أَيدي الحَوادِثِ في الأَيّامِ وَالأُمَمِ | |
|
| أَمضى مِنَ الذَكَرِ الصَمصامَةِ الخَذِمِ |
|
فَلا يَظُنَّنَّ مَن طالَت سَلامَتُهُ | |
|
| أَنَّ المَقادِيرَ أَعطَتهُ عُرى السَلمِ |
|
كُلٌّ بِما تُحدِثُ الأَيّامُ مُرتَهَنٌ | |
|
| وَكُلُّ غايَةِ مَوجُودٍ إِلى عَدَمِ |
|
مَن سَرَّهُ الدَهرُ صِرفاً سَوفَ تَمزُجُهُ | |
|
| لَهُ تَصارِيفُهُ مِن صَفوَةِ النِقَمِ |
|
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُنيا وَزِينَتُها | |
|
| وَلَو حَبَتكَ بِحُمرِ الخَيلِ وَالنَعَمِ |
|
فَما اللَذاذَةُ في عَيشٍ وَغايَتُهُ | |
|
| مَوتٌ يُؤَدِّيكَ مِن قَصرٍ إِلى رُجَمِ |
|
يا غافِلاً لَعِبَ الظَنُّ الكَذُوبُ بِهِ | |
|
| خَفِ العَواقِبَ وَاِحذَر زَلَّةَ القَدَمِ |
|
وَاِنظُر إِلى حَسَنٍ في حُسنِ صُورَتِهِ | |
|
| جاءَت إِلَيهِ صُروفُ الدَهرِ مِن أُمَمِ |
|
لَم يَحمِهِ صارِمٌ قَد كانَ يَخضِبُهُ | |
|
| يَومَ النِزالِ مِنَ الأَعناقِ وَالقِمَمِ |
|
وَلا جَوادٌ أَقَبُّ الظَهرِ مُنجَرِدٌ | |
|
| يَهوي بِهِ كَهُوِيِّ الأَجدَلِ القَطِمِ |
|
وَلا الغَطارِفُ مِن بَكرٍ وَإِخوَتِها | |
|
| مِن تَغلِب الغُلبِ أَهلِ البَأسِ وَالكَرَمِ |
|
كانُوا يُفَدُّونَهُ بِالخَيلِ مُسرَجَةً | |
|
| وَالمالِ وَالآلِ وَالأَولادِ وَالحَشَمِ |
|
إِيهاً بَني وائِلٍ قَد ماتَ لَيثُكُمُ | |
|
| فَاِبكُوا عَلَيهِ بِدَمعٍ وَاكِفٍ وَدَمِ |
|
قَد كانَ إِن نَزَلَت دَهياءُ مُظلِمَةٌ | |
|
| وَخامَ عَنها حُماةُ القَومِ لَم يَخِمِ |
|
وَإِن نَبا زَمَنٌ أَو عَضَّ ناجِذُهُ | |
|
| أَعطي العُفاةَ بِلا مَنٍّ وَلا سَأَمِ |
|
مَضى وَلَم يَدرِ ما سُكرُ الشَبابِ وَلا | |
|
| أَمالَهُ الغَيُّ عَن رُشدٍ إِلى أَثَمِ |
|
وَلا تَخَطّى بُيُوتَ الحَيِّ مُبتَجِحاً | |
|
| جَذلانَ يَخطُرُ مُختالاً عَلى قَدَمِ |
|
وَلَم يَكُن هَمُّهُ شُربَ المُدامِ وَلا | |
|
| شَدُوَ المَزاهيرِ بِالأَوتارِ وَالنَغَمِ |
|
لَكِنَّ هِمَّتَهُ مالٌ يُقَسِّمُهُ | |
|
| عَلى العُفاةِ وَإِقدامٌ عَلى البُهُمِ |
|
وَلَم يَزَل صائِماً طَوعاً لِخالِقِهِ | |
|
| وَبِالدُجى قائِماً في حِندِسِ الظُلَمِ |
|
فَيا أَبا جَعفَرٍ لا زِلتَ في دَعَةٍ | |
|
| لا تَجزَعَن فَقَضاهُ غَيرُ مُتَّهَمِ |
|
وَيا أَبا حَسَنٍ صَبراً فَكُلُّ فَتىً | |
|
| مُفارِقٌ وَحَياةُ المَرءِ كَالحلُمِ |
|
وَالمَوتُ كُلُّ اِمرِئٍ لا بُدَّ ذائِقُهُ | |
|
| تَقاصَرَ العُمرُ أَو أَدّى إِلى الهرَمِ |
|
أَينَ المُلوكُ وَأردافُ المُلوكِ وَمَن | |
|
| سادَ القبائِلَ مِن عادٍ وَمِن إرَمِ |
|
وَأَينَ طَسمٌ وَأَولادُ التَبابِعِ مِن | |
|
| أَولادِ حِميَرَ وَالساداتُ مِن عَمَمِ |
|
وَأَينَ آلُ مُضاضٍ في قَبائِلِها | |
|
| مِن جُرهُمٍ ساكِني بَحبوحَةِ الحَرمِ |
|
أَفناهُمُ وَأَدارَ الكَأسَ مُترَعَةً | |
|
| في وائِلٍ فَسَقاها غَيرَ مُحتَشِمِ |
|
أَردى اِبنَ مُرَّةَ هَمّاماً وَكانَ لَهُ | |
|
| عَقدُ الرِئاسَةِ عَن آبائِهِ القِدَمِ |
|
وَمانِعَ الجارِ جَسّاساً أُتيحَ لَهُ | |
|
| سَهمُ المَنونِ عَلى عَمدٍ فَلَم يَرُمِ |
|
وَالحَوفَزانَ الَّذي كانَت تَنُوءُ بِهِ | |
|
| بَكرٌ سَقاهُ بِكاساتٍ مِنَ النِقَمِ |
|
وَفارِسَ العَرَبِ العَرباءِ إِن ذُكِرَت | |
|
| بسطامَ مَدَّ إِلَيهِ كَفَّ مُختَرِمِ |
|
فَاِبتَزَّهُ مُلكَهُ غَصباً وَأَنزَلَهُ | |
|
| فَوقَ التُرابِ عَفيرَ الخَدِّ والقَسِمِ |
|
وَعافرَ الفِيلِ يَومَ القادِسِيَّةِ قَد | |
|
| سَقاهُ كاسَ الرَدى صِرفاً بِغَيرِ فَمِ |
|
وَقَد أَذاقَ شَبيباً في شَبيبَتِهِ | |
|
| كَأسَ الحُتُوفِ بِلا سَيفٍ وَلا سَقَمِ |
|
والمَزيَدِيِّينَ غالَتهُم غَوائِلُهُ | |
|
| وَاِجتَاحَهُم مُزبِدٌ مِن سَيلِهِ العَرِمِ |
|
وَلَم تَدع هانِئاً وَهوَ الَّذي اِنتَصَفَت | |
|
| بِهِ الأَعارِيبُ وَاِستَولَت عَلى العَجَمِ |
|
وَالحارِثَ بنَ عُبادٍ غالَهُ وَسَطا | |
|
| بِجَحدَرٍ فارِسِ التَحلاقِ لِلَّمَمِ |
|
وَالحارِثَ بنَ سَدُوسٍ لَم يَهَب عَدَداً | |
|
| فِيهِم بَنُوهُ وَلَمّا يَكتَرِث بِهِمِ |
|
وَالجعدَ مَسلَمَةً لَم يَحمِهِ فَدَنٌ | |
|
| بَناهُ والِدُهُ إذ كانَ ذا هِمَمِ |
|
وَهَوذَةَ بنَ عَلِيٍّ حَطَّ مُنتَزِعاً | |
|
| عَن رَأسِهِ التاجَ عَمداً غَيرَ مُحتَشِمِ |
|
وَشيخَ عِجلٍ أَبا مَعدانَ عاجَلَهُ | |
|
| مِنهُ الحِمامُ فَلَم يُطلَب لَهُ بِدَمِ |
|
وَفارِسَ العَرَبِ العَربا وَسَيِّدَها | |
|
| أَعني كُلَيباً قَريعَ العُربِ وَالعَجَمِ |
|
لَم يَحمِهِ عَدَدٌ مَجرٌ وَلا دَفَعَت | |
|
| عَنهُ المَنِيَّةَ إِذ جاءَت بنُو جُشَمِ |
|
وَلَم يَكُن لِعَدِيٍّ بَعدَهُ عِصَمٌ | |
|
| مِنهُ وَكانَ عَدِيٌّ أَيَّ مُعتَصِمِ |
|
وَآلَ كُلثُومَ ساداتِ الأَراقِمِ لَم | |
|
| يَترُك لَهُم مِن حِمى حامٍ ولا حَرَمِ |
|
أُولَئِكَ الغُرُّ مِن ساداتِ قَومِكُما | |
|
| أَهلُ النُهى وَاللُهى وَالعَهدِ وَالذِّمَمِ |
|
وَهَذِهِ شِيَمُ الدُنيا وَعادَتُها | |
|
| فِيمَن مَضى أَو بَقى مِن سائِرِ الأُمَمِ |
|