بأيّ هَديِ إمامٍ تَهتَدي الأُمَمُ | |
|
| وَقَد تَصَرَّمَ عَنها العِلمُ والعَلَمُ |
|
وَأيُّ كَوكَبِ حَقٍ يُستَضاءُ بِهِ | |
|
| وَقَد تَشابَهَتِ الأنوارُ والظُّلَمُ |
|
لَم يَبقَ في حَرَمِ الإسلامِ قاعِدةٌ | |
|
| لِلدّينِ يُبنَى عَلَيها الدّينُ والحُرُمُ |
|
رَزيّةٌ عَمَّتِ الأَحياءَ فانتَشَرَت | |
|
| حَتَّى تَضَعضَعَ مِنها العُربُ والعَجَمُ |
|
تَغَيَّرَت بَهجَةُ الدُّنيا فَلا حَسَنٌ | |
|
| وَلا نَعيمٌ وَلا حُسنٌ وَلا نِعَمُ |
|
يا يَومَ أحمَدَ أحيَى يَومَ أحمَدَ في | |
|
| أصحابِهِ وَهُمُ القَومُ الذينَ هُمُ |
|
أَما تَرَى الخَلقَ في تَقسيم لَوعَتِهِ | |
|
| فيهِم ألمَّ بِهِم مِن فَقدِهِ أَلَم |
|
عُمياً وَما بِالعُيُونِ النّاظِراتِ عَمَىً | |
|
| عَنِ الجِهاتِ وَصُماً ما بِهِم صَمَمُ |
|
فَما تُشيرُ إلَى ما يَطلبُونَ يَدٌ | |
|
| وَلا يُعَبِّرُ عَمّا في الصُّدُورِ فَمُ |
|
فَمَن لِجِلدةِ جِسمي إنَّها كَفَنٌ | |
|
| وَمَن لِحَبَّةِ قَلبي إنَّها رُجَمُ |
|
الدَّهرُ أثبَتَ عُذراً عِندَ مِحنَتِهِ | |
|
| لِلغادِرن إذا زَلَّت بِهِم قَدَمُ |
|
كَانَّنا وَكَأنَّا في تَخَرُّمِهِ | |
|
| ساداتِنا أُسُدٌ يُرعَى بِها غَنَمُ |
|
عِنوانُ ما بَلَغَت شُهبُ البُزاةِ بِهٍِ | |
|
| في العُربِ ما بَلَغ الغِربانُ والرُّخمُ |
|
سِيّانَ مَيتٌ وَحيُّ إن نَظَرتَ إلَى | |
|
| ما يَنتَهي وَوُجُودُ النّاسِ والعَدَمُ |
|
يا رَحمَةً ما وَقاها البِّرُ مَصرَعَها | |
|
| وَكَرمَةٌ ما فَداها الضّالُ والسَّلَم |
|
وَزَهرَةً ذَهَبَت أَيدي الخُطُوبِ بِها | |
|
| ما بَينَنا فَظَنَّنا أنَّها حُلُمُ |
|
نَعَم تُفَدَّى بِكَ الأَحياءُ عَن طَرَفٍ | |
|
| مِن ثُكلِها وَتُهنَى الأَعظُمُ الرِّمَمُ |
|
فَما دُفِنتَ وَأيمُ الله في جَدَثٍ | |
|
| وَإنَّما دُفِنَ المَعرُوفُ والكَرَمُ |
|
حاشا جَلالَكَ أَن تُنسَى وَما قَدُمَت | |
|
| بِهِ اللَّيالي وَإن أَودَى بِكَ القِدَمُ |
|
إن يَخلُ كَفُّكَ مِن سَيفٍ وَمِن قَلَمٍ | |
|
| فَشَدَّ ما حِمداهُ السَّيفُ والقَلَمُ |
|
رَعياً لأيّامِكَ اللاَّتي غَضارَتُها | |
|
| وَطيبُها في الشُهُور الأَشهُرُ الحُرُمُ |
|
وَبَلدَةٍ لا يُرَى في حُسنِها إرَمٌ | |
|
| ذاتُ العِمادِ وَلا في فَضلِها إرَمُ |
|
يا حَسرَتا لَو أفادَت كَبداً | |
|
| حَرَّى وَيا نَدَماً لو يَنفَعُ النَّدَمُ |
|
فَرَّطتُ فيكَ وَأيامي مُساعِدَةٌ | |
|
| والدّارُ جامِعَةٌ والشَّملُ مُلتَئِمُ |
|
وَما عَرَفتُكَ حَتَّى صِرتَ لا أمَماً | |
|
| هَلاّ عَرَفتُكَ لَمّا دارُنا أمَمُ |
|
بَيني وَبَينَكَ مِن أنسابِنا رحِمٌ | |
|
| إلَى الإخاءِ وَمِن آدابِنا رحِمُ |
|
قَد كُنتَ لي ولأهلِ الأرضِ شَمسَ هُدىً | |
|
| فَأصبَحَت أفلَت لا لي وَلا لَهُمُ |
|
يُقَلّدُونَكَ في الأَمرِ الَّذي جَهِلُوا | |
|
| وَيَقتَفُونَكَ في الشَّيءِ الَّذي عَلِمُوا |
|
أما وَحَقَّكَ فالحَقُّ الَّذي لَكَ يا | |
|
| مَولَى الوَرَى قَسَمٌ ما بَعدَهُ قَسَمُ |
|
إني لَئِن إن أُرَى حَيّاً وَقَد بَرَحَت | |
|
| بِكَ النَّوَى يا شَقيقَ الرُّوحِ مُحتََشِمُ |
|
وإن بَكَيتُ فَما أنصَفتُ إن فنيتَ | |
|
| رَوحي عَلَيكَ وَلَو أنَّ الدُّمُوعَ دَمُ |
|
إن عارَضَتكَ المَنايا في الشَّبيبَةِ لَم | |
|
| يَنظُر إلَى عارِضَيك الشَّيبُ والهَرَمُ |
|
وَإن أصابَكَ رَشُّ مِن غَمامَتِها | |
|
| فالشّامِتُونَ إليهِم سَيلُها العَرِمُ |
|
فَليسَ يُعجِزُها أنفٌ بِهِ خَنَسٌ | |
|
| إذا استَكانَ لَها أَنفٌ بِهِ شَمَمُ |
|
فاذهَب فَمابِأُوَيسٍ مُلِّئت قَرَنٌ | |
|
| دَهراً وَلا بِكُلَيبٍ مُلِّئَت جُشَمُ |
|
وَقَد مَضَى حاتِمٌ عَن طَيِّه وَمَضَى | |
|
| زَيدُ القَنا وَمَضَى عَن مُرَّةٍ هَرَمُ |
|
عَدت عَلَيكَ وَراحَت رَحمَةٌ وَسَرَت | |
|
| تَترَى وَامَت عَلَى أنصابِكَ الدّيمُ |
|