سائِل دِيارَ الحَيِّ مِن ماوانِ | |
|
| ما أَحدَثَت فيها يَدُ الحَدَثانِ |
|
وَأَطِل وُقُوفَكَ يا أُخَيَّ بِدِمنَةٍ | |
|
| قَد طالَ في أَطلالِها إِذماني |
|
كانَت جِناناً كَالجِنانِ فَأصبَحَت | |
|
| لِلوَحشِ مُوحِشَةٍ وَلِلجِنّانِ |
|
لَمّا وَقَفتُ العيسَ في عَرَصاتِها | |
|
| ذَهَبَ العَزاءُ وَأَقبَلَت أَجفاني |
|
وَذَكَرتُ أَيّاماً خَلَونَ وَأَعصُراً | |
|
| ذِكرى لَهُنَّ لِسَلوَتي أَنساني |
|
وَكَواعِباً بِذَوي العُقُولِ لَواعِباً | |
|
| بِيضَ الخُدودِ نَواعِمَ الأَبدانِ |
|
مِن كُلِّ خَرعَبَةٍ تُريكَ إِذا بَدَت | |
|
| بَدرَ الدُجُنَّةِ فَوقَ غُصنِ البانِ |
|
وَإِذا تَراءَت لِلحَليمِ رَأَيتَهُ | |
|
| في فِتنَةٍ مِن طَرفِها الفَتّانِ |
|
لَم أَنسَ يَومَ البَينِ مَوقِفَنا وَقَد | |
|
| حُمَّ الفِراقُ وَفاضَتِ العَينانِ |
|
وَتَتابَعَت زَفَراتُ وَجدٍ لَم تَزَل | |
|
| مِنها القُلوبُ كَثيرَةَ الخَفَقانِ |
|
بانوا وَكُنتُ أَعُدُّهُم لِي جُنَّةً | |
|
| فَبَقِيتُ بَعدَهُمُ بِغَيرِ جَنانِ |
|
قُرِنَ الأَسى بِجَوانِحي لَمّا بَدَت | |
|
| أَظعانُهُم كَالنَخلِ مِن قُرّانِ |
|
أَقوَت مَغانِيهم وَكانَت حِقبَةً | |
|
| مَأوى الحِسانِ وَمَلعَبَ الفِتيانِ |
|
وَمَناخَ مُمتاحِ النَوالِ وَعِصمَةً | |
|
| لِلخائِفينَ وَمَلجَأً لِلجاني |
|
وَمَحَلَّ كُلِّ مُعَظَّمٍ وَمَجالَ كُل | |
|
| لِ مُطَهَّمٍ وَمَجَرَّ كُلِّ سِنانِ |
|
بِالبيضِ بِيضِ الهِندِ يَحمي بِيضَهُ | |
|
| يَومَ الوَغى وَذَوابِلِ المُرّانِ |
|
وَبِكُلِّ أَشوَسَ باسِلٍ ذي نَجدَةٍ | |
|
| سَمحِ الخَلائِقِ غَيرِ ما خَوّانِ |
|
يَومَ النِزالِ تَخالُهُ في بَأسِهِ | |
|
| مَلِكَ المُلوكِ وَآفَةَ الشُجعانِ |
|
أَعني الأَميرَ أَبا عَلِيٍّ ذا العُلى | |
|
| مُردي العِدى وَمُقَطِّرِ الأَقرانِ |
|
مَلِكٌ إِذا اِفتَخَرَ الرِجالُ بِسَيِّدٍ | |
|
| فَخَرَت بِهِ الأَحياءُ مِن عَدنانِ |
|
لَم يَنطِق العَوراءَ قَطُّ وَلا دَرى | |
|
| ما الكِبرِياءُ عَلى عَظيمِ الشانِ |
|
ما حَلَّ حَبوتَهُ إِلى جَهلٍ وَلا | |
|
| أَصغى إِلى نايٍ وَلا عِيدانِ |
|
ذُو هِمَّةٍ مِن دُونِها القَمَرانِ | |
|
| وَعَزيمَةٍ أَمضي مِنَ الحِدثانِ |
|
لَو أَنَّ لِلعَضبِ المُهَنَّدِ عَزمَهُ | |
|
| لَفَرى الجَماجِمَ وَهوَ في الأَجفانِ |
|
وَلَوَ اِنّ لِلشَمسِ المُنيرَةِ بِشرَهُ | |
|
| تاهَت فَلَم تَطلُع مَدى الأَزمانِ |
|
عَفُّ الإِزارِ كَرِيمَةٌ أَخلاقُهُ | |
|
| ناءٍ عَن الفَحشاءِ وَالشَنآنِ |
|
أَحيَا شَجاعَةَ وائِلٍ في وائِلٍ | |
|
| وَسَماحَةَ المَطَرِيِّ في شَيبانِ |
|
وَوَفاءَ مَيمُونِ النَقِيبَةِ حارِثٍ | |
|
| وَحَمِيَّةَ المَلِكِ المُعَظَّمِ هاني |
|
يا سائِلي عَنهُ رُوَيدَكَ هَل تُرى | |
|
| يَخفى الصَباحُ عَلى ذَوي الأَذهانِ |
|
سائِل بِهِ يُخبِركَ كُلُّ مُقَلِّصٍ | |
|
| نَهدٍ وَكُلُّ مُثَقَّفٍ وَيَماني |
|
لَمّا أَتَت أَهلُ القَطيفِ بِجَحفَلٍ | |
|
| مُتَوَقِّدٍ كَتَوَقُّدِ النِيرانِ |
|
في آلِ حَجّافٍ وَآلِ شَبانَةٍ | |
|
| مِثلَ الأُسُودِ بحافَتَي خَفّانِ |
|
نَزَلُوا عَلى صَفواءَ صُبحاً وَاِبتَنوا | |
|
| فيها القِبابَ وَأَيقَنُوا بِأَمانِ |
|
وَتَسَربَلُوا حَلقَ الحَديدِ وَأَقبَلُوا | |
|
| بِالخَيلِ وَالراياتِ كَالعِقبانِ |
|
فَغَدَت فَوارِسُهُم لِما قَد عايَنَت | |
|
| هَرَباً وَلَم تَعطِف عَلى النِسوانِ |
|
فَرَمى الأَميرُ جُمُوعَهُم فَتَمَزَّقَت | |
|
| كَالشاءِ إِذ جَفَلَت مِنَ السِرحانِ |
|
وَتَحَكَّمَت فيهِم حُدودُ سُيُوفِهِ | |
|
| ضَرباً فُوَيقَ مَعاقِدِ التِيجانِ |
|
وَحَوى ظَعائِنَهُم وَأَحرَزَ ما لَهُم | |
|
| غَصباً وَأَنزَلَهُم بِشَرِّ مَكانِ |
|
أَحيا نُفوساً مِن رِجالٍ قَد رَأَت | |
|
| آجالَها بِالسَيفِ رَأيَ عِيانِ |
|
مَلِكٌ يَعُدُّ الذِكرَ عَقباً صالِحاً | |
|
| وَيَرى المَآثِرَ أَشرَفَ البُنيانِ |
|
مُتَواضِعٌ في مَجدِهِ مُتَرَفِّعٌ | |
|
| عَن ضِدِّهِ غَيثٌ عَلى الإِخوانِ |
|
وَهُوَ الَّذي قادَ الجِيادَ عَوابِساً | |
|
| تَحتَ العَجاجِ إِلى بَني سَلمانِ |
|
وَبَني لبيدٍ كُلِّها فَاِجتاحَها | |
|
| بِدراكِ غاراتٍ وَحُسنِ طِعانِ |
|
وَأَتَت إِلَيهِ بِالخَراجِ مُطِيعَةً | |
|
| خَوفاً مِنَ الغاراتِ أَهلُ عُمانِ |
|
وَتَزَعزَعَت رَهباً فَجاءَت تَبتَغي | |
|
| مِنهُ الذِمامَ الشُمُّ مِن عَدوانِ |
|
هَذا هُوَ الشَرَفُ الرَفيعُ وَهَذِهِ | |
|
| شِيَمُ المُلوكِ وَغايَةُ السُلطانِ |
|
يا هاجِرَ الأَوطانِ في طَلَبِ الغِنى | |
|
| هَلّا أَنَختَ بِرَبعِهِ الفَينانِ |
|
رَبعٌ إِذا رَبَعَت إِلَيهِ قَبيلَةٌ | |
|
| عَلقَت بِحَبلٍ مِن غِنىً وَأَمانِ |
|
تَلقى الغِنى وَالعِزَّ نَبتَ رِياضِهِ | |
|
| بَدَلاً مِنَ القَيصُومِ وَالسَهبانِ |
|
بَردٌ وَظِلٌّ لِلصَديقِ وَجَنَّةٌ | |
|
| وَعَلى أَعاديهِ حِميمٌ آنِ |
|
وَإِذا نَزَلتَ بِهِ أَنالَكَ ما حَوَت | |
|
| كَفّاهُ مِن تِبرٍ وَمِن عِقيانِ |
|
وَإِذا اِحتَبى وَسطَ النَدِيِّ رَفعتَهُ | |
|
| عَن أَن تُشَبِّهَهُ بنُو شَروانِ |
|
وَإِذا نَظَرتَ إِلى فَصاحَةِ نُطقِهِ | |
|
| أَلهاكَ عَن قُسٍّ وَعَن سَحبانِ |
|
بَحرٌ يَعُبُّ لِسائِلٍ وَمُسائِلٍ | |
|
| طَودٌ أَشَمّ لِمُستَكينٍ عانِ |
|
يُبدي النَدى وَيُعيدُهُ وَكَمِ اِمرِئٍ | |
|
| يُبدي المُنى وَيُعيدُ بِالحِرمانِ |
|
فَاِسلَم وَعِش يابا عَلِيٍّ ما دَجى | |
|
| لَيلٌ وَناحَ الوُرقُ في الأَغصانِ |
|
في نِعمَةٍ وَسَعادَةٍ في دَولَةٍ | |
|
| مَحرُوسَةٍ بِاليُمنِ وَالإِيمانِ |
|