أَلَم يَأنِ أَن تَنسى عَسى وَلَعَلَّما | |
|
| وَتَترُكَ لَيتاً لِلمُعَنّى وَرُبَّما |
|
أَمَ اِنتَ اِمرُؤٌ كَالضَبِّ قَد عَلِقَت بِهِ | |
|
| حَبائِلُ عَصٍّ حالَفَ الفَقرَ أَرشَما |
|
يَرى نَفسَهُ في كَفِّهِ وَشِفارُهُ | |
|
| تُحَدُّ وَجَزلُ النارِ يَعلُو تَضَرُّما |
|
وَيَرجُو اِنتِعاشاً إِذ يَقُولُ لِحِسلِهِ | |
|
| أَرى أَنَّنا في هَذِهِ الحالِ نُوَّما |
|
وَذا مِن هُرُوجِ اللَيلِ لا دَرَّ دَرُّها | |
|
| فَكَم قَد أَخافَت آمِناً حينَ هوَّما |
|
فَقُم غَيرَ وانٍ وَاِخلَعِ العَجزَ وَاِدَّرِع | |
|
| قَميصاً مِنَ الظَلماءِ بِالنَجمِ مُعلَما |
|
وَصاحِب لِأَحداثِ اللَيالي ثَلاثَةً | |
|
| حُساماً وَنِضواً وَالقَطيعَ المُحَزَّما |
|
وَلا تَتَعَلَّل بِالأَمانيّ ضَلَّةً | |
|
| فَلَو كانَ حَيّاً صاحِبي لَتَكَلَّما |
|
وَلا تَثنِ عِطفاً لِلدِيارِ وَكُن فَتىً | |
|
| يَهُمُّ فَيَمضي في المُهِمّاتِ مُقدِما |
|
فَما كُلُّ آفاقِ البِلادِ يَسُوسُها | |
|
| لِأَربابِها مَن كانَ أَعمى وَأعَدما |
|
فَبِع بِالتَنائِي دارَ قَومٍ تَشَبَّهُوا | |
|
| بِصَبٍّ فَأَمّوا في النُهى حَيثُ يَمَّما |
|
فَلَو لَم يَكُونوا شِبهَهُ ما تَوَهَّمَت | |
|
| عُقُولُهُمُ في أَمرِهِم ما تَوَهَّما |
|
فَمَن مُبلِغٍ قَومي عَلى أَنَّ دارَها | |
|
| قَريبٌ ولَكِن لَم أَجِد مُتَكَلّما |
|
بَنِي عَمِّنا كَم يَضبَعُ الرَحمُ شاكِياً | |
|
| إِلَيَّ وَكَم يُبدي لَدَيَّ التَظَلُّما |
|
بَني عَمِّنا مَن ذا يَسُدُّ مَكانَنا | |
|
| إِذا يَومُ نَحسٍ بِالعَوالي تَأَجَّما |
|
تَبَدَّلتُمُ الأَعداءَ مِنّا سَفاهَةً | |
|
| فَيا لَأَبيكُم ما أَعَقَّ وَأَظلَما |
|
وَأَلغَيتُمُ أَيّامنا وَاِستَمَعتُمُ | |
|
| غُرورَ الأَماني وَالحَديثَ المُرَجَّما |
|
وَكُلَّ بَني عَمٍّ سِوانا وَضِيمَةً | |
|
| يُعَدُّ لَدى النُسّابِ أَصلاً مُخَضرَما |
|
فَيا لَيتَ شِعري لَو عَرَت مُصمَئِلَّةٌ | |
|
| وَفَرَّ البَلا عَن نابِهِ فَتَجَهَّما |
|
وَآضَ التَشاكي في نِزارٍ وَأَعلَنَت | |
|
| ذَوُو يَمَنٍ ما كانَ سِرّاً مُكَتَّما |
|
أَتُغني غِنانا عَنكُمُ خُرَّمِيَّةٌ | |
|
| سَواسِيَةٌ تَدعُو عَتُوداً مُزَنَّما |
|
فَهَلّا تَرَكتُم ما اِرتَكَبتُم وَزُعتُمُ | |
|
| إِلى الرُشدِ فَاِستَصلَحتُمُ ما تَرَدَّما |
|
بَني عَمِّنا لا تَظلِمُوا الحَقَّ أَهلَهُ | |
|
| وَلا تَفتَحُوا باباً إِلى الشَرِّ لَهجَما |
|
فَأَيُّ يِدٍ لَو تَعلَمُونَ قَطَعتُمُ | |
|
| فَبُدِّلتُمُ باعاً عَنِ المَجدِ أَجذَما |
|
ضَرَبتُم بِها قِدماً عِداكُم وَصُنتُمُ | |
|
| بِها المُلكَ وَاِقتَدتُم بِها مَن تَجَهضَما |
|
بِذا يَشهَدُ القَصرُ المُشيدُ الَّذي غَدا | |
|
| بِنا حَرَماً عَمَّن سِواكُم مُحَرَّما |
|
ضَرَبنا بَني بَهرامَ عَنهُ فَأَذعَنُوا | |
|
| وَكانُوا لِباعِ العِزِّ كَفّاً وَمِعصَما |
|
وَمِلنا عَلى الأَزدِ بنِ غَوثٍ فَأصبَحَت | |
|
| تُصارِعُ مَوجاً يَرجُفُ اليَمَّ أَعجَما |
|
فَخَلّوا لَنا عَنهُ جَميعاً وَسَلَّمَت | |
|
| مُلُوكُهُمُ الآرا إلَينا لِتَسلَما |
|
وَنَحنُ حَمَيناهُ الأَعاجِمَ بَعدَما | |
|
| أَقامَت تَرُومُ المُلكَ حَولاً مُحَرَّما |
|
ضَرَبنا وُجُوهَ الشَرسَكيَّةُ دُونَهُ | |
|
| وَأَقفاءَها بِالسَيفِ حَتّى تَثَلَّما |
|
وَقَد غَرَّرتهُم مِن نِزارٍ وَيَعرُبٍ | |
|
| لِشَنآنِكُم قَومٌ وَقَومٌ تَبَرُّما |
|
فَعدنا بِبيضٍ ذَكَّرَتهُم حُدُودُها | |
|
| بِما كانَ مِن أَخبارِ كِسرى وَرُستُما |
|
فَوَلّوا وَراحَ الرُكنُ مِنهُم كَأَنَّهُ | |
|
| صَريعُ عُقارٍ باتَ مِنها مُجَشَّما |
|
وَحَولَ اِبنِ يَحيى لَم تَصاهَل جيادُنا | |
|
| وَقَد كانَ بَحراً ذا عُبابٍ قَلَهذَما |
|
أَذَالَ لَنا الأَموالَ دُرّاً وَعَسجَدا | |
|
| وَتِبراً وَنَخلاً يانِعاً وَمُكَمَّما |
|
فَعِفنا سَنِيّاتِ العَطايا حَمِيَّةً | |
|
| عَلَيكُم وَدُسنا الشَرَّ حَتّى تَشَرَّما |
|
وَحَتّى مَلَكتُم مُلكَهُ وَاِقتَصَرتُمُ | |
|
| مَقاصِيرَهُ اللّاتي بَناها فَأَحكَما |
|
وَقَد كانَ يُزجي كُلَّ يَومٍ كَتيبَةً | |
|
| إِلَيكُم وَجَيشاً ذا زهاءٍ عَرَمرَما |
|
وَقادَ إِلَيهِ الناسَ بَأسٌ وَرَغبَةٌ | |
|
| وَعِزٌّ يُناصي يَذبُلاً وَيَلملَما |
|
وَسارَ إِلَيهِ مِنكُمُ مَن عَلِمتُمُ | |
|
| فَكانَ لَنا لَو نَبتَغي ذاكَ سُلَّما |
|
وَلَكِنَّنا كُنّا لَكُم خَيرَ إِخوَةٍ | |
|
| يَلُوذُ بِها الجاني وَيَرمي إِذا رَمى |
|
فَكَم تَمضُغُ الأَيّامُ لَحمي وَأَنتُمُ | |
|
| نُيوبٌ لَها تَستَهلِكُ اللَحمَ وَالدَما |
|
بِكُم بَلَغَت مِنّي الأَعادي وَمِنكُمُ | |
|
| لَقِيتُ البَلايا السُودَ فَذّاً وَتَوأَما |
|
وَجُرِّعتُ في أَيّامِكُم بِأَكُفِّكُم | |
|
| كُؤُوساً أَرَتني العَيشَ صاباً وَعَلقَما |
|
وَمِلتُم مَعَ الدَهرِ الخَؤونِ فَكادَني | |
|
| وَحَلَّلَ في نَفسي وَمالي وَحَرَّما |
|
وَلَو لَم تَكُونُوا جُندَهُ لَتَقَطَّعَت | |
|
| مَعاقِمُهُ دُوني فَأَخذى وَأَجحَما |
|
وَرَأَّمتُمُوني كُلَّ ذِي عَيدَهِيَّةٍ | |
|
| بَعِيدَ الرِضا إِن أُعطِهِ الحَقَّ بَرشَما |
|
يَرى نَفسَهُ عُوجاً وَلَولا اِستِماعُكُم | |
|
| أَباطِيلَهُ كانَ المَهينَ المُقَرقَما |
|
أَقولُ لَهُ أَنتَ الرَشيدُ وَقَد أَرى | |
|
| قُداراً بِعَيني في قباهُ وَمَنشَما |
|
هَدَمتُم صَياصي قومِكُم وَبَنيتُمُ | |
|
| صَياصِيَ قَومٍ حَقُّها أَن تُهَدَّما |
|
سَأَرحَلُ لا مُستَوحِشاً لِفِراقِكُم | |
|
| وَلا أَسَفاً يَوماً وَلا مُتَنَدِّما |
|
فَإِن حَنَّ قَلبي نَحوَكُم أَو شَكا جَوىً | |
|
| فَصادَفَ مِن زُرقِ الأَسِنَّةِ لَهذَما |
|
وَإِن دَمَعَت عَينايَ سَوقاً إِلَيكُمُ | |
|
| فَعَوَّضتُها مِن ذَلِكَ الدَمعُ بِالعَمى |
|
وَإِن عارِض الرُكبانِ يَسأَلُ عَنكُمُ | |
|
| لِساني فَوافَيتُ القِيامَةَ أَبكَما |
|
وَلا جَمَعَتنا آخِرَ الدَهرِ نِيَّةٌ | |
|
| إِلى أَن يَضُمَّ البَعثُ عاداً وَجُرهُما |
|
فَما فُرقَةُ القالِينَ عِندي رَزِيَّةٌ | |
|
| أُقيمُ لَها في نَدوَةِ الحَيِّ مَأتَما |
|
وَإِنَّ الكَريمَ الحرَّ يَشنَى مُقامَهُ | |
|
| بِأَرضٍ يَرى فيها السَلامَةَ مَغنَما |
|
وَما خَيرُ أَرضٍ لا يَزالُ كَريمُها | |
|
| مُهاناً وَنَذلُ القَومِ فيها مُكَرَّما |
|