تقنَّعتُ لكِنْ بالحبيبِ المعَّمَّمِ | |
|
| وفَارَقْتُ لكِنْ كلَّ عَيْشٍ مُذَمَّمِ |
|
وبَاتَتْ يَدِي في طاعةِ الحُبِّ والهَوى | |
|
| وِشاحاً لخَصْرٍ أَو سِواراً لِمعْصَمِ |
|
وأَثْريتُ من دينار خَدٍّ مَلكْتُه | |
|
| وأَحسنُ وَجهٍ بعدَه مثلُ دِرْهمِ |
|
يزيدُ احْمِراراً كُلَّمَا زدْتُ صُفْرَةً | |
|
| كأَنَّ به ما كان فِيَّ مِنَ الدَّم |
|
توقَّد ذاك الخدُّ فاخضَرَّ نُضْرَةً | |
|
| فأَبْعدتُ مِنْهُ جَنَّةً فِي جَهَنَّمِ |
|
وفيه خَطُّ مِسْكٍ لاَحَ في طِرْس وجنة | |
|
| لها الوردُ يُعزَى والبَنَفْسَجُ يَنْتمِي |
|
وما زالَ سُقْمِي قبل يومِ وصالِه | |
|
| يَنمُّ بعشْقي للعِذَارِ المُنَمْمَمِ |
|
وبتُ اشتياقاً إِذْ تَلَثَّم فَوْقَهُ | |
|
| وما بُغْيَتي إِلا بَلْثم الملثَّم |
|
ولا عجباً إِنْ مِتُّ فيه صَبابَةً | |
|
| فما النَّفْسُ إِلا بعْضُ مَغْرَم مُغْرَمِ |
|
بنفْسِيَ من قبَّلتُه وَرَشَفْته | |
|
| فقال الْهَوى فُزْ بالحطيمِ وزَمزمَ |
|
وجرَّدتُ قلبي من ثياب هُمُومِه | |
|
| فطافَ به والقلبُ في زِيِّ مُحرِم |
|
وعَطِّر لفْظِي في الحَديثِ سُلوكُه | |
|
| على قُبلةٍ قد كان أَوْدَعَها فَمي |
|
سَعِدْتُ ببدر خَدُّه بُرجُ عَقْرَب | |
|
| فكذَّب عندي قولَ كُلِّ مُنجِّم |
|
إِليك فما بَدْرُ المقنَّعِ طالعاً | |
|
| بأَسحرَ من أَلحاظِ بدرِي المعمَّم |
|
وأُقْسِمُ ما وجهُ الصَّباحِ إِذا بَدا | |
|
| بأَوضحَ مِنّي حُجَّةً عند لُوَّمي |
|
ولا سيّما لمّا مررتُ بمنزلٍ | |
|
| كفضلةِ صبرٍ في فؤَادٍ متيَّم |
|
وما بان لي إِلاَّ بعُودِ أَراكةِ | |
|
| تعلَّق في أَطرافِه ضَوْءُ مَبْسِمِ |
|
وقَفْتُ به أَعتاضُ عن لَثْمِ مَبْسِم | |
|
| شهِيٍّ لقلبي لَثْمَ آثَارِ مَنْسِمِ |
|
ودِمْنةُ من أَهواهُ في الحُسْنِ دُميَةٌ | |
|
| وتصديقُ قولِي أَنَّها لم تكَلَّم |
|
بكَيْتُ بكِلتَا مُقْلتيَّ كأَنَّني | |
|
| مُتمِّمُ مل قد فَاتَ عَيْنيْ مُتمّمِ |
|
ولم يَرَ طَرْفِي قطُّ شَمْلاً مبدَّداً | |
|
| فقابَلَهُ إِلاَّ بدمعٍ مُنظَّم |
|
تَبَسَّم ذاكَ الثَّغْرُ عَنْ ثَغْرِ دَمْعَةٍ | |
|
| وَرُبَّ قُطوبٍ كَامِنٍ في التَّبسُّمِ |
|
ولم يُسْل قَلْبِي أَو فَمي عن غَزَالةٍ | |
|
| وعن غَزَلي إِلا مديحُ المُعظَّم |
|
هو الْملِكُ المُعْطِي الممالِكَ عُنْوةً | |
|
| بمَجدٍ صميمٍ أَو بجِدٍ مُصَمِّم |
|
إِذا حَازَ مُلْكاً ثم أَطْلَقَ ربَّه | |
|
| سليماً فقد فازَ الطليقُ بِمَغْنَمِ |
|
تَخِرُّ لديه رهْبَةً مِنْهُ سجَّدا | |
|
| ملُوك البَرايَا من فَصِيحٍ وأَعجم |
|
إِذا خرَّ منهم ساجدٌ كَانَ شأْنُه | |
|
| كما قِيل قِدْماً لليَدَيْنِ وللفَمِ |
|
سَلاَمُ الذي يأْتيه منهم سجوده | |
|
| لأَبلجَ هطَّالِ اليمينين مُنْعِم |
|
ففي أَرضه من لَثْمِه إِثْرُ مَبْسمٍ | |
|
| وفي وجهه من تُرْبِهَا إِثرُ مَيْسَمِ |
|
غدا بأْسُه يحمي حِمَاه وقد غَدَا | |
|
| به الدّهر منه يَسْتَعِد ويَحْتَمِي |
|
فلو ذَكَرَتْه الطيرُ أَو سمَّت اسمَه | |
|
| لما راعَها في جوِّها بأْسُ قَشْعَمِ |
|
أَخو فَتكاتٍ لا تزالُ سُيُوفُه | |
|
| تَخُطَّ سطورَ النَصر في جَبْهَةِ الْكَمِي |
|
فقد أُرْسِلتْ حتْفاً إِلى كلِّ كافرِ | |
|
| كما أُرْسِلتْ فَتْحاً إِلى كُل مُسْلِم |
|
وأَصبح يُعْدى السيفَ تَصميمُ عزمِه | |
|
| فمنْ ذَا يُسَمَّى بالحُسامِ المُصَمِّم |
|
وأَسهمه في صَدِّ كلِّ مُدرّع | |
|
| فما الدِّرعُ منها غيرُ بُرْدٍ مُسهَّمِ |
|
إِذا صاد غِزْلاَنَ الفَلاَ كُلُّ أَصْيَدٍ | |
|
| فمولاهُمُ من صَيْدهِ كُلُّ ضَيْغَم |
|
ومَنْ إِن تَحلَّتْ خيلُهم كَانَ طَرْفُه | |
|
| محلَّى بما أَجرى عليه من الدّمِ |
|
ومن عدَّ رَكْضَ الخَيْلِ نَوْعَ استراحةٍ | |
|
| وعدَّ لِبَاس الدِّرْعِ بَعْضَ تَنَعُّم |
|
فأَعطرُ طيبٍ عنده نَقْعُ مَعْرَكٍ | |
|
| وأَوْطَا مِهادٍ عندهُ ظَهْرُ شَيْظَم |
|
وكَمْ عابِدٍ من قبلهِ لابن مريمٍ | |
|
| رآه فَأَضْحَى كافراً بابْنِ مريم |
|
له الجُرْدُ لا تَدْرِي سِوى الكرِّ وحْدَه | |
|
| وإِن كان كرّاً بين نَصْلٍ ولَهْذَم |
|
تَصامَمُ عنه إِذ يقولُ لها قِفي | |
|
| وتَسْمَعُ منه إِذْ يقولُ لها اقْدمِي |
|
وكَمْ قلعةٍ فوقَ السماءِ أَساسُها | |
|
| وعامِرُها من أَسلافِ عاد وجُرْهُم |
|
رقى سلَّماً للعِزِّ أَوصَلهُ لها | |
|
| فقد نالَ أَسبابَ السماءِ بِسُلَّمِ |
|
أَتاها وكانت ذَاتَ قصرٍ مشيّدٍ | |
|
| فأَضحت لديه ذَاتَ سُورٍ مُهدَّم |
|
ولم يبق من أَبطالها غيرُ أَعزبٍ | |
|
| ولم يَبْقَ من نِسْوانِها غَيْرَ أَيِّم |
|
لَكَ اللهُ مَلْكاً لا تزالُ يمينهُ | |
|
| تجودُ بشَهْدٍ أَو تجودُ بعَلْقَمِ |
|
فتَهمِي على العادين طوراً بأَبْؤُسٍ | |
|
| وتهْمِي على العافِين طَوراً بأَنعُم |
|
تَجُودُ إِذا ضَنَّ الغَمَامُ بقَطْرِه | |
|
| فتُغنِي البرَايا عن سُؤَالِ مذمَّم |
|
لقد جُدْتَ حتى عُدْتَ مُوجِدَ وَاجِد | |
|
| لما يُرْتجى بل عُدْتَ مُعْدِمَ مُعْدِم |
|
أَرى الكَرَم الفيَّاضَ منك سَجيةً | |
|
| وكم من كريمٍ جودُه عن تَكرُّمِ |
|
أَيا مَلِكاً أَرْجُو نَدَاهُ وإِنَّني | |
|
| لامُلُ إِقْدَامي به وتَقَدُّمِي |
|
رأَيْتُكَ بحراً طَبَّقَ الأَرضَ مَدُّه | |
|
| فلم يَبْقَ عندي رُخْصَةٌ في التَّيَمم |
|
وجئْتُكَ أَرجو منك كَبْتاً لحسّدِي | |
|
| كما أَنَّ قَلْبِي فيكَ خَالَفَ لُوَّمِي |
|
سَيخْدُمُ مِنك الشمسَ مني عُطَارِدٌ | |
|
| ويُبْدي كلامِي في سَمائِكَ أَنْجُمِي |
|
ويُغْنيكَ لَفْظِي عن حُسَامٍ مُجرَّد | |
|
| وتُغْنِيك كُتْبي عن خميسٍ عَرَمْرَم |
|
فخُذْها فقد جاءَتك من مُتَأَخِّرٍ | |
|
| مُجِيد وليس الفَضْلُ للمتقدِّمِ |
|