أَتَت تَنثَني كَالغُصنِ وَالغُصنُ يابِسُ | |
|
| وَتَرنو بِطَرفٍ أَوطفٍ وَهوَ ناعِسُ |
|
رَداحٌ بخوط البانِ تُزري رَشاقَةً | |
|
| وَتَهزَأُ بِالخَطّيِّ حينَ تُقايسُ |
|
مِنَ القاصِراتِ الطَرفِ مَهضومة الحَشا | |
|
| لَطيفةُ طَيِّ الكَشحِ هَيفاءُ آنِسُ |
|
يَفوقُ سَناها البَدرَ لَيلة تِمِّهِ | |
|
| وَيَأوي لِداني أُفقِهِ وَهوَ ناكِسُ |
|
إِذا ما رَنَت نَحوَ الحَليمِ اِستَفَزَّهُ | |
|
| هَوىً وَاِستَمالَتهُ ظُنونٌ هَواجِسُ |
|
أَتَت مَنزلي تَختالُ وَاللَيلُ دامِسٌ | |
|
| كَما زارَني وَهناً حَبيبٌ مُؤانِسُ |
|
فَما الرَوضُ بِالأَزهارِ كلّلَه النَدى | |
|
| كَما كُلّلت تيجانَهنَّ عَرائِسُ |
|
بَكاهُ الحَيا حَتّى تَضاحَكَ نَورُهُ | |
|
| وَحَلّت عَزالَيها عَلَيهِ البَواجِسُ |
|
كَسَتهُ يَدُ الأَنواءِ وَشياً كَأَنَّما | |
|
| حَبته بِأَنواع التَصاوير فارِسُ |
|
فَأَصبَحَ غِبَّ القَطر يُزهى لِجَنَّةٍ | |
|
| جَنيُّ جَناها لَم يُصافِحهُ لامِسُ |
|
بِهِ الزَهرُ بِالأَكمامِ يَسطَعُ نَورُهُ | |
|
| كَزُهرٍ لَها سَيفُ المَجَرَّةِ حارِسُ |
|
يَطيفُ بِهِ واشي النَسيمِ فَتَنثَني | |
|
| غُصونُ رُباه الهيفُ وَهيَ مَوائِسُ |
|
وَقامَ خَطيبُ الدَوحِ فيها مُغَرِّداً | |
|
| عَلَيهِ قَميصٌ حاكَهُ الطلُّ وارِسُ |
|
تُجاوبه ورقٌ بِأَلحانِ مَعبَدٍ | |
|
| وَتَشدُو عَلى الأَغصانِ وَهيَ أَوانِسُ |
|
تُذَكِّرن عَهدَ التَصابي فَأَنثَني | |
|
| وَفي القَلبِ مِن فَرطِ الغمومِ وَساوِسُ |
|
بِأَحسَن مِنها بِهجَةً حينَ أَقبَلَت | |
|
| وَحيّت كَما حَيّت ظِباءٌ كَوانِسٌ |
|
وَكَيفَ وَمَن وَشّى مَعاطِفَها فَتىً | |
|
| نَمتهُ إلى نَحوِ المَعالي مَغارِسُ |
|
رُقى مِن ذرى الآدابِ أَرفَع هَضبَة | |
|
| فَمَن ذا يُضاهيهِ وَمَن ذا يُجانِسُ |
|
فَيا اِبنَ الأُلى شادوا الفَخارَ بِعِزِّهم | |
|
| وَلَيسَ لَهُم في غَيرِ مَجدٍ تَنافُسُ |
|
بَعَثتُ بِنَظمٍ كَالليالي مُنظّماً | |
|
| حَكى دُرَّ دَمعي حينَ بانَ المجالِسُ |
|
وَكَلَّفتَني عَنهُ الجَوابَ وَحَبَّذا | |
|
| سُؤالٌ وَلَكِن أَينَ مِنّي تَجانُسُ |
|
أَثبتكَ بِالرضراضِ مِن دُررٍ حَكَت | |
|
| عَرائس زَهر قَد جَلَتها الحَنادِسُ |
|
فَإِن يَكُ مِنهُ ما يَروقُ لِناظِرٍ | |
|
| فإِنّي لَهُ مِن نُورِ وَصفِكَ قابِسُ |
|
وَدُونكها تَمشي الهوينى وَتَنثَني | |
|
| حَياءً وَطَرفُ العَينِ فيها يُخالِسُ |
|
إِلى بابِكم تَرجُو القَبولَ تَفَضُّلاً | |
|
| عَساها بِقُربٍ مِنكَ تَحظى وَتَأنَسُ |
|
فَلا زِلتَ بِالآدابِ تُتحِف صاحِباً | |
|
| مَدى الدَهرِ ما طَنَّت بِعلمٍ مَدارِسُ |
|
وَما ناحَ قُمرِيُّ الرِياض مُغَرِّداً | |
|
| وَحَنّ مُشَوقٌ نازِحُ الدارِ آيِسُ |
|