أَمَّا الغَرامُ بِها فعادَ كَمَا بَدا | |
|
| وهِلاَلُ وَجْنَتِها أَضَلَّ كَما هَدى |
|
عِشقٌ يُجَدِّدُه الزَّمانُ كَحُسْنِها | |
|
| فكِلاَهُما أَبَداً تَراهُ مُجَدَّداً |
|
يا طولَ عِشْقِي لِلْحَبيبِ مُقَنَّعاً | |
|
| إِذْ لاَ يزالُ يَراهُ طَرفِي أَمْرَدَا |
|
وحبيبةٍ رقَّ العَدُوُّ وَقَد قَستْ | |
|
| ظُلْماً فأَيُّهمَا يُعَدُّ مِن الْعِدَى |
|
نادت ملاحَتُها عليها جهرَةً | |
|
| فأَجاب قَلْبي قَبْلَ أَنْ سَمِع النِّدَا |
|
كحْلاءُ ما كَحَلَتْ جُفُونِي بالْكَرَى | |
|
| فَعَلامَ تُبْصِرُهَا جُفونِي مِرْوَدَا |
|
كُحْلٌ عَلى كَحَلٍ ومَا احْتَاجَتْ لَهُ | |
|
| إِلاَّ لِتَسْقِينيَ السُّلافَ مُوَلَّدَا |
|
لم تصدئ الأَيَّامُ سيفَ لِحَاظِها | |
|
| لكِنْ عَلَى الشَّفَتَين أَبْصَرْتُ الصَّدا |
|
ما لِلنِّسَاءِ وللسِّلاحِ وَحَمْلِهِ | |
|
| أَوَمَا جُفونُكِ قَدْ حَمَلْنَ مُهَنَّدَا |
|
وإِذا حَمَلْنَ مُهَنَّداً فِي فِتْنَةٍ | |
|
| فَمِنَ الضَّرورَةِ أَنْ يَكُون مُجَرَّدا |
|
عَهْدِي بطيفِك بَعْدَ بُعْدِكِ قَاضِياً | |
|
| حقِّي عليكِ فَما عَدا فِيما بَدا |
|
رفع الجميلُ وكان مبتدئاً به | |
|
| أَوَ لَيْسَ قَدْ أَمَرُوا بِرَفْعِ المُبْتَدا |
|
عَلِمَ الزَّمانُ عَنِ الجِناسِ تَرَفُّعِي | |
|
| فَلِذَاكَ مَا جَمع الجِدَايةَ والجَدَى |
|
يا عاذِلين وَكَومْ يبيتُ مفنِّدا | |
|
| بِكُمُ ويُبْصِرُها فَيُصْبِح مُسعِدَا |
|
قَسَم الغَرَامُ بِها وَكُنْتُم غُيَّباً | |
|
| في العَذلِ والعشَّاقِ كَانُوا شُهَّداً |
|
حبسٌ عليكمُ عدْلُكم لكنَّهمْ | |
|
| بَاعُوه واشْتَروُا الضَّلالةَ بِالْهُدى |
|
لا يَرْجعُ الكَلِفُ المشوقُ عَنِ الْهَوى | |
|
| أَو يَرْجعُ الملكُ العَزِيزُ عَنِ النَّدَى |
|
هيهَاتَ يَرْجعُ عَنْ سَجِيِّةِ خَلْقِه | |
|
| أَعْلَى الملوكِ سَماً وأَنْداهُم يَداً |
|
مَلكُ الملوكِ وإِن سمعتَ بِغَيْرِه | |
|
| خُذْ مَا تَرَاهُ وعَدَّ قَدْ عَدا |
|
وإِذا وصلْتَ إِلى السَّحائِب قَبْلَه | |
|
| فاعْلَم بِأَنَّك ما نَقَعْتَ بِها صَدَى |
|
تعنُو الملوكُ لِوجْهِهِ بوجُوهِها | |
|
| وتَظَلُّ سادَتُها لَديْه أَعْبُدا |
|
وإِلَيْه تَأْتِي حِين تَأْتِي خُشَّعاً | |
|
| وعلَيْه تَدْخُل حِينَ تَدْخُل سُجَّدا |
|
فترى مَواهِبَها بِنَائِلِه هَبَا | |
|
| وَتَرى سِيَادَتَها بِسؤْدُدِه سُدَى |
|
يأْتونَه طَوْعاً وَكَرْهاً طائعٌ | |
|
| ورَدَ الغِنَى أَوْ كَارِهٌ وَرَدَ الرَّدَى |
|
ويُنيلُ طائعَها البلادَ تكرُّما | |
|
| لَمَّا ترفَّع أَنْ يُنيلَ العَسْجَدا |
|
وَيُذيقُ عاصيَة العذابَ لأَنَّه | |
|
| للخلقِ عَادَى أَو عَلى الخلقِ اعْتَدَى |
|
ولرُبّ جان قد جَنَى مُتَعَمِّداً | |
|
| فَتَراهُ عَنْهُ قد عَفَا مُتَعَمِّداً |
|
ملكَ الأَعَادِي هيبةً ومحبَّةً | |
|
| حتى تودَّ بأَنْ تكونَ له الفِدَا |
|
نَجْمٌ علاَ بَدْرٌ بدا سيفٌ سَطا | |
|
| بَحْر طَمَا غيثٌ هَمَى لَيْثٌ عَدَا |
|
لِله عَزْمَتُه الَّتِي لاَ تَرْتَوِي | |
|
| حَتَّى تكُونَ لها المَجَرَّةُ مَوْرِدَا |
|
ولقد أَقام الدينَ بَعْد قُعودِه | |
|
| عَزْمٌ أَقَام الدَّهرَ منه واَقْعَدا |
|
ضربَ الرِّقابَ وسيفُه في غِمْدِه | |
|
| بأْساً فكَيْف تَظُنُّه لو جَرَّدَا |
|
إِيَّاكَ فَاحْذَرْ مِنْه إِمَّا في الحدي | |
|
| دِ إِذَا اجْتَبى أَوْ بِالْحُسام إِذَا ارْتَدى |
|
شهِد الحروبَ فكانَ أَشْجَع خَاطِراً | |
|
| وأَشَدَّ عَارضَةً وأَكرَمَ مَشْهَدَا |
|
يهوَى الحُسَامَ من الضراب مغلجاً | |
|
|
يعفر الشجعان في يومِ الوَغَى | |
|
| بمُهَنَّدٍ يَذَرُ الشُّجَاعَ مُقَدَّدَا |
|
ضربٌ يَقُدُّ بِه الكميَّ ودِرْعَه | |
|
| وبِدَادَه وجَوادَهُ وَالْجَلْمَدا |
|
عجزَ الملوكُ بما نهضتَ بحمْلهِ | |
|
| وسهرتَ فيه حِينَ باتُوا هُجَّدا |
|
أَرضيتَ رَبَّكَ في حِرَاسَةِ دينهِ | |
|
| وسَرَرْتَ عِيسى إِذْ نَصَرْتَ مُحَمَّدا |
|
ما نالَت الأَملاكُ ما قد نلتَ في | |
|
| عصرِ الشَّبابِ وبَعْدمَا بَعُد المَدَى |
|
كلٌّ يَغُضُّ الطرفَ عنكَ مَهابَةً | |
|
| كالشَّمسِ يُبصرها بِعَيْنَيْ أَرْمَدا |
|
آثارُ عدلِك في البَرِيَّةِ تُقْتَفَى | |
|
| وَبِدِين فَضْلِكَ في السياسة يقتدي |
|
من رام شأو علاك مات مفصصاً | |
|
| إن مات أَوْ إِنْ عَاشَ عَاشَ مُنَكَّدَا |
|
البحرُ أَنْتَ وأَنتَ أَنْدى رَاحَةً | |
|
| والدَّهرُ أَنْتَ وأَنْتَ أَشرفُ مَحَتِدَا |
|