|
| زُمَراً وَأَبناءَ السَبيلِ نُزُولا |
|
وَالمُوضِحينَ لِما رَأَوا وَبِما رَوَوا | |
|
| شَرعَ الرَسولِ مُعَلَّلاً تَعليلا |
|
وَذَوي الوُجُوهِ الصُفرِ شَفَّ جُسُومَها | |
|
| إِشفاقُها وَكَسا الشِفاهَ ذُبولا |
|
هَذا يَرومُ قِرىً وَذاكَ قِراءَةً | |
|
| سُمِعَت عَن المُختارِ عَن جِبريلا |
|
فَهُناكَ أَلقِ عَصا المَسيرِ تَجِد ثَرىً | |
|
| دَمثاً وَظِلّاً لا يَزالُ ظَليلا |
|
وَذُرىً تَقيكَ القُرَّ حينَ هُجُومِهِ | |
|
| وَالحَرَّ لا وَحماً وَلا مَملُولا |
|
يا عادِلاً بِأَبي شُجاعٍ غَيرَهُ | |
|
| أُتُراكَ لا نَظراً وَلا مَعقُولا |
|
تَأبى مَكارِمُ باتِكينَ بِأَن تَرى | |
|
| أَحَداً لَهُ في ذا الزَمانِ عَديلا |
|
جَرَتِ المُلوكُ فَلم تَشُقَّ غُبارَهُ | |
|
| وَجَرى فَشَقَّ غُبارَها مَشكولا |
|
لَو لَم يَكُن بِالبَصرَةِ اِنقَلَبَت بِمَن | |
|
| فيها وَجَرَّ بِها الخَرابُ ذُيولا |
|
كانَت سَواداً قَبلَهُ فَأَعادها | |
|
| مِصراً تَرُوقُكَ مُمسِئاً وَمَقيلا |
|
بِالمُبرِمِ الأَسواقَ وَالسُورِ الَّذي | |
|
| مَنَعَ الأَعادي أَن تَميلَ مَمِيلا |
|
وَالرّبطِ بَينَ مَدارِسٍ وَمَشاهِدٍ | |
|
| شَرُفَت وَفُضِّلَ أَهلُها تَفضيلا |
|
أَحيَا بِها لِلشافِعِيِّ وَمالِكٍ | |
|
| وَأَبي حَنيفَةَ أَحرُفاً وَفُصُولا |
|
وَبِجامِعٍ نَدَّ الجَوامِعِ كُلَّها | |
|
| حُسناً وَعَرضاً في البِناءِ وَطُولا |
|
لَولا اِتِّفاقُ حَريقِهِ في عَصرِهِ | |
|
| لَعَفا وَعُطِّلَ رَسمُهُ تَعطيلا |
|
كَم مِن رُواقٍ زادَ فيهِ وَحُصرُهُ | |
|
| زادَت إِلى تَرفيلِهِ تَرفيلا |
|
وَبَنى بِهِ لِلمُسلِمينَ مُقَرمَداً | |
|
| تَرَكَ الخَوَرنَقَ في العُيونِ ضَئيلا |
|
وَلَقد مَضَت حُقبٌ بِها وسُراتُها | |
|
| نَهبٌ فَأَنقَذَ شِلوَها المَأكُولا |
|
أَفعالُهُ لِلّهِ خالِصَةٌ فَما | |
|
| تَلقى لِمُعتَقدِ الرِياءِ مَثيلا |
|
لَو كانَ في الأُمَمِ الخَوالي مِثلهُ | |
|
| مَلكٌ لَما بَعَثَ الإِلَهُ رَسُولا |
|
يفديكَ شَمسَ الدّينِ قَومٌ لا تَرى | |
|
| حَبلاً لَهم بِفَضيلَةٍ مَوصُولا |
|
مِن كُلِّ مَغلُولِ اليَدَينِ عَنِ النَدى | |
|
| فاقَ اليَهُودَ لآمَةً وَغُلولا |
|
يَبدُو بعُثنُونٍ لَهُ قُبحاً لَهُ | |
|
| لِقُرَيظَةٍ أَو لِلنَضيرِ سَليلا |
|
زُمَّيلَةٌ فَإِذا المَظالِمُ أُسنِدَت | |
|
| يَوماً إِلَيهِ رَأَيتَهُ إِزميلا |
|
لا يَتَّقي اللَهَ العَلِيَّ وَلا يَرى | |
|
| لِشَقائِهِ الفِعلَ الجَميلَ جَميلا |
|
جَمَعَ الحُطامَ وَسَلَّ سَيفاً دُونَهُ | |
|
| لَؤماً وَسَبَّلَ عِرضَهُ تَسبيلا |
|
لَو أَنَّهُ حُمِلَت إِلَيهِ بَقَّةٌ | |
|
| لأَضاعَ مِن مالِ الأمانَةِ فِيلا |
|
لَولاكَ ما وَرَّيتُ لَكِن أَتَّقي | |
|
| بَقَراً يَعُدُّونَ الصَحيحَ فُضولا |
|
فَاِسلَم وَدُم يابا شُجاعٍ لِلعُلى | |
|
| وَالمَجدِ ما دَعَتِ الحَمامُ هَديلا |
|
تُعطي وَتَمنَعُ ما تَشاءُ وَلا تُرى | |
|
| إِلّا مُذيلاً عِزَّةً وَمُنيلا |
|
في ظِلِّ خَيرِ خَلِيفَةٍ مِن هاشِمٍ | |
|
| وَرِثَ الكِتابَ وَأُلهِمَ التَنزيلا |
|
وَاِسعَد بِذا الشَهرِ الأَصَبِّ سَعادَةً | |
|
| تَبقى وَتُبلِغُكَ المُنى وَالسُولا |
|
وَتُريكَ حاسِدَكَ المُسَفِّهَ نَفسَهُ | |
|
| حَرِضاً قَليلاً في الأَنامِ ذَليلا |
|