إِلى كَم مُدارَاةُ العِدى وَاِحتِرامُها | |
|
| وَكَم يَعتَرينا ضَيمُها وَاِهتِضامُها |
|
أَما حانَ يا فَرعَي رَبيعَةَ أَن أَرى | |
|
| بَناتِ الوَغى يَعلُو الرَوابي قَتامُها |
|
رِدوا الحَربَ وِردَ الظامِئاتِ حِياضَها | |
|
| خَوامِسَ يَغتالُ الفِصالَ اِزدِحامُها |
|
وَخُوضُوا لَظاها بِاِقتِحامٍ فَإِنَّما | |
|
| يُكَشِّفُ غَمّاءَ الحُروبِ اِقتِحامُها |
|
ولَوذوا بِبيضِ المَشرَفِيَّةِ إِنَّها | |
|
| لَها عِزَّةٌ قَعساءُ وافٍ ذِمامُها |
|
وَلا تَركَنُوا يَوماً إِلى ذِي عَداوَةٍ | |
|
| وَإِن قِيلَ هَذا عِقدُها وَنِظامُها |
|
فَإِنَّ عُرى الأَعداءِ قَد تَعلَمونَها | |
|
| سَريعٌ بِأَيدي الماسِكينَ اِنفِصامُها |
|
وَأُقسِمُ ما عَزَّت مُلوكُ قَبيلَةٍ | |
|
| غَدَت وَبِأَسبابِ العَدُوِّ اِعتِصامُها |
|
وَلا ظَفِرَت بِالنُجحِ طُلّابُ غايَةٍ | |
|
| تَروحُ وَفي كَفِّ المُعادي زِمامُها |
|
سَلُوا عَن مُلوكٍ مِنكُمُ هَل أَفادَها | |
|
| قُعُودُ عُقَيلٍ بَعدَها أَو قِيامُها |
|
وَهَل دَفَعَت عَن ماجِدِ بنِ مُحَمَّدٍ | |
|
| وَقَد كانَ مِنهُ حِلُّها وَحَرامُها |
|
وَهَل طَلَبَت ثارَ اِبنِ شُكرٍ وَهَل حَمى | |
|
| أَبا ماجِدٍ خَطِّيُها وَحُسامُها |
|
وَهَل عَن غُرَيرٍ طاعَنَت وَبِهِ اِحتَوَت | |
|
| مُناها وَبِالبَحرَينِ جارَ اِحتِكامُها |
|
وَهَل سالَمَت مَن كانَ يَحمي جَنابَها | |
|
| وَتَرعى بِهِ في كُلِّ أَرضٍ سَوامُها |
|
جَزاءُ سِنِمّارٍ جَزاءٌ بِهِ اِقتَدَت | |
|
| وَمالَ إِلَيها كَهلُها وَغُلامُها |
|
بَنى القَصرَ حَتّى اِستَحكَمَت شُرُفاتُهُ | |
|
| وَأَيَّدها آجُرُّها وَرُخامُها |
|
وَغُودِرَ مِن أَعلى ذُراها مُنَكَّساً | |
|
| وَلا ذَنبَ إِلّا حُسنُها وَاِنتِظامُها |
|
بَذَلنا لَها مِن مالِها كُلَّ صَهوَةٍ | |
|
| يُشَدَّ عَلى مِثلِ القَناةِ حِزامُها |
|
وَصُنّا بِأَنواعِ الحَريرِ جُسُومَها | |
|
| وَمَلبَسُنا صُوفُ الرُعَينا وَخامُها |
|
وَرُحنا وَدُخنُ القَريَتَينِ طَعامُنا | |
|
| وَبُرُّهُما المَحضُ المُصَفّى طَعامُها |
|
وَمَن يَعضِ ما يُهدى لَها مِن عَطائِنا | |
|
| بَساتِينُ يَشدُو بِالأَغاني حَمامُها |
|
وَكُلُّ نَفيسٍ كانَ حَشوَ قُصُورِنا | |
|
| عَدَلناهُ عَنّا فَاِحتَوَتهُ خِيامُها |
|
وَمِنّا عَوالِيها وَمِنّا دُرُوعُها | |
|
| وَمِنّا مَواضيها وَفينا كِلامُها |
|
ذَلَلنا وَقُلنا عَلَّ في الذُلِّ راحَةً | |
|
| وَعَلَّ فُحُولَ الشَولِ تُروى حِيامُها |
|
فَلَم يُغنِ عَنا ذُلُّنا وَخُضُوعُنا | |
|
| غَناءً وَلا أَموالُنا وَاِقتِسامُها |
|
أَفي كُلِّ يَومٍ يا لَقَومي بَلِيَّةٌ | |
|
| وَخُطَّةُ خَسفٍ مِن عَدُوٍّ تُسامُها |
|
أَما وَأَبيكُم إِنَّ قَلبي لَمُوجَعٌ | |
|
| لِذاكَ وَعَيني لا يَجِفُّ اِنسِجامُها |
|
وَما عَبَرَت بِي لَيلَةٌ مُنذُ مُدَّةٍ | |
|
| كَما قالَ إِلّا لَيلَةٌ لا أَنامُها |
|
وَما ذاكَ ذُلّاً بَل بَقايا حَمِيَّةٍ | |
|
| عَلى حَدَثانِ الدَهرِ باقٍ عُرامُها |
|
وَإِنّي مِنَ القَومِ الَّذينَ إِذا اِنتَدَت | |
|
| رَبيعَةُ يَوماً كانَ مِنهُم هُمامُها |
|
أَلا يا لَقَومي مِن عَلِيِّ بنِ عَبدَلٍ | |
|
| وَلِلخَطبِ يُدعى أُسدُها لا نعامُها |
|
أَلَستُم بَني الغُرِّ الأُلى عُرِفَت لَهُم | |
|
| نُفوسٌ نَفيساتُ المَعالي مَرامُها |
|
فَإِن نَزَلُوا أَرضاً فَمِنهُم مَلِيكها | |
|
| وَإِن جَمَحَت قَومٌ فَمِنهُم شَكامُها |
|
أَتَرضونَ ذا النَقصَ الَّذي ما وَراءَهُ | |
|
| وَأَنتُم إِذا صالَت مَعَدٌّ سِطامُها |
|
وَيُودى قَتيلٌ كانَ في كُلِّ ساعَةٍ | |
|
| يُجَمِّعُ أَوباشاً كَثيرٌ طَغامُها |
|
وَيَقطَعُ طُرقَ المُسلِمينَ نَهارَهُ | |
|
| عِلاناً وَلا يَثنِيهِ عَنها ظَلامُها |
|
فَكَم مِن حِمارٍ خَرَّ عَقراً بِسَيفِهِ | |
|
| وَدَوخَلَّةٍ قَد فُضَّ عَنها خِتامُها |
|
فَإِن غَضِبَت فيها عُقَيلٌ فَأَنتُمُ | |
|
| بَنو الحَربِ إِذ يُذكي لَظاها ضِرامُها |
|
وَما نِيلَ غَدراً بَل أَتى في عِصابَةٍ | |
|
| قَليلٌ مِنَ الغَدرِ الشَنيعِ اِحتِشامُها |
|
فَأُوجِرَها نَجلاءَ طَعنَةَ ثائِرٍ | |
|
| كَجَيبِ قَميصٍ لا يُرَجّى اِلتِئامُها |
|
أَراحَ بِها مِنهُ الحَميرَ فَأَصبَحَت | |
|
| تَناهَقُ في المَرعى وَيَعلُو رُدامُها |
|
فَواسوأَتا إِن كانَ يُودى قَتيلُها | |
|
| عَلى ذا وَيُدنى في حِمانا مَقامُها |
|
وَيُقتَلُ بِالغَدرِ الصَريحِ كِرامُنا | |
|
| فَتُلغى لَقَد خِبنا وَفازَت سِهامُها |
|
أُعِيذُكُمُ أَن تَقبَلُوا ذا وَأَنتُمُ | |
|
| ذُؤابَةُ أَفصى كُلِّها وَسِنامُها |
|
فَيابا سِنانٍ قُم فَأَنتَ زَعيمُها | |
|
| وَأَنتَ مُرَجّاها وَأَنتَ هُمامُها |
|
وَفي كَفِّكَ السَيفُ الَّذي لَو سَلَلتُهُ | |
|
| لقِيلَ أَرى الأَعرابَ خَصَّبَ عامُها |
|
وَخالَ سَناهُ مَن بِنَجدٍ عَقيقَةً | |
|
| يُشَقَّقُ عَنها يَومَ دَجنٍ غَمامُها |
|
وَحَولَكَ مِن أَبنائِكَ الصِيدِ فِتيَةٌ | |
|
| كَثيرٌ لِأَرواحِ العَدُوِّ اِختِرامُها |
|
وَمِن نَسلِ جَدَّيكَ العَلِيَّينِ غِلمَةٌ | |
|
| نَشَت وَبِأَبكارِ المَعالي غَرامُها |
|
وَمَن صُلبِ إِبراهيمَ جَدِّكَ عُصبَةٌ | |
|
| يَسُرُّكَ في يَومِ التَلاقي مُقامُها |
|
أَنا الضامِنُ الراعي عَلَيها وَإِن شَكَت | |
|
| مِن الغَبنِ فَهيَ الأُسدُ يُخشى رِجامُها |
|
وَما زالَ في أَبناءِ مُرَّةَ سَيِّدٌ | |
|
| بِهِ في جَسيماتِ الأُمورِ اِئتِمامُها |
|
وَمن ذا يُسامي مُرَّةً وَبِهِ سَمَت | |
|
| بَنُو عامِرٍ عِزّاً وَجازَ اِغِتشامُها |
|
وَكَم سَيِّدٍ في مالِكٍ ذِي نَباهَةٍ | |
|
| إِذا فَقَدَتهُ الحَربُ طالَ أَيامُها |
|
وَما مالِكٌ إِلّا الحُماةُ وَإِن أَبَت | |
|
| رِجالٌ فَبالآنافِ مِنها رَغامُها |
|
وَفي حارِثٍ وَاللَيثِ غُرٌّ غَطارِفٌ | |
|
| يُبِرُّ عَلى الخَصمِ الأَلَدِّ خِصامُها |
|
وَإِنَّ لَعَمري في بَقايا مُحارِبٍ | |
|
| سُيُوفُ ضِرابٍ لا يُخافُ اِنثِلامُها |
|
وَشَيبانُ شَيبانُ الفَخارِ فَإِنَّها | |
|
| أُسُودُ شَرىً سُمرُ العَوالي إِجامُها |
|
وَمَن كانَ مِنّا مِن جَماهيرِ خِندِفٍ | |
|
| وَقَيسٍ فَأَترابُ الوَغى وَنِدامُها |
|
وَما في بَني قَحطانَ إِن شُنَّتِ الوَغى | |
|
| تَوانٍ وَلا يَنبُو لَدَينا حُسامُها |
|
وَإِنَّ لَها لَلسابِقاتِ وَإِنَّها | |
|
| ليُطرِبُها طَعنُ العِدى وَاِلتِزامُها |
|
فَيالكِرامٍ مِن نِزارٍ وَيَعرُبٍ | |
|
| وَلَيسَ يُجيبُ الصَوتَ إِلّا كِرامُها |
|
صِلُوا بِالخُطا قُصرَ السُيوفِ فَإِنَّها | |
|
| تَطُولُ وَلا يُغني غَناءً كَهامُها |
|
فَلَم يَبقَ يُرضي القَومَ إِلّا حُدودُها | |
|
| وَقد طالَ فَاِسقُوها بِرِيٍّ أُوامُها |
|
فَضَرباً وَطَعناً بِالصَوارِمِ وَالقَنا | |
|
| فَلا عُذرَ حَتّى يَخضِبَ السَيفَ هامُها |
|
وَلا تَهِنُوا وَاِستَشعِرُوا الصَبرَ جُنَّةً | |
|
| وَعَزماً فَما لِلحَربِ إِلّا اِعتِرامُها |
|
فَإِنَّكُمُ إِن تَألَمُوا فَعَدُوُّكُم | |
|
| كَذاكَ وَلِلأَمرِ العَظيمِ عِظامُها |
|
وَقد طالَ هَذا الذُلُّ وَالمَوتُ رائِحٌ | |
|
| وَغادٍ وَيَأتي كُلَّ نَفسٍ حِمامُها |
|
وَإِنَّ حَياةً هَكَذا لَذَمِيمَةٌ | |
|
| يُسِرُّ المُعادي لِلمُعادي دَوامُها |
|
وَمِن أَعجَبِ الأَشياءِ وَالدَهرُ كُلُّهُ | |
|
| عَجائِب يَأتي فَذُّها وَتَوامُها |
|
إِذا نَحنُ زِدنا في عَطايا قَبيلَةٍ | |
|
| لِكَفِّ أَذاها زادَ مِنّا اِنتقامُها |
|
هِيَ النارُ إِن شَبَّهتَها وَعَطاؤُنا | |
|
| لَها حَطَبٌ ما زادَ زادَ اِضطِرامُها |
|
فَيا ضَيعَةَ المَسعى وَكَم مِن صَنيعَةٍ | |
|
| غَدَت ضَلَّةً لَم يَبقَ إِلّا مَلامُها |
|
فَحامُوا عَنِ البِيضِ الحِسانِ فَأَنتُمُ | |
|
| كَتائِبُ يَغشى ناظِرَ الطَرفِ لامُها |
|
فَكَم قَد رَأيتُم مِن عَقيلَةِ مَعشَرٍ | |
|
| يَرُوقُ عُيُوناً فَرعُها وَقَوامُها |
|
تُباعُ وَتُشرى بِالكَسادِ ذَليلَةً | |
|
| وَقَد كانَ لا يَبدُو لِخَلقٍ كَلامُها |
|
فَإِن أَنتُمُ لَم تَمنَعُوهُنَّ فَاِصبِرُوا | |
|
| لِآبِدَةٍ يَبقى عَلى الدَهرِ ذامُها |
|
وَمَن ذَلَّ لَم يَعدَم غَشُوماً يَسُومُهُ | |
|
| أَذىً فَيُرِيهِ النَبعَ خَوفاً ثُمامُها |
|
وَهَل مَنَعت يَوماً فَتاةً كَريمَةً | |
|
| قلائِدُها أَو وُشحُها أَو خِدامُها |
|
وَهَل هُوَ إِلّا المَوتُ وَالمَوتُ فَاِعلَمُوا | |
|
| يَهُونُ وَلا تَحكِيمُها وَاِصطِلامُها |
|
وَإِلّا فَشدُّوا لِلجَلاءِ فَلَم يَعُد | |
|
| سِواهُ فَعِندَ الضَيمِ تُجلى كِرامُها |
|
فَإِن كانَ في البَحرَينِ ضيقٌ فلم تَضِق | |
|
| مَنازِلُ بَكرٍ عَنكُمُ وَشَآمها |
|
وَلا خَيرَ في دارٍ يَعيشُ بِها الفَتى | |
|
| مَهيناً وَلَو جادَتهُ دُرّاً غَمامُها |
|