سَلامٌ كَنَشرِ الرَوضِ غِبَّ تَبَسُّمٍ | |
|
| عَلى رَبعكم مَغنى الهَوى المُتَقَدِّمِ |
|
عَلى مَعهَدٍ لَم تُبقِ مِنهُ يَدُ النَوى | |
|
| سِوى دمنَةٍ مِن عَهدِكُم لَم تُكلَمِ |
|
وَجادَت لَهُ حَيثُ الدِيارُ فَسيحَةٌ | |
|
| سَحابَةُ عَهدٍ عَهدُها لَم يُذمَمِ |
|
وَخصَّت مَغاني اللَهوِ مِنهُ وَألبِسَت | |
|
| مَعالِمهُ بُردي شَبابٍ وَأَنغُمِ |
|
وَحَيّا إِلَهُ العَرشِ قاطِنَ رَبعِهِ | |
|
| وَإِن كانَ لا يَرعى وِدادَ مُتَيّمِ |
|
تَحِيَّةَ صَبٍّ كُلَّما ذُكِرَ الغَضا | |
|
| رَمى بَينَ جَنبَيهِ بِجَمرٍ مُضَرَّمِ |
|
يَحِنُّ لِهاتيكَ الدِيارِ وَأَهلِها | |
|
| حَنينَ مَشُوقٍ نازِحِ الدارِ مُغرَمِ |
|
يَروحُ عَلى بُرح الهُموم وَيَغتَدي | |
|
| بِمَفلُوذَةٍ حَرّى وَقَلبٍ مُقَسَّمِ |
|
وَيَذكُرهُ القُمريُّ بِالأَيكِ ساحِقاً | |
|
| زَمانَ الصِبا مِن شَرخِهِ المُتَقَدِّمِ |
|
وَرَقراقِ عَيشٍ راقَ حُسناً وَنَضرَةً | |
|
| بِأَفياءِ شَرخٍ قَد ضَفا في تَنَعُّمِ |
|
وَظِلِّ شَبابٍ كانَ يَندى غَضارَةً | |
|
| وَوَشي رِداءٍ رَيعانُهُ لَم يُنَمنَمِ |
|
طَوى بُردهُ كَرّ الجَديدينِ مِثلَ ما | |
|
| طَوى وُدّ مَن أَهواه عَنّي لُوّمي |
|
وَرُبَّ صَديقٍ قَد نَعِمتُ بِقُربِهِ | |
|
| زَماناً وَجَفنُ الدَهرِ عَن وُدِّنا عَمي |
|
تَدورُ شُموسُ الراحِ بَيني وَبَينَه | |
|
| بِمَجلِسٍ أُنس في نَدامى كَأَنجُمِ |
|
إِلى أَن رَمَتنا الحادِثات بِأَسهُمٍ | |
|
| وَأَقفَرَ رَبعي مِن هَواه وَمَعلَمي |
|
طَوَت شَخصَهُ عَنّي اللَيالي وَأَسأَرَت | |
|
| بِقَلبي عَقابيلُ السقامِ المُحكَمِ |
|
وَهَل أَنا إِلّا رَبُّ نَفسٍ معارةٍ | |
|
| وَقَلبٍ مُعارٍ لِلجَوى وَالتَألُّمِ |
|
وَمِمّا شَجاني وَالحَوادِثُ جَمَّةٌ | |
|
| تَغَيُّرُ دَهرٍ في الكِرام مُحكَّمِ |
|
وَجَورُ أَخٍ يُبدي التَجَنّي وَيَنثَني | |
|
| عَلَيَّ بِلَومٍ وَالكِتاب مُحَرّمِ |
|
فَيا أَيُّها الجاني وَنَسأَلُهُ الرِضا | |
|
| تَرَفَّق عَلى صَبٍّ بِبَينِكَ قَد رُمي |
|
وَأَصغِ إِلى عَتبِ الصَديقِ فَرُبَّما | |
|
| أَعادَ عِتابٌ خُلّةَ المُتَصَرِّمِ |
|
فَها قَد بَسَطتُ العَتبَ فَاِسمَع هَديّةً | |
|
| وَأَودَعتُهُ سِلكَ الجُمانِ المُنَظّمِ |
|
لَقَد كُنتُ قَبلَ الآنِ جَلداً عَلى النَوى | |
|
| أَبِيّاً وَلَم أَربع عَلى رَسم مُعلَمِ |
|
عَلى أَنَّني لا غالِبُ الرَأيِ بِالهَوى | |
|
| وَلا قائِلٌ لِلشَوقِ إِن ضَلَّ يَحلُمِ |
|
أَروحُ بِأَثوابِ العَفافِ مُسَربَلا | |
|
| وَأَغدو بِحلمٍ مِثلَ طَودِ يَلَملَمِ |
|
وَإِن نَكَرتني خلَّةٌ أَو نَكرتُها | |
|
| رَحلتُ إلى أُخرى بِغَيرِ تَنَدُّمِ |
|
فَبدّلَني بالعِزِّ ذُلّاً هَواكُمُ | |
|
| وَلاعجُ شَوقٍ مِن نَعيمٍ مُخَيّمِ |
|
أَقولُ إِذا نامَ الخليُّ وَلَم أَنَم | |
|
| عَلى حَرّ وَقدٍ لِلضُلوعِ مُقَوَّمِ |
|
خَليليّ ما لِلخلِّ قَد حالَ وُدُّهُ | |
|
| وَوُدِّي عَلى طُولِ المَدى لَم يُصرّمِ |
|
أَغَيّرَهُ صَرفُ الزِمانِ أَمِ اِرعَوى | |
|
| إِلى وَشيِ واشٍ أَم مَقال مُنَمنَمِ |
|
فَيا مُنتَهى الآمالِ يا غايَةَ المُنى | |
|
| وَنُزهَةَ نَفسِ الصَبِّ يا ذا التَكرُّمِ |
|
لَكَ اللَهُ في صَبٍّ أَضَرَّ بِحالِهِ | |
|
| بِعادٌ لَهُ في قَلبِهِ فِعلُ لِهذَمِ |
|
مُقيمٌ عَلى رَعيِ الذِمام وَطالَ ما | |
|
| غَذاكَ لِبانَ الوُدِّ غَيرَ مُذَمَّمِ |
|
صَفَت مِنهُ أَخلاقٌ لَدَيكَ خَليقَةٌ | |
|
| بِحُسنِ ثَناءٍ مِن فَصيحٍ وَأَعجَمِ |
|
كَزَهرِ الرُبا قَد فَتَّحَتهُ يَدُ الصَبا | |
|
| وَجَرَّت عَلَيهِ ذَيلَها في تَبَسُّمِ |
|
وَراعَ لَهُ حُسن الوِدادِ وَإِن نَبا | |
|
| زَمانٌ وَلا تَسمَع مَقالَةَ مُجرِمِ |
|
أُعيذُكَ مِمَّن قالَ في وَصفِ شَأنِهِ | |
|
| أَديبٌ لَهُ في الشعرِ فَضلُ تَقَدُّمِ |
|
إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ | |
|
| وَصَدّق ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ |
|
وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عداتِهِ | |
|
| وَأَصبَح في شَكٍّ مِنَ اللَيلِ مُظلِمِ |
|
تَذَكّر رَعاكَ اللَهُ سابِقَ خلّةٍ | |
|
| وَلاحِق عَهدٍ بِالقِلى لَم يُهَدّمِ |
|
جَحَدتَ وَلاءً مِن وَلِيٍّ غَدا لَهُ | |
|
| عَلى كُلِّ مَولىً فيكَ فَضلُ المُقَدَّمِ |
|
وَأَنكَرتُ مِنهُ الوُدَّ يُزهى نَضارَةً | |
|
| وَأَقبلتَهُ صَدرَ الحُسامِ المُصَمَّمِ |
|
فَمَهلاً عَلِيَّ القَدرِ يا مَن بِحُبِّهِ | |
|
| نَفوزُ غَداً مِن ذي الجَلال بِمَغنَمِ |
|
أَتَجحَد مَن والاكَ وَالرَبعُ شاسِعٌ | |
|
| لعاً لَك هَل هَذا فعالُ مُكَرّمِ |
|
أَعد ما مَضى يَوماً إِلَيهِ لَعَلّهُ | |
|
| يَريشُ العَواري مِن نِبالي وَأَسهُمي |
|
وَإِن لَم يَكُن في غَورِ وُدِّكَ مَطمَعٌ | |
|
| وَهَبّت لَهُ النَكباءُ بِالبينِ تَرتَمي |
|
سأُعمل عِيسِي عَن بِلادِكَ راحِلاً | |
|
| لِقَولٍ شَريفٍ في العُلا مُتَقَدّمِ |
|
وَأَولى بِلادٍ بِالمَقامِ مِن الأُلى | |
|
| بِلادٌ مَتى يَنزل بِها الحُرّ يَغنَمِ |
|
وَقَد مَحّضَتكَ النُصحَ نَفسٌ لِصُحبَةٍ | |
|
| رعايتها فَرضٌ عَلى كُلِّ مُسلِمِ |
|
إِذا ما صَحِبتَ المَرءَ فَاِصحَب مُهَذَّباً | |
|
| كَريمَ السَجايا لِلفَضائل مُنتَمي |
|
وَعاشر بِخُلقٍ ما اِستَطَعتُ مُحَبَّب | |
|
| وَجانب فَدَتكَ النَفسُ كُلَّ مُذَمَّمِ |
|
وَراعِ لِإخوانِ الصَفاءِ حُقوقَهُم | |
|
| وَإِن أَنتَ ضَيّعتَ الوَفا خِلِّ تَندَمِ |
|
فَيا لا رَعى الرَحمَنُ مَن لَيسَ راعِياً | |
|
| حُقوقَ إِخاءٍ مِن صَديق مُقَدَّمِ |
|
وَأَحسِن إِلى الأَيّام وَاِعلَم بِأَنَّها | |
|
| مَطايا إِلى لَحدٍ بِغَبراءَ مُقتَمِ |
|
فَما الدَهرُ إِلّا مِثلُ أَحلامِ نائِمٍ | |
|
| وَعِزُّ الفَتى فيهِ كَطَيفٍ مُسَلّمِ |
|
وَلا تَكُ مَغروراً بِعِزٍّ تَنالُهُ | |
|
| بِهِ وَاِخشَ يَوماً أَن يَطاك بِمنسَمِ |
|
وَراقِب إِلَهَ العَرشِ وَاعلَم بِأَنَّهُ | |
|
| يَرى ما خَفي مِن كُلِّ أَمرٍ مُكَتَّمِ |
|
وَهاكَ قَريضاً قَد بَدا عَن رَويَّةٍ | |
|
| تَضمّنَ عَتباً مِثلَ عِقدٍ مُنَظّمِ |
|
خِلالَ سُطُورِ الشَوقِ يَبدو كَأَنَّهُ | |
|
| لَمى شادِنٍ يَبدُو خِلالَ تَبَسُّمِ |
|
أَرَقُّ مِنَ الصَهباءِ شُجّت عَشِيَّةً | |
|
| بِمُزنٍ مَرَت أَخلافُهُ يَدُ مِرزَمِ |
|
وَدُم في نَعيمٍ دائِمٍ وَمَسَرَّةٍ | |
|
| بِعَيشٍ هَنيءٍ مِن ذُرا العِزِّ وَاِسلَمِ |
|
مَقامُكَ مَحمودٌ وَبابُكَ مَلجَأٌ | |
|
| وَظِلُّكَ مَمدودٌ لَهُ السَعد يَنتَمي |
|
مَدى الدَهر ما بَكّى القَريض بِسَجعِهِ | |
|
| هَديلُ وَفاءٍ قَد مَضى بِتَرَنّمِ |
|