مُحِبٌّ لَكُم من هجركُم يَتَوجَّعُ | |
|
| نديماهُ مُذ غِبتُم أَسىً وَتفجُّعُ |
|
سَرى نفساً عَنكم فَأَضحى وَنفسُهُ | |
|
| تَذوبُ جَوىً مِن طَرفِهِ فَهيَ أَدمُعُ |
|
أَأَحبابَنا حَتّى الخَيالَ قَطَعتُمُ | |
|
| عذرتُكُمُ بَل مُقلَتي لَيسَ تَهجَعُ |
|
فَلا وَحياةِ القُربِ لَم أَنسَ عَهدَكُم | |
|
| وَلَو أَنّني في البُعدِ بِالروحِ أَفجَعُ |
|
سَلوا النجمَ يَشهَد أَنَّني بِتُّ ساهِداً | |
|
| وَإِلّا الدُجى هَل طابَ لي فيهِ مضجعُ |
|
أُطالِعُ أَسفارَ الحَديثِ تَشاغُلاً | |
|
| لأَقطَعَ أَسفاري بخُبرٍ يجمَّعُ |
|
أُقضّي نَهاري بِالحَديثِ وَبِالمُنى | |
|
| وَفي اللَيلِ ما لي مؤنِسٌ يَتَوَجَّعُ |
|
سِوى أَنَّني أَبكي عَلَيكُم وَأَشتَكي | |
|
| إِلى مَن يَرى ما في الضَميرِ وَيَسمَعُ |
|
يُذكّرني سَلعٌ وَرامَةُ عهدكم | |
|
| وَلَكِن بِأَشجاني أُغَصُّ وَأَجرَعُ |
|
وَقَد أَشبهَ الدَمعُ العَقيقَ بِسَفحِهِ | |
|
| فَها هوَ أَضحى مِن عُيونيَ يَنبعُ |
|
عَسى أَن يَعودَ الوَصلُ قالَت عَواذلي | |
|
| وَكَم ذا أُماريهم وَهَيهاتَ أَن يعوا |
|
نَعَم إِن أَعِش عادَ الوِصالُ مهنّأً | |
|
| وَمَن ذا الَّذي في البينِ بِالعيش يَطمعُ |
|
تُرى هَل أُلاقي زينَ خاتون بَعدَما | |
|
| تَناءَت بِنا السُكنى وَعادَ المودِّعُ |
|
وَهَل أَلتَقي تِلكَ الطُفيلَة فَرحَةً | |
|
| قَريباً كَما فارَقتُها وَهيَ تَرضَعُ |
|
صَغيرَةُ سِنٍّ نابَها أَمرُ فُرقَتي | |
|
| فَمِن أَجلِها سِنُّ النَدامَةِ يُقرَعُ |
|
فَواللَه ما فارَقتُهُم عَن مَلالَةٍ | |
|
| وَهَل مَلَّ ظامٍ مَورِداً فيهِ يَشرَعُ |
|
وَلَكِنَّ ضيقَ العَيشِ أَوجَبَ غُربَتي | |
|
| وَسَعيي لَهُم في الأَرضِ كي يَتَوسَّعوا |
|
فَإِن يَسَّرَ اللَهُ الكَريمُ بِلُطفِهِ | |
|
| رَجعتُ وَمِثلي بِالمسرّةِ يَرجِعُ |
|
فَيا عاذِلي رِفقاً بِقَلبي فَإِنَّهُ | |
|
| عَلى دونِ مَن فارَقتُ يُبكى وَيُجزَعُ |
|
مشيبٌ وَهَمٌّ وَاِنكسارٌ وَغربةٌ | |
|
| وَمِن دونِ ذا صُمُّ الصَفا يَتَصَدَّعُ |
|
صَبرتُ عَلى تَجريعي الصَبرَ علَّهُ | |
|
| شِفائي فَكانَ الصَبرُ ما أَتجرَّعُ |
|
بُليتُ بِخَصمٍ ظَلَّ للحينِ حاكِمي | |
|
| أَذلُّ لَهُ مِن بَعدِ عزّي وَأَخضَعُ |
|
وَأَجمَلُ ما عِندي السُكوتُ لأَنَّني | |
|
| لِمَن أَتَشَكّى أَو لِمَن أَتَضَرَّعُ |
|
أغِبُّ مَزاري أَحمِلُ الثِقلَ عَنهُمُ | |
|
| وَأَخضَعُ وَالأَيّامُ لي لَيسَ تَخضَعُ |
|
وَفَضلُ فلانِ الدينِ عَمَّ وَوَجهُهُ | |
|
| لِغَيري يُبدي الإبتسامَ وَيسطَعُ |
|
أحاشيهِ أَن يَرضى بِشَكوايَ عامِداً | |
|
| وَإِنّي بِما قَد دَلَّ أَو قَلَّ أَقنَعُ |
|
إِلى ابنِ عَليٍّ قَد رفعتُ قَضيَّتي | |
|
| وَأَرجو بِهَذا أَنَّ قَدري يُرفَعُ |
|
إِلى الأَوحَدِ القاضي الأجلِّ وَمَن لَهُ | |
|
| ثَناءٌ تَفوقُ المِسكَ إِذ يَتَضَوَّعُ |
|
رَئيسٌ إِذا ما اِستبطأَ الوَفدُ جودَ مَن | |
|
| أَتَوهُ أَتاهُم جودُهُ يَتَسَرَّعُ |
|
وَفيهِ مَع القَدرِ العَليِّ تواضُعٌ | |
|
| وَفيهِ عَنِ الفِعلِ الدَنيِّ تَرفُّعُ |
|
وَذو هِمَّةٍ تَفري السُيوفَ وَإِنَّها | |
|
| لأَمضى مِن السَيفِ اليَماني وَأَقطَعُ |
|
وَحلمٍ حَكاهُ الطَودُ وَالطَودُ شامِخٌ | |
|
| يَعِزُّ لَديهِ المُستَجيرُ وَيُمنَعُ |
|
وَجودٍ حَكاهُ الغيثُ وَالغيث هامِرٌ | |
|
| وَلَكِن عَلى طولِ المَدى لَيسَ يُمنَعُ |
|
رَئيسٌ إِذا أَنشدتَهُ مَدحَكَ اِنثَنى | |
|
| وَفي وَجهِهِ نورٌ مِن البِشرِ يَلمَعُ |
|
تَواضَعَ لَمّا لاحَ يَمشي عَلى الثَرى | |
|
| وَفَوقَ الثُرَيّا كَم لَهُ ثَمَّ مطلعُ |
|
لَهُ قَلَمٌ في مَدَّةٍ من مِدادِهِ | |
|
| يعظِّم أَحباباً وَللضِّدِّ يَقمَعُ |
|
يَفوحُ وَيُجنى يُطرِبُ الصحبَ يَطعَنُ ال | |
|
| عِدى فَهوَ عودٌ فَضلُهُ مُتنوّعُ |
|
فَلا قاطِعٌ حَبلاً لِمَن هوَ واصِلٌ | |
|
| وَلا واصِلٌ حَبلاً لِمَن هُوَ يَقطَعُ |
|
أَيا اِبنَ الكِرامِ اِسمَع شكايةَ مفردٍ | |
|
| غَريبٍ لَهُ في بَحرِ جودِكَ مَشرَعُ |
|
لَقَد ضاقَتِ الدنيا عَليّ برحبها | |
|
| وَإِن ضاقَتِ الدُنيا فَعَفوكَ أَوسَعُ |
|
وَلي فيكَ وُدٌّ ما يُزَعزِعُهُ الجَفا | |
|
| وَهَل زَعزعَت صُمَّ الرَواسي زَعزَعُ |
|
فَإِن لَم تُعامل مِثلَ عَبدِكَ بالرضى | |
|
| فَمَن فيهِ بَعدي لِلصَنيعَةِ مَوضِعُ |
|
لَئِن كُنتَ قَد بُلِّغتَ عَنّي مَقالَةً | |
|
| لَمُبلِغُكَ الواشي أَغَشُّ وَأَخدَعُ |
|
رأوك إِلى ما ساءَ عبدك مُسرِعاً | |
|
| فَقالوا وَزادوا ما أَرادوا وَأَسرَعوا |
|
وَلَو كُنتَ تَرعى الوُدَّ ما مِلتَ نَحوهُم | |
|
| بِسَمعٍ رَعاكَ اللَهُ دَهراً وَلا رُعوا |
|
وَكَيفَ يُعادي آلَ بَيتِكَ عاقِلٌ | |
|
| وَآلُ عَليٍّ لِلمُوالاةِ مَوضِعُ |
|
لَظَهرُكَ أَحمى من مُحيّا عدوّهِ | |
|
| وَيُسراكَ مِن يُمناهُ أَندى وَأَنفَعُ |
|
سأُثني عَلَيكَ الدَهرَ ما أَنتَ أَهلُهُ | |
|
| وَبَحرُ اِمتِداحي زاخِرٌ فيكَ مُترَعُ |
|
وَقُل لي إِذا لَم تَنخَدِع بِمَدائحي | |
|
| أَلَم تَتَيَقَّن أَنَّ مَن جادَ يُخدَعُ |
|
وَمَن يَزرَع النُعمى بِأَرضٍ كَريمَةٍ | |
|
| سَيَحصُد أَضعافَ الَّذي ظَلَّ يَزرَعُ |
|
وَما الشِعرُ إِلّا دونَ قَدرِكَ قَدرُهُ | |
|
| وَما يَستَوي في القدرِ باعٌ وَإِصبَعُ |
|
وَلَكِنَّما سَنَّ الكِرامُ اِستماعَهُ | |
|
| وَتَعظيمَ مُنشيهِ الَّذي يَتَصنَّعُ |
|
وَما كُلُّ مَن قالَ القَريضَ أَجادَ في ال | |
|
| مقالِ وَلا كُلُّ المجيدينَ مُبدِعُ |
|
فَهاكَ قَصيداً شَجَّعَتني صِفاتُكُم | |
|
| عَلَيها فَفاقَت كُلَّ ما قالَ أَشجَعُ |
|
وَدُم في سَعاداتٍ وَعِزٍّ وَنِعمَةٍ | |
|
| تُقارِعُ أَبكارَ المَعالي وَتفرَعُ |
|
وَلا رافِعٌ قَدراً لِمَن أَنتَ واضِعٌ | |
|
| وَلا واضِعٌ قَدراً لِمَن أَنتَ تَرفَعُ |
|