ذكر العَقيقَ فَسالَ مِن أَجفانِهِ | |
|
| وَاِشتفَّهُ وَجدٌ إِلى سُكانِهِ |
|
وَاِشتَمَّ في ريح الصَبا أَرجَ الصّبا | |
|
| فَصَبا حَليفَ جَوىً إِلى أَوطانِهِ |
|
وَشَجاهُ مَسجور الفُؤادِ إِلى الحِمى | |
|
| وُرقٌ سَواجِعُ هِجن مِن أَشجانِهِ |
|
تروى عَنِ الورقِ الغَرامَ وَطالَ ما | |
|
| دَرَسَت فُنون العِشقِ في أَفنانِهِ |
|
فيهِنّ سالِمَة الحَشا مِن لَوعَةٍ | |
|
| لَم تَدرِ طَعمَ الوَصلِ مِن هِجرانِهِ |
|
تُمسي وَتُصبِحُ في أَرائِكِ أَيكَةٍ | |
|
| مَع إِلفِها وَالعُمرُ في رَيعانِهِ |
|
تَرتادُ رَوضَ الشامِ أَخصَب مَنزِلٍ | |
|
| حَيثُ العرارُ صَغى إِلى حَوذانِهِ |
|
حَيثُ المَعالِم مُشرِقاتٌ بِالدُمى | |
|
| وَالغانيات يَطُفنَ حَولَ مَغانِهِ |
|
في ظِلِّ مُنبَجِسِ اللُجَينِ جَرى بِهِ | |
|
| ذَهَبُ الأَصيلِ يَسيلُ مِن قيعانِهِ |
|
أَلمى الظلال كَأَنَّ سُمرَتهُ لَمىً | |
|
| عَذبُ المَراشِفِ نَدَّ عَن غُزلانِهِ |
|
بَينا تراودُ فيهِ مِن عَذبٍ إِلى | |
|
| عَذب يَفوق عَلى العُذَيبِ وَبانِهِ |
|
في صَفوِ عَيش إِذ رَمَتها نيّةٌ | |
|
| لِلرُوم فاخِتُها بِسودِ رِعانِهِ |
|
هَبَطَت بِها الأَقدار أَرضاً لَم يَكُن | |
|
| فيها نُزول الوَحي مِن فُرقانِهِ |
|
سَوداءُ مُظلِمَةُ الفَضاء كَأَنَّها | |
|
| قَلبُ الحَسود عَلَيهِ ظُلمَةُ رانِهِ |
|
فَغَدَت تَنوحُ عَلى الدِيار بِمَدمَعٍ | |
|
| سَحٍّ يُباري الغَيثَ في تَهتانِهِ |
|
ماسورةُ القَلبِ المُعنّى مِن جَوىً | |
|
| مَسجورةُ الأَحشاءِ مِن نيرانِهِ |
|
تَبكي إِذا ذُكِرَ الحِمى حَيثُ الحِمى | |
|
| رَوضٌ تَفَرَّد في ذُرى أَغصانِهِ |
|
تَنفَكُّ تَنثُرُ لُؤلُؤاً مِن مَدمَعٍ | |
|
| كَالدُرِّ ينظمُ في سُموط جُمانِهِ |
|
حَتّى تَرى رَوضَ الحِمى أَو تَجتَلي | |
|
| رَوضَ اِبنِ بُستانٍ إِمامِ زَمانِهِ |
|
قاضي العَساكر مَن تَبَوّأ مَنزِلاً | |
|
| تُمسي النُجومُ الزُهرُ مِن أَخدانِهِ |
|
المُعتلي شَرَفَ العُلا بِبيانِهِ | |
|
| المُجتَلي سِرَّ القَضا بِعِيانِهِ |
|
ذُو غايَةٍ في المَجدِ رامَ بُلوغَها ال | |
|
| فَلَكُ المُحيطُ فَجدَّ في دَوَرانِهِ |
|
سَبَقتهُ فَاِستَعدى عَلَينا طاوِياً | |
|
| لِصَحائِف الأَعمالِ في سُرعانِهِ |
|
لِلَّهِ مَولىً هامُ هِمَّتِه سما | |
|
| هامَ السِماك فحلَّ فَوقَ مكانِهِ |
|
مولىً تَرَدّى الفضلُ أَبهى حُلَّة | |
|
| تَوشيعُها المَعروفُ مِن إِحسانِهِ |
|
ظِلُّ المُحيّا لَو يُقابل نُورَهُ | |
|
| بَدرُ الدُجى لِحِماه عَن نُقصانِهِ |
|
وِإِذا دَجى لَيلُ الخُطوبِ فَرَأيُهُ | |
|
| فيها كَضوءِ الشَمس في لَمَعانِهِ |
|
ماضي العَزائِمِ خَيرُ مَولى أمَّه | |
|
| رَكبٌ يَجوب البيدَ في رَمَلانِهِ |
|
في ثَني بُردَيه إِمامُ تَقىً وَفي | |
|
| حِقوَيه رَضوى بانَ بَعدَ إِبانِهِ |
|
هُوَ مَن عَلِمتَ فَدَع سِواهُ وَمَن يُرِد | |
|
| بِحرَ المَكارم صَدَّ عَن غُدرانِهِ |
|
بَحرٌ لَنا مِن راحَتيهِ جَداوِلٌ | |
|
| طَفَحَت فَسالَت مِن مَسيلِ بَنانِهِ |
|
مُتَبَسِّمٌ يَومَ النَدى لعُفاتِهِ | |
|
| كَالرَوضِ ضاحَكَهُ نَدى هَتّانِهِ |
|
ما رَدَّ يَوماً سائِلاً وَلَهُ سَطى | |
|
| باس تَردُّ الدَهرَ عَن حَدَثانِهِ |
|
راوي حَديث العِلمِ عَن نُعمانِهِ | |
|
| حاوي فُنون الفَضلِ مِن بُستانِهِ |
|
العالِمُ الطهرُ الَّذي ظَهَرَت لَهُ | |
|
| كَشفاً شُؤون الحَقِّ في أَعيانِهِ |
|
وَجَلا صَدا الأَلوان عَن مِرآتِهِ | |
|
| وَرَأى وُجُودَ الحَقِّ في سَرَيانِهِ |
|
فَأَتى عَلى عين اليَقينِ وَقَد مَضى | |
|
| وَالقَومُ فيهِم غَفلَة عَن شانِهِ |
|
صَبَّ الإِلَهُ سَحابَ رَحمَتِهِ عَلى | |
|
| ذاكَ الضَريح وَحاضِري جِيرانهِ |
|
حَتّى يَعودَ ثَراه أَنضَر رَوضَةٍ | |
|
| فيها جَميمُ النَبتِ مِن رَيحانِهِ |
|
وَغَدَت تَحايا الرَب كُلَّ عَشيَّةٍ | |
|
| تُهدى إِلَيهِ عَلى يَدي رِضوانِهِ |
|
فَبِحَقِّهِ رَبا عَلَيكَ وَوالِدا | |
|
| وَبِحَق ما تَرعاه مِن رِضوانِهِ |
|
أَلّا نَظَرتَ لِعَبدِ بابِكَ راحِما | |
|
| فَالدَهرُ جارَ عَلَيهِ في عُدوانِهِ |
|
عطفاً عَلَيهِ بِمَنصبٍ يَسمو بِهِ | |
|
| بَينَ الأَنام وَمِزه عَن أَقرانِهِ |
|
فَلَقَد شَجاه جاهِلٌ في دَرسِهِ | |
|
| يَرقى وَرَبُّ الفَضلِ في حِرمانِهِ |
|
حاشا لِما حَرَستهُ كَفُّ نَداك أَن | |
|
| يَذوي وَفَيضُ نَداك في جَرَيانِهِ |
|
وَلِمثل فَيضِكَ أَو يُؤخِّر ساعَةً | |
|
| عَنهُ وَهَذا الوَقتُ وَقتَ أَوانِهِ |
|
وَاِستَجلها عَربِيَّةً أَوطانُها | |
|
| شِعب الغَوير وَمُلتَقى كُثبانِهِ |
|
قَلَّدتَها دُرَّ المَدائِحِ لُؤلُؤاً | |
|
| رَطبا يَكاد يَفوقُ دُرَّ عُمانِهِ |
|
وَكَسَوتَها وَشيَ الثَناءِ مُحبَّرا | |
|
| بُرداً يَفوحُ المسك مِن أَردانِهِ |
|
وَاِبسُط لَها كَفّ الرَجا وَأَقِم لَها | |
|
| بِالروم وَزناً تَعلُ في ميزانِهِ |
|
فَالشعر عِندَ القَومِ حاشا سَيّدي | |
|
| لا فَرقَ بَينَ هَجينه وَهِجانِهِ |
|
وَاِسلَم وَدُم في نِعمَةٍ مَحسودَةٍ | |
|
| طولَ المَدى وَالعَيشُ في رَيّانِهِ |
|
وَبَنُوكَ أَقمارُ الفَضائل ما سَرى | |
|
| بَرقٌ فَهاجَ الصَبّ في لَمَعانِهِ |
|