رَبعَ الغَمامُ بِرَبعِ ذاكَ المَنزلِ | |
|
| وَسَخا بِهِ نوءُ السِماك الأَعزَلِ |
|
وَغَدَت عَلَيهِ مِنَ الزَمان نَضارَةٌ | |
|
| شُفِعَت نَضارَتُها بِشَرخ مُقبِلِ |
|
وَكَسا مَعالِمَهُ الرَبيعُ مَطارِفاً | |
|
| خُضراً تُسدّيها رِياحُ الشَمألِ |
|
وَمَشَت بِعُقوتِهِ الرِياحُ كَما مَشَت | |
|
| صِرفُ الحُميّا في مَجاري المِفصَلِ |
|
فَلَرُبَّما اِرتَبَعَت رباهُ فتيةٌ | |
|
| مِثلُ البُدورِ طَوالِعاً لَم تَأفُلِ |
|
طارَحتُها قِدماً حَديثَ صَبابَةٍ | |
|
| وَهوَ سُلافٌ كَالسُلافِ السَلسَلِ |
|
حَتّى اِرتَقَت شَرفَ السِيادة وَالعُلا | |
|
| وَبقيتُ مُلقىً في الحَضيضِ الأَسفَلِ |
|
وَلهانَ في تِلكَ المَعاهِدِ مُنشِداً | |
|
| في إِثرِها حُزناً مَقالَ مُفَضِّلِ |
|
لِلّهِ دُرُّ عِصابة نادَمتُهُم | |
|
| يَوماً بِجِلَّق في الزَمان الأَوّلِ |
|
حَيثُ الشَبابُ الغَضُّ مُقتَبِلٌ وَلي | |
|
| بِهَوى الغَواني غَمرةٌ ما تَنجَلي |
|
وَلَقَد وَقَفتُ عَلى المَعاهِدِ سائِلاً | |
|
| عَهدَ الشَبابِ وَخابَ مَن لَم يَسألِ |
|
وَذَكَرتُ أَيّامَ الصِبا فَبَكَيتُها | |
|
| ذِكرى حَبيبٍ يَومَ بانَ وَمَنزِلِ |
|
وَغَدوتُ أُنشِدُ في مَعالِمِ رَسمِهِ | |
|
| وَالعَينُ سَكرى بِالدموعِ الهُمَّلِ |
|
حُيّيتَ يا ربع الصِبا مِن مَنزلٍ | |
|
| وَسُقيتَ رَيعانَ الغَمامِ المُسبلِ |
|
وَرَسا النَسيمُ بِساحَتيكَ فَأَصبَحَت | |
|
| عَرَصاتُ داركَ نزهَة المُتَأمّلِ |
|
يا مَنزِلاً نَزَلَتهُ أَحداثُ النَوى | |
|
| وَخُطوبُ دَهرٍ لِلصِعاب مُذلَّلِ |
|
إِن يُمسِ رَبعُكَ مُبدلاً مِن ديمةٍ | |
|
| بِالريمِ أَو مِن طِفلَةٍ بِالمُطفلِ |
|
فَلَقَد شَهِدتُ بِكَ الحِسانَ كَواعِباً | |
|
| بيضاً طَوالع كَالبُدور الكُمَّلِ |
|
مِن كُلِّ غَيداء التَثَنّي ألبِسَت | |
|
| أَعطافها بُرد الشَباب المُسدلِ |
|
رُودٌ سَقاها الحُسنُ ماءَ شَبيبةٍ | |
|
| فَغَدَت كَزَهرِ الرَوضِ غاداه الوَلي |
|
قالَت وَقَد بَصُرت بَوَجهي شاحِباً | |
|
| أزجي الركاب إِلى العُلا بِتَنقّلِ |
|
أَقفُ المُطِيَّ عَلى الطلولِ رَواسِماً | |
|
| أَبكي رُسوماً في مَحلّ مُحولِ |
|
أَتَرومُ إِدراكَ المَعالي جاهِداً | |
|
| نِضوَ القَريضِ بِمَعلَمٍ وَبِمَجهَلِ |
|
تَاللَهِ لَن تَرقى مَحلاً سامِياً | |
|
| حَتّى تُلِمَّ بِصَدر ذاكَ المحفلِ |
|
هِيَ حَضرةُ المَولى المُعَظَّمِ قَدرُهُ | |
|
| قاضي العَساكر مَن سَما شَرَفاً عَلي |
|
مَن رَأيُهُ لِلمُهتَدي وَنَوالُهُ | |
|
| لِلمُجتَدي وَعَطاؤهُ لِلمُرمِلِ |
|
كُسِيَت بِهِ الأَيّام لِيلة تِمِّهِ | |
|
| مُتَهَلّلاً كَالعارض المُتَهَلِّلِ |
|
طلقُ المُحيّا قَد علتهُ مَهابَةٌ | |
|
| فَكَأَنَّهُ مِن نُورِها في جَحفَلِ |
|
عَفُّ الإِزارِ يَجُرُّ أَذيالَ التُقى | |
|
| وَالدين بِالرَأيِ الأَسَدِّ الأَكمَلِ |
|
لا تَزدَهيهِ مَطامِع الدُنيا وَلا | |
|
| يَرنو لِزُخرُفِ حُسنِها المُتَعَجِّلِ |
|
بِنَداه أَمسى الجود مُلقٍ رَحلَهُ | |
|
| لَما اِغِتَدى فيهِ مَحَطَّ الأَرحُلِ |
|
بَوَّأتُ أَطماعي بِهِ فَكَأَنَّما | |
|
| بَوَّأتُ رَحلي في المَرادِ المبقِلِ |
|
يا مَن لَهُ قَلم شباةُ قناتِهِ | |
|
| أَمضى وَقُوعاً مِن شباة المنصُلِ |
|
إِن يُمطِهِ الخمسُ الجَداول مُفرغاً | |
|
| مِن بَحرِ فِكرٍ فيهِ دُرُّ المِقوَلِ |
|
خَضَعَت لَهُ فُرسانُ كُلِّ بِلاغَةٍ | |
|
| وَسَطاً بِناديها لِخِطبةِ فَيصَلِ |
|
حَتّى يُرى عَبدُ الحَميدِ حَميدَ ما | |
|
| أَنشاه مِن إِنشاء حُسن تَرسّلِ |
|
وَاِبنُ العَميدِ عَميدَ نَشر بَلاغةٍ | |
|
| في طَيِّها دُرُّ النِظامِ المُرسَلِ |
|
لَكَ هَضبةُ العِلمِ الَّتي فرعت عُلا | |
|
| هَامَ النَعائم وَالسماك الأَعزَلِ |
|
لَو رامَ رِسطاليسُ يُدركُ شأوَها | |
|
| لَم يَستَطع وَكَذا الرَئيسُ أَبو علي |
|
مَولاي يا مَن جُود راحَةِ كَفِّهِ | |
|
| يَربُو عَلى جودِ السَحاب الأَهطَلِ |
|
لا تُغبِبُ الأَنواءُ ربعك إِنَّه | |
|
| مِن حادِثِ الأَيّامِ أَحصنُ مَعقَلِ |
|
وَليَهنِ مَنصِبُ دَولَةٍ قُلِّدتَهُ | |
|
| عَفواً كَما مِن قَبلُ قيلَ لأَوّلِ |
|
ما مَنصبٌ إِلّا وَقَدرُكَ فَوقَهُ | |
|
| فَبِمَجدِكَ السامي يُهَنّا ما يَلي |
|
وَإِلَيكَ وافَت غادةٌ أَمسَت عَلى | |
|
| فَلَكِ القَريضِ بِوَصفِ مَدحِكَ تَعتَلي |
|
شامِيّةُ المَنشا غَدَت لَكِنَّها | |
|
| طائيّةُ الأَنسابِ مَهما تُسألِ |
|
لَو أَنَّها عَرَضَت لِقُسٍّ خاطِباً | |
|
| بِعكاظهِ لعرَته هِزّةُ أَفكلِ |
|
قَصَدَت إِلى عُليا ذُراكَ لَعَلَّ أَن | |
|
| يَرنُو لَها لَحظُ السَعادَةِ مِن عَلِ |
|
فَتَعودُ صادِرَةً وَقَد أَنهَلتها | |
|
| مِن وَردِكَ الفَيّاضِ أَعذبَ مَنهَلِ |
|
لا زِلتَ مَحروسَ الجَنابِ بِدَولةٍ | |
|
| تَسمو بِسُؤدد مَجدِها المُتَأَثِّلِ |
|
وَعراصُ رَبعِكَ لِلوُفودِ مَحَطَّةٌ | |
|
| تَأوي لَها آمالُ كُلِّ مُؤمّلِ |
|
ما راقَ مَدحٌ في عُلاكَ وَما شَدَت | |
|
| وُرقُ الحَمائم في الغُصونِ المُيَّلِ |
|
وَسَرى نَسيمُ اللُطفِ مِنكَ مُبَشِّراً | |
|
| بِبلوغِ آمالي بِغَيرِ تَعلُّلِ |
|