لِنصرِكَ حتَّىتملكَ الغربَ بالغَلْبِ | |
|
| قد اجْتَمعتْ زُهْرُ الكواكبِ في الغَرْبِ |
|
ومَا اجْتَمعتْ إِلاَّ لتنصرَ عَسْكراً | |
|
| بِسَعدِك يَغْنىَ عن مُساعَدَةِ الشُّهْبِ |
|
وباسْمِك من قبلِ الوغَى تُهزَمُ العِدا | |
|
| وباسْمك قَبْل الحرْب تُنْصَرُ بالرُّعْب |
|
ولكنْ أَرادَتْ أَن تفوزَ بِخدمَةٍ | |
|
| تُشَرِّفُها مَعْ بُعْدِها مِنْكَ بِالْقُربِ |
|
وتَأْوي إِلى حِزْبِ المظفَّرِ إِنَّه | |
|
| يُظَفَّرُ مَنْ يَأْوِي إِلى ذلك الحِزْب |
|
وتَبْذُلُ فيه ما اقْتَضَتْه طِباعُها | |
|
| فتكشِفُ عنه شَمسُها ظلمةَ الخَطْبِ |
|
ويَجْلو له البدرُ المنيرُ مَسالِكاً | |
|
| فيسهلُ مِنها كلُّ مُستوعَرٍ صَعْب |
|
ويُسْعِده البِرجيسُ في السِّلم مثلَما | |
|
| يُساعِده المرِّيخُ في حَوْمةِ الحَرْبِ |
|
ويَنحَسُ كَيْوان بلادَ عَدُوِّه | |
|
| ويُعْجِلُه بالسَّلِّ مِنْها وبالسَّلب |
|
ويَفْتَحُ ديوانَ السَّماءِ عُطارِد | |
|
| لإِنشاءِ أَخبارِ البشائِر والكُتْبِ |
|
وما الزَّهرةُ الزَّهراءُ إِلاَّ مَلِيَّةٌ | |
|
| ببعثِ سرورِ النَّصر لِلنَّفسِ والقَلْب |
|
وهذا هُو القَولُ المحَّقُ لاَ الَّذِي | |
|
| يُحرِّفُه أَهْلُ النجوم مِن الكِذْب |
|
يقولون إِنَّ الرِّيحَ تأْتِي وإِنَّها | |
|
| تُبيدُ الوَرى ما بَيْن شرق إِلى غرْبِ |
|
وأَنْتَ الذَّي لو شاءَ أَسْرى وقارُه | |
|
| إِلَيْها فهَدَّا مِن زَعَازعِها النُّكْب |
|
وأَنْتَ الذَّي لو شاءَ سدَّ مَهَبَّها | |
|
| بجيشٍ يصدُّ الريحَ عن مَسْلَكِ الْهَبِّ |
|
وُجُودُك أَمنٌ للْوجودِ من الرَّدى | |
|
| وَجُودُك أَمنٌ للبلادِ من الجَدْبِ |
|
لك الجَحْفل الجرَّارُ والبيضُ والقَنا | |
|
| تَخُطُّ خطوطَ النَصرِ حتَّى على التُرْبِ |
|
به كلُّ وَثَّابٍ إِلى الموتِ باسلٍ | |
|
| ومَنْ ذا يرد الأُسْدَ عن عَادَةِ الوَثْبِ |
|
يَعِفُّونَ عن كَسْبِ المغانمِ في الوَغَى | |
|
| فَلَيسَ لهم غيرُ الفوارسِ من كَسْب |
|
ويَشْغَلُهم سَبيُ الأُسودِ عن الْمهَا | |
|
| ويُلهيهمُ نهبُ النُّفوسِ عن النَّهْب |
|
لَهُمْ مُعجزٌ في الطَّعنِ والضَّرب باهرٌ | |
|
| فلا طعنَ في طعْنِ ولا ضَرْبَ في ضَرْب |
|
ويُرهَبُ من أَسيافِهم قبلَ سَلِّها | |
|
| ورُبَّ سيوفٍ قَطَّعَتْ وهي في القُرْب |
|
فمدنُ الأَعَادِي غيرُ محميَّةِ الحِمى | |
|
| بِهم وقُراهم غيرُ آمنةِ السِّرْبِ |
|
وكم مَلِكٍ بالتاجِ يعصِب رأْسَه | |
|
| أَتَوْهُ فحازُوا ذلك العَصْبَ بِالغَصْب |
|
يدُورون كالأَفْلاكِ حولَكَ خدمةً | |
|
| وأَنتَ لهم كالقُطْب لا زلْت كالْقُطب |
|
وأَنتَ بفضلِ البأْسِ والحلمِ والنُّهى | |
|
| غنِيٌّ عن الأَنصارِ والجندِ والصَّحْب |
|
ولكن رأَيتَ الجندَ للملكِ زينةً | |
|
| كما زيَّن اللهُ المحاجرَ بالهُدْب |
|
هَنيئاً لك الملكُ الَّذِي أَنتَ ربُّه | |
|
| ببذلِك جهدَ النفسِ في طاعَةِ الرَّبِ |
|
وبَعْثِك للكفارِ هادمةَ القُوى | |
|
| تسوقُ إِلى الصُّلْبانِ قاصِمَةَ الصُّلْبِ |
|
وبَسْطِك كفّاً تشهدُ السُّحبُ أَنَّها | |
|
| وقَد صَدَقَتْ أَنْدى بناناً من السُّحْبِ |
|
وإِدْنائِك الظمآنَ للجودِ والنَّدى | |
|
| من المنْهلِ الفَيَّاض والمورِدِ العَذْبِ |
|
وتَقْريبِك المظلومَ من غيرِ حَجْبهِ | |
|
| وإِنْ كُنْتَ مِنْ نور الجلالةِ في حُجْب |
|
وسَيْركَ فينا سِيرةً عُمَريَّةً | |
|
| فَروَّحْتَ من قلبٍ وفرَّجتَ مِنْ كَرْبِ |
|
وَرَدِّك فينا مِنْ سَمِيِّك سُنَّةً | |
|
| فأَظهرت ذاك الفرْضَ مِنْ ذَلِكَ النَّدْب |
|
فيا مصرُ تيهي واسْتَطيلي بِمُلْكِه | |
|
| وقُولي له حَسْبي بِمُلكِكَ لي حَسْبي |
|
ولا غَرْوَ إِنْ تَاهَتْ بِمُلكِكَ وازْدَهَتَ | |
|
| ولا عجباً إِنْ أسْرفَتْ بكَ في العُجْب |
|
وهُنِّئْتَ شهراً قد أَتاها مبشِّراً | |
|
| ببقياك تَحميْها بِصارِمِك العَضْبِ |
|
وأَنَّك فيها ثابتُ المُلْكِ والعُرَى | |
|
| وأَنَّك فيها راسخُ الطَّودِ والهُضْبِ |
|
أُحبُّكَ للفضلِ الَّذي أَنْتَ أَهْلُه | |
|
| ويُعذَل إِلاَّ من يُحبُّكَ في الْحُبِّ |
|
وأَلْهَى مديحي فيكَ قلبي عن الْهَوى | |
|
| وإِنْ كنتُ صبّاً بالملِيحِ الذي يُصبي |
|
فشخصُك أَشْهى من فُؤادِي وناظري | |
|
| ومدحُك أَحْلى في لِسانِي وفي قَلْب |
|