صُعُودُ العُلا إِلّا عَلَيكَ حَرامُ | |
|
| وَعَيشٌ سِوى ما أَنتَ فيهِ حِمامُ |
|
وَكُلُّ غَمامٍ لَم تُثِر غادِياتِهِ | |
|
| رِياحُ نَدى كَفَّيكَ فَهوَ جَهامُ |
|
وَما المَجدُ إِلّا ما بَنَيتَ وَشادَهُ | |
|
| بِعَزمِكَ بَأسٌ صادِقٌ وَحُسامُ |
|
وَلا سَعيَ إِلّا دُونَ سَعيِكَ فَليَنَم | |
|
| وَيَدري اِمرُؤٌ ناواكَ كَيفَ يَنامُ |
|
وَأُقسِمُ لَولا صِدقُ بَأسِكَ لَاِغتَدَت | |
|
| قوى مُررِ العَلياءِ وَهيَ رِمامُ |
|
وَلَو لَم تُلافِ المُلكَ مِن صَرعَةِ الرَدى | |
|
| لَكُشِّمَ عِرنِينٌ وَجُبَّ سَنامُ |
|
لِيَرقَ غَبيٌّ رامَ شَأوَكَ في العُلا | |
|
| عَلى ظلعِهِ فَالنَجمُ لَيسَ يُرامُ |
|
وَكَيفَ تُغاليكَ السِيادَةَ مَعشَرٌ | |
|
| سَهِرتَ لَها اللَيلَ الطَويلَ وَنامُوا |
|
بِكَ العِزُّ أَضحَت شَمسُهُ مُستَنيرَةً | |
|
| وَكانَ عَلَيها لِلخُمُولِ قَتامُ |
|
لَعَمري لَنِعمَ المَرءُ أَنتَ إِذا غَدا | |
|
| فِئامٌ تُساقيهِ الحُتُوفَ فِئامُ |
|
وَرِثتَ العُلى عَن أَحمَدٍ وَمُحَمَّدٍ | |
|
| وَفَضلٍ وَكُلٌّ في العَلاءِ إِمامُ |
|
وَإِنَّ لِمَسعُودٍ إِذا اِشتَجَرَ القَنا | |
|
| لَطَعنٌ يَردُّ الجَيشَ وَهوَ لُهامُ |
|
وَما الناسُ إِلّا آلُ فَضلِ بنِ عَبدَلٍ | |
|
| إِذا جَلَّ خَطبٌ أَو تَنَكَّرَ عامُ |
|
مَقالهُمُ فَذٌّ إِذا وَعَدُوا الغِنى | |
|
| وَضَربُهُمُ تَحتَ العَجاجِ تَوامُ |
|
مَساميحُ طَعّانُونَ وَالخَيلُ تَدَّعي | |
|
| وَطَيرُ المَنايا وُقَّعٌ وَحُيامُ |
|
وَما مِنهُمُ إِلّا هُمامٌ أَتى بِهِ | |
|
| أَعَزُّ مِنَ اِولادِ المُلوكِ هُمامُ |
|
يَرُوحُ الفَتى لِلكَدِّ مِنهُم وَما لَهُ | |
|
| سِوى البَدرِ خِدنٌ وَالنُجُومِ نُدامُ |
|
وَلا مالَ إِلّا ذابِلٌ وَمُهَنَّدٌ | |
|
| وَسَرجٌ عَلى ذي أَولَقٍ وَلِجامُ |
|
وَدِرعٌ كَأنَّ البيضَ وَالقُضبَ وَالقَنا | |
|
| إِذا صافَحتَها بُورَقٌ وَثُمامُ |
|
نَكالٌ لِجانٍ غَيرِهِم فَإِذا جَنَوا | |
|
| فَبَردٌ عَلَيهِم ما جَنوا وَسلامُ |
|
هُمُ القَومُ إِن حامَ المُحامُونَ أَقدَمُوا | |
|
| وَإِن حَبَسَ القَومُ السَوامَ أَسامُوا |
|
وَإِن رَحَلَ الأَحياءُ عَن قُربِ مَنزِلٍ | |
|
| لِخَوفٍ بَنوا في جَوِّهِ وَأَقامُوا |
|
وَإِنَّ لَهُم بِالأَريحِيِّ مُحَمَّدٍ | |
|
| لَفَخراً لَهُ فَوقَ الأَنامِ مصامُ |
|
فَتى الحَربِ يَومَ البيضُ في الهامِ تَنحَني | |
|
| وَيَومَ العَوالي في الصُدورِ تُقامُ |
|
وَلِلطَيرِ مِن نَقعِ المَذاكي مَواكِنٌ | |
|
| وَلِلأرضِ مِن قاني الدِماءِ ذِمامُ |
|
هَديرُ فُحُولِ الشَولِ حينَ تُحِسُّهُ | |
|
| كَشِيشٌ وَزَأرُ المُخدراتِ بُغامُ |
|
إِذا هَمَّ أَمضى هَمَّهُ لَو تَساقَطَت | |
|
| أَكُفٌّ وَأَقدامٌ لِذاكَ وَهامُ |
|
أَخُو الطَعنَةِ النَجلاءِ تَحسبُها فَماً | |
|
| تَثَأَّبَ في حَيثُ الكَلامِ كَلامُ |
|
لِصَمصامِهِ هامُ العِدى وَلِرُمحِهِ | |
|
| كُلاها وَلِلبَوغا دَمٌ وَعِظامُ |
|
ذُراهُ حَياةٌ لِلصَديقِ شَهِيَّةٌ | |
|
| وَلُقياهُ مَوتٌ لِلعَدُوِّ زُؤامُ |
|
تَفِرُّ كُماةُ الحَربِ مِنهُ كَأَنَّها | |
|
| وَإِيّاهُ بازي مَرقَبٍ وَحَمامُ |
|
حِذارَ فَتىً لَو صَكَّ بِالسَيفِ ضارِباً | |
|
| شَماماً لَقال الناسُ أَينَ شَمامُ |
|
صَوارِمُهُ مُذ لَم تَزَل وَرِماحُهُ | |
|
| بِهِنَّ إِلى ماءِ النُحورِ أُوامُ |
|
أَبَت عِزَّةً أَن تَقبَلَ الضَيمَ نَفسُهُ | |
|
| وَذُو العِزَّةِ القَعساءِ كَيفَ يُضامُ |
|
وَآلى وَلَم يَستَثنِ أَن ضاعَ نَبلُهُ | |
|
| وَلَو حالَ عامٌ دُونَ ذاكَ وَعامُ |
|
سَما لِلعلا رَتاً سُمُوَّ اِبنِ حُرَّةٍ | |
|
| نَجيبٍ نَمتهُ مُنجِبُونَ كِرامُ |
|
وَسامَ حِمى الأَعداءِ خَسفاً وَسَوَّمَت | |
|
| بِهِ المالَ سامٌ في البِلادِ وَحامُ |
|
وَساسَ رَعاياهُ بِرَأفَةِ وَالِدٍ | |
|
| وَسَطوَةِ لَيثٍ هَيَّجَتهُ سَوامُ |
|
حَليمٌ إِذا ما الحِلمُ كانَ نَباهَةً | |
|
| وَفيهِ غَرامٌ إِن يُهَج وَعُرامُ |
|
إِذا فَحلُ قَومٍ هاجَ وَاِنحَلَّ قَيدُهُ | |
|
| فَفي سَيفِهِ قَيدٌ لَهُ وَخِزامُ |
|
وَإِن نَبَّ في حَيٍّ عَتُودٌ فَعِندَهُ | |
|
| حَصاةٌ بِها تُوجا الخُصى وَفِطامُ |
|
فَيا مُفرِغاً في كَيدِهِ جُهدَ نَفسِهِ | |
|
| لخَيرٌ مِنَ السَعيِ الغَوِيِّ نُوامُ |
|
وَيا طامِعاً في نَيلِ ما نالَ مِن عُلاً | |
|
| مَتى صَدَقَ الظَنَّ الكَذوبَ مَنامُ |
|
وَيا باسِطاً كَفّاً لِإِدراكِ شَأوِهِ | |
|
| بِكَفِّكَ فَاِضمُمها إِلَيكَ جُذامُ |
|
وَيا مُضمِراً بَغضاءَهُ جُنَّ أَو فَمُت | |
|
| فَداؤُكَ لا عُوفيتَ مِنهُ عُقامُ |
|
لَهُ هَيبَةٌ مِلءُ الصُدُورِ وَعَزمَةٌ | |
|
| تُريهِ الجِبالَ الشُمَّ وَهيَ إِكامُ |
|
وَما زالَ يُغضي وَالمُلوكُ تَهابُهُ | |
|
| وَيَقعُدُ وَالأَعداءُ مِنهُ قِيامُ |
|
فَيا لائِماً في بَسطِ كَفِّ مُحمَّدٍ | |
|
| مَتى لِيمَ في أَن يَستَهِلَّ غَمامُ |
|
عَدا الذَمَّ عَنهُ وَالمَلامَ مُحمَّدٌ | |
|
| وَمُنتَجَبُ الآباءِ كَيفَ يُلامُ |
|
أَلا أَيُّها الملَكُ الَّذي لا جَنابُهُ | |
|
| بِوَعرٍ وَلا مَن في خِباهُ يُضامُ |
|
إِلَيكَ خَدَت بِي عَوهَجٌ شَدقَمِيَّةٌ | |
|
| لَها السَوطُ عَن رَعيِ الخَميمِ كِعامُ |
|
تَضِلُّ فَيَهدِيها سَناكَ كَأَنَّما | |
|
| سَناكَ لَها دُونَ الزِمامِ زِمامُ |
|
وقَد أَصبَحَت في خَيرِ دارٍ مُناخَةً | |
|
| لَدى خَيرِ مَلكٍ في الأَنامِ يُشامُ |
|
فَأَنتَ الَّذي لَولاهُ ما عُرِفَ النَدى | |
|
| وَلا فُضَّ لِلفِعلِ الجَميلِ خِتامُ |
|
وَلا كانَ لِلعَلياءِ أُمٌّ وَلا أَبٌ | |
|
| نِصابٌ وَلا لِلمَكرُماتِ نِظامُ |
|
أَيَجمُلُ أَن أُجفى وَأُنفى وَعِندَكُم | |
|
| لِمَن لَيسَ مِثلي عِيشَةٌ وَمُقامُ |
|
وَيُقبَلُ قَولُ الخَصمِ فِيَّ تَحامُلاً | |
|
| وَأَسهَرُ خَوفاً مِنكُمُ وَيَنامُ |
|
وَتُقطَعُ أَرحامي وَتُلغى مَوَدَّتي | |
|
| وَيُقعَدُ بِي ما بَينَكُم وَيُقامُ |
|
وَتُذنِبُ أَقوامٌ فَتُعزى ذُنوبُها | |
|
| إِلَيَّ وَأُلحى عِندَكُم وَأُلامُ |
|
هَبُونِيَ جاراً لِاِبنِ عَمٍّ مُصافِياً | |
|
| فَلِلجارِ مِنكُم حُرمَةٌ وَذِمامُ |
|
فَكَم مِن هُمامٍ قَد عَفا وَهوَ مُحرَجٌ | |
|
| وَجادَ بِصَفحٍ وَالذُنوبُ عِظامُ |
|
وَذُو المَجدِ لا يَستَغرِقُ الجَهلُ حِلمَهُ | |
|
| وَلَو قَعَدَ الواشُونَ فيهِ وَقامُوا |
|
لَقَد كُنتُ أَرجُو أَن أُرى في جَنابِكُم | |
|
| وَلِي مِن نَداكُم سابِقٌ وَحُسامُ |
|
إِذا كُنتُ أَخشاكُم وَأَخشى عَدُوَّكُم | |
|
| فَإِنَّ حَياتي شِقوَةٌ وَغَرامُ |
|
فَإِن كانَ ذَنبٌ فَاِترُكُوهُ لِما مَضى | |
|
| وَهَل هُوَ إِلّا إِذ يُعَدُّ كَلامُ |
|
وَوَاللَهِ ما أَوضَعتُ فيما يُريبُكُم | |
|
| وَلا شُدَّ لِي يا قَومِ فيهِ حِزامُ |
|
وَإِنّي لمنكُم سُؤتُمُ أَو سُرِرتُمُ | |
|
| إِلى أَن يُوارِيني ثَرىً وَرِجامُ |
|
أَلَستُ الَّذي سَيَّرتُ فيكُم غَرائِباً | |
|
| لِكُلٍّ إِلَيها إذ تَمُرُّ هُيامُ |
|
أَلَيسَ أَبي في الإِنتِسابِ أَباكُمُ | |
|
| عَلى أَنَّني عَبدٌ لَكم وَغُلامُ |
|
أَما اِجتيحَ مالي في هَواكُم وَأُسهِرَت | |
|
| بِذا السِجنِ عَيني وَالعُيونُ نِيامُ |
|
فَراعُوا ذِمامي قدرَ ظَنِّي فَكُلُّنا | |
|
| صَدىً عَن قَريبٍ في التُرابِ وَهامُ |
|
فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تُزَمَّ رَكائِبي | |
|
| وَيُصبِحَ كَيدٌ بَينَنا وَسَنامُ |
|
فَخَيرٌ مِنَ الأَحساءِ إِن دامَ عُتبُكُم | |
|
| أُشَيٌّ وَوادِى مَنهَمٍ وَنَعامُ |
|
وَما ذاكَ مِنّي بِاِختيارٍ وَلا رِضاً | |
|
| وَلَكِن يَحِلُّ الشَيءُ وَهوَ حَرامُ |
|
وَلَم أَرَ أَشقى مِن كَريمٍ بِبَلدَةٍ | |
|
| يَجُرُّ وَيَجني غَيرُهُ وَيُلامُ |
|
وَإِنَّكُمُ دِرعي وَسَيفي وَساعِدي | |
|
| وَتُرسي إِذا ضَمَّ الكُماةَ زِحامُ |
|
وَما لي لِسانٌ غَيركُم إِن تَطاوَلَت | |
|
| عَلَيَّ رِجالٌ وَاِستَمَرَّ خِصامُ |
|
فَلا تَسمَعُوا فِيَّ الوُشاةَ فَإِنَّهُم | |
|
| لَأَكذبُ مِن آلٍ رَأتهُ حِيامُ |
|
فَإِنّيَ سَيفٌ قاطِعٌ مِن سُيُوفِكم | |
|
| وَبَعضُ السُيوفِ المُنتَقاةِ كَهامُ |
|
وَمِن أَجلِ قُرباكُم حُسِدتُ وَسُدِّدَت | |
|
| إِلَيَّ نِصالٌ لِلعِدى وَسِهامُ |
|
فَبُورِكتُمُ يا آلَ فَضلٍ فَإِنَّكُم | |
|
| ضِياءٌ وَبَعضُ المالِكينَ ظَلامُ |
|
وَلا زالَ يُهدى كُلَّ يَومٍ إِلَيكُمُ | |
|
| عَلى القُربِ مِنّي وَالبعادِ سَلامُ |
|