بَكيتُ أَسىً لو ردَّ عنكِ البُكا حَتفا | |
|
| وأعولتُ وجداً لو شَفت عَولةٌ لَهفا |
|
أُغالبُ فيكَ الوجدَ والوجدُ غالبٌ | |
|
| وَأيد اِصطِباري لم يزَل واهياً ضَعفا |
|
وَهَل لامرئٍ أَودى الرَدى بجنَانِه | |
|
| عزاءٌ وكفُّ الدَهر جذَّت له كفّا |
|
لكِ اللَهُ من يُمنى طوتها يَدُ البلى | |
|
| وَعينٍ رَمت عينُ الرَدى نحوها طَرفا |
|
وَدَوحةِ مَجدٍ بالمَعالي وَريقةٍ | |
|
| أَلَمَّت بها الأَقدارُ حتّى ذَوت عَصفا |
|
وَشَمسِ عُلاً بالمكرُمات منيرةً | |
|
| أَتاحَت لها الأَيّامُ من خطبها كَسفا |
|
وَذاتِ حجابٍ بالعَوالي منيعةٍ | |
|
| يَمدُّ عليها المَجدُ من صَونها سَقفا |
|
نُعاني لها الناعونَ حُزناً وإنَّما | |
|
| سَقاني بها الناعونَ كأسَ الأَسى صِرفا |
|
أَأُختيَ إِن أَمسيتِ رهنَ مقابرٍ | |
|
| فَقَلبيَ قد أَمسى على حُزنه وَقفا |
|
تكاثرني الأَشجانُ فيكِ وإنَّما | |
|
| تكاثرُ مضنىً شفّ بالوَجدِ أَو أَشفى |
|
لئن كانَ أَخفى القَلبُ يوماً تجمُّلاً | |
|
| جَواهُ فقد أَبدى لرزئِكِ ما أَخفى |
|
وَلي كربةٌ قد باينَ الصبرُ لهفَها | |
|
| فَها أَنا أَنزو في حبائلها رَجفا |
|
أَبيتُ بهاجا في المبيتِ وقد وَرَت | |
|
| بجَنبيَّ نارٌ من جَنانيَ لا تَطفا |
|
أَراوحُ ما بين اليدين على الحَشا | |
|
| وأُسبلُ من جَفني لها مَدمعاً وَكفا |
|
وَلَو وعيَت أَذناك كثرَ تأوُّهي | |
|
| عَلمت إِخائي ما أَبرَّ وَما أَصفى |
|
وَكَم عبرةٍ لا تملكُ العَينُ ردَّها | |
|
| وَجأتُ بها مَقروحَ جَفنيَ إِذ أَغفى |
|
وَزفرةِ وجدٍ رمت بالصَبر كظمَها | |
|
| فَما كدتُ حتّى أَعقَبتني الأَسى ضِعفا |
|
فَلِلَّهِ دَهرٌ لا تَزال صروفُه | |
|
| إِذا ما اِنقضى صَرفٌ أَتاحَت لنا صَرفا |
|
عليَّ لأَصنافِ الرَزايا تناوبٌ | |
|
| أُساور منها كلَّ آونةٍ صِنفا |
|
أَفي كلِّ عامٍ لي قَريبٌ يَروعُني | |
|
| برُزءٍ وَإِلفٌ يخلفُ الحزنَ لي أَلفا |
|
إِلى اللَه أَشكوها نوائبَ جمّةً | |
|
| وَصَرفَ زَمانٍ لا أُطيق له صَرفا |
|
كَذاكَ خطوبُ الدهر تعدو على الوَرى | |
|
| فَكَم أَسبَلَت طَرفاً وَكَم سَلَبَت طِرفا |
|
وَكَم أَنزلَت من شامخ المَجدِ ماجِداً | |
|
| تشيد له العَلياءُ من عزِّهِ كَهفا |
|
إِذا رامَ أَمراً هزَّ أَسمرَ عاسِلاً | |
|
| وإِن سُئِل المَعروفَ هزَّ له عِطفا |
|
أَناخَت عليه لم تراقب له عُلاً | |
|
| فألوَت به خَسفاً وأَزرت به عَسفا |
|
وَلَم تَرع إِذ أَمّته جرداءَ سابحاً | |
|
| وأَجردَ يَحموماً وَناجيةً حَرفا |
|
وَكَم قد سَبت من مَعقِل العزِّ حُرَّةً | |
|
| تَوَدُّ الثريّا أَن تَكونَ لها شَنفا |
|
تخطَّت إِليها مُرهفات بواتراً | |
|
| وَخَطّيَّةً سمراً وماذيَّة زغفا |
|
فأَخنَت عليها لا تهاب جموعَها | |
|
| وَلَم تخشَ سِتراً قد أُذيلَ ولا سجفا |
|
وَها أَنا قد حاوَلتُ صَبري تأَسّياً | |
|
| وَكيف التأَسّي والأَسى لم يزل حِلفا |
|
أَبى الوَجدُ إِلّا أَن أريقَ مدامعاً | |
|
| تبادرُني لا أَستَطيعُ لَها كفّا |
|
فَيا قَبرَها لا زلتَ أَشرفَ حُفرةٍ | |
|
| تشبَّثُ أَذيالُ النَسيم بها عَرفا |
|
يؤمُّكَ رضوانٌ من اللَه واسعٌ | |
|
| يقرِّب من ضُمِّنتَ من رَبِّها زُلفا |
|
وَلَستُ بمُستَسقٍ لكَ المزن ما همى | |
|
| لجفنيَ دَمعٌ لا أُبالي له نَزفا |
|
لؤمتُ إِذا لَم أسقكَ الدمعَ هاطِلاً | |
|
| وأَصبحت أَستَسقي لك الديمَ الوطفا |
|