أَلاَ هَل لأَيَّامٍ تَوَلَّينَ مَطلَبُ | |
|
| وَهَل عاتِبٌ زارٍ عَلَى الدَّهرِ مُعتَبُ |
|
أَرَى غِيرَ الأَيّامِ أَزرَى بِلِينِها | |
|
| وَمَعروفِها دَهرٌ بِنَا يَتَقَلَّبُ |
|
فَلِلنَّفسِ مِن ذِكرٍ لَما زالَ فانقَضَى | |
|
| عَوَائدُ أَحزانٍ تَشُفَّ وَتُنصِبُ |
|
غَلَبنَ اعتِزامَ الصَّبرِ فالقَلبُ تابِعٌ | |
|
| لِداعِى الهَوَى مِن ذِى المَوَدَّةِ مُصحِبُ |
|
فَمالَت بِكَ الأَيّامُ وَازدادَ هَفوَةً | |
|
| لِذِكرِ الغَوانِى لُبُّكَ المُتَشَعِّبُ |
|
عَلَى حِينَ لَم تُعذَر بِجَهلٍ وأَشرَفَت | |
|
| عَلَيكَ أُمُورٌ لَم تَكُن لَكَ تُغضِبُ |
|
ورَوَّحتِ الآياتُ والدِّينُ وَالنُّهَى | |
|
| علَيكَ مِنَ الحِلمِ الّذِى كادَ يَعزُبُ |
|
وكَيفَ معَ الحَبلِ الَّذِى بَقِيتَ لَهُ | |
|
| قُوىً مُحكَماتٌ عَقدُهُنَّ مُؤَرَّبُ |
|
يَزِيدُ فَناءُ الدَّهرِ فِيهِنَّ جِدَّةً | |
|
| وَتَقلِيبُ أَشطانِ الهَوَى حَيثُ يَضرِبُ |
|
تَرُومُ عَزاءً أَو تَرُومُ صَرِيمَةً | |
|
| وَفى ذَاكَ عَن بَعضِ الأَذَى مُتَنَكَّبُ |
|
عَنِ المُشِكلِ المُزجِى المَوَدَّةَ وَالّذى | |
|
| يَبِينُ فَينأَى أَو يُدَانِى فَيَقرُبُ |
|
مَعَ الطَّمَعِ اللّذ لا يَزَالُ يَرُدُّهُ | |
|
| جَميلُ النَّثا والمَنظَرُ المُتَحَبَّبُ |
|
وَقَد جُزِيَت بالوُدِّ سَلمضى وَمَا الهَوَى | |
|
| بِمُستَجمِعٍ إِلاّ لمَن يَتَحَبَّبُ |
|
وَقالت لَقَد أَعلَنتَ باسمِى وَأَيقَنَت | |
|
| بِذَاكَ شُهُودٌ حَاضِرُونَ وغُيَّبُ |
|
فَقُلتُ وإِنِّى حِينَ تَبغِى صَرِيمَتى | |
|
| لَسَمحٌ إِذا ضَنَّ الهَيُوبُ المُلزّبُ |
|
أَتَقرِبَةً لِلصَّرمِ أَم دَفعَ حاجةٍ | |
|
| أَرَادَت بِهِ أَم ذاتَ بَينِكَ تَقرُبُ |
|
وَأُقسِمُ ما اَدرِى إِذا المَوتُ زَارَنِى | |
|
| أَسلمَى بِقَلبِى أَم أُمَيمةُ أَصقَبُ |
|
فَما مِنهُمَا إِلاّ التِّى لَيسَ لِلهَوَى | |
|
| سِوَاهَا عِنِ الأُخرَى مِنَ الأَرضِ مَذهَبُ |
|
هُمَا اقتَادَتَا لُبِّى جَنِيباً وَلَم يَكُن | |
|
| لِمَن لاَ يُجازِى بِالمَوَدَّةِ يَجنُبُ |
|
فَلاَ القَلبُ يَنسَى ذِكرَ سَلمَى إِذا نَأَت | |
|
| وَلاَ الصَّبرُ إِن بانَت أُمَيمةًُ يُعقِبُ |
|
وَكَم دُونَ سَلمَى مِن جِبالٍ وسَبسَبٍ | |
|
| إِذا قَطَعَتهُ العِيسُ أَعرَضَ سَبسَبُ |
|
مَلِيعٍ تَرَى غِربانَ مَنزِلِ رَكبِهِ | |
|
| عَلَى مُعجَلٍ لَم يَحىَ أَو يَتَطَرَّبِ |
|
لِجِنّانِهِ وَاللَّيلُ دَاجٍ ظَلامُهُ | |
|
| دَوِىٌّ كَما حَنَّ اليَرَاعُ المُثَقَّبُ |
|
قَطَعتُ وَلَولاَ حُبُّهَا مَا تَعَسَّفَت | |
|
| بِنا عَرضَهُ خُوصٌ تَخِبُّ وَتَتعَبُ |
|