سَلا ظَبيَةَ الوَعساء هَل فَقَدَت خِشفا | |
|
| فَإِنَّا لَمَحنا في مَراتِعِها طَرفا |
|
وَقولا لخوطِ البانِ فَليُمسِكِ الصَّبا | |
|
| عَلَينا فَإِنَّا قَد عَرَفنا بِها عَرفا |
|
سَرَت مِن هِضابِ الشّامِ وَهيَ مَريضَةٌ | |
|
| فَما ظَهَرَت إِلّا وَقَد كادَ أَن يَخفى |
|
عَليلَةُ أَنفاسٍ يُداوى بِها الجَوى | |
|
| وَضَعفاً وَلَكِنَّا نُرَجّي بِها ضَعفا |
|
وَهاتِفَةٍ في البانِ تُملي غَرامَها | |
|
| عَلَينا وَتَتلو مِن صَبابَتِها صُحفا |
|
عجِبتُ لَها تَشكو الفِراقَ جَهالَةً | |
|
| وَقَد جاوَبَت مِن كُلِّ ناحِيَةٍ إِلفا |
|
وَيُشجي قُلوبَ العاشِقينَ غِناؤُها | |
|
| وَما فَهِموا مِمّا تَغَنَّت بِهِ حَرفا |
|
وَلَو صَدَقَت فيما تَقولُ مِنَ الأَسى | |
|
| لَما لَبست طَوقاً وَلا خَضَبَت كَفّا |
|
أَجارَتَنا أَذكَرتِ مَن كانَ ناسِياً | |
|
| وَأَضرَمتِ ناراً لِلصَّبابَةِ ما تُطفى |
|
وَفي جانِبِ الماء الَّذي تَرِدينَهُ | |
|
| مَواعيدُ ما يُنكِرنَ ليّاً وَلا خُلفا |
|
وَمَهزوزَةٍ لِلبانِ فيها شَمائِلٌ | |
|
| جَعَلنَ لَهُ في كُلِّ قافِيَةٍ وَصفا |
|
لبسنا عَلَيها بِالثَّنِيَّةِ لَيلَةً | |
|
| مِنَ السّودِ لَم يَطوِ الصَّباحُ لَها سُجفا |
|
لَعَمري لَئِن طالَت عَلَينا فَإِنَّنا | |
|
| بِحُكمِ الثُّرَيّا قَد قَطَعنا لَها كَفّا |
|
رَمَينا بِها في الغَربِ وَهيَ ذَميمَةٌ | |
|
| وَلَم تُبقِ لِلجَوزاء عِقداً وَلا شَنفا |
|
كَأَنَّ الدُّجى لَمّا تَوَلَّت نُجومُهُ | |
|
| مُدَبِّرُ حَربٍ قَد هَزَمنا لَهُ صَفّا |
|
كَأَنَّ عَلَيهِ لِلمَجَرَّةِ رَوضَةً | |
|
| مُفَتَّحَةَ الأَنوارِ أَو نَثرَة زَعفا |
|
كَأَنّا وَقَد أُلقي إِلَينا هِلالُهُ | |
|
| سَلَبناهُ تاجاً أَو فَصَمنا لَهُ وَقفا |
|
كَأَنَّ السُّها إِنسانُ عَينٍ غَريقَةٍ | |
|
| مِنَ الدَّمعِ تَبدو كُلَّما ذَرَفَت ذَرفا |
|
كَأَنَّ سُهَيلاً فارِسٌ عايَنَ الوَغى | |
|
| فَفَرَّ وَلَم يَشهَد طِراداً وَلا زَحفا |
|
كَأَنَّ سَنا المَرّيخِ شُعلَةُ قابِسٍ | |
|
| تَخَطَّفَها عَجلانُ يَقذِفُها قَذفا |
|
كَأَنَّ أفولَ النَّسرِ طَرف تَعَلَّقَت | |
|
| بِهِ سِنَةٌ ما هَبَّ مِنها وَلا أَغفى |
|
كَأَنَّ نَصيرَ المُلكِ سَلَّ حُسامَهُ | |
|
| عَلى اللَّيلِ فانصاعَت كَواكِبُهُ كَسفا |
|
رَعى اللَّهُ غَيماً طَبَّقَ الأَرضَ جودُهُ | |
|
| فَلَم يُخلِ سَهلاً مِن نَداهُ وَلا نَعفا |
|
وَحَيّا عَلى رَغمِ اللَّيالي خَلائِقاً | |
|
| لو انتَحَلَتها ما ذَمَمنا لَها صَرفا |
|
وَأَبلَجَ أَحيا دارِسَ العَدلِ بَعدَما | |
|
| ثَوى وَشَقى المَعروفَ مِن بَعدِ ما أَشفى |
|
لَهُ نَشوَة في الجودِ حَتّى كَأَنَّما | |
|
| يُديرُ لَهُ العافي مُعَتَّقَةً صِرفا |
|
خَفِيَّ مَرامِ الكَيدِ تَفري شَباتُهُ | |
|
| وَما مالَ عَن نَهجِ الوَقارِ وَلا خَفّا |
|
تَفَرَّدَ عَن أَهلِ الزَّمانِ بِمَذهَب | |
|
| يَزيدُ بِهِ مَستورَ لُؤمِهِمُ كَشفا |
|
إِذا أَفقَروا أَغنى وَإِن هَدَموا بَنى | |
|
| وَإِن بَخلوا أَعطى وَإِن غَدروا أَوفى |
|
جَرى سابِقاً في حَلبَةِ الجودِ وَحدَهُ | |
|
| وَقالَ العِدى كانَ السَّحابُ لَهُ رِدفا |
|
جَمَعتَ عَلى المَعروفِ شَملَ فَزارَةٍ | |
|
| وَثَقَّفت بالإِحسانِ خَيلَهُمُ الخُنفا |
|
وَقُدَّت إِلَيهِم جُلَّةَ يَمَنِيَّةً | |
|
| فَقَد حَمَدوا تِلكَ المَوَدَّةَ وَالحِلفا |
|
وَلَو كُنتَ في يَوم الهباءَةِ شاهِداً | |
|
| لَطالَ عَلى نَفسِ الجَذيميِّ أَن يَشفى |
|
وَقَد أَسنَدَت كَلبٌ إِلَيكَ أُمورَها | |
|
| فَما فَقَدت نَصراً وَلا عَدِمَت عُرفا |
|
وَكَم لَكَ فيهِم مِن يَدٍ مُلهَمِيَّةٍ | |
|
| إِذا انتَجَعَت أَرخَت سَحائِبَها الوطفا |
|
أَصابَ سِنان دَرَّها وَهوَ حافِلٌ | |
|
| وَخَلَّفَ لِلهِرماسِ مِن بَعدِهِ خِلفا |
|
مَواهِبُ في قَيسٍ وَقَحطانَ لَم تَدَع | |
|
| لَها حافِراً يَطوي البِلادَ وَلا خُفّا |
|
أَقامَت عَلى الأَوطانِ تَشرَبُ ماءَها | |
|
| نَميراً وتَرعى رَوضَها خَضِلاً وَحفا |
|
وَقَد بَدَرَت في بُحتُرٍ لَك غَضبَةٌ | |
|
| مَنَحتَهُمُ فيها القَساوَةَ وَالعُنفا |
|
فَدانوا لأَطرافِ الأَسِنَّةِ عُنوَة | |
|
| وَكانوا لِقاحاً مارَضوا خُطَّةً خَسفا |
|
إِذا نَظَروا خِصبَ السَّوادِ وَدونَهُ | |
|
| سُيوفُكَ حاروا لا أَماماً وَلا خَلفا |
|
وَما حَلَبُ الوَرهاء إِلّا خَريدَة | |
|
| عَطَفتَ عَلَيها ثُمَّ طَلَّقتَها أَلفا |
|
فَإِن ظَهَرَت فيها عيوب كَثيرَة | |
|
| فَما عَدِمَت وَجداً عَلَيكَ وَلا لَهفا |
|
وَإِن كَفَرَت آياتُ جودِك ضَلَّةً | |
|
| فَما طَلَبَت إِلّا الصَّواعِقَ وَالخَسفا |
|
وَقَد عَرَّسَت فيها الخُطوبُ مُقيمَةً | |
|
| فَلا عَدِمَت مِن بَعدِكَ الجورَ وَالعَسفا |
|
لَكَ الخَيرُ قَد وَفَّيتَ جودَكَ فَرضَهُ | |
|
| وَمَن بَذَلَ المَجهودَ في شُكرِهِ وَفّى |
|
وَلي فيكَ مِن غُرِّ القَوافي فَضائِلٌ | |
|
| تُقَبَّلُ أَفواهُ الرُّواةِ لَها رَشفا |
|
يَنِمُّ بِها طيبُ النَّسيمِ إِذا هَفا | |
|
| وَيَنشُرُها نُورُ الرِّياضِ إِذا رَفا |
|
وَما ادّعى دُرَّ الكَلامِ لأَنَّهُ | |
|
| صِفاتُكَ إِلّا أَنَّني أحسِنُ الرَّصفا |
|